الفصل الثامن:
وقفت امام مكتب عمار حائرة تفرك كفيها بتوتر لتتنفس بعمق تحاول تقليل ذلك التوتر الذى يعصف بخلاياها لترفع يدها بتردد تطرق على باب مكتبه بخفة لتنتفض فزعا وهى تجد ذلك الباب ينفتح فجاه وذلك السمج يطل من خلفه لتشعر بامعائها تتقلص وهى تناظره برعب
ضحك على هيئتها ليردف بسخرية: ايه مالك شوفتى عفريت
تداركت نفسها لتصطنع الجمود وهى تردف بنبرة جاهدت ان تكون ثابتة : لا انا بس اتخضيت عادى يعنى
امسك بطرف ذقنها وهو يبتسم بعبث قائلا : سلامتك من الخضة
نفضت يده بعنف تناظره بحقد يملئ عينيها لتهمس بغضب من بين اسنانها: ايدك لو اتمدت عليا تانى حكسرهالك فاهم
كنتى عايزة حاجة ياكارما
اجفلها صوت عمار لتحول انظارها اليه قائلة ببرود: اه يامستر كنت عايزة حضرتك في كلمتين
تعمدت النظر داخل عيناه وهى تشدد على كلماتها : بس على انفراد
تنحنح بحرج قائلا باقتضاب: طب بعد اذنكم
تراجعت بخفة لتفسح له المجال وهى تلوح له ببرود قائلة: طريق السلامة بقا يامستر
تهجمت ملامحه ليخرج صافعا الباب خلفه بقوة لتنتفض فزعا وهى ترمش بعينيها بخوف لتستمع الى ضحكاته الرنانة لتقطب مابين حاجبيها بزهول لتردف بتساؤل: انت بتضحك على ايه
انفجر عمار ضاحكا حتى دمعت عيناه قائلا: انتى مصيبة على فكرة
جحظت عيناها وعضت على شفتيها بغيظ وقد تناست ما كانت على وشك قوله لتردف بزهول: بقا انا مصيبة امال هو يبقى ايه بقا ان شاء الله ملاك بجناحات
رفع يديه باستسلام ليردف ضاحكا: خلاص ياستى انا اسف انا اللى مصيبة ارتحتى كدة
اصطنعت التفكير لبرهة قائلة: يعنى مش اوى
ارتفع كلا حاجبيه لينفجر ضاحكا ليردف من بين ضحكاته: وسط كل العك اللى بيحصل ده ياكارما انتى الوحيدة اللى بتعرفى تخرجينى من اللى انا فيه
فركت كفيها بتوتر تحاول استجماع افكارها لتردف بتلعثم : بما انك فتحت سيرة العك اللى بيحصل دا في سؤال كدة محتاجة اعرف اجابته منك ممكن
بدى الانفعال واضحا في نبرته وهو يردف بتوتر : بعدين ياكارما بعدين خليها وقت تانى انا مشغول دلوقتى
قطبت حاجبيها بشك من انفعاله الغير مبرر لتبدا الشكوك ان تتلاعب بعقلها ليزيد إصرارها بأن تعرف خبايا الأمور
كارما بشك: بس انا محتاجة اعرف إجابة السؤال ده دلوقتى
عمار بملامح متهجمة قائلا بانفعال: قولتلك بعدين ياكارما ايه انتى مبتفهميش
ارتفع كلا حاجبيها بدهشة لتصيح به بحدة وهى تضرب بقبضتها على سطح المكتب قائلة: لا بقا انا محتاجة افهم انت لو مجاوبتنيش دلوقتى حالا عن كل الأسئلة اللى بتدور في دماغى انا حنهى اللعبة السخيفة دى كلها دلوقتى حالا انت فاهم
اندفع عمار نحوها يقبض على ذراعها بعنف وهو يصيح في وجهها بغضب: تبقى اتهبلتى لو فكرتى انك ممكن تلوى دراعى انتى ماضية عقد ياماما انا ممكن اسجنك في ثانية انتى فاهمة
انتزعت يدها منه بعنف تطالعه بزهول وقد احتقن وجهها بغضب لتصك على اسنانها بغضب قائلة: اوعى تفتكر انك ممكن تهددنى لا يابابا انا زى مدخلت الشركة دى بمزاجى حخرج منها وبرضو بمزاجى والعقد اللى انت بتهددنى بيه ده تقدر تبلو وتشرب مايته وانا ممكن دلوقتى حالا ابوظلك كل المخطط اللى انت عمله ده يعنى ممكن مثلا اروح لمستر داغر واعرفه الاتفاق اللى كان بينى وبينك واهو بالمرة يعرف ايه اللى بيحصل من ورا ضهره ها قولت ايه
كور قبضته بعنف ليومئ على مضض: عايزة تعرفى ايه ياكارما
عقدت ذراعيها تجدحه بنظرات نارية لتردف قائلة: عايزة افهم كل حاجة من اول السبب الحقيقى اللى خلاك تشغلنى هنا اصل بصراحة كدة بعد اللى حصل ده مبقاش داخل دماغى خالص حكاية انك بتعمل كدة عشان تفك عقدة صاحبك لغاية يوسف الراوى واللى حصل الصبح وزيادة عليهم فيروز
لتجلس على سطح المكتب وهى تعقد ذراعيها بثقة لتردف بقوة: يلا بقا بشويش كدة اقعد وفهمنى من الاول
مسح على شعره بتوتر يحاول انتقاء كلماته بعناية ليردف بتوتر : انتى عندك حق ....مكانش ده السبب الحقيقى اللى خلانى اشغلك هنا في الشركة السبب الحقيقى انتى حتشوفيه بنفسك دلوقتى
عقدت حاجبيها بحيرة تراقبه بفضول وهو يتحرك نحو مكتبه بهدوء بعكس الاعصار بداخله يقصد احدى الادراج ليفتحه بتردد ويخرج صورة ما ليتقدم منها ناظرا في عينيها وهو يتنحنح قائلا بتردد : قبل مقولك اى حاجة لازم تبصى على الصورة دى الاول
جحظت عينيها بصدمة تتاملها بزهول وتلك الرجفة العنيفة تحتاجها بقسوة فماهى سوى صورة تجمع بين كلا من ذلك الداغر و.....قرنيتها فماهى سوى نسخة مطابقة عنها رفعت بيدها لتتلمس وجهها دون تصديق لتردف بزهول: مستحيل
رفعت راسها ببطئ بملامح مشدوهة تحول استيعاب ما رأته لتهمس ببهوت: انا مش فاهمة اى حاجة ممكن تفهمنى بقا مين اللى في الصورة دى ... وايه اللى بيحصل ده ... دى مش انا
حاول تهدئتها ليردف بترجى : كارما لو سمحتى اهدى واسمعينى وانا حفهمك كل حاجة
اخذ نفسا عميقا ليردف بتردد: اللى قدامك في الصورة دى تبقى فيروز يوسف الراوى...... واللى كانت خطيبة داغر
اتسعت حدقتيها بصدمة وهى تستمع الى كلماته التي زلزلت كيانها دون رحمة ليكمل قتيبه حديثه وهو يتجاهل صدمتها ليردف بحزن: والشبه اللى بينكم ده هو السبب اللى خلانى اشغلك هنا انا عارف انتى ممكن تبقى شايفانى ازاى دلوقتى وعارف انى دخلتك في لعبة قذرة ملكيش دخل فيها بس صدقينى ياكارما انا مكنتش شايف قدامى حاجة غير انى افوق صاحب عمرى اللى مليش غيره انا عايزك تعرفى ان يوسف الراوى هو وبنته هما السبب للقسوة اللى وصلها داغر الاتنين دول اقل مايقال عنهم انهم دمروا حياته اخدوا منه كل حاجة حلوة في لحظة داغر صاحبى مكانش كدة داغر كان اطيب حد ممكن تشوفيه في حياتك بس الظروف اللى حطوه فيها كانت اقوى منه مكانش ادامى حل غيرك كان عندى امل ولو 1% انك ممكن تغيريه كنت عايزه يشوف الفرق اللى بينك وبينها ممكن ساعتها يفوق كارما انتى مبترديش ليه انا عارف ان مفيش اى كلام ممكن اعتذر بيه منك بس صدقينى انا عملت كدة عشان صاحبى سامحينى
كانت عبراتها تتساقط بغزارة لا تقوى على الحديث لتبتلع تلك الغصة المؤلمة بحلقها وتردف بألم: طب وانا مصعبتش عليك انت عارف انت خلتنى احس بايه دلوقتى خلتنى احس انى مكنتش اكتر من لعبة زى العروسة الماريونت بتحركها زى مانت عايز ومش مهم بقا صاحبك ممكن يعمل فيا ايه كنت عارف كل ده وعارف ان صاحبك حيعمل اى حاجة عشان ينتقم منى وسكت على فكرة هو احسن منك على الأقل هو واضح وكان في سبب وصله لكدة لكن انت بقا ايه انا وثقت فيك وفى الاخر طلعت كداب وعلى فكرة انا اتاكدت دلوقتى بس انك انت وهو صحاب لانكم فعلا نسخة واحدة
مسحت دموعها بكبرياء لتردف باختناق: اه وبالمناسبة اعتبر انى من اللحظة دى مستقيلة وبالنسبة للعقد فهو مش فارق معايا تقدر تعمل بيه اى اجراء انت شايفه ومتخافش انا حطلع احسن منك ومش حبلغ مستر داغر باتفاقنا بعد اذنك
لتهرول الى الخارج صافعة الباب خلفها بعنف ليتهاوى على المقعد بتعب ليتمتم بغضب: غبى
( بمنزل فريدة)
كانت جالسة امام التلفاز تقهقه بقوة وهى تشاهد احدى الأفلام الكوميدية القديمة لتنتفض فزعا وطرقات عنيفة على باب الشقة تصل الى مسامعها لتهرول بفزع تفتح ذلك الباب ليقتلع قلبها من هيئة صديقتها التي سرعان ما ارتمت داخل احضانها بانهيار تبكى بلوعة
فريدة بفزع وهى تشدد من احتضانها:كارما مالك فيكى ايه ايه اللى عمل فيكى كدة في ايه بس بتعيطى ليه
اخذت شهقاتها تزداد تدريجيا وجسدها ينتفض بعنف لتردف من بين بكائها قائلا: انا طلعت لعبة ياريدة طلعت لعبة
اسندتها الى الداخل بقلب مرتجف قائلة بخوف: لعبة ازاى بس ممكن تفهمينى اهدى بس وفهمينى وقعتى قلبى
سردت عليها كارما الاحداث منذ البداية حتى علمها بمخططات عمار وهى تبكى بمرارة لتردف بكسرة: شوفتى ياريدة حصل فيا ايه انا بقيت لعبة بيلعبوا بيها
اتسعت حدقتيها بزهول لتردف ببلاهة: الله ده ولا الأفلام العربى ياريتنى كنت مكانك يابنتى والله
ضربتها على راسها بخفة لتردف بضيق: تصدقى انك واحدة معندكيش ريحة الدم يعنى بصى انا بقولك ايه وانتى بتقولى ايه دانتى حيوانة صحيح
ريدا ببلاهة شديدة وعيون لامعة قائلة: يابنتى انتى عبيطة حد يضيع مغامرة زى دى من ايده برضو ده ولا الروايات
اردفت كارما بضيق وهى تقرص خدها قائلة بتحذير : عارفة ياريدا انتى لو متكتميش دلوقتى حعمل فيكى ايه حطلع خدودك دى كلها في ايدى انتى فاهمة
تاوهت ريدا بألم: ااااااه ااااااه حرام عليكى خلاص طب اسمعينى طيب
تنهدت كارما بضيق وهى تحرر خدودها قائلة: ادينى سبتك اهو ها عايزة تقولى ايه
تنهدت ريدا لتردف بتساؤل: طب انا معاكى انتى دلوقتى قررتى تسيبى الشركة مفكرتيش بقا حتعملى ايه في موضوع اللى اسمه مازن ده حتسبيه ينهب في الشركة كدة عادى وانتى اللى في ايدك تكشفيه انتى لازم تتصرفى وتلاقى طريقة انك تجيبى منه الورق ده بأى طريقة
تهجمت ملامحها لتردف بعصبية قائلة: انتى اتجننتى انتى عايزانى اعتب الشركة دى تانى بعد كل اللى حصل ده على جثتى خليهم يولعوا ببعض انا مالى
ريدا بتفهم :انا عارفة ان عندك حق مقولتش حاجة بس انتى ضميرك حيرتاح وانتى عارفة كل اللى بيحصل ده وساكتة
تنهدت كارما بضيق لتردف باستسلام قائلة: عندك حق طب عايزانى اعمل ايه
ريدا بهدوء: ياستى انا مبقولكيش انك تكملى فى الشغل العمر كله يعنى انا بس بقول انك ترجعى الشركة وتتعاملى عادى لغاية متعرفى توصلى للورق ده وساعتها ابقى قدمى استقالتك زى مانتى عايزة ها قولتى ايه
هزت راسها بموافقة على مضض لتردف بضيق: خلاص حرجع الشركة وامرى لله قومى بقا هاتيلنا اى اكل لحسن العياط جوعنى
ناظرتها بنصف عين لتردف بسخرية: انتى حتستعبطى ياكارما انتى أصلا على طول جعانة
لم تكمل جملتها لتتفاجى بالوسادة تصطدم بوجهها
كارما بغيظ:تستاهلى
ابتسمت بمكر لتبدا تلك المعركة قائلة بخبث: انتى اللى طلبتى
اخذوا يتبادلان اطلاق الوسائد وضحكاتهم تصدع بالارجاء
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=635374773883715&id=100022335938832
لينك بيدج الرواية❤️❤️❤️❤️