( بغرفة كارما)
كانت تجلس على فراشها الوردى ذات النقشات الكرتونية وهى تضم ركبتيها اليها بدموع وكسرة فحلمها انقلب الى اسوء كوابيسها
كارما بدموع: هو ازاى اتجرأ وعمل فيا كدة (وبقهر شديد) لا واللى قاهرنى انى سكتله دا كان محتاج قلم يفوقه بس مش عارفة ايه اللى حصلى فجاه اتخشبت مكانى ومعرفتش اعمل حاجة يغور هو وشركته هو فاكر نفسه ايه (وبتريقة) قال حشرة قال مشافش نفسه كلب البحر ده شبه الخنفسة الخرساء
(لترفع يدها للاعلى وبدعاء) الهى يارب تولع ياداغر ياابن ام داغر بشركتك اللى طالع بيها السماء دى ومخلياك مطبش فى الناس زى الثور الهايج (وبخفوت) بس حرام مستر عمار لا ده مستر كده ييح يخربيت حلاوته يضرب داغر ده بالشبشب
لتمسح دموعها بكبرياء : انا جعانة لما اشوف ماما عاملة اكل ايه
كارما بصريخ: ياست الكل الاكل جهز ولالا
لتقفز من على فراشها بطفولة
(على مائدة الطعام المستطيلة)
كانت تتطلع الى ابنتها بتفحص ونظرات حائرة
الام بنفاذ صبر : اقطع دراعى يابنت بطنى لو مكانش حصل حاجة زعلتك فى المقابلة بتاعة النهاردة انا عارفاكى مبتكليش كدة غير لما بتبقى مخبية حاجة متتكلمى يابت بدل مديكى بالمغرفة دى على دماغك
كارما والطعام بداخل ثغرها: يوووه ياماما مانا قولتلك مليون مرة محصلش حاجة ومستر عمار شكر فى السى فى بتاعى وقالولى حنتصل بيكى احلفلك بايه بس يعنى عشان تصدقى
الام وهى تضرب كارما على راسها بخفة : مش حتبطلى العادة دى قولتلك مليون مرة متتكلميش تانى وانتى فى بوقك اكل
(وبعدم اقتناع) انا حعمل نفسى مصدقاكى عشان عارفة انك كدة كدة حتحكيلى
كادت كارما ان تجيبها ولكن قطع حوارهم طرقات خافتة على الباب
الام وهى تمط شفتيها بتعجب: ايه ده ياترى مين اللى جايلنا الساعة دى
مطت كارما شفتيها : وانا ايش عرفنى حد قالك عنى مخابرات
الام بنفاذ صبر: يابنتى ارحمينى بقا انتى كل حاجة بتاخديها تريقة كدة استنى لما اشوف مين
لتنهض عن مقعدها وتسير نحو الباب لتفتحه
الام بترحيب وهى تنظر الى عمار باستغراب: اهلا يابنى مين حضرتك
عمار بحرج: مساء الخير يافندم انا اسف لو جيت فى وقت مش مناسب بس انا كنت جاى اقابل الانسة كارما
كارما بفزع من الداخل وهى تسترق السمع : يالهوى مش ده صوت الواد الحليوة بتاع الصبح اه والله شكله هو ( وبتعجب) بس هو ايه اللى جابة لغاية هنا وعرف مكانى منين (وبتفكير) اكيد جاى يعتزر عن كلب البحر بتاع الصبح
الام بترحيب : اه طبعا اتفضل يابنى ده بيتك
سار عمار فى اتجاه الداخل بحرج ليتفاجئ بتلك الصغيرة ترتدى سويت شيرت على هيئة ارنب وتحمل فى يدها اليمنى جزرة
عمار وهو يهمس لنفسه بتعجب : والله انا قولت من الاول طفلة ده ربنا يستر عليكى يابنتى من ادم
لتنهض كارما عن مقعدها بفزع بمجرد رؤيته
كارما بتفاجئ وتعجب : مستر عمارهو انت ايه اللى جابك قصدى عرفت عنوانى ازاى قصدى يعنى حصل ايه
عمار وهو يكتم ضحكته : اهدى اهدى ياانسة انا بس كنت جاى لحضرتك كلمتين على انفراد ده بعد اذنك طبعا
تبادلت كلا من كارما وامها النظرات بتعجب وحيرة
كارما باستغراب وهى تعقد حاجبيها: اه طبعا اتفضل حضرتك فى الصالون
الام بترحيب : اتفضل يابنى ده البيت بيتك تحب تشرب ايه
عمار بحرج: ممكن لو ينفع قهوة سكر زيادة
الام ببشاشة : طبعا يابنى اتفضل ثوانى وتكون جاهزة
سار كلاهما الى الداخل كانت انظار عمار متعلقة باجواء واثاث ذلك المنزل بابتسامة شاردة فتلك الأجواء الدافئة يفتقدها بشدة
كارما باستغراب وهى تجلس بكبرياء: خير يامستر حضرتك كنت عايزنى فى حاجة ولو جاى تعتزر عن اللى عملو الكلب السعران بتاع الصبح ده ف انا اسفة الاعتزار مش مقبول
عمار وهو يحاول ان يتحكم في ضحكاته :على فكرة بعد الارنب اللى انتى لابساه ده مش لايق عليكى الدور ده خالص (وبتساؤل) هو انتى متاكدة انك عندك 23 سنة
كارما بضيق وهى ترفع سبابتها بتحذير: هو حضرتك جاى تكمل على اللى عملو صاحبك ولا لقيت نفسك فاضى فقولت تيجى تتريق عليا شوية مانا بقيت ملطشة
عمار وهو يرفع يديه باسف : انا اسف والله مقصدش واسف جدا عن اللى حصل الصبح والله انا جاى هنا مخصوص عشان اردلك كرامتك
كارما وهى تضيق عينيها بعدم تصديق : ازاى يعنى انت جاى هنا مخصوص تعتزر يعنى ولا ايه مش فاهة
عمار وهو يفرك كفيه وبترقب : حفهمك انتى بعد ممشيتى انا فهمت داغر انى مضيتك على عقد يعنى انتى في نظره بقيتى موظفة رسمي في الشركة ياكارما
كارما بتعجب وهى ترجع خصلة من شعرها خلف اذنها : ازاى يعنى طب انت استفدت ايه انا مش فاهمة انت عايز تفهمنى انك بتعمل كل ده عشان ترجعلى كرامتى لا اسفة مش مقتنعة ( وبكبرياء شديد) انا اصلا استحالة اعتب شركة الكلب السعران ده تانى ده على جثتى
عمار بمكر وهو يمط شفتيه: يبقى انتى ياكارما اللى بتضيعى حقك بايديكى صدقينى ياكارما دى فرصة مش حتتكرر تانى انتى يعنى عايزة تفهمينى انك مكونتيش بتتمنى قبل ماجى انك مكنتيش سكتى على الإهانة اللى هو اهانهالك دى
(ليحرك راسه بياس مصطنع) انا اسف ياكارما انى افتكرتك اقوى من كدة وضحيت بوقتى عشان ارجعلك كرامتك اللى انتى متنازلة عنها
كارما بتردد وهى تفرك كفيها: طب افرض انا وافقت انت برضو مصلحتك ايه من كل ده وبعدين مهو ممكن بكل سهولة يطردنى من الشركة ايه اللى حيمنعه يعنى
عمار بابتسامة هادئة: لا من الناحية دى اطمنى انتى زى مشوفتى بنفسك أسلوب داغر عامل ازاى وده اللى مخلى مكتب العمل رافع قضية على الشركة عشان معاملته مع الموظفين اللى انتى شوفتى جزء بسيط منها وكمان داغر كان طارد اكتر من 100 موظف بدون اى سبب وده اللى خلى الموضوع يكبر لانهم اشتكوه فداغر لو طردك حيبقى بيضعف موقفه في القضية ياكارما فهمتى وداغر مش بالغباء ده ومن ناحية انا حستفاد ايه انا حستفاد كتير اوى ياكارما داغر يبقى ابن عمى وصاحب عمرى يعنى تقدرى تقولى كدة انا مليش غيره وهو ملهوش غيرى هو عنده عقدة من الستات عموما وانا شايف انك الوحيدة اللى حتقدرى تفكى العقدة دى انا لأول مرة اشوف صاحبى في الحالة دى ده كان حيطلع نار من بوقه كمان شوية
كارما باستهزاء وهو تمط شفتيها: هو ده حاجة ممكن تنفع معاه ده عامل زى الكلب السعران وبعدين انا لو شوفته قدامى مش حرحمه أساسا
عمار بترقب: ها قولتى ايه حتساعدينى
كارما بتفكير وملامح حائرة : ادينى فرصة افكر
عمار بابتسامة هادئة وكأنه يقرأ مابداخلها: ماشى ياكارما حستناكى بعد اذنك
ثم نهض عن الاريكة ليسير نحو الباب وهو يستعد للخروج
الام بعتاب وهى تحمل الصينية بين يدها: ايه يابنى رايح فين بس دانت ملحقتش تشرب قهوتك
عمار باسف: معلش ياامى مرة تانية ان شاء الله
الام ببشاشة: تنور يابنى د البيت بيتك مع الف الف سلامة
القى عمار نظرة خاطفة على كراما قبل ان يخرج : مستنى ردك ياكارما
كارما وهى تهز راسها باضطراب: ان شاء الله يامستر
الام بتفحص بعد ان أقفلت ذلك الباب: مقولتليش بقا الاستاذ ده كان عايز ايه
كارما بشرود وهى تسير نحو حجرتها: ها حبقى اقولك بكرة
(من جهة اخرى فى مكانه السرى)
كان مغمض العينين شعورا غريبا يراوده وكأن الماضى يلعب لعبته يشعر بالنيران تحرق صدره من جديد ليفتح عيناه وهو يراقب امواج البحر الثاثرة كثوران قلبه وكأن برؤيتها اطلقت كل وحوشه الثائرة فالقدر دسها له ليقبض على راسه بعنف محاولة لاستيعاب وجودها وكأن وجودها كان بمثابة خنجر انغرس فى جراحه دون رحمة
ليصرخ داغر بقوة وعنف : ابعدى عن حياتى بقا انا مش حسمحلك تكسرينى تانى انا مبقتش ضعيف مبقتش ضعيف انا داغر زيدان حدمرك قبل متدمرينى انتى فاهمة حدمرك
لينتفض داغر كالملسوع ليتجه الى سيارته بغضب اقسم بداخله انه سيجعلها تزيق من الألم اضعاف ما شعر به كان يقود بشرود وهو لايعرف وجهته وكلما طاردته تلك الذكريات كان يزيد من سرعته ليقطع شروده اضواء عالية مصوبة فى عينه ليغير اتجاه مقود السيارة مسرعا ليضغط على فرامل السيارة قبل ان تنحرف محدثا صوتا مرتفع اثر احتكاك العجلات بالارض كان يلهث بغضب فى محاولة للتحكم فى غضبه ليستند بظهره على مقعد السيارة وتلك الزكريات تهاجمه بشراسة لم يشعر بمدى الوقت ليفيق من شروده وهو ينظر الى ساعة يده ليرى ان الوقت قد اوشك على الخامسة فجرا ليدير محرك السيارة بوجوم
( فى صباح اليوم التالى)
كان عمار يتحرك فى مكتبه بتوتر يدعوا ان يستجيب الله له وتتحقق رغبته ليقطع شروده طرقات خافته على باب المكتب
عمار بتوتر : ادخلى ياريهام (ليسمع صوتا يتمناه بشده )
كارما بشقاوة وهى تظهر راسها من الباب : مينفعش كارما طيب
عمار وهو يركض نحوها ويتنهد براحة : انا كنت خايف متجيش
كارما بغمزة وشقاوة : بصراحة مقدرتش اسيب حقى وكمان بصراحة حموت وافرس الكلب السعران ده جدا
كان يتفحص ماترتديه بابتسامة مرحة: لا مهو باين داخلة على تقيل يامفترية جاية بسنجاب ايه الافترى ده
كارما وهى تمط شفتيها وتمسك بثيابها : ايه مالو السنجاب انا بحبه وبعدين ده اكتر سويت شيرت بحبه هو والارنب
عمار وهو لا يستطيع ان يتحكم بضحكاته : داغر لو شافك حيجييلو سكتة والله
كارما بلامبلاه : خليه يجيلو جلطة نخلص من سمه اللى عمال ينتشر فى المكان ده
عمار بذهول وضحك : على فكرة انتى مش طبيعية والله دانتى اكتشاف بجد ياعينى عليك ياداغر يابنى
كارما باستنكار وهى تفتح فاها بدهشة : لا والله قصدك ايه بقا ان شاء الله دانا قمر(وبغرور ووعيد وهى تفرك كفيها) بس هو من ناحية ياعينى عليه فهو ياعينى عليه فعلا دانا مستحلفاله
عمار بسرعة: طب يلا مفيش وقت لازم تمضى العقد قبل ماداغر يجى عشان لو طلب يشوفه
كارما بتوتر: يلا ربنا يستر
كارما بعد ان وقعت على العقد : هو كدة المفروض اعمل ايه
عمار بابتسامة : متقلقيش انتى حتبقى السكرتيرة بتاعة ادم وشغلك حيبقى ادارى و......
ليقطع حديثهم دخول ريهام لتعلن عن وصول داغر وكأن تلك الجملة كانت بمثابة انذارات الخطر
عمار بتوتر: ربنا يستر ( الا انه استجمع رباطة جأشه ليخبر كارما بصلابه) كارما انتى جاهزة صح
كارما وهى تفرك يديها وباصرار :طبعا جاهزة ده جه لقضاه يامستر
لتشهق بفزع وهى تراقب ذلك الباب يفتح ليدخل ذلك الداغر بخطوات ثابتة وهو ممسك بملف بيديه لتستجمع رباطة جأشها
داغر دون ان يرفع عيناه: عمار عملت ايه في موضوع السكرتيرة اتصرفت ولا لا
ليوجه عمار انظاره اليها قاصدا ان يحثها على الكلام
كارما بشجاعة وبرود وهى تعقد زراعيها: اؤمر يامستر تؤمر بحاجة
ليرفع داغر عيناه وهو يتطلع الي مصدر الصوت بدهشة كانت عيناه كالبركان وقف يراقبها بنظرات مدهوشة وهى تبتسم له فى ثقة وبرود صك على اسنانه بغضب ثم اتجه اليها بخطوات غاضبة تكاد تشق الارض ليقبض على رسغها بعنف غير ابه لمحاولة عمار بابعاده عنها واخذ ينظر اليها بنظرات قاتمة ويراها تبتسم له ببرود
ليهمس بفحيح جعل الرعشة تتجه لاوصالها : انتى ازاى تتجراى وتسمحى لنفسك تدخلى الشركة دى تانى وبتعملى ايه هنا
كارما بشجاعة لم تعلم مصدرها : جاية اشوف شغلى يامستر داغر ولا ممنوع ولا نسيت انى ماضية عقد (وبغمزة) ومتهيالى ان العقد ده ميخلكش تقدر ترفدنى قبل ال 3 شهور
لتطلع الى عمار بتساؤل: مش ده برضو مكتوب فى العقد ولا انا بقول حاجة غلط يامسترعمار( لتنقل انظارها الى داغر تطالعه بتحدى)
لم يعطها داغر فرصة للحديث اكثر ليجذبها من مرفقها دافعا اياها بحدة وهو يهمس بقسوة : تبقى انتى اتهبلتى لو فكرتى انك ممكن تشتغلى فى شركتى غصب عنى انتى لسة معرفتيش انا مين والعقد ده بليه واشربى مايته
كانت تنظر داخل عيناه بتحدى لتظهر ابتسامة غامضة على وجهها لتستجمع قوتها وتضغط بحذائها على قدمه بقوة وتدفعه بعيدا عنها وسط صدمته
كارما ببرود وتحدى : ياريت تتكلم على قدك ياشاطر احب اقولك بقا انك انت اللى متعرفش لغاية دلوقتى انا مين انت مش قدى ياشاطر
(وبسخرية)وبعدين كل متتكلم تقولى انتى مش قدى انتى متعرفيش انا مين حتكون مين يعنى ابن بارم ديله (وبغمزة وهى تجلس على المقعد ببرود) انا قاعدة فى مكان عملى عايز تطلعنى جيبلى البوليس اللى حيعرفك انك متقدرش تطلعنى قبل ال 3 شهورولا ليه مانا اروح بالعقد بتاعى اشتكى لمكتب العمل وهو بقا يشوف مين معاه الحق ومتهيالى يامستر القضية لسة في المحاكم ولا انا غلطانة
كان داغر يود ان يحطم راسها تلك العنيدة المغرورة لم يسبق لاحد ان تطاول عليه مثلها ليقسم انه سيذيقها الجحيم ليتجه اليها بخطوات غاضبة محاولة لامساك مرفقها لولا يد عمار التى سبقته
عمار بحدة: متهدى بقا ياداغر المواضيع متتحلش كدة هى موقفها سليم
داغر بقسوة وصراخ: على جثتى ياعمار ان الحشرة دى تشتغل فى شركتى دانا مشغلهاش عندى خدامة
كارما بعصبية وحدة : هو انت ياواد مش شايف نفسك دا بتاع الجزم انضف منك منفوخ على ايه
عمار بحدة : خلاص بقا ايه شغل العيال ده وبعدين هي عندها حق انت لو رفدتها ياداغر حتبقى بتكسبهم القضية على طبق من دهب واحنا في غنى عن المشاكل دى
داغر وبغموض وفحيح افعى :انا موافق انك تكملى في الشركة بس اوعى تفتكرى انى وافقت عشان انتى لاوية دراعى مفيش مخلوق في الدنيا دى يقدر يلوى دراع داغر زيدان انا وافقت عشان اندمك على اللحظة اللى فكرتى فيها تتطاولى على اسيادك
كارما بلامبلاه: مش محتاجين نشوف ان شاء الله حجبلك جلطة قريب يامديرى العزيز
داغر بغضب : حنشوف الايام جاية ياسكرتيرتى العزيزة وجهزى نفسك عشان فى اجتماع مهم كمان ساعة وانتى اللى حتتكلمى عن الصفقة واخر مرة تلبسى كدة
كارما وهى تخرج ببرود : حبقى افكر فى موضوع اللبس ده ( لتتقابل نظارتها مع نظرات عمار لتغمز له بشقاوة )
التقط داغر الزهرية ليهشمها بغضب : حيوانة حيوانة
عمار بضيق وهو يراقب أفعال صديقه: اهدى يا داغر مش كدة حصل ايه يعنى ايه لكل ده ايه مش حتقدر تتحمل 3 شور دانت عمرك مكنت كدة (وابتسامة ماكرة) بس غريبة يعنى شكلك اخد الموضوع بتحدى
داغر بنبرة اقرب للفحيح: متخلقش اللى يتحدانى
ابتلع عمار ريقه بتوتر وهو يدعك رقبته بكفه الايمن : ناوى على ايه ياداغر
داغر بغموض : على كل خير
(فى غرفة الاجتماعات)
كانت غرفة الاجتماعات تعم باعضاء مجلس الادارة والمندوبين من الشركة الاخرى وكان داغر يترأس راس الطاولة كانت كارما تشعر بتوتر كبير وسط نظرات داغر الحادة والمليئة بالشماتة ونظرات عمار التى تبث الطمئنينة بداخلها ليشير داغر اليها يغطرسة واضحة وابتسامة تحمل الشماته لتنهض كارما بتوتر لتبدأ فى عرض تفاصيل المشروع الجديد الخاص بشركة الجندى تراجع داغر باريحية على مقعده ثم حل ازرار سترته السوداء الحالكة وظل يطالعها بنظرات ثاقبة وهى تتحدث بثقة وتشرح تفاصيل المشروع بدقة والخطة المالية له ثم اضيئت غرفة الاجتماعات لتبدا كارما بتوزيع الاوراق الخاصة بالمشروع والتكاليف المبدئية
داغر بلهجة قوية : اظن زى مواضح قدامكم ده حيبقى اكبر مشروع سياحى فى الغردقة والتكاليف المبدئية كلها واضحة وورق الشراكة جاهز للامضاء
مندوب من الشركة :بس مستر داغر هو حضرتك مش شايف انك طالب كتير شوية وكمان حضرتك ليك النسبة الاكبر شركة حضرتك بتملك 70% من المشروع والنسبة الباقية لشركتنا انا بقول يعنى لو حضرتك توافق ان النسبة الخاصة بينا تزيد شوية لو حتى تبقى 40%
داغر بنبرة قوية لا تقبل النقاش : اظن انتو عارفين كويس انتو بتتعاملو مع مين ولا ايه وشروطى كانت واضحة من الاول ولو عندكم اى اعتراض فانا اسف طلبكم مش عندى
تدخلت كارما باستئذان: معلش ممكن تسمحولى اتكلم
المندوبين: اتفضلى
كارما بعملية : اظن حضرتك لو بتفكر بالارقام حتلاقو ان الشراكة دى حتكون مكسب لشركتكم اكتر مننا انا طبعا مقدرش انكر ان سمعة شركتكم ليها وزنها فى السوق بس سورى يعنى ارتباط اسمكم مع اسم زيدان وبمشروع ضخم زى ده حتكون نقلة تانية بالنسبة لاسهمكم ولا انا بقول حاجة غلط
نظر المندوبين الى بعضهم بنظرات موافقة
احد المندوبين : تمام يادم باشا احنا موافقين على كل الشروط وجاهزين على الامضاء
كانت نظرات داغر معلقة بكارما بنظرات حائرة
داغر بلهجة قوية : تمام اتفضلو
قام المندوبين بلملمة اشيائهم بعد امضاء عقد الشراكة ليصافحوا كلا من داغر وعمار ثم سارو فى اتجاه الباب
كارما بثقة عالية : تؤمر بحاجة تانية يامستر
داغر بنظرات نارية وهو يعض على شفتيه : لا اتفضلى على مكتبك
كارما وهى تلوى فمهمها باستخفاف: حاضر يا مستر بعد اذنك بقا عشان اشوف شغلى (ثم خرجت امامه متمايلة بغرور وثقة)
عمار باستغراب وهو يعقد حاجبيه : طب انا نفسى اعرف دلوقتى مضايق ليه دى البت عملت شغلها اهو دى اقنعت المندوبين في ثانية
داغر بضيق وهو يضرب بقبضته على سطع المائدة:ماهو ده اللى حيجننى يااخى
عمار بمكر:ااااه قول كدة بقا انت عملت الحوار ده كله عشان هى تبوظ الدنيا وتعرف تلاقى سبب انك تطردها عشانه مش سهل برضو انت ياداغر
نظرة واحدة كانت كفيلة باسكات عمار
عمار باسف: خلاص ياعم انا اسف انا سكت اهو
ثم امسك بالاوراق الموضوعة امامه قائلا: انا حروح مكتبى بقا ثم نهض عن مقعده وسار باتجاه الباب ليتوقف فجاه قبل ان يخرج قاصدا استفزازه
عمار بصياح: داغر على فكرة شكلك يجنن وانت متعصب ثم خرج مسرعا قبل انفجار البركان
(فى مكتب كارما)
عمار بتصفيق حار:لا بجد شابووه ايه يابنتى الجمال ده دانا مصدقتش نفسى دانا كنت خايف عليكى ياشيخة
كارما بفرحة :انا اصلا مش مصدقة انى عملت كدة دانا كنت مرعوبة بس بصراحة اول مشوفته وهو مستنى يشمت فيا كنت حموت واكبسه والحمد لله عدت على خير
عمار وهو يتفحص كارما باعجاب وتساؤل: بس تعاليلى هنا انتى فهمتى الشغل بسرعة كدة ازاى دانتى كانك دارسة الصفقة كلها دانتى اقنعتيهم في ثانية
كارما بحماس وهى تصفق بيديها: اصل انت مش فاهم المجال ده بالنسبالى ايه انا من ساعة متخرجت وانا بحلم انى اشتغل هنا ( وبتنهيدة مليئة بالحسرة)اينعم انا عارفة انى حبقى هنا بوضع مؤقت بس على الاقل حكون حققت حلمى ولو لفترة صغيره
كان شعور الذنب يتاكل بداخله فهو من ادخلها بتلك اللعبة رغم علمه بمصيرها المحتوم تمنى عمار لو يتراجع ولكن مع الاسف نفذ وقت التراجع فهو اقسم بانه سيفعل اى شئ فى سبيل انقاذ صديقه
عمار بشفقة:كارما انا اسف انا عارف انى ......
قاطعته كارما باعتراض:لا لا لا والنبى مش عايزين صعبانيات دلوقتى خالص (وبفرحة) مش عايزين ننسى اننا جبنا اول جون فى الخنفساء الخرساء
عمار بضحك:ههههههه يابنتى ارحمينى انتى جايبة خفة الدم دى منين دانا مكدبتش لما قولت ياعينى عليك ياداغر
كارما بشقاوة وغمزة: كارما دايما موجودة للازمات يافندم
شرد عمار فى ضحكة كارما كانت عيناه تتفحص ملامحها بعناية وخصلاتها المتمردة حول وجهها
كارما بتلويح وصياح: هييييييييه في ايه يامستر سرحت فى ايه (وبغرورمصطنع) انا طبعا عارفة انى زى القمر وكدة واتحب من اول نظرة بس مش للدرجادى
عمار بدون وعى: انتى فعلا جميلة وجميلة اوى كمان( ليستوعب عمار ماتفوه به)
كارما باضطراب ووجها يشبه حبات الطماطم وهى تعبث فى شعرها بتوتر : انا انا حقوم اجيب قهوة لحسن مصدعة اوى
ثم نهضت عن مقعدها باضطراب وخرجت مسرعة
عمار بضيق من نفسه: ايه اللى انت هببته ده انا مش عارف انا عملت كدة ازاى اساسا ياترى حتقول عليا ايه بس بقولك ايه ركز فى الشغل بدل مالكلب السعران يقتلك دلوقتى
( ليدرك ماتفوه به وبضحك) يخربيتك ياكرما من يوم وعملتى كدة امال بعد كدة حتخليه يقتلنا قليل علينا والله
ثم بعثر شعره بانامله وبدا فى فحص الاوراق الموضوعة امامه