الفصل الثامن عشر

4.3K 106 11
                                    


(بغرفة الاجتماعات)
كان ثلاثتهم يتبادلون اطراف الحديث المتعلقة بالعمل حتى بتر حديثهم تلك الطرقات القوية على باب المكتب يعقبه دخول ريهام بملامح شاحبة لتستطرد قائلة بفزع: مستر داغر الحق كارما محبوسة في الاسانسير!!!!!!!
اقتلع قلبه بذعر وتخشب جسده بصدمة عقب ان استمع الى كلماتها تلك التي كانت بمثابة صاعقة كهربائية عصفت به الى الهاوية رجفة عنيفة اصابته كمن سقط عليه دلو من الثلج سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور لينتصب عن مقعده بزعر بائن في نظراته ليهرول الى الخارج بخطوات مهتاجة ولهاث غاضب وهو ينتزع رابطة عنقه في عنف ونبضات قلبه المزعورة تكاد تكون مسموعة ومالبث ان اتبعه عمار بخطوات راكضة وصدمة جلية على قسمات وجهه وسط نظرات ذلك الهاشم المزهولة توقف عمار لثوان قبل ان يستطرد قائلاً بحدة ونظراته مصوبة نحو ذلك الهاشم قبل ان يخطو بخطواته الى الخارج: حسابنا لسة مخلصش ياهاشم خليك فاهم كدة كويس
صعد الدرج بخطوات لاهثة حتى كاد ان يتعثر أكثر من مرة لولا ايدى عمار التي اسندته ليصل بعد عناء الى ذلك الطابق المتمركز به ذلك المصعد كانت كل ذرة بجسده ترتجف خوفاً وقعت انظاره على ذلك الحشد المتجمع امام ذلك المصعد استطرد صائحاً باهتياج وهو يدفشهم بهمجية قاصداً الوصول الى ذلك المصعد: اوعى منك ليه من قدامى كاااااارما انتى سمعانى
كانت منكمشة على نفسها في احدى اركان ذلك المصعد وهى تضم ركبتيها الي صدرها لتدفن وجهها باكية وجسدها يرتجف خوفاً توازن جسدها بتلهف عقب ان استمعت الى صوته الذى بات بمثابة طوق النجاه بالنسبة لها لتستطرد قائلة بلهفة: داغر الحقنى والنبى طلعنى من هنا لحسن حاسة انى حتخنق خلاص بقا في شركة كبيرة اسانسيرها يعطل ايه مسمعتوش عن حاجة اسمها مولد دانتو شركة متخلفة صحيح انا عارفة انتو مش حترتاحوا غير لما تجيبوا اجلى
استطرد عمار صائحاً بنبرة لاهثة وهو يحاول ان يتحكم في ضحكاته من كلمات تلك الصغيرة: يابنتى حرام عليكى حتى وانتى محبوسة لسانك طويل متتهدى بقا استنى نطلعك الأول وبعد كدة اتلامضى زى مانتى عايزة
اشتعل لهيب جفونه ليستطرد صائحاً باهتياج وحبيبات العرق باتت تتصبب من فوق جبينه: فين مسؤل الصيانة هنا
استطرد ذلك الشخص بنبرة مرتجفة خوفاً من بطش ذلك الداغر: انا اهو ياداغر باشا
استطرد قائلاً بقسوة وهو يجذبه من تلاتيب قميصه جعلته يرتعد خوفاً: حياتك كلها متوقفة انك تطلعها لانها لو مطلعتش سليمة تبقى حكمت على نفسك بالموت فاهم
استطرد عمار بنبرة قلقة وهو يحاول ان يحرره من بين قبضتى صديقه بصعوبة: داغر لو سمحت ممكن تهدى ده شغله وهو اكيد حيلاقى حل
ارخى قبضته عنه وظل محدقاً به بملامح متهجمة قبل ان يستطرد قائلاً بنبرة تحذيرية: لازم تخرجها انت فاهم
استطرد ذلك الشخص قائلا بنبرة مرتجفة وهو يفرك كفيه بتوتر: ياباشا العطل كبير ولازم نستنى التيار لغاية ميجى عشان الاسانسير يقدر يشتغل بس احنا ممكن نحاول نفتح الباب بالعتلة
استطرد قائلاً بتلهف وهو يقبض على ذراعه بعنف: اعمل كدة بسرعة مستنى ايه
اومئ مسئول الصيانة برأسه بخشوع ليستطرد قائلا بتلك النبرة المرتجفة قبل ان يخطو بخطواته نحو الأسفل لكى يجلب المعدات اللازمة: حاضر ياباشا انا حجيب العمال والعتلة عشان نبداً حالاً
داغر
انتفض كالملسوع عقب ان استمع الى نبرتها الباكية تلك ليهرول الى ذلك المصعد يتلمسه بيده مردداً بنبرة خائفة: كارما متخافيش حنطلعك كلها دقايق وحتبقى معايا انا مش حسمح انك تتأذى خليكى واثقة فيا المهم دلوقتى حاولى تنظمى نفسك ياحبيبتى عشان متتخنقيش
ارتجفت شفتيها وهى تردد بنبرة باكية يملؤها الخوف: حاضر ياداغر حاضر بس بسرعة والنبى لحسن حاسة انى حتخنق
تعالت همسات الحاضرين بدهشة من تلك الحالة الغريبة بالخوف التي تطراً على مديرهم لأول مرة خاصة حين استمعوا الى تلك الكلمة التي خصصت لها دون سواها (حبيبتى) ولم تخلو من نظرات عمار الثاقبة التي كادت ان تفيض شرراً فأى حالة تلك أصابت صديقه
استطرد مسئول الصيانة بانفاس لاهثة وهو يخطو بخطواته الى المكان بعد ان جلب تلك المعدات اللازمة كما احضر عدداً من العمال: داغر باشا احنا جاهزين العتلة اهى
استطرد صائحاً بتلك النبرة المهتاجة: مش عايز اشوف مخلوق هنا كله يبعد حالاً
انتفض الجميع مبتعداً لكى يفسحوا المجال لذلك الداغر ومن خلفه عمار وذلك الشخص المسئول عن الصيانة ليباشروا ببداً تلك الفكرة تشابكت العتلة بباب ذلك المصعد ليباشروا في جذبها بقوة استطرد داغر قائلا بلهاث غاضب: كارما ابعدى عن الباب عشان متتأذيش
تراجعت الى الخلف مستنده على مرفيقها مرددة بتلك النبرة المرتجفة: حاضر حاضر
باشروا في جذب تلك المسماه بالعتلة باستماته شديده من الأسفل عدة مرات لتتهلل اساريرهم بفرحة عقب ان انفتح ذلك الباب ليصطدما بتلك المسافة العالية التي يصعب الوصول اليها لوهلة أصابه العجز وهو يشعر بكل ذره بجسده ترتجف خوفاً عليها خاصة حينما استمع الى صرخاتها الخائفة ومالبث ان سحب نفسه من بين زوبعة ذلك الشعور الذى بات يمقته حتى لمح بعيناه تلك الفتحة المتمركزة بسطح ذلك المصعد لينتفض كالملسوع ينتزع حلته عنه مرددا بلهاث غاضب: انا حنزل
هرول عمار نحوه يزجره بتلك النبرة المنفعله: انت اتجننت ياداغر تنزل فين انت مش شايف المسافة بنفسك
استطرد صائحاً باصرار دون ان يعبئ بكلمات صديقه: انا حنزل يعنى حنزل مينفعش اسيبها لوحدها حد يجبلى حبل بس يكون متين
استطرد احدى العمال صائحا وهو يجذب ذلك الحبل من بين تلك المعدات: اتفضل ياباشا الحبل اهو
التقطه من بين يداه على عجاله ليبدأ في عقده حول خصره ليستطرد صائحاً بنبرة منفعلة: اربطولى الحبل ده في اى حاجة جامدة
انتفض الجميع بفزع ليلتقط احدى الاشخاص ذلك الحبل من بين يداه ليشرع في عقده في احدى الاعمدة ونظرات ذلك الداغر مصوبة عليه حتى ايقن بمتانة تلك العقدة ليشرع في الانزلاق بجسده الى الأسفل ليستطرد صائحاً بنبرة عالية بعض الشئ: متخافيش ياكارما انا حطلعك من هنا
ارتجفت شفتيها مرددة بتلك النبرة الخائفة: طب خلى بالك طيب لحسن تقع
واصل جسده بالانزلاق الى الاسفل حتى هبط بقدميه على سطح ذلك المصعد وسط صياح عمار الخائف ومالبث ان حل ازرار قميصه في عنف قبل ان يشرع في دفش تلك النافذة الحديدية المثبته بتلك الفوهة في قسوة لتسقط بقوة على الأرضية محدثة صوتاً مرتفع اًثر ارتطامها بارضية ذلك المصعد ارتكز بمرفقيه على سطح المصعد لكى يعطى لجسده المساحة الكافيه لكى يتدلى من داخل تلك الفوهة هبط بقدميه الى داخل المصعد بهتت ملامحه بشدة حينما وقعت انظاره علي صغيرته وهى ترمقه بعينان زابلتين وهى منكمشة على نفسها في احدى اركان ذلك المصعد هبط بجزعه امامها يتفحصها بعيناه ليستطرد قائلاً بلهفة جلية على قسمات وجهه وهو يحتضن وجهها بين راحته: كارما حبيبتى انتى كويسة حصلك حاجة
لوهلة أصابها الوجوم عقب ان استمعت الى كلمته تلك التي طرأت على مسامعها لأول مرة ومالبث ان احست برعشة تسري في سائر جسدها وتخضب وجهها بالحمرة من ذلك الشعور الذي يذلذل خلاياها انتشلت نفسها من بين زوبعة ذلك الشعور لتستطرد قائلة بنبرة مرتجفة: انا كويسة كويسة متقلقش
عقدت المفاجاه لسانها وتخضب وجهها بالحمرة حينما أحاط كتفها بذراعه لكى يرفعها من على الأرض حتى بات ملتصقاً بها لتستطرد قائلة بصوت مبحوح يشوبه الخجل: مينفعش كدة على فكرة ممكن تبعد شوية
ضحك بخفة على خجلها الواضح للعيان قبل ان يغمز لها بطرف عينه مردداً بتلك النبرة الماكرة التي لا تليق بغيره: ليه كدة بس ماحنا كنا حلوين وبعدين هي اول مرة يعنى
لكزته في صدره بعنف قبل ان تستطرد تزجره بتلك النبرة الغاضبة: انا مكدبتش لما قولت عليك كلب البحر متبعد بقا وخليك محترم
ثارت أنفاسه واشتعل لهيب جفونه قبل ان يستطرد قائلاً بنبرة غاضبة: تصدقى انا غلطان انتى حلال فيكى تتسابى هنا الهى تولعى ياشيخة وابقى شوفى بقا مين حيطلعك
استطردت قائلة بلهفة وهى تتشبث بذراعه اكثر: لا والنبى خلاص حقك عليا انا اسفة
تقوس ثغره بتلك الابتسامة الخافتة من تشبثها به بهذا الشكل حتى تدارك نفسه ليستطرد قائلاً بحدة طفيفة: ايوة كدة اتفضلى خلينا نطلعك من هنا
اقتلع قلبها بزعر حينما اصطدمت بتلك الاهتزازة العنيفة بالمصعد اخذت ترمقه بعيون متأرجحة لتستطرد صائحة بزعروكل ذره بها ترتجف خوفاً: ايه الهزة دى هو في ايه لا والنبى انا بخاف
استطرد قائلاً بنبرة مطمئنة وهو يحاوط جسدها بذراعيه: اهدى متخافيش
مسح على شعره ببطى قبل ان يستطرد صائحاً نبرة عالية بعض الشئ وهو يتجه ببصره الى الأعلى: عمار في ايه ايه اللى بيحصل
استطرد عمار صائحاً بنبرة منفعلة وانظاره لاتزال معلقة بالاسفل: داغر لازم تخرجوا دلوقتى حالاً التيار ممكن يرجع في اى لحظة واحنا مش عارفين ايه اللى ممكن يحصل
وبلحظة كان يحل تلك العقدة من حول خصره ليعقدها حول خاصتها قبل ان يستطرد قائلاً بلهاث غاضب: متخافيش هما حيسحبوكى انتى الأول وبعد كدة انا حتصرف المهم بس تفضلى ماسكة الحبل ده كويس تمام
ارتجفت شفتيها مرددة بنبرة خائفة وهى ترمقه بعيون مزعورة: طب وانت حتعمل ايه
استطرد قائلاً بلهاث غاضب وهو لا يزال يستأنف عقد تلك العقدة حول خصرها: كارما لو سمحتى مش عايز اى نقاش جربى مرة واحدة تسمعى الكلام من اول مرة ممكن
اومئت برأسها في خشوع قبل ان تستطرد قائلة بخفوت: حاضر بس ممكن توعدنى انك حتبقى كويس
صك على اسنانه في غضب قبل ان يستطرد قائلاً بضيق: اوعدك ياستى خلصينى بقا واطلعى
استطرد صائحاً بنبرة عالية وهو يتجه ببصره الى الأعلى: عمار انا خلاص ربطت الحبل حوالين وسطها حاول ترفعها انت واللى معاك وابقى نزلى الحبل تانى عشان اطلع
استطرد عمار صائحاً بنبرة عالية يملؤها الخوف: حاضر ياداغر حاضر خلى بالك انت بس
اعتدل في وقفته قبل ان يرفعها من خصرها ليعاونها على الصعود بمعاونه صديقة والعمال من حوله كانت نظراته مسلطة عليها حتى اطمئن قلبه وهو يجدها قد وصلت بأمان الى الأعلى توقف لثوانً معدودة يترقب تدلى ذلك الحبل حتى القاه اليه صديقه ليشرع في عقده حول خصره هو الاخر اصطدم بتلك الاهتزازة العنيفة تطرأ مرة أخرى ليستطرد صائحاً باهتياج: بسرعة ياعمار مفيش وقت
اقتلع قلبه بزعر ليستطرد صائحاً بانفاس لاهثة: متقلقش ياداغر متقلقش حنطلعك امسك انت بس كويس في الحبل
اخذ يجذب ذلك الحبل في قوة وانفاس لاهثة بعون هؤلاء العمال من حوله ليصطدم به كاد ان ينزلق غير قادر على الحفاظ على توازنه ولكنه كان الأسرع حينما مد له بيده يتشبث بقبضته قبل ان تنزلق ليستطرد صائحاً في رعب: امسك فيا كويس ياداغر
اتكأ بقبضته الأخرى على الحافة لكى يرتفع بجسده الى الاعلى تنفس الصعداء بارتياح حينما استند بظهره على الحائط من خلفه وانظاره مسلطة على تلك الصغيرة القابعة بجانبه اندفع عمار نحوها ليستطرد قائلاً بلهفة وهو يتفحصها بعيناه: انتى كويسة ياكارما
اجابته بنبرة لاهثة يلمؤها الامتنان ونظراتها مصوبة نحو ذلك الداغر: كويسة يامستر عمار متقلقش البركة في مستر داغر
توافد الموظفين نحوها يتفحصوها بلهفة لكى يتأكدوا من سلامتها القى بنظره عليها قبل ان ينتصب واقفاً ليخطو بخطواته نحو مكتبه واضعاً احدى يديه في جيوب بنطاله ظلت هى تراقبه بعينان شاردتين حتى اختفى عن ناظريها
(على الجانب الاخر)
كان واقفاً منذ البداية في احدى الأركان يتابع بعيناه تلك الاحداث من حوله فرك خصلاته الرمادية في عنف وقد تفاقم احساسه بالغضب من هؤلاء الحمقى المتوافدين عليها فبفعلتهم قد حجبوها عن ناظريه فهو أراد ان يتعرف على ملامحها تقوس ثغره بتلك الابتسامة الشيطانية قبل ان يرفع بهاتفه ليهاتف ذلك العدلى قائلاً بنبرة واثقة وهو يخطو بخطواته نحو الخارج: عدلى عايزك تنشرلى الخبر ده في كل الجرايد
( في صباح اليوم التالى)
(في مكتب داغر)
اقتحم عمار المكتب دون سابق انذار بغضب يحتل كل انش بجسده ليلقى بتلك الصحيفة باهمال على سطح مكتبه ليستطرد صائحاً باهتياج وقد اطلقت عيناه شرراً: اتفضل شوف المصايب اللى بتتحدف علينا
اعتدل ذلك الداغر في جلسته يجدحه بتلك النظرات الغاضبة قبل ان يستطرد صائحاً في انفعال: انت اتجننت ياعمار داخل بتزعق ليه في ايه
اشتعلت عيناه بلهيب حارق ليستطرد قائلاً بنبرة غاضبة وهو يعقد ذراعيه بتحفز: اقرا الجرايد اللى قدامك وانت تعرف
استطرد قائلاً بضيق وهو يلوى فمه بضجر قبل ان يلقى بنظره على تلك الاخبار: حيكون في ايه يعنى
اظلمت عيناه بشكل مخيف عقب ان وقعت انظاره على تلك الاخبار التي أودت بصاحبها الى الهلاك التي لم تكن سوى: ( الاشتباه بوجود علاقة غرامية جديدة تجمع بين رجل الاعمال داغر زيدان وسكرتيرته المجهولة)

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن