الفصل الثالث عشر

5.3K 110 5
                                    


هب واقفاً ليدير لها ظهره وقد اطبق شفتيه بصمت بث الرعب بداخلها ظهرت حبات العرق فوق جبينها متلهفة اجابته اظلمت عيناه فجاه ليدير برأسه اليها وقد لمعت عيناه بمكر لتشق ثغره تلك الابتسامة المتشفية قائلاً بتهكم واضح: لا ياقطة متخافيش اوى كدة الحمد لله جت سليمة بس ده ميمنعش انك تروحى في ستين داهية
بهتت ملامحها بشدة بعد جملته تلك لتردف بنبرة مرتجفة: اروح في ستين داهية ليه انا كنت بدافع عن نفسى انا مكنش قصدى اضربه
مال بجزعه نحوها يستند بمرفقيه على الفراش وانفاسه اللاهبة تلفح بشرتها لتتراجع هي بخوف تجدحه بنظرات مزعورة ليستطرد هو قائلا بفحيح افعى: اثبتى ده
رمشت باهدابها عدة مرات محدقة به بصدمة لتردف بنبرة مرتجفة: يعنى ايه
التوى ثغره بتلك الابتسامة الشيطانيه مردداً بسخط: يعنى مازن عنده شهود تثبت انك انتى اللى اتهجمتى عليه بعد مقرر ينهى علاقته معاكى واتسبب في خروجك من الشركة بفضيحة ها ردك ايه على الكلام ده بقا
لوهلة أصابها الوجوم ومالبث ان اختفى لتدفعه عنها بقوة ليترنح جسده متقهقراً للخلف يطالعها بجمود قبل ان تصيح به قائلة بشراسة: اتهجمت على مين ياعم انت وعلاقة ايه دى اللى بتتكلم عليها انا كنت بدافع عن نفسى ولو كان في حد فينا المفروض يروح في داهية يبقى هو مش انا وانت عارف ده كويس وعارف كويس انى كنت بدافع عن نفسى
رمقها بنظرات باردة قبل ان يجذب احدى المقاعد الموضوعة بالغرفة ليجلس عليه باريحية واضعاً كلتا يديه خلف رأسه وتلك الابتسامة المستهزئة تشق ثغره قائلا بتهكم: طيبة انتى اوى ياكارما وانتى فاكرة بقا انك لما تقوليلهم كدة حد حيصدقك انا عن نفسى لو خدوا اقوالى حنكر معرفتى باى حاجة واظن الشركة كلها شاهدة على الخلافات اللى كانت بينكم من اول يوم والفضيحة اللى كانت سبب خروجك من الشركة دى قضية شروع في قتل ياماما مش لعبة
اشتعلت فيروزتها بلهيب حارق لتردف باصرار غاضب: اه دانتو طبخينها سوا بقا لا يابابا انا مبخافش في تقرير طبى يثبت انه حاول يعتدى عليا والشهود دول كدابين وانا حعرف اثبت ده كويس ومبقاش كارما لو مودتهوش في ستين داهية
قهقه باستهزاء ليردف من بين ضحكاته: مكنتش اعرف انك بالسذاجة دى تقرير طبى ايه ده اللى بتتكلمى عنه بقولك عنده شهود تثبت انك انتى اللى اتجهمتى عليه وشاهدين كمان على العلاقة اللى كانت بينكم ولو على التقرير الطبي فده امره بسيط بالفلوس كل حاجة بتمشى يعنى انتى ياقطة اللى حتروحى فيها ومازن حيخرج منها زى الشعره من العجينة الا بقا لو عملتى كل اللى حطلبه منك ساعتها حيبقى في كلام تانى  
كانت الصدمة جلية على قسمات وجهها ابتلعت تلك الغصة المؤلمة التي اصابت حلقها لتصيح به بقهر: انت يستحيل تكون بنى ادم انت ايه يااخى شيطان بقا ده جزاتى بعد مكنت حودى نفسى في ستين داهية عشان اكشفلك القرف اللى بيحصل في شركتك تبقى دى اخرتها عايز تنقذ الراجل اللى سرقك وترمينى انا في النار دانا استنجدت بيك منه امال لو مكنتش شوفت بنفسك هو كان عايز يعمل فيا ايه حرام عليك بقا يااخى والله حرام عليك
كانت تضغط على اعصابه بكلماتها اندفع نحوها بخطوات غاضبة قابضاً على ذراعيها بقبضته صارخاً بوجهها: اسكتى بقولك اسكتى 
تخشب جسدها بزعر تحاول كبت تلك الشهقة المتؤلمة من قبضته القاسية ازدردت ريقها الهارب بصعوبة وهى تستشعر بأنفاسه الساخنة تلفح بشرتها ليخرج صوتها الهارب بصعوبة مرددة: لو سمحت ممكن تبعد شوية كدة مينفعش
انحبست أنفاسه لفترة من تقاربهم بهذا الشكل مشاعر عنيفه اجتاحت كيانه وابتسامة خافتة تشق طريقها الى ثغره متأملاً قسمات وجهها المزعورة وتلك الحمرة القانية التي تسللت الى وجنتيها بشرود ولكن سرعان ما تهجمت ملامحه ليرخى بقبضته عنها مبتعداً للخلف بخطوات متباطئة قبل ان يوليها ظهره وقد كور قبضته بعنف رافضاً ذلك الشعور الذى يبغضه قائلاً باقتضاب: ها ياكارما قرارك ايه حتنفذى اللى انا عايزه ولا تحبى تقضى سنين عمرك في السجن ده غير الفضيحة اللى حيعملهالك مازن فكرى ياكارما انا بكلمة منى اقدر امنع كل ده واقدر كمان اجبلك حقك منه وخلى بالك العرض ده لمرة واحدة بس انا مبديش فرص مرتين ها قولتى ايه 
تجمدت مكانها بصدمة واتسعت عيناها بهلع تراقبه بوجه شاحب بعد ان ادركت لا محالة وقوعها بين براثنه عضت على شفتيها بقهر لتبتلع تلك الغصة المؤلمة التي اصابت حلقها وهى تومئ براسها والدموع تنساب رغماً عنها تردف بنبرة مرتجفة يشوبها الاَلم: مطلوب ايه
استدار بجسده نحوها وتلك الابتسامة الشيطانيه ثشق ثغره ليردف بنبرة تحمل العنجهية وهو يزيل بقايا دموعها: شاطرة تعجبينى متخافيش انا مش حطلب منك طلبات قبيحة والكلام ده انا مش طالب منك غير طلب واحد ترجعى مكتبك من بكرة وتقدرى تستقيلى براحتك بعد ال 3 شهور ها قولتى ايه 
استشاطت غيظا منه لتهتف بنبرة محتقنة وهى تصك على اسنانها بغيظ: ياسلام هو انت مريض نفسى يعنى ولا ايه انا نفسى افهم دانت من ساعة مدخلت الشركة وانت مش طايقنى وكنت بتدور على اى سبب ترفدنى عشانه جاى النهاردة عايزنى اصدق انك بتعمل كدة عشان ترجعنى الشركة ده من ايه ده بقا ان شاء الله
شدد عليها بكلماته قبل ان يسير نحو باب الغرفة ببرود اثار حنقها : انا حر مزاجى كدة يلا بقا اسيبك ترتاحى اصل الدكتور قال انك محتاجة راحة اشوفك بكرة بقا يا قطتى سلام
استشاطت غيظاً منه لم ستشعر سوى بنفسها تلتقط تلك المزهرية الموضوعة بجانب الفراش لتقذفها عليه ليتفاداها هو بمهارة يستطرد ببرود وهو يمط شفتيه: بقيتى شرسة اوى ياكارما ايه مش مكفيكى واحد عايزة تخلصى على التانى
رمقته بحقد دفين صارخة بغضب يحتل كل انش بجسدها: مستفز
تقوس جانب فمه بابتسامة باردة دون ان يتفوه بحرف قبل ان يخطو خطواته الى الخارج صافعاً الباب من خلفه تاركاً اياها تستشيط غضباً
(بقصر زيدان)
قفز الصغير من مكانه يهلل فرحاً بعد ان احرز هدفه الرابع ضد ذلك القابع بجانبه على الاريكة قائلاً: هييييييه جون جون جون شكلى كدة حكسب الرهان يامعلم
تأفف عمار بضيق قائلاً بسخط: انت بتغش ياتميم على فكرة ده رابع جون تجيبه لحد دلوقتى انت اكيد لاعب في الدراع بتاعى بقولك ايه احنا احسن حل نبدل الدراعات دى مليش دعوة
تعالت ضحكات الصغير من تذمره الطفولى ليردف باستهزاء من بين ضحكاته: هو كل مرة نلعب تقولى نبدل الدراعات يابنى دى قدرات ادام مش قد اللعب بتلعبوها ليه الا قولى صحيح عرفت توصل لداغر ولا لسة مبيردش عليك
مط عمار شفتيه ليردف بضيق: حاولت اتصل بيه كتير على تليفونه وعلى تليفونى وبرضو مبيردش عليا انا خايف ليكون حصل حاجة مانت عارف اخوك مبيختفيش كدة غير لو في كارثة
مط تميم شفتيه ليردف ببساطة شديدة: عادى هو من امتى يعنى وداغر مبيعملش كوارث متقلقش ادام كارما مش معاه انا مطمن على الأقل يهدى على البت شوية
ارتفع حاجبيه بدهشة ليردف قائلا: مش سهل انت برضو ياتميم ساعات كتير بحس ان داغر هو الى قاعد بيتكلم معايا مش تميم صاحبى الصغنن ياخوفى منك يابدران لا تاخد طبعه لما تكبر
هز تميم كتفيه ليردف بابتسامة واهنة: لا من الناحية دى اتطمن هو مبيخلنيش اقعد معاه أصلا عشان يورثنى طبعه
ارتسم الحزن على ملامحه جاذباً إياه بداخل احضانه مردداً بخفوت: وانا روحت فين يعنى ياتيمو ولا انا مش مالى عينك يعنى
رفع برأسه اليه يطالعه بامتنان قائلاً بنبرة ذات نكهة طفولية: لا طبعا ياعمار انت عارف انا بحبك اد ايه ربنا يخليك ليا
شدد من احتضانه له ومن ثم طبع قبله على جبهته هامساً بخفوت: ويخليك ليا ياروح قلب عمار
(برواق المشفى)
كان راقداً بداخل غرفة العنايه وهو يراقبه بشرود من خلف ذلك اللوح الزجاجى وبداخله تلك الرغبة التي تحثه على انكار تلك الحقائق المفجعة زجره عقله بقسوة رافضاً تصديق ان لا يكون له يد في تلك اللعنة التي اصابته ( نحن ايضاً يخالجنا الشعور بالخوف من الماضى ونرتجف خوفاً الرجوع اليه...نركض بكل ماجرى لنا من قوة هل حقاً تعتقدون اننا نريد الجروح ان تنشط من جديد؟ هل حقا تعتقدون اننا نريد ان نولج مرة أخرى الى تلك الدائرة السوداء التي خرجنا منها بصعوبة بعون الله فقط *لكل فعل رد فعل* لا تدرون حقاً ما كنا نشعر به ولكن تأكدوا" اننا احترقنا ولانريد من يذكرنا بتلك الذكريات لأننا ولجنا الى فجوة من الظلمات لم نلقى حتى يد العون لم نلقى حتى بقعة من الضوء لتنقذنا من تلك الحفرة وكل هذا تحت مسمى التغير ولكنه فقط لكل فعل رد فعل*بقلم: زينب محمد*) اجفله تلك اليد القوية التي ربتت على كتفه استدار بكامل جسده اليه يجدحه بنظرات ثاقبة وهو يلوى فمه في استهزاء قائلاً: يانعم  
تنحنح الطبيب بصوت خشن ليردف بصوت مضطرب: بلغونى ان حضرتك طلبتنى
استطرد يسأله بغلظة: ممكن اعرف انا ليه مش شايف اى تحسن بيحصل هنا لو مش عارف تعالجه قولى وانا انقله لمستشفى تانية أفضل
اجابه بنبرة مهتزة: يافندم احنا عملنا كل اللى في وسعنا بس يوسف بيه رافض يستجيب لاى علاج ومفيش اى سبب واضح قدامنا لغاية دلوقتى غير ان يوسف بيه داخل الغيبوبة دى بارادته
اظلمت عيناه بشكل مخيف ليستطرد قائلاً بشراسة ونبرة تحمل الوعيد: كل الكلام ده ميهمنيش الراجل ده لازم يفوق قبل المدة اللى انا حددتهالك بدل متصرف تصرفات مش حتعجبك فاهم
ابتلع الطبيب ريقه بصعوبة عقب ان استمع الى كلماته تلك ليردف بنبرة مهتزة: حاضر ياباشا حاضر
اخذ نفساً عميقاً ليزفره على مهل قائلاً باقتضاب: حتفضل باصصلى كتير يلا اتفضل على شغلك
اختفى الطبيب عن انظاره ليقاطعه رنين هاتفه ليرد باقتضاب: عايز ايه .....طب خليك مكانك متتحركش وانا جايلك حالاً
تهجمت ملامحه بشراسة قبل ان يخطو خطواته الى الخارج
(في مكان مجهول)
وطأ بقدميه الى داخل المخزن لتقع انظاره على ذلك المازن مكبل بالاغلال يجدحه بزعر هبط بجزعه امامه قابضاً على فكه بعنف وعيناه تفيض بالنيران بثت الرعب بداخله اجفله كلمات ذلك الحارس قائلا: لقيناه نازل من شقته هربان وشايل في ايديه شنطة وجواز السفر واضح كدة انه كان ناوى يهرب برة البلد بس على مين ياباشا داحنا رجالتك
تقوس فمه بتلك الابتسامة الشيطانية ليستطرد يأمره بغلظة: طول عمرك راجل يا مروان فكلى بقا الحديد ده عشان عايز أتكلم مع الراجل في كلمتين وابقى خد الباب في ايدك ومش عايز حد يدخل علينا
شحبت ملامحه بزعر عقب ان استمع الى كلماته التي ضاعفت من تلك الرجفة التي احتلت جسده فرك رسغيه بألم بعد ان تحررت قيوده يراقبه باعصاب مشدودة تراجع بجسده للخلف مستنداً على اطراف يده حتى اصطدم بالحائط ليردف بنبرة مرتجفة: داغر بيه ارجوك اسمعنى انا
صعق حينما تلقى تلك الصفعة القاسية التي اوقعته ارضاً جذبه من تلاتيب سترته ليواجهه بنظرات قاسية ليستطرد قائلاً باهتياج: القلم ده عشان فكرت انك ممكن تستغفلنى بس ملحوقة مبقاش داغر زيدان لو مخسرتك كل مليم كسبته من ورايا حبيعك كل حاجة حخليك تقضى حياتك كلها في السجن مش حرحمك يامازن (شدد عليه بلهجته الجادة) الا بقا لو كنت ذكى وطلعت عارف مصلحتك وبلغتنى بكل اللى انا عايزه منك
اومئ برأسه دون تفكير عقب ان صرح بهذا مردداً بلهفة واضحة: اللى تؤمرنى بيه ياباشا حعمله بس ابوس ايدك ارحمنى انا مليش ذنب انا كنت عبد المأمور
لمعت عيناه بمكر ليستطرد قائلاً بهدوء مخيف: ايوة كدة تعجبنى يلا بقا عايزك ترسينى على الحوار من اوله لاخره والاهم من كل ده سكة اللى اسمه هاشم
ابتلع ريقه الهارب بصعوبة ليهتف بنبرة مرتجفة: حاضر ياباشا انا حقولك على كل حاجة انا من اول مشتغلت في الشركة وانا شغال لصالح هاشم باشا والوسيط اللى بينى وبينه كان واحد اسمه عدلى ده يبقى الدراع اليمين لهاشم باشا كان هو اللى بيدينى الأوامر كان على دراية كاملة بأى صفقة تخص الشركة حتى لو مبلغتهوش بيها وكان بيستغل ده في اللعب في المناقصات ده غير المناقصات اللى كان بيرسيها علينا عشان يشغل فلوسه فيها من تحت الطرابيزة وانا كنت بمشيله الشغل ده وكنت مسئول انى اغطى اللعب ده اوعى تفتكر ياباشا ان انا بس اللى شغال لحسابه انا كنت بالنسباله كارت من وسط كروت كتير بيلعب بيها بس خلاص مبقاش ليا لازمة بالنسباله عشان كدة حبيت استغل موضوع الورق ده واهو اطلعلى بأى فايدة وكانت كل حاجة حتمشى كويس لولا ان كارما اتدخلت بس اقسم بالله انا كان كل تعاملى واتفاقى كانت مع عدلى بيه عمرى متعاملت مع هاشم باشا ولا حتى اعرفله طريق والله ده كل اللى اعرفه
ارتفعت صرخاته المتؤلمة بعد ان تلقى تلك اللكمة القاسية بوجهه من ذلك الداغر قائلاً باهتياج: اه ياولاد الكلب دانتو طلعتو عصابة بقا ورحمة ابويا اللى مات بحسرته لا حاخد حقى منكم تالت ومتلت ده غير حسابك اللى لسة مخدتوش انا حعرفك متمدش ايدك بعد كدة على اى حاجة تخصنى وخصوصاً كارما!!!!!!!

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن