الفصل التاسع عشر

4.3K 89 8
                                    


لايدرى ماهية ذلك الشعور الذى صدع بداخله في تلك اللحظة فهو يشعر بخلايا جسده تكاد ان تحترق في اوج الجحيم تفاقم شعوره بالغضب بمجرد ان وقعت انظاره على ذلك الخبر اخذ يغمض عيناه بعنف في محاولة يائسة منه لكى يسيطر على زمام غضبه ومالبث ان تقوس ثغره بتلك الابتسامة الشيطانية وهو يتوعدهم بداخله وسرعان ما سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور ليستطرد قائلاً ببرود تام وهو يلوى فمه بضجر: طب وايه يعنى خبر زى اى خبر هي اول مرة يعنى تطلع علينا إشاعة مالك معصب نفسك اوى كدة ليه
استطرد قائلاً باهتياج وقد تفاقم شعوره بالغضب من برود صديقه: لا يابابا الكلام ده تقوله لما تبقى انت لوحدك اللى اتلطيط بالخبر ده لكن البت الغلبانة دى ذنبها ايه تتلط معاك بقولك ايه انت لازم تتصرف كذب بقا الخبر اطلع في التلفزيون مش مشكلتى المهم تلاقى حل فاهم
تراجع على مقعده باريحية شديدة قبل ان يستطرد قائلاً بغموض وتلك الابتسامة الخافتة ترتسم على ثغره: ومين قالك انى معنديش الحل
استطرد قائلاً بضيق وهو يلوى فمه في استخفاف: لا والله وياترى ايه هو الحل بقا من وجهه نظر سعادتك
استطرد قائلاً بنفس النبرة الغامضة: متستعجلش استنى بس كارما توصل وانت حتعرف كل حاجة
استطرد قائلاً بنبرة ممتعضة وهو يجلس على المقعد المقابل لمكتبه: ماشى ياداغر ادينى قعدت لما نشوف افكارك حتودينا لفين
(على الجانب الاخر)
ولجت من بوابة الشركة بابتسامة خافتة تظهر على محياها ومالبث ان مطت شفتيها بحيرة حينما طرأت على مسامعها تلك الهمسات الخافتة الصادرة عن الموظفين وتلك الحركة الغريبة من حولها وسرعان ما هزت كتفيها بلا مبالاه قبل ان تخطو بخطواتها تجاه مكتبها اخذت تفرك كفيها بتوتر بمجرد ان وطأت بقدميها الى مكتبها من تلك المشاعر المبعثرة التي باتت تغزو قلبها دون رحمة بمجرد رؤيته وسرعان ما انتشلت نفسها من بين زوبعة ذلك الشعور لتضع حقيبتها على سطح المكتب قبل ان تلتقط مفكرة المواعيد الخاصة به لتغدو في السير تجاه مكتبه رفعت بيداها بتردد لتطرق على باب مكتبه بخفوت قبل ان تولج الى الداخل مرددة بتلك النبرة المرحة: صباح الخير ايه مالكم عاملين كدة ليه
مسح الأخير على وجهه ببطئ مرددا بنبرة يملؤها الضيق: صباح الخير ياكارما تعالى اقعدى عشان في موضوع مهم لازم نتكلم فيه ومينفعش يتأجل
تأرجحت نظراتها بينهم بحيرة جلية على قسمات وجهها قبل ان تستطرد قائلة بخفوت يشوبه القلق وهى تجلس على المقعد المقابل له: ادينى قعدت ممكن اعرف بقا في ايه
استطرد عمار قائلاً بتوتر وهو يأرجح نظراته بينهم: قريتى جرايد النهاردة
هزت رأسها بنفى قبل ان تستطرد قائلة بحيرة: لا انا مبقراش جرايد بس ليه
القى ذلك الداغر الجريدة امامها باهمال قبل ان يستطرد قائلاً ببساطة شديدة: طب اقرى الخبر ده كدة وقوليلى ايه رأيك
خارت قواها بصدمة جلية على قسمات وجهها بمجرد ان وقعت انظارها على ذلك الخبر ومالبث ان رفعت انظارها اليه لتجده يرمقها بتلك النظرات الخاوية ابتلعت ريقها الهارب بصعوبة مرددة بفزع يحتل كل أنش بجسدها: يانهار اسوح ايه ده
استطرد عمار قائلاً بهدوء هو يفرك كفيه بتوتر في محاولة لانتقاء كلمات تناسب ذلك الموقف: كارما ممكن تهدى ده خبر عادى ممكن يتكذب
بتر ذلك الداغر حديثهم مردداً ببرود تام اصابهم بالدهشة وهو يعبث بإحدى اقلامه: ومين قالك اننا حنكذبه
تبادلا كلا منهم النظرات بحيرة قبل ان يستطرد كلاهما حديثه بدهشة: يعنى ايه
تأرجحت نظراته بينهم في استخفاف قبل ان يستطرد حديثه مردداً بعملية شديدة: يعنى مش حنكذب الخبر واضح ان في حد ناقلهم اللى حصل امبارح عشان كدة حتى لو حاولنا نكذب مفيش حد حيصدق واظن انك جربت ده بنفسك قبل كدة ياعمار الناس بتصدق الحاجة اللى هما عايزين يصدقوها عشان كدة انا وانتى حنطلع بكرة عشان نأكد الخبر في لقاء صحفى وحنعلن خطوبتنا وحنقول اننا كنا مأجلين اننا نعرف حد لغاية منرجع من سفرية الغردقة لأننا لو معملناش كدة حيحصل شوشرة كتير على الشركة وعليكى ياكارما ها رأيكم ايه
لوهلة أصابها الوجوم بهتت ملامحها بشدة وهى تأرجح نظراتها بينهم في زهول ومالبث ان استعادة رباطة جأشها لتستطرد صائحة بكل مااوتيت من قوة: نعم ياخويا مؤتمر ايه ده اللى بتتكلم عنه وخطوبة ايه دى كمان اللى حنعلن عنها ليه شايفنى اتعميت عشان على اخر الزمن اتخطب لكلب البحر ده على جثتى
ومالبث ان انتصب عن مقعده بغضب يحتل كل انش بجسده قبل ان يخطو نحوها بخطوات كادت ان تطوى الأرض من اسفلها مردداً باهتياج وهو يقبض على فكها في عنف: نبهت عليكى كام مرة انك تلزمى حدودك معايا وخلى بالك انا بعدي قلة ادبك دى بمزاجى وبحذرك لاخر مرة ياكارما حسمحلك تتكلمى بالأسلوب ده معايا المرة الجاية مش ضامن ممكن اعمل فيكى ايه متنسيش نفسك فاهمة وعلى فكرة انا الخبر ده ميضرنيش في حاجة انا ممكن اكذبه في ثانية ومش حيهمنى الشوشرة انتى لو فكرتى حتلاقى انك انتى لوحدك المستفادة بالخبر ده على الأقل عشان سمعتك بس أقول ايه بقا حتفضلى طول عمرك غبية
عضت على شفتيها في الم في محاولة يائسة منها لكبح دموعها ومالبث ان ابتلعت تلك الغصة المؤلمة التي اصابت حلقها لتستطرد قائلة بخفوت يشوبه الألم: انا اسفة
تقلصت عضلات فكه في الم بمجرد ان طرأت على مسامعه تلك النبرة التي تحمل في طياتها الألم ومالبث ان ابتعد عنها تدريجياً مردداً بنبرة قوية: ده اخر كلام عندى ها قولتوا ايه
استغرقت لحظات قبل ان تمنحه ردها ولكنها كانت كافيه لتمنحها تلك الفرصة للتفكير ملياً ومالبث ان اجابته بنبرة واثقة ونظراتها الحائرة تتأرجح بينهما: موافقة بس ده حيبقى وضع مؤقت لغاية مالموضوع يتنسى تمام
تأرجحت نظراته ما بين الغضب والسخرية من تلك القابعة امامه قبل ان يستطرد حديثه مردداً بنبرة يملؤها الضيق: لا بجد هو انتى مصدقة نفسك حد قالك قبل كدة انى دايب في غرامك وانا معرفش متتغريش اوى كدة انا اصلاً مش عارف حستحمل الفترة دى ازاى انتى مش شايفة نفسك يابنتى ولا ايه دانتى وجودك لوحده بيعصبنى
استشاطت غيظاً منه لتستطرد تزجره بغضب تأجج بداخلها وهى تلوح بيديها في وجهه: لا والله وانت بقا حد فهمك قبل كدة انك توم كروز دانت حتى محصلتش أبو لهب ياراجل كان يوم اسود يوم مشتغلت في شركتك دانا من يوم مدخلتها وانا المصايب عمالة تتحدف عليا من كل حتة ولا وزود عليهم بقا المصيبة الكبيرة انا كارما الفرفوشة بقيت خطيبة كلب البحر 
تفاقم شعوره بالغضب عقب ان استمع الى كلماتها تلك وتلك الرغبة المتأججة التي تدفعه لتهشيم راسها تتضاعف بداخله كاد ان يخطو نحوها بخطواته الغاضبة لولا قبضتى عمار الذى منعته مرددا بتلك النبرة الهائجة: ممكن تبطلو شغل العيال ده بقا داحنا لو في حضانة مش حتعملوا كدة اهدوا عشن نفكر في طريقة نبلغ بيها الموظفين بالقرار ده
تنهد بعمق لكى يكبح زمام غضبه ومالبث ان استطرد قائلاً ببساطة شديدة وهو يقبض على معصمها في عنف ليسحبها خلفه دون ان يابه بتذمراتها تلك: حتشوف بنفسك حنبلغهم ازاى
اخذ يخطو بخطواته نحو الخارج وهو يسحبها خلفه كادت ان تتعثر اكثر من مرة ومن خلفهم عمار قبل ان تستطرد تزجره بضيق: انت واخدنى على فين ياعم انت سيب ايدى ياعم هو انت شايفنى جاموسة جاررها وراك متقف بقا
توقف بمنتصف تلك الردهة التي تعم بالموظفين لتتنفس هي الصعداء ومالبث ان تخشب جسدها بصدمة جلية على قسمات وجهها عقب حاوط خصرها بإحدى ذراعيه مردداً بتلك اللهجة القوية: طبعاً كلكم حابين تعرفوا الخبر اللى اتنشر فى جرايد النهاردة حقيقى ولا مجرد اشاعة عشان كدة حبيت انكم تكونوا اول ناس تعرف بخبر خطوبتنا انا وكارما اتخطبنا من فترة صغيرة بس مكناش حابين نعلن عن الموضوع في الوقت الحالي بس ادام الخبر وصل للجرايد كان لازم اعلن عنه يعنى لازم كلكم تعرفوا ان من النهاردة مش حسمح بأى مضايقات تتوجهلها واى شخص حيفكر يضايقها حيتحاسب اظن مفهوم
استطرد الجميع في نفس واحد مرددين بتلك النبرة المدهوشة: مفهوم يافندم
استطرد قائلاً بنفس اللهجة القوية وهو يشدد من قبضته الملتفة حول خصرها قبل ان يخطو بخطواته تجاه مكتبه وهى تتحرك معه دون وعى كمن سلبت ارادتها: كل واحد يتفضل يشوف شغله
تعلقت نظرات عمار بهم الى ان اختفيا عن ناظريه غصة مؤلمة باتت تغزو قلبه دون رحمة بمجرد رؤيتها معه مشاعر مبعثرة الى اقصى حد باتت تطارده دون شفقة ومالبث ان استعاد رباطة جأشه ليخطو بخطوات متثاقلة نحو الخارج متوعداً لذلك الهاشم فهو اقسم ان يذيقه من كؤوس العذاب فئات
(بمكتب هاشم صفوان)
كان يجلس على مقعده بأريحية شديدة يتمعن بتلك الأوراق الموضوعة امامه ومالبث ان اجفله تلك الطرقات الخافتة على باب مكتبه يعقبه ولوج ذلك العدلى مردداً بصوت اجش: كلامك طلع صح ياهاشم باشا عمار بيه برة وطالب يقابل حضرتك
تقوس ثغره بتلك الابتسامة الشيطانية ليستطرد قائلاً بتلك اللهجة الواثقة وهو يعبث بإحدى اقلامه المصنوعه من الذهب الخالص: انا دايماً كلامى بيكون صح خليه يدخل لما نشوف عايز ايه ومتخليش اى حد يدخل علينا
اومئ براسه بخشوع قبل ان يستطرد قائلاً بهدوء قبل ان يخطو بخطواته الى الخارج: حاضر يا باشا اللى تؤمر بيه
وطأ بقدميه الى داخل مكتبه بملامح متهجمة الى اقصى حد ومالبث ان تقوس ثغر الاخير بتلك الابتسامة المتشفية مردداً بنبرة أقرب الى الفحيح: عايز ايه ياعمار جاى تتخانق ولا جاى تجدد اتفاق زمان
استطرد يزجره بنبرة هائجة وقد تفاقم شعوره بالغضب: انا وانت عمرنا محيجمعنا اتفاق انا مش اهبل عشان اقع في نفس الغلطة مرتين 
وانت عارف كويس انك انت اللى استغلتنى وخلتنى اشترك معاك في اللعبة دى وادينى اهو بدفع الثمن كل يوم بس لا لو فاكر انى ممكن اسيبك تكرر اللى انت عملته زمان تبقى غلطان انسى ياهاشم مش حسحملك
تقوس ثغره بتلك الابتسامة المستهزئة مردداً بهدوء مظلم: عارف ياعمار اسوء حاجة فيك ايه انك دايماً شايف نفسك في دور المظلوم لا يابابا انت اللى جتلى زمان عشان الحقكم من الإفلاس وانت اللى عرضت عليا العرض ده استنى كدة افتكر نص العرض ده كان ايه اه على حسب ما أتذكر انك جيت وعرضت عليا انك تخبى على صاحبك كل اللى انت عرفته عنى دانت حتى خبيت عليه ان أبوه مات مقتول ياراجل يعنى انت كنت عارف كل حاجة ياعمار بس سكت انت اخترت انك تسكت وبررت ده بانك عايز تنقذ شركة صاحبك من الإفلاس بس تفتكر بقا صاحبك لو عرف كل ده حيعمل ايه لما يعرف ان صاحب عمره كان عارف مين اللى قتل ابوه وسكت لما يعرف ان صاحبه فضل يدارى طول السنين دى على عدوه مع انه كان قادر يحكيله كل حاجة للأسف ياعمار انت مش حتعرف تعمل اى حاجة حتى لو ضميرك صحى وحبيت تعترف بكل حاجة مش حتقدر عارف ليه لانك جبان ياعمار وانا بقا حبقى مبسوط وانا شايف عجزك ده وانت مش قادر تعملى اى حاجة على الرغم من انك عارف انى راجع انتقم من صاحبك حتسكت زى مسكت النهاردة 
استطرد قائلاً باهتياج وهو ينهض عن مقعده في غضب: عندك حق انا فعلاً كنت جبان بس انا بقا عايزك تشوف الجبان ده حيعمل فيك ايه مبقاش عمار زيدان لو مبوظتلك كل خططك لانى مش حسمحلك تأذيه داغر خط احمر ياهاشم فاهم داغر خط احمر
ومالبث ان خطى بخطوات هائجة نحو الخارج صافعاً الباب من خلفه في عنف وهو يتابعه بعيناه الى ان اختفى عن ناظريه ليستطرد قائلاً بنبرة مخيفة: اللعب ابتدى ياهاشم
(في مكتب داغر)
كان يجلس على مقعده بملامح متهجمة الى اقصى حد يتمعن في تلك الأوراق الموضوعة ومالبث ان صدع رنين هاتفه لتقع انظاره على اسم كبير الأطباء بتلك المشفى الملحق بها ذلك الراوى تأفف بضجر قبل ان يجيبه مردداً بنبرة يملؤها الضيق: عايز ايه.... يعنى ايه خرج من غير متعرفوا.....المستشفى دى انا حقفلهالك انت فاهم

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن