فى اليوم التالى
دخلت كارما مكتب داغر بابتسامة صفراء : اصطبحنا وصبح الملك لله اؤمر يامستر داغر
داغروهو يحاول التحكم فى غضبه: انا نبهت عليكى كام مرة تغيرى طبيعة لبسك وتلبسى لبس يليق بالشركة اللى انتى بتشتغلى فيها
كارما ببرود وهى تمط شفتيها: أولا يا مستر اللبس ده حاجة شخصية يعنى انا مثلا مينفعش اجى اقولك ان لبسك مش عاجبنى ومخليك شبه العواجيز انت حر وثانيا زى محضرتك عارف العقد اللى انا مضياه مفيهوش بند انى لازم البس زى محدد وحضرتك امبارح قولتلى وانا قولت حفكر هو مش امر واجب التنفيذ يعنى
داغر بتحذير وهو يرفع سبابته: وانا هنا رئيسك المباشر ولو اخليتى باى امر يخص الشركة زى دلوقتى كدة تبقى بتمتنعى عن العمل ياانسة وساعتها حيبقى في سبب واضح لرفدك اظن مفهوم
كارما بابتسامة صفراء اثارت استفزازه :تحت امرك يامستر تؤمر بحاجة تانية ولا جايبنى هنا عشان نتكلم على لبسى ولا تحب تنزل معايا تختاره بنفسك
داغر وهو يفرك كفيه بتحد : عايزة تعرفى كنت عايزك فى ايه ( ليتراجع على مقعده باريحية) شايفة الورق اللى قدامه ده كله
نظرت كارما الى موضع اشاره داغر ببرود
كارما بعدم ارتياح: اه شايفاه ماله
داغر بغطرسة واضحة : الورق ده يبقى ورق صفقات ومناقصات قديمة عايزك النهاردة تنقليلى ده كله على الكمبيوتروعايز كل صفقة او مناقصة تترتب فى فايلات يلا بقا عايز اشوف شغلك
كارما وهى تفتح فاها بصدمة واستنكار شديد: افندم الورق ده عايز شهر عشان يخلص وانت جاى تقولى يخلص النهاردة ازاى يعنى ده تعجيز ده
داغر ببرود وابتسامة مليئة بالشماتة: والله مش مشكلتى انتى بنفسك اللى قولتى ان الشغل ده لعبتك تعجيز بقا مش تعجيز تخلصيه النهاردة اه صح قبل منسى ممنوع يطلع برة الشركة يعنى تخلصيه هنا فى الشركة حتى لو حتباتى هنا تمام
كارما بتهكم واضح :لا ماشاء الله اهطل كمان
وكانها اطلقت فتيل الغضب نهض داغرعن مقعده بغضب ليتجه اليها بخطوات غاضبة تكاد تكون مسموعة ليقبض على رسغها بقسوة
داغر بتحذير وانفاسه الغاضبة تكاد تحرق بشرتها : الظاهر انك نسيتى نفسك وافتكرتى انك لاوية دراعى بحتة ورقة لازم تعرفى ياشاطرة ان ولا مليون عقد حيهمونى انا مشغلك هنا لسبب واحد اجيب مناخيرك الأرض ولو فكرتى تقلى ادبك او تتجاوزى معايا كدة تانى حتشوفى منى اللى عمرك مشوفتيه حخليكى تتمنى الموت ومش حطولهولك فاهمة ولا اعيد تانى ياشاطرة
تأوهت بالم خافت وهى تحاول التملص من قبضته القاسية ولكنه كان متشبث بها كالصخر لترفع قبضته الممسكة بيدها لتعضها بعنف لينتفض مبتعدا بالم وهو يسبها بعنف
كارما بتحد واضح وتحذير وهى ترفع سبابتها فى وجهه : اياك تفكر تقربلى تانى لو فاكرانك حتقدر تستقوى عليا تبقى غلطان وزى مانت مشغلنى هنا عشان تجيب مناخيرى الأرض انا كمان مش حمشى من هنا غير لما اكسر غرورك وعجرفتك دى وحنشوف مين حيكسب التانى يامستر انت لسة متعرفنيش وعشان كلامك ده (لتجذب تلك الاوراق )انا حخلص الشغل كله النهاردة وخليك واثق انك مهما عملت انا حكمل مدة شغلى هنا يعنى حكملها (لتخرج لسانها بغيظ قاصدة ان تثير استفزازه)
استشاط داغر غضبا من فعلتها الوقحة ليقترب منها بخطوات غاضبة فى محاولة لامساكها وتحطيم راسها وعينيه تنذر بما لا يحمد عقباه
لتشهق كارما بفزع من هيئته التى جعلتها تقسم بانها على حافة الجحيم لتركض في اتجاه الباب مسرعة وتهرول الى الخارج حتى كادت ان تتعثر اكثر من مرة لتصطدم بعمار الذى ينظر الى هيئتها بفزع
عمار بفزع:فى ايه ياكارما بتجرى كدة ليه
كارما بوجه شاحب وهى تحاول التقاط انفاسها وتضع ما بيدها على سطح المكتب باهمال :الحقنى يامستر كلب البحر بيجرى ورايا
ليفزع عمار وهو يرى صديقه يفتح باب مكتبه بغضب وملامح متهجمة كالبركان الذى اطلقت فتيلته فى محاولة للوصول لتلك الصغيرة
ليجزبها عمار خلفه بفزع ليصنع حائل بينهم
عمار بفزع:فى ايه ياداغر ايه اللى بتعمله ده مايصحش كدة انت نسيت احنا فين داحنا فى الشركة يااخى
داغر بغضب وهو يدفع عمار فى محاولة للوصول لتلك العنيدة: اوعى ياعمار ابعد انت البت دى لازم تعرف هي بتتعامل مع مين والمصحف لاندمها على اليوم اللى اتولدت فيه
كارما وهى تطل براسها بخوف من خلف عمار :حتكون مين يعنى شمشون الجبار ولا عنتر زمانه
عمار وهو يحدجها بنظرات زاجرة و يحاول التحكم فى ضحكاته: كارما اسكتى انتى خالص دلوقتى
ليوجه انظاره الى ذلك الواقف امامه والنيران تكاد تشع من عيناه:ممكن تفهمنى يا داغر هى عملتلك ايه فى ايه بس فهمونى
داغر بغضب وهو يسبها بعنف: الحيوانة دى نسيت نفسها وافتكرت انها بحتة العقد ده ممكن تلوى دراعى متعرفش ان باشارة منى ممكن انسفها هي وكل اللى يعرفها ورا الشمس انا داغر زيدان تيجى حشرة زى دى تتطاول عليا ورحمة ابويا محرحمك
كارما بغضب ممزوج بالخوف وهى تتشبث بعمار: برضو حتقول حشرة انت مش .....
عمار بتحذير: كارما قولتلك اسكتى انتى لو سمحتى
عمار بنبرة قوية : فهمنى طيب ايه اللى حصل ياداغر
داغر وهو يصر على اسنانه بغضب: الحيوانة دى تطاولت عليا بقا انا اهطل لا وكمان جه اليوم اللى واحدة زيها تمد ايديها على داغر زيدان ورحمة ابويا محرحمك
عمار وهو ينقل نظراته بين كلا من داغر وتلك الصغيرة بدهشة
عمار بعينين جاحظتين وهو يفتح فاهه بدهشة: ها... مدت ايديها عليك ازاى يعنى مش فاهم ده في فرق احجام يا داغر انت مش شايف
كارما بتوضيح ودفاع عن نفسها:طب قوله انا عملت كدة ليه طيب
عمار وهو يوجه نظره لكارمه وبتعجب: عملتى كدة ليه ياكارما
كارما وهى تمثل البرائة وبدموع مصطنعة: تخيل يامستر عمار ضربنى لا ومدينى شغل يتعمل فى شهور عايزنى اخلصه النهاردة ولما قولتله بكل طيبة وادب ليه يامستر كدة شتمنى وقالى انتى خدامة عندى وحاجات تانية مقدرش اقولها فكان لازم ادافع عن نفسى ولا اسيبه يلطش فيا يعنى ومعملش حاجة ده حتى يبقى حرام والله دانا بنت ناس حتى
داغر بعينين جاحظتين وهو يفغر شفتيه بذهول يعجز عن ايجاد اى مسمى لتلك الوقحة القابعة امامه وسرعان ما تلون وجهه بنيران الغضب ليمد يده بغضب فى محاولة للوصول اليها لولا يد عمار التى دفعته بعنف
عمار بحدة: ايه ياداغر عايز تضربها تانى انت اتجننت حرام عليك يااخى دى البت معملتلكش حاجة
داغر وهو ينظر الى عمار بدهشة : انت مصدق الهبل اللى هى قالتو ده دى كدابة
عمار وهو يشيح بوجهه بعيد عنه ويحرك راسه بيأس: لا بجد حرام عليك ياداغر انا عارف انك عصبى اه بس توصل انك تضربها لا بجد حرام
ليوجه نظره الى تلك القابعة بجانبه بياس مصطنع: حقك عليا انا ياكارما معلش اتفضلى انتى على شغلك
كارما بدموع مصطنعة وصوت مختنق : عشان خاطرك انت بس يامستر
عمار وهو يسحب صديقه بقوة: لو سمحت ياداغر يلا بينا على المكتب دلوقتى كفاية كدة الموظفين حيتفرجو علينا
داغر وهو يجدحها بنظرات مخيفة بثت الرعب بداخلها: مش حرحمك ياكارما استنى عليا الايام جاية كتير
كارما بغمزة : ان شاء الله يامستر (لتلوح له بيديها وهى تبتسم له ببرود)
ليتحرك مع صديقه على مضض وعينيه معلقة على تلك العنيدة التى اقتحمت حياته دون سابق انذار
كارما وهى تتنفس الصعداء شعرت وكانها خرجت من معركة حربية للتو لتضحك دون ارادتها وهى تتذكر ماحدث لا تنكر انها اصبحت لعبة مشوقة بالنسبة لها لتكتف احدى ذراعيها حول نفسها وتشرد فى ملامحه القاسية لتنفض ما بداخل راسها برفض وتتقدم لتجلس على مقعدها بمضض لتبدا فى عملها
(فى مكتب داغر)
كان يحطم مايقابله بعنف وهو يحاول التحكم بغضبه يشعر ان بداخله بركان ثائر على وشك الانفجار ليضغط بيده على راسه بقوة محاولة لاستيعاب فعلتها الحمقاء
عمار بتردد وهو يحاول ايجاد كلمات مناسبة : داغر داغر ممكن تهدى انا عمرى مشوفتك عصبى كدة
داغر وهو يضرب الحائط القابعة خلف صديقه بقبضته بغضب: انت تخرس خالص حسابك معايا بعدين انت صاحبى انت بقا تصدق المفعوصة دى وتكدبنى انا لا ياداغر مكنتش فاكرك كدة استنى عليا ياعمار
عمار بفزع وتبرير : ياداغر انا مقصدش انا قولت كدة لسبب انت ناسى انك اول مشوفتها منعتك بالعافية انك تضربها ناسى ولا افكرك وامبارح كمان دانت مبتتجمعش معاها في مكان غير لما بتبقى عايز تقتلها كنت عايزنى اعمل ايه بقا
لينظر اليه داغر شزرا: لا والنبى ماشى ياعمار حعديها المرة دى بس بمزاجى بس خلى بالك ( ليشير بسبابته الى راسه) كله هنا
ليبتسم له عمار بخوف وهو يدعو بداخله ان تهدا تلك العاصفة بسلام
كانت كارما تسير بهدوء متجهه الى مكتب ذلك المتطفل لتبلغه عن عدم استطاعتها ان تتابع معه اليوم نظرا لانشغالها كادت ان تطرق على باب المكتب لتسمعه يتحدث مع شخص ما بانفعال شديد
مازن بانفعال :لا ياستاذ عدلى اتفاقى مع الباشا مكانش كدة بلغ هاشم باشا ان الورق اللى معايا يسوى اكتر من كدة بكتير مش 3 مليون وانت عارف كويس انى بخاطر باسمى وسمعتى عشان خاطر الباشا يبقى مش خسارة فيا مبلغ بسيط زى ده .............تمام يااستاذ عدلى حستنى ردك سلام
لتقطب مابين حاجبيها بعدم فهم: ورق ايه ده اللى يسوى 3 مليون ومعناها ايه بيخاطر باسمه وسمعته انا مكنتش مرتاحالك من الاول
لتطرق على باب المكتب بهدوء لتسمعه ياذن لها بالدخول
كارما بضيق : مستر مازن انا جاية اقول لحضرتك انى مش حعرف اتابع معاك النهاردة
مازن بغمزة وابتسامة جانبيه: ايه تعبتى من الاول كدة دا لسة بدرى حتى
كارما وهى تعقد زراعيها بضيق: انا عمرى متعب انت لسة متعرفنيش الموضوع ان مستر داغر كلفنى بشغل تانى النهاردة عشان كدة بعتزر عن النهاردة ومستر داغر بلغنى اسلمك الفايل ده
مازن وهو يمد يديه بتلاعب فى محاولة ان يلمس يدها: ورينى كدة
لتدرك كارما مايحاول فعله لتسقط الملف من يديها بسرعة لينسكب كوب القهوة الموضوع على سطح المكتب
كارما بأسف مصطنع : سورى يامستر
لتمد يديها فى محاولة لالتقاط تلك الملفات الموضوعة على سطح المكتب لتجده يجذب ملف مميز من بين يديها بعنف لتجحظ عينيها فى دهشة
مازن بانفعال: سيبى الملف ده من ايدك ( ليتدارك نفسه ويحاول ان يتحكم فى انفعالته) ده ملف صفقة مهم
كانت تراقب حالة االفزع التي سيطرت عليه دون مبرر وتتفحص بعيناها ذلك الملف الذى بيده بريبة لتبدا الشكوك ان تتلاعب بعقلها
كارما ببرود مصطنع: اوكى يامستر بعد اذنك بقا
لتخرج من المكتب والاف الشكوك تدور بعقلها وفضولها يدفعها ان تكتشف خبايا ذلك المتطفل لترجع خصلة من شعرها خلف اذنها
كارما وهى تمط شفتيها بتفكير: الموضوع شكله كبير انا جعانة لما اروح اجيب اكل
لتقع انظارها على عمار وهو يدور حول نفسه وكانه يبحث عن شئ ما لتتحرك بهدوء شديد نحوه قاصدة افزاعه
كارما بضحك : بخ
عمار بخضة وهو يلتفت لها : انتى هنا دانا كنت بدور عليكى (وبجدية مصطنعة وهو يرفع احدى حاجبيه) وبعدين فى موظفة تخض المدير بتاعها كدة
كارما وهى تشير الى نفسها بضحك : اه انا فى مانع
عمار وهو يرفع يديه باستسلام : لا معنديش يافندم انا اسف ( ليتحدث بنبرة مرحة) انا حموت واعرف لغاية دلوقتى انتى جبتى الشجاعة دى كلها منين بقا انتى يافصعونة انتى مديتى ايدك على داغر لا وعملالى فيها غلبانة ومظلومة دانا مسكت نفسى بالعافية ياشيخة ايه الشقاوة دى مطلعتيش سهلة خالص على فكرة بصراحة انا كبهير انبهرت ( وبغرور مصطنع وهو يمسك بياقة قميصة) بس ايه رايك فيا ممثل شاطر انا صح
كارما وهى تحاول ان تتحكم فى ضحكاتها: جدا بصراحة دانا نفسى صدقت خصوصا وانت بتقوله لا لا يادم مكنتش فاكرك كدة حرام عليك فصلتنى بس بجد برافو
كارما بحزم مصطنع وهى تشير اليه بسبابتها : بس ده طبعا ميمنعش انك حتخلص معايا الورق اللى كلب البحر كلفنى بيه النهاردة
عمار بصدمة ونبرة تحمل الترجى: الله وانا مالى يالمبى عملتلك ايه انا عشان تدبسينى حرام عليكى ياشيخة دانا غلبان والله دانا حتى لسة مدافع عنك من شوية اعتقينى لوجه الله والنبى
كارما باصرار وهى تشبك ذراعها بذراعه : انسى مش انت اللى عكتنى استحمل بقا يلا يااستاذ على الشغل وبعد مالموظفين يمشوا حنتقابل فى مكتبى عشان تخلص معايا البلوة دى
عمار بحسرة : انا كان مالى انا بس ياربى منك لله ياداغر يابن عمى
ليتحرك معها والحسرة تظهر بوضوح على ملامحه