كان يقبع بداخل سيارته يترقب طلتها ومالبث ان توسعت حدقتيه في دهشة عقب ان اصطدم بها امام ناظريه وهي تترجل من تلك السياره وكأن ما حدث منذ امد الدهر يتقافز امامه من جديد لوهلة أصابه العجز وقد احتدم الصراع بين ثنايا قلبه وعقله كم يتوق بأن يلقى بنفسه بين احضانها يبكي ويبكي ويبوح بما يجيش به صدره من صراع اخذ يمنى نفسه بذلك ولكن سرعان ما سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور ليترجل من سيارته بغضب يتفاقم من بين حدقتيه وهو ينتزع حلته عنه ليطويها ببرود قبل ان يخطو بخطواته الواثقة نحوها
صفت بسيارتها أمام تلك البوابة بملامح متلهفة إلى أقصى حد محدثة صوتاً مرتفع أثر احتكاك تلك العجلات بالأرض فهى اليوم قد تحررت من تلك الأغوار التي تحجبها عن فلذات اكبادها فهى بمجرد ان أتتها تلك الرسالة النصية الصادرة عن ذلك الراوى والتي قد تمضمنت بمحتواها أن ذلك الداغر قد إتطلع مؤخراً على دلائل طهارتها وقد استقلت اول طائرة عائدة الى مصر بقلباً ملتاع إلى أقصى حد ومالبث أن جحظت عيناها دون إستيعاب وقد تهللت أساريرها عقب ان أصطدمت به امامها رمشت بأهدابها عدة مرات وهى تستوعب وجود صغيرها امام ناظريها رغم مرور تلك الأعوام الدامية ترجلت من سيارتها بلهفة جلية لا تضاهى ثوران قلبها الملتاع اخذت تخطو بخطواتها نحوه في لهفة وهى تحملق بقسمات وجهه التي قد أفتقدتها بشدة وبلا أي مقدمات قد أرتمت في احضانه تبكي وتبكي انزلقت حروفها من بين شفاها مرددة بلوعة: وحشتنى ياداغر وحشتنى اوى اوى اخيراً ياحبيبى اخيراً ربنا إستجاب لدعايا وخلانى اشوفك من تانى قبل مموت انا خلاص مبقتش عايزة حاجة تانية من الدنيا دى
لوهلة أصابه الوجوم وقد إنحبست أنفاسه في صدمة عقب ان اصطدم بفعلتها تلك غصة مؤلمة المت حلقه من ذلك الشعور الذي يغمره بين احضانها أصبحت عيناه كالجمرة المحترقة من تلك الألام الثائرة بين جنبات صدره فقلبه يدفعه لكي يستسلم لها ويبادلها تلك المشاعر وعقله يدفعه لكي يلوذ بالفرار قمم ثبات مشروخة باتت تفصله عن الإنهيار كاد ان يستسلم لمشاعره لولا كلمات تلك الصغيرة التي اجفلته مرددة بلهفة وهي تندفع بخطواتها نحوه كالسهام المتراشقة: مستر داغر
تهجمت ملامحه كلياً وهو يستعيد قواه المنتزعة ليبتعد عن احضانها ببطئ مردداً بتلك النبرة الخاوية وهو ينتقل ببصره نحوها: في حاجة يا كارما
تأرجحت نظراتها بينهما في خجل لتستطرد قائلة بحرج وهي تفرك كفيها بتوتر: انا اسفة جداً انى قاطعتكم حقيقى مكانش قصدى انا بس قلقت على حضرتك
اخذت والدته ترمش بأهدابها عدة مرات لإستيعاب تلك الفاجعة ومالبث أن تقهقرت بجسدها الى الخلف مرددة بخفوت: فيروز
عضت هي على شفتيها في خجل لتستطرد قائلة بنبرة مرتجفة وهي ترجع تلك الخصلة الشاردة خلف اذنها: لا انا مش فير...
بتر حديثها كلمات ذلك الداغر وهو يطوق خصرها بيده مردداً بصوت أجش ونظراته الثاقبة لا تزال مسلطة تجاه والدته: لا ياسوزان هانم دى كارما خطيبتى مش فيروز شكلك كدة نسيتى ان فيروز ماتت واتدفنت كمان
عقد الأخير مابين حاجبيه بحيرة ليستطرد قائلاً بذهول وهو يأرجح نظراته بينهم: خطيبتك أزاى هو أنتو إتخطبتوا
اومئت هي برأسها بحرج لتستطرد قائلة بخفوت وتلك الرعشة التي تسري في سائر جسدها تذلذل حروفها المبعثرة: أه أصل داغر أصر إننا نعلن عنها النهاردة في مؤتمر صحفى خصوصاً بعد الأخبار اللى إتنشرت في الجرايد
غمرته مشاعر الفرحة عقب ان صرحت بذلك ومالبث ان خطى بخطواته الواهنة نحوها ليستطرد قائلاً بشجن وهو يحتضن وجهها بين راحتيه وراح يطبع تلك القبلة الخافتة فوق جبينها: ألف مبروك ياحبيبتى ألف ألف مبروك طب على فكرة بقا ياداغر انا مش حسيبك تستفرد ببنتى انا وسوزان حنعملكم حفلة كبيرة عشان نحتفل بخطوبتكم والأهم من ده إنكم رجعتم لحضننا من تاني ولا إيه رأيك يا سوزان
اجفلها كلماته ومالبث ان استطردت قائلة بهدوء مريب ونظراتها الثاقبة لا تزال مسلطه تجاه تلك الصغيرة: اكيد طبعاً يايوسف انا اصلاً مش مصدقة لغاية دلوقتى ان داغر رجعلى من تانى
اظلمت عيناه بشكل مخيف مردداً بتلك النبرة التي لا تحمل في طياتها النقاش وهو يأرجح نظراته بينهم: معنديش مانع ياراوى بس في حاجة مهمة لازم تفهموها مش معنى إنى وافقت إن في أي حاجة بينا أتغيرت انا جيت هنا بس عشان خاطر كارما اظن مفهوم
توسعت حدقتيها في دهشة عقب ان صرح بذلك لتستطرد قائلة بلهفة وهي تتشبث بكفوفه: انت بتقول إيه ياداغر يوسف قوله هو انت مش قولتلى انه خلاص عرف كل حاجة امال معناه ايه كلامك ده انت رجعتلي ياداغر صح رجعتلي
جدحها بتلك النظرات الجامدة ليستطرد قائلاً بهدوء مظلم وهو يقبض على يدها المتشبثة به ليبعدها عنه: لا ياسوزان هانم مش معنى انى عرفت الحقيقة انى ممكن اسامحك حتى لو عملتى كدة غصب عنك حتفضلى برضو مشتركة في موته وده مش ممكن اسامحك عليه بعد اذنكم بقا عشان انا وكارما اتاخرنا
لم يمنحها تلك الفرصة لكي تحتج وبحركة مباغتة جذبها من كف يدها ساحباً إياها من خلفه دون ان يتفوه بحرف ومالبث ان ادخلها بداخل السياره ليدورهو بخطاه تجاه بابه ليستقلها هو الاخر لولا ان اجفله كلماتها التي اخترقت اذانه بضراوة مرددة بلوعة: حتخلينى أشوف تميم ياداغر صح
تقوس ثغره بتلك الابتسامة المستهزئة قبل ان يستقل سيارته بألم يلوح من بين حدقتيه دون أن يمنحها رد وهي تتباعه بعينان دامعتين أجفلها من شرودها تلك اليد الحانية التي ربتت على كتفها مردداً بخفوت: إديلو فرصة يسامح ياسوزان داغر محتاج وقت
(بسيارة داغر)
كان يحتل مقود السياره بغضب جامح يحتل كل إنش بجسده وهي تتابعه بعينان ثاقبتين ثارت أنفاسه بلهيب حارق وكل مايلوح بمخيلته في تلك اللحظة هي تلك الذكريات التي لا تزال تنهش بجدار عقله بشراسة ومالبث ان استطرد قائلاً بضجر وهو يرمقها بتلك النظرة الخاطفة: حتفضلى بصالي كدة كتير ارغى ياكارما وقولى اللى عندك
تصنعت البرائة لتستطرد قائلة بدهشة وهي تضع يدها على صدرها: انا لا انا مش عايزة أقول حاجة مين قالك كدة بس دانا كيوت وهادية أهو حتى
رمقها بتلك النظرة الثاقبة قبل ان يستطرد قائلاً بإستنكار: متأكدة إنك مش عايزة تقولى حاجة
عضت على شفتيها فى قوة لكي تتحكم في كلماتها ولكن عذراً فقد طفح الكيل لتستطرد تسأله بلهفة بعد ان اعتدلت في جلستها لتناظره: هو انت ليه مرضتش تسامحها
زفر بضيق قبل ان يتوقف بسيارته بحركة مباغتة لترتد هي بجسدها الى الخلف أثر فعلته ومالبث ان استطرد قائلا بغضب وهو يجدحها بتلك النظرات المحتدة: كارما مش معنى إنى وقفت معاكى وساعدتك في موضوع الراوى يبقى تسوقى فيها انا وانتى عمرنا محنبقى أصحاب فاهمة متنسيش نفسك وخليكى دايماً فاكرة إنك موظفة عندي ولأخر مرة حسمحلك تتجاوزى حدودك
إبتعلت تلك الغصة المؤلمة التي اصابت حلقها لتتشدق قائلة بخفوت يشوبه الألم قبل ان تعتدل في جلستها وقد استدارت برأسها تجاه تلك النافذة: مفهوم يامستر داغر وانا اسفة إنى إتجازوت حدودي
ضرب المقود بقبضته بعنف عقب ان اخترقت اذانه تلك النبرة التي تحمل في طياتها الألم مسح على وجهه ببطئ قبل ان يدير محرك السياره قاصداً منزلها بغضب يتفاقم من بين حدقتيه مرت لحظات عليهم بصمت يعم الأجواء وهو يرمقها بتلك النظرات النادمة ومالبث ان توقف بسيارته امام منزلها تنفس بعمق قبل ان يستطرد قائلاً بهدوء: بلغى مامتك اننا جايين النهاردة بليل
اومئت هي برأسها دون أن تمنحه رد قبل ان تترجل من سيارته لتهرول إلى الداخل بألم يحتل كل إنش بجسدها وهو يتابعها بعيناه ومالبث أن أغمض جفونه في قوة قبل أن يستعيد رباطة جأشه ليدير محرك السيارة قاصداً منزله
(في قصر زيدان)
وطأ بقدميه الى داخل القصر وهو ينتزع رابطة عنقه في ضيق ومالبث أن عقد ما بين حاجبيه بحيرة عقب ان طرأ ذلك الحديث على مسامعه أخذ يتسلل بحذر تجاه تلك الحجرة التى يصدر عنها ذلك الصوت توقف للحظات ليسترق السمع الى ذلك الصغير وهو يستطرد قائلاً ببساطة: والله انا شايف إنهم لايقين على بعض دى حتى كارما طيوبة اوى وانا بحبها طب انت عارف ياعمار انها بقت بتتصل بيا كل يوم وبتحكيلى حواديت حلوة اوى
زفر عمار بضيق قبل ان يستطرد قائلاً بتهكم خفي وهو يتناول بضع حبات الفسدق: انت مجنون ياتميم مين دول اللى لايقين على بعض دانت لو شوفتهم وهما بيتخانقوا عمرك محتقول كدة وبعدين مانت عارف اخوك بيعاملها ازاى والله دى ساعات بتصعب عليا وبحس بالذنب
بتر حديثهم كلمات ذلك الداغر وهو يستطرد قائلاً بحدة بعد ان وطأ بقدميه الى داخل الحجرة: وإيه بقا اللى بيخليك تحس بالذنب ياعمار ممكن أعرف
تهللت اسارير الصغير بفرحة حينما وقعت انظاره عليه ليستطرد قائلاً بلهفة وهو يهرول تجاهه ليتشبث بساقه: داغر وحشتنى أوى
هبط بجزعه نحوه ليحمله بين ذراعيه مردداً بتلك النبرة الحانية ونظراته الثاقبة لا تزال مسلطة تجاه عمار: وانت كمان وحشتنى اوى ياتيمو ايه ياحبيبى طمنى عملت ايه النهاردة
استطرد الصغير قائلاً بلهفة وهو يغمز له بطرف عيناه: انا كويس اوى اوى داغر هو انت حقيقى حتتجوز كارما
رفع احدى حاجبيه بدهشة ليستطرد قائلاً بمرح: ايه ياتميم هو انت كمان قررت انى حتجوزها هو انا مليش رأى ياحبيبى ولا أيه
تشبث الصغير برقبته أكثر مردداً بلهفة وعيون لامعة: اه ياداغر عشان خاطرى وافق انا بحب كارما اوى ونفسي تتجوزوا والله دى كارما طيبة اوى وبتحبنى وافق بقا وافق عشان خاطرى
استطرد قائلاً بمكر وقد تقوس ثغره بتلك الابتسامة الخافتة: يعنى انت شايف انها طيبة اوى يعنى ادام كدة بقا انا عايزك تقدملى خدمة
مط الصغير شفتيه بحيرة مردداً بتساؤل: خدمة ايه دى
استطرد الأخير قائلاً بتلك النبرة الماكرة وهو يغمز له بطرف عينه: ده بقا سر حقولك عليه بس مش دلوقتى اتفقنا بس عارف لو جبت سيرة لحد مش ححكيلك حاجة تاني
غمز له الصغير بطرف عيناه مردداً بخفوت وقد لمعت عيناه بفرحة: لا لا متخافش من الناحية دى وعد مش حجيب سيرة لحد اعتمد عليا
بتر حديثهم كلمات ذلك العمار المتهجمة مردداً بضيق: إنتو بتتوشوا في ايه انتو الاتنين
استطرد الصغير قائلاً بمكر وهو يغمز له بطرف عينه: لا ده سر معلش بقا ياعمار مقدرش اقولهولك
راح الأخير يطبع تلك القبلة الخافتة فوق احدى وجنتيه مردداً بخفوت قبل ان يهبط بجزعه ليضعه ارضاً: ايوة كدة ياتيمو شاطر ياحبيبى روح بقا دلوقتى إلعب في اوضتك لغاية مجيلك عشان انا وانت رايحين بليل بيت كارما عشان تطلبهالى من ايد مامتها ها مبسوط كدة ياسيدي
استطرد الصغير قائلاً بفرحة وهو يهرول بخطواته تجاه الخارج وسط نظرات عمار الغاضبة: هيييييه طب انا حروح أجهز نفسي بقا معلش بقا ياعمار متزعلش منى بس ده أخويا برضو ومينفعش ازعله باى بقا
عقد مابين حاجبيه بغيظ مردداً بخفوت يشوبه الضيق: اه ياتميم الكلب هي بقت كدة بتبعنى
ومالبث ان تهجمت ملامح الأخير ليستطرد قائلاً بنبرة قوية بعض الشئ وهو يعقد حاجبيه بتحفز: ها اديه خرج مجاوبتنيش بقا ايه اللى مخليك حاسس ناحيتها بالذنب
ابتلع ريقه الهارب بصعوبة ليستطرد قائلاً ببرود لايضاهى ذلك الخوف الذي يتسلل بين جنبات صدره: حيكون ايه السبب يعنى ياداغر مش كفاية إنى عارف السبب اللى خلاك تشغلها وساكت ده كفاية مرمطتك للبت دى ليها الجنة والله
استلقى على تلك الاريكة الوثيرة باريحية ليستطرد قائلاً بهدوء مظلم ونظراته الثاقبة لا تزال مسلطة تجاه الأخير: ماشي ياعمار حعمل نفسي مصدقك بس ياويلك لو عرفت إنك مخبي عليا حاجة
استطرد قائلاً بضيق وهو يمسح على شعره في غضب قبل ان يخطو بخطواته الغاضبة نحو الخارج: يوووه ياداغر قولتلك مليون مرة إنى مبحبش الأسلوب ده بقولك ايه انا حروح أجهز بدل منفجر
استطرد الأخير قائلاً بإستهجان وهو يلوى فمه بضجر: عمرك محتتغير ياعمار أول لما تلاقى نفسك إتزنقت تهرب
(بمنزل كارما)
اخذت تجوب حجرتها ذهاباً واياباً بغضب يلوح من بين حدقتيها تحت نظرات صديقتها المدهوشة مرددة بلهاث غاضب: انا اللى غلطانة ايوة انا اللى غلطانة انا مش عارفة ازاى أصلا سكتلو قال وانا اللى اتعاطفت معاه وقولت انه خلاص اتغير اتاريه كان مجرد قناع وقال ايه بعد كل ده جاى يقولى بلغى ماماتك إننا جايين النهاردة بقا على اخر الزمن يتقال عليا خطيبة ده بقا انا الفرفوشة المتدلعة اتخطب لكلب البحر ليه هو ايه اللى حصل في الدنيا والله انا بفكر اطلع أقول لماما انى مش موافقة واللى يحصل يحصل بقا ولا انتى ايه رأيك
فغرت شفتيها في ذهول من تلك الحالة الهائجة التي اصابت صديقتها ومالبث ان استطردت قائلة بدهشة وهي تعقد مابين حاجبيها في حيرة: رأى في إيه
عضت على شفتيها في غضب من تلك البلاهة المتجسدة بصديقتها لتستطرد قائلة بضيق وهي تجلس على طرف فراشها: ياديدا ركزى معايا بقا هو انا ايه بدن في ملطة قوليلى اعمل ايه انا بجد متغاظة من كلب البحر ده اوى
قوست ثغرها بضجر لتستطرد قائلة ببساطة: بسيطة سيبى الشغل وارفضيه
عضت على شفتيها بضيق لتستطرد قائلة برفض وهي تضرب رأس الأخيرة بخفة: مقدرش اسيبه وانتى عارفة انا قولتلك انى خدت وعد على نفسي بإنى اساعده مقدرش اجى في نص الطريق وامشى
تأوهت الأخيرة بخفة عقب ان اصطدمت بفعلتها تلك لتستطرد قائلة بضجر وهي تزم شفتيها بضيق: طب خلاص يبقى انتى اللى إختارتى اتحملى بقا
مطت هي شفتيها بضيق قبل أن تستطرد قائلة بتلك النبرة اليائسة: مانا برضو عايزة أخد حقى مانا مينفعش اسكتلو على المرمطة اللى هو ممرمطهالي دى دانا لو جاموسة كان حيعاملنى أحسن من كدة انتى عارفة المشكلة ايه إنى حتى لو فكرت امشى مش حعرف اصل انتى مشوفتيش شكله كان عامل ازاى لما اكتشف ان والده مات مقتول كان موجوع اوى عارفة إحساس لما طفل صغير يتشعلق في حضن مامته ويعيط ساعتها انا حسيت بده ساعتها بس اكتشفت ان كل العصبية والقسوة اللى هو بيرسمها دى مخبية وراها خوف ووجع ميتوصفش وكتير بحس انه شبهى الغريبة بقا ان مع الرغم من كل ده الا انى بقيت بحس معاه بالأمان مش عارفة ده حصل ازاى بس كل اللى انا عارفاه إن الأمان اللى حسيت به معاه محستهوش قبل كدة انا عارفة ان اللى بعمله غلط بس كل اللى اعرفه انى انا الوحيدة اللى قادرة اطلعه من الظلمة اللى هو فيها دى
فغرت شفتيها بذهول عقب ان صرحت بذلك ومالبث ان استطردت قائلة بدهشة وعيون متسعة: كارما انتى حبتيه
تخشب جسدها بصدمة جلية وقد اصابتها الربكة عقب ان اخترقت اذانها تلك الكلمات وكأنها لم تكن سوى صفعة دامية اجفلتها من تلك الغفلة ومالبث ان نفضت برأسها تلك الفكرة الهالكة فهى لن تفعل لتستطرد قائلة بغضب وهي تلكذها في ذراعها: انتى اتجننتى ياديدا ايه اللى انتى بتقوليه ده لا طبعاً
تأوهت الأخيرة بألم أثر فعلتها لتستطرد قائلة بغيط وهي ترفع احدى حاجبيها بمكر: على فكرة بقا ايدك تقيلة متستعبطيش وبعدين يعنى اللى يمنع ولا هو مرتبط يعنى ولا ايه
عضت على شفتيها بغيظ لتستطرد قائلة بضيق وهي تنهض عن فراشها في غضب: على فكرة بقا انا غلطانة انى بتكلم معاكى قومى يابت نجهز دول خلاص على وصول
غمزت لها بطرف عيناها مرددة بمكر وهي تنهض بدورها: ايوة ياعم مين قدك النهاردة عروسة بقا ولازم تجهز عقبالنا يارب
زفرت في غضب لتستطرد قائلة بضيق وهي تخطو بخطواتها تجاه الخارج: تصدقى بقا انا حيوانة انى بتكلم معاكى دانتى رخمة
صدعت ضحكاتها بالارجاء من غضب صديقتها لتتشدق قائلة من بين ضحكاتها وهي تتبعها بدورها: خلاص خلاص متزعليش دانتى عروسة حتى ومينفعش تزعلى
(في المساء)
ترجل كلا من الثلاثي من تلك السياره بهيئهم الطاغية التي خطفت الأنظار منذ الوهلة الأولى ومالبث ان اغلق ذلك الداغر ازرار حلته الحالكة قبل ان يخفض ببصره ليغمز لذلك الصغير بطرف عيناه ليبادله الصغير بدوره ليتسمك بكفه قبل ان يخطو بخطواتهم الواثقة تجاه منزلها