الفصل السابع عشر

4.6K 103 4
                                    


اخذ يضغط على رأسه بعنف غير قادر على استيعاب تلك الفاجعة لوهلة عجز عن التفكير وهو يجدها تزداد شحوباً مالبث ان احكم لف ذراعيه حولها في محاولة بث الدفئ بداخلها بعد ان تحول جسدها الى كتلة باردة جال بخاطره ذلك االدواء المخصص لها مسد على خصلاتها بلطف وهو يرمقها بعيون متأرجحة وذعر بائن في نظراته قبل ان يسندها بحذر على تلك الأرضية من اسفله ليندفع بزعر جلى نحو مكتبها اخذت عيناه تدور عن تلك الحقيبة لتقع انظاره عليها وهى ملقاه ارضاً التقطها على عجالة والقى بمحتوياتها على الأرضية في محاولة مستميتة لايجاد ذلك الدواء تنفس الصعداء بعد ان عثر عليه من بين تلك الأشياء المبعثرة امامه مد بيده ليلتقطها بكفه قبل ان يندفع عائداً الى داخل مكتبه بانفاس ثائرة جثى على ركبتيه امامها ليجذب رأسها عن تلك الأرضية واضعاً إياها اعلى ركبتيه لكى يناولها ذلك الدواء على عجاله من امره ملس على خصلاتها بلطف وهو يراقب تلك الرجفة التي اصابت جفونها فتحت هي عيناها بتثاقل ترمقه بعيون حائرة والاعياء بادياً بوضوح على وجهها لتستطرد قائلة بتلك النبرة المتعبة: هو ايه اللى حصل
تخشب جسدها بصدمة حينما جذبها اليه بلهفة لتستقر بداخل احضانه مردداً ببكاء مرير يتبعه شهقات عالية: انا اسف والله اسف انا مش عارف عملت كدة ازاى بس انا تعبت تعبت اوى ياكارما تعبت ومبقتش قادر خلاص استحمل اى صدمات تانى ابعدى عنى ياكارما ابعدى انا أوحش بنى ادم ممكن تقابليه في حياتك انا مفيش حد بيقرب منى غير لما بيتاذى وانتى لو فضلتى معايا اكيد حتتأذى متبقيش زىى ياكارما انتى بريئة بريئة اوى واللى انا ناوى عليه حيكسرك حيكسرك لدرجة انك حتصحى في يوم حتلاقى نفسك بقيتى زىى بنى ادم من غير روح بنى ادم كل اللى بيفكر فيه ازاى ينتقم من كل اللى حواليه حتى لو على حساب اقرب حد ليه انا عارف انك ملكيش ذنب بس ذنبك الوحيد انك شبهها وانى كل مبشوفك بفتكر ضعفى اللى ضيع كل حاجة حلوة من بين ايديا وانا مش حرتاح غير لما اقتل الضعف ده جوايا انا حبيتها اوى كنت مستعد اعمل اى حاجة عشانها بس هي استغلتنى واستغلت حبى ليها وخدت كل حاجة حلوة من بين ايديا قتلت ابويا وسرقت حياتى منى خلتنى عايش سنين فاكر ان ابويا مات بسببى بس النهاردة بس عرفت ان ابويا مات مقتول وان امى مكانتش خاينة عشان كدة مبقاش عندى حل تانى غير انى اخد حقى من كل اللى كانو سبب في كل حاجة وحشة حصلتلنا فهمتى
تخشب جسدها بصدمة عقب ان تفاجئت بفعلته تلك تحاملت على نفسها كى تستعيد قواها المنتزعة امام قبضتى ذلك الداغر التي كادت ان تعتصرها ولكنه كان متشبث بها كالصخر كطفل تائه قد وجد السبيل الى مأواه رمشت باهدابها دون استيعاب وتلك النبرة الباكية المحملة بمرارة الفقدان تطرأ على مسامعها لأول مرة عضت على شفتاها بقوة في محاولة يائسة منها لكى تمنع تلك العبرات المتحجرة بداخل مقلتيها من التحرر فكلماته باتت لها بمثابة شظايا الزجاج االتي انغرست بقلبها دون رحمة رفعت ذراعيها بتردد لتغمره بين احضانها ارتجفت شفتيها قبل ان تستطرد متأوهه بالم و العبرات تنساب رغماً عنها : وتفتكر انك لو انتقمت حترتاح ليه عايزهم ياخدوا منك حياتك اللى جاية زى مخدوا منك حياتك اللى راحت ليه تسمحلهم بكدة صدقنى والدك لو كان عايش مكانش حيبقى مبسوط باللى انت وصلتله انت مش وحش ياداغر انت بس اللى عايز تحط نفسك في الصورة دى وفاكر انك كدة بتقتل ضعفك بس صدقنى انت لو كملت في انتقامك حتبقى زيهم واسوء متخليش القسوة تعميك لغاية متلاقى نفسك خسرت كل حاجة حتى نفسك جه الوقت تعيش ياداغر جرب تنسى انتقامك ولو لفترة صغيرة صدقنى حترتاح
ابتعد عن احضانها ببطئ ليرفع بيده يحتضن وجهها بين راحته مردداً بنبرة خافتة يملؤها الالم: انتى ليه بتعملى كدة من اول يوم دخلتى فيه الشركة وانا مستنى اللحظة اللى حتضربينى فيها في ضهرى بس للأسف كل حاجة بتقول انك مش زيها انتى كان قدامك فرص كتير عشان تأذينى بس كل مرة بتفاجئينى بالعكس خصوصاً بعد اللى عملتيه مع تميم فاكرة اول مرة جاتلك فيها الازمة كنت حاسس ان روحى بتتسحب منى وانا شايفك قدامى في الحالة دى ساعتها اترددت كتير قبل منقذك كان جوايا إحساسين عكس بعض واحد بيزقنى عشان اسيبك تموتى عشان انتقامى يتحقق والتانى بيقولى هي ملهاش ذنب في اى حاجة حصلتك مقدرش اقدر انى اتمنيت من جوايا ان الإحساس الاولانى هو اللى يكسب يمكن ساعتها ارتاح بس مقدرتش ياكارما مقدرتش ولما شوفت اللى مازن كان ناوى يعمله فيكى انا خوفت خوفت لمجرد فكرة انى ممكن اخسرك إحساس مرعب لما حسيت انك ممكن تتأذى بسببى والاحساس ده مخوفنى وبقا بيزيد كل يوم اكتر من اليوم اللى قبله عشان كدة كان لازم اكسر الضعف ده من جوايا لانى مش حسمح لحد يشوفنى ضعيف من تانى لازم تعرفى ان مازن مقدمش بلاغ ضدك ولا حاجة انا كدبت عليكى بس انا مكانش قدامى اى حل تانى يخليكى ترجعى الشركة غير الحل ده كان لازم اكمل اللى بدأته ياكارما لان انتقامى مكانش ممكن يكمل من غيرك عرفتى بقا انا ليه عايزك تبعدى لانى مبقتش عارف انتقامى ممكن يوصلنى لايه
لوهلة أصابها الوجوم خارت قواها بصدمة جلية على قسمات وجهها من تلك الكلمات التي تذلذل كيانها دون رحمة وما لبث ان ابتلعت تلك الغصة المؤلمة التي اصابت حلقها لتستطرد قائلة بنبرة حانية خالفت كل ذرة تعقل لديها: انا مش حبعد ياداغر مش حبعد جه الوقت عشان تعيش وتبعد عن كل حاجة ليها علاقة بالماضى انا مش حبعد غير لما تقدر تسامح
ارتجفت شفتيه قبل ان يستطرد قائلاً بنبرة ناعسة بعدما باتت الرؤية ضبابية من حوله: انا تعبان اوى ياكارما احضنينى احضنينى ياكارما
عدلت من وضعيه جسدها قبل ان تجذبه بداخل احضانها كى يريح رأسه على صدرها وهى تطوق خصره بقبضتها مرددة بتلك النبرة الحانية: ارتاح ياداغر ارتاح انا معاك متقلقش مش حمشى
)في صباح اليوم التالى)
افاق من نومته المنهكة من على تلك الاريكة بعيون متثاقلة قبض على رأسه بعنف في محاولة يائسة لتخفيف تلك الالام التي تنهش رأسه بلا رحمة من اثار ذلك المشروب ومالبث ان تخشب جسده بصدمة واتسعت عيناه دون استيعاب بعدما جالت بخاطره تلك الاحداث المصاحبة للأمس تأرجحت نظراته في الارجاء ليبحث عنها كالمهوس وانامله تتخلل في خصلاته مسح على شعره ببطئ قبل ان يستطرد قائلاً بصدمة جلية على قسمات وجهه: معناه ايه ده كان حلم
اجفله دخول عمار وهو يجدحه بتلك النظرات المتفحصة قبل ان يستطرد يسأله بترقب: هو انا شايف صح انت لسة بلبس امبارح انت مروحتش ولا ايه
مسح على وجهه بضيق وهو ينهض عن تلك الاريكة قبل ان يستطرد قائلاً بضيق وهو يخطو بخطوات متثاقلة نحو مكتبه: اه ياعمار مروحتش فيها حاجة دى
استطرد قائلاً بشك: لا مفيهاش حاجة اصلك اول مرة تعملها
استطرد قائلاً بضيق وهو يلوى فمه بضجر: ياسيدى انا حر ولا حرام يعنى انام في شركتى
استطرد حديثه قائلاً بلهفة جلية على قسمات وجهه: هي كارما جت
استطرد عمار يسأله بشك وهو يجدحه بتلك النظرات الثاقبة من مقدمة رأسه حتى اخمص قدميه: لا مجاتش بس ليه انت عايزها في حاجة
استطرد داغر حديثه بتوتر خفى محاولاً قدر استطاعاته التهرب من نظرات ذلك العمار الثاقبة: حيكون حصل ايه يعنى انا بس كنت عايزها تجهز لاجتماع النهاردة
اومئ له برأسه قبل ان يستطرد يسأله بهدوء: اه الاجتماع انت ايه رايك صحيح في موضوع الشراكة دى سألت على اسمه فهد ده كويس
استطرد قائلاً بلهجة قوية وهو يجلس على مقعده باريحية شديدة: اه سألت بس كل اللى عرفته انه راجل اعمال مصري ليه شركات سياحة في كل مكان في العالم تقريباً بس قرر يرجع مصر عشان يستثمر فلوسه هنا عموماً حنشوف انا كدة كدة مش حمضى معاه غير لما اقعد معاه الأول واعرف منه هو ليه اختار شركتى بالذات عشان يستثمر فلوسه فيها
اومئ له برأسه مردداً بهدوء: فعلا عندك حق لازم نسأل في الأول عشان نتطمن
بتر حديثهم طرقات خافتة على باب المكتب يعقبه دخول كارما وتلك الابتسامة الخافتة ترتسم على محياها: صباح الخير يامستر داغر صباح الخير يامستر عمار على فكرة يامستر انا مش عارفة اشكرك ازاى على اللى انت عملته امبارح بصراحة مش عارفة من غير حضرتك كنت عملت ايه
غمز لها عمار بطرف عينه مردداً بنبرة مرحة: لا شكر على واجب احنا في الخدمة ياقمر
تأرجحت نظراته بينهما في سخط ليستطرد يزجرها بغضب: ممكن اعرف انتى بتشكريه على ايه كدة ياانسة انتى
استطردت كارما حديثها بدهشة من غضب ذلك الداغر الغير مبرر: ابداً اصل امبارح القهوة وقعت على هدومى فمستر عمار عرض انه يوصلنى
جدحها بتلك النظرات الثاقبة مردداً بغموض: يعنى انتى امبارح مشيتى معاه في ميعاد الشركة
مطت شفتيها بحيرة قبل ان تستطرد قائلة بهدوء يملؤه التعجب: اه يامستر هو في حاجة ولا ايه
استطرد يسأل ذلك القابع امامه بغموض وهو يرمقه بشك: وانت اللى وصلتها امبارح لحد باب البيت
استطرد عمار يجيبه بدهشة وهو يعقد حاجبيه بحيرة: اه ياداغر انا اللى وصلتها بس هي ليه كل الأسئلة دى ممكن تفهمنى
قبض على رأسه بعنف غير قادر على استيعاب تلك الاحداث من حوله قبل ان يستطرد هامساً لنفسه: مستحيل
اخذ عمار يجدحه بتلك النظرات القلقة مردداً بترقب: في ايه ياداغر مالك بس على فكرة انت مش مظبوط النهاردة خالص
مسح على شعره ببطى مردداً بخفوت يشوبه الإرهاق: لا مفيش حاجة
ومالبث ان وجه انظاره اليها قبل ان يستطرد حديثه بعملية شديدة: عايزك تنسقى مع ريهام عشان الاجتماع بتاع النهاردة في عميل مهم جاى ومش عايز اى غلطات فاهمة يلا اتفضلى
اومئت برأسها وهى تردد بهدوء قبل ان تخطو خطواتها نحو الخارج وانظار ذلك العمار مثبته عليها والابتسامة الخافتة تشق ثغره: حاضر يافندم بعد اذنكم
تارجحت نظراته مابين الغضب والضيق من نظرات صديقه التي اثارت الضيق بداخله قبل ان يستطرد ينهره بغلظة: وانت مش وراك شغل قوم يلا اتفضل على مكتبك
جحظت عيناه بزهول ليستطرد قائلا بدهشة يشوبها المرح من أفعال صديقه تلك: انت بتطردنى ياداغر بقا بعد كل اللى حصل بينا عايز ترمينى انت وحش وحش حرام عليك
استشاط غيظاً من ذلك الداغر حينما اصطدمت تلك الأقلام بوجهه قبل ان يستطرد صائحاً بضيق: اااااه انت بتضرب بجد على فكرة ياداغر
تهجمت ملامحه بشكل مخيف قبل ان يستطرد ينهره بغلظة: غور يلا من هنا هي ناقصاك غور ياض
تهجمت ملامحه بضيق وهو ينهض عن مقعده قبل ان يخطو بخطواته نحو الخارج قبل ان يتهشم ذلك المكتب في الحال من غضب ذلك الداغر مردداً بتهكم: ادينى طالع ياداغر طالع دانت خنيق اوى
(بمكتب كارما)
خرج عمار من مكتب ذلك الداغر لتقع انظاره عليها ترمقه بامتنان وتلك الابتسامة الهادئة تزين ثغرها غمز لها بطرف عينه مردداً بشقاوة: احنا في الخدمة ياقمر
لمعت عيناها بفرحة مرددة بنبرة يملؤها الامتنان: انا مش عارفة اشكرك ازاى على فكرة
استطرد قائلاً بغرور مصطنع واضعاً كلتا يديه في جيوب بنطاله: ده اقل حاجة عندى على فكرة مش حتقوليلى بقا ايه اللى خلاكى تتصلى بيا عشان تخلينى أقول كدة قدام داغر
استطردت قائلة بتوتر وهى تعيد تلك الخصله الشاردة الى خلف اذنها: ممكن تعفينى من الأسباب
تقوس فمه بتلك الابتسامة الهادئة قبل ان يستطرد قائلاً بهدوء: براحتك ياكارما وانا مش محتاج اعرف بس عايزك تعرفى انى دايما موجود للازمات
استطردت قائلة بخفوت وعيون لامعة: عارفة يامستر متشكرة جداً
بتر حديثهم طرقات خافتة على باب المكتب يعقبه دخول ريهام لتستطرد قائلة بهدوء وتلك الابتسامة الهادئة تشق ثغرها: صباح الخير يامستر عمار صباح الخير ياكارما كارما معلش ممكن تيجى معايا مكتبى عشان في ورق محتاج يتظبط قبل الاجتماع بتاع النهاردة
اومئت براسها مرددة بهدوء وهى تنقل نظراتها بينهم قبل ان تنهض عن مقعدها ومن ثم خطت بخطواتها نحو الخارج: اكيد ياريهام بعد اذنك يامستر عمار
(بغرفة الاجتماعات)
كان داغر يترأس راس الطاولة وذلك العمار يجلس على المقعد المقابل له يتبادلان اطراف الحديث في انتظار ذلك الفهد بتر حديثهم تلك الطرقات الخافتة على باب الغرفة يعقبه دخول ريهام السكرتيرة لتعلن عن وصول ذلك الفهد وطئ المكان بقدميه بتلك الهيئة الطاغية اغلق الاخير ازار حلته الحالكة مرحباً به قبل ان يمد بيده ليصافحه: اهلا بيك في شركتى يا فهد باشا اتفضل
جدحه بتلك النظرات الثاقبة قبل ان يستطرد قائلا بلهجة قوية: اتشرفت بمعرفتك يااااا داغر باشا
جدحه بتلك النظرات الثاقبة قبل ان يجلس على مقعدة باريحية مترأس رأس الطاولة ليستطرد يسأله بانتباه: ممكن اعرف انت اخترت شركتى بالذات عشان تستثمر فلوسك فيها
تقوس ثغره بتلك الابتسامة الغامضة وهو يجلس على المقعد المقابل له قبل ان يستطرد قائلاً بنبرة ثقة يُحسد عليها: لانى متعودتش اخسر انا سألت عليك كويس ولقيت انك انسب واحد ينفع يشاركنى ببساطة شديدة لانى عرفت انك قدرت تقوم الشركة على رجلها من تانى بعد الخسارة اللى حصلت زمان في وقت قصير ومش بس كدة انت كمان قدرت تخليها رقم 1 في السوق واكيد انا عايز اكسب وانت اكيد سألت عنى انا عندى شركات في كل مكان في العالم يعنى لما اشاركك اكيد حنحقق ارقام خيالية ولا ايه يامستر.... عمار

تأرجحت نظراته مابين الغضب والدهشة من ذلك الهاشم نعم فهو هاشم صفوان ليس غيره قبل ان يشدد عليه بتلك اللهجة القوية: اكيد اكيد يااااا فهد باشا
اعتدل داغر في مقعده ليردف  باهتمام يشوبه الحيرة: مالك ياعمار فيه حاجة
مسح على وجهه بعنف قبل ان يستطرد قائلاً بلهجة قوية تحمل الكثير من الغضب وانظاره لا تزال مسلطة على ذلك الهاشم: لا ياداغر مفيش انا بس تعبان شوية
بتر حديثهم طرقات خافتة على باب الغرفة يعقبه دخول ريهام السكرتيرة وهى تحمل بيدها صينية بها ثلاث اكواب من القهوة قبل ان تخطو بخطواتها نحوهم واضعة إياهم على سطح الطاولة لتستطرد قائلة برقة: تؤمر بحاجة تانية يامستر داغر
استطرد قائلاً بصوت اجش : اه بلغى كارما انى عايزها
تحفزت حواس ذلك الهاشم بالكامل بمجرد ان طرأ على مسامعه ذلك الاسم حتى استمع الى ردها وهى تستطرد قائلة بهدوء: كارما في الدور العاشر يافندم راحت تسلم ورق للارشيف
اومئ برأسه ليستطرد قائلاً باقتضاب وانظاره الصارمة مسلطه عليها: تمام روحى انتى
جدحه بتلك النظرات الثاقبة قبل ان يستطرد قائلاً بنبرة عملية: اوكى يافهد باشا انا خلى المحامين يدرسوا العقود قبل مدى اى رد نهائى
تقوس ثغره بتلك الابتسامة الواثقة قبل ان يستطرد قائلا بعملية: براحتك ياداغر باشا وان شاء الله حستنى تليفونك
(برواق الطابق العاشر)
وطأت بقدميها ذلك المصعد لكى تستقله الى الطابق الثالث القابع به مكتبها وما لبث ان انقبض قلبها بزعر وتجمدت الدماء في عروقها حينما انقطع ذلك التيار لينتج عنه تعطل المصعد شهقت هي بفزع قبل ان تستطرد صائحة بخوف وهى تطرق على باب ذلك المصعد في محاولة يائسة منها لكى يستمع احدى المارة: ايه ده وقف ليه ده كمان لا والنبى انا بخاف حد يفتحلى والنبى اى حد يفتحلى والنبى حتخنق الحقوووووونى
استمع احدى المارة الى تلك الصرخات التي تنبع من داخل المصعد ليهرول مسرعاً نحو مصدر ذلك الصوت صائحاً بنبرة قلقة: في حد جوة
كارما بصياح خائف: والنبى الحقنى انا محبوسة هنا انا كارما سكرتيرة مستر داغر والنبى طلعنى من هنا انا بتخنق وعندى فوبيا من الأماكن المقفوله
استطرد ذلك الشخص بصياح خائف قبل ان يهرول بفزع على ذلك الدرج: حاضر حاضر متخافيش
(برواق الشركة)
اسرع ذلك الشخص ليبلغ من بالشركة بوجود فتاه تدعى كارما محتجزة بداخل المصعد ليندفع احدى الأشخاص لرجال الامن ليبلغهم بما جرى كانت ريهام مارة الى غرفة الاجتماعات لتستمع الى تلك الهمسات من حولها واحدى الأشخاص يستطرد صائحاً: عرفتو اللى حصل سكرتيرة داغر باشا محبوسة في الاسانسير
جحظت عيناها بزهول عقب ان استمعت الى كلماتها لتنتفض كالملسوعة نحو غرفة الاجتماعات وهى تردد بخوف: ايه كارما انا لازم ابلغ مستر داغر ومستر عمار بسرعة
(بغرفة الاجتماعات)
كان ثلاثتهم يتبادلون اطراف الحديث المرتبطة بالعمل حتى بتر حديثهم تلك الطرقات القوية على باب المكتب يعقبه دخول ريهام بملامح شاحبة لتستطرد قائلة بفزع: مستر داغر الحق كارما محبوسة في الاسانسير!!!!!!!

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن