ترجل من سيارته بغضب جامح ليهرول للداخل بكل قوته صعد الدرج بخطوات راكضة وهو يلهث بصوت مسموع ونبضات قلبه المزعورة تكاد تكون مسموعة ليصل بعد عناء الى باب مكتبها انقبض قلبه بزعر حينما وصل الى مسامعه صرخاتها المتألمة التي جذبت فتيل غضبه ليبدأ في دفش ذلك الباب بعنف لينكسر اخيراً ليفعل المثل بباب مكتبه صعق حينما وقعت انظاره على ذلك المازن ملقى ارضاً والدماء تسيل من رأسه بغزارة وتلك الصغيرة جالسة امامه منكمشة على نفسها تتطلع اليه بصدمة اقترب منها بخطوات متثاقلة يناظرها بصدمة تحتل كل انش بجسده هبط بجزعه امامها يتطلع الى تلك الكدمات التي شوهت ملامحها والدماء التي تسيل من طرف شفتيها وثيابها الممزقة بعينين جاحظتين وملامح مشدوهة امتدت يداه يمسك برسغيها وهو يهزها بعنف صارخاً بنبرة مرتجفة يشوبها الخوف: كارما كارما ايه اللى حصل ياكارما فوقى
اجفلها صرخاته ليعيدها لواقعها المرير لتطلع الى وجهه بصدمة لم تشعر بنفسها سوى وهى ترتمى داخل احضانه باكية بكت بصوت مزق له الاغلال لتهمس بصوت مختنق من وسط شهقاتها: مكانش .. قصدى... اقتله والله مكان قصدى ...بس هو.. اللى اضطرنى لكدة مسابليش حل تانى كان عايز.... وانت اتاخرت ...عليا مكانش ...عندى حل تانى
باتت الرؤية ضبابية امام عينيها لتبدأ شهقاتها تزداد تدريجياً وهى تستشعر ذلك الدوار يجتاحها بشراسة لتغمض عيناها باستسلام لدوارها انحبست أنفاسه اثر فعلتها تلك ليتهدج صدره بعنف جراء كلماتها التي ادمت روحه ليشدد من احتضانها يربت على ظهرها يهدهدها كالاطفال وصوت شهقاتها تخترق اذنه بضراوة وقلبه يكاد يعتصر من شده الألم انقبض قلبه بزعر وهو يستشعر بجسدها يتهاوى بداخل احضانه انتفض مسرعاً ليبعد وجهها عن صدره بلهفة اخذ يتطلع الى وجهها الشاحب بقسمات مزعورة ليضرب وجهها بخفة يحاول ايفاقتها صائحا بانفعال يشوبه الخوف : كارما كارما فوقى .....لا مش حسمحلك انتى فاهمة....مش حسيبك تدمريلى حياتى من تانى لازم تفوقى مينفعش تمشى قبل مانهى اللى بدأته انتى فاهمة
وبدون تفكير حملها بين يديه وهى مغشياً عليها ليهرول للخارج بكل قوته يتأمل ملامحها الشاحبة بقسمات مزعورة وهو يلهث بصوت مسموع ليصل بعد عناء الى سيارته صائحاً بالحارس ان يفتح له الباب الخلفى ليسندها في المقعد الخلفى ليهرول يستقل مقعده ليدير محرك سيارته يندفع بها كالسهم قاصداً المشفى
(بسياره عمار)
كان يحتل مقود السيارة وابتسامة تشق ثغره ناظراً بطرف عيناه الى الصغير الجالس بجانبه وهو يلتقط احدى شرائح البطاطس واضعاً إياها بفاهه بتلذذ طفولى جعلت ضحكات عمار تصدع بالارجاء لتتهجم ملامح الصغير بشكل طفولى قائلا بغيظ: انت بتضحك على ايه
اردف عمار من بين ضحكاته: اصل بصراحة شكلك يضحك اوى ياتميم ده عاشر كيس شيبسى يابنى ايه مبتشبعش
اردف ببرود وهو يلوى فمه بضجر ملتقطا احدى شرائح البطاطس :اعملك ايه يعنى ياعمار مانا بقالى كتير ممنوع منه مانت عارف داغر موته وسمه الحاجات دى
عبث بخصلات شعره بيده ليردف بابتسامة واهنة : خلاص متزعلش انا بهزر معاك كل زى مانت عايز ولو عايزنى اجبلك تانى حجيب مبسوط كدة
اومئ تميم برأسه بفرحة طفولية قائلا: اه مبسوط الا قولى صحيح هي كارما عاملة ايه
مط عمار شفتيه ليردف ببساطة شديدة : الحمد لله اخوك طهقها في حياتها لغاية مخلاها سابتهاله مخدرة اصلها استقالت
ارتسم الحزن على ملامحه ليردف بأسى: يخسارة دى كانت طيبة اوى وانا حبيتها
شرد عمار لفترة قبل ان يهمس بغموض: مش لوحدك اللى حبيتها
عقد حاجبيه ليردف بتساؤل: بتقول حاجة ياعمار
ادرك عمار ماتفوه به ليردف بتوتر: لا ابدا مبقولش حاجة بس انت بجد حبتها ياتميم
اومئ براسه دون تفكير ليلكزه في ذراعه بغيظ ليتأوه الاخر بالم ليردف تميم قائلا بطفوله: وانت ان شاء الله حتسكت على الكلام ده حتسيب البت تسيب الشركة كدة داحنا مصدقنا واحدة تعمر معاه كل ده ولا عايز الخطة اللى انت عملتها تبوظ متتصرف يااخى
جحظت عيناه بزهول ليردف بصدمة: في ايه ياتيم في ايه ياحبيبى انت حتفضحنى هو انا يعنى عشان قولتلك امبارح في ساعة فضفضة حتمسكهالى وبعدين عايزنى اتصرف ازاى يعنى بقولك البت استقالت عايزنى ارجعها بالعافية
مط تميم شفتيه ليردف ببساطة: لا مش بالعافية يا ناصح بالحداقة متقلقش انا قررت اساعدك متشيلش هم
عقد عمار حاجبيه ليردف بفضول: حتساعدنى ازاى بقا ان شاء الله
لمعت عيناه بمكر ليبدا في قص خطته على مسامعه التي جهز لها والأخر يسمعه بصدمة وملامح مشدوهة
( امام بوابة المشفى)
صف سيارته امام البوابة بعنف محدثا صوتا مرتفع اثر احتكاك العجلات بالأرض ليترجل منها بسرعة ليفتح الباب الخلفى واضعاً يده اسفل ركبتيها ويده الأخرى خلف عنقها ليحملها بين يديه دون ان يأبه بصفق الباب من خلفه ليهرول بها الى ردهة الاستقبال صائحاً بالاطباء والممرضين من حوله بانفعال خائف: عايز دكتور هنا حالاً دى بتموت
تجمع عدد من الأطباء والممرضين من حوله ليجذبوها من بين يديه واضعين إياها على الترولى الخاص بالمشفى يتفحصون مؤشراتها الحيوية بخوف ليصيح احدى الأطباء بانفعال : افتحوا العمليات بسرعة
دفعها الممرضين في اتجاه غرفة العمليات ليجذب داغر احدى الأطباء من ياقته بقسوة هامسا بفحيح: مستقبلك ومستقبل المستشفى كلها متعلق بحياتها انت فاهم
اومئ الطبيب براسه بخوف ليردف بتوتر: متقلقش ياباشا المستشفى هنا متجهزة باحدث الإمكانيات اعتمد علينا
ارخى قبضته عنه بعنف ليهرول الطبيب للداخل خوفاً من بطشه ليردف بشراسة من بين اسنانه: مش حسيبك ياكارما مش حسيبك مينفعش تمشى قبل مخلص اللى بدأته انتى فاهمة
لينطلق بخطوات غاضبة نحو غرفة العمليات ليجلس على المقعد الأبيض المواجه لها وانظاره لاتزال معلقة على بابها تهجمت ملامحه ليهز ساقيه بانفعال وهو يشعر بأن الوقت يمرعليه كالدهر لينتفض من مكانه ليهرول بخوف نحو الطبيب الذى طل امامه متسائلاً بانفعال: ها طمنى فاقت
تنحنح الطبيب باضطراب ليردف بتوتر: بصراحة ياباشا البنت وضعها صعب واضح ان كان في محاولة اعتداء بس الحمد لله عدت على خير بس حالة قلبها هي اللى متطمنش
عقد مابين حاجبيه ليردف بتساؤل: قلبها ليه هي عندها ايه بالظبط
استرسل الطبيب بجدية قائلاً: هو حضرتك متعرفش انها مريضة قلب واضح انها ملحقتش تستخدم جرعة البخاخة بتاعتها عشان كدة حالتها سائت بس الحمد لله حضرتك لحقتها في الوقت المناسب دى لو كانت اتاخرت دقيقة واحدة كان ممكن لا قدر الله تروح فيها هي حتفضل كام يوم تحت العناية وبعد كدة تقدر تخرج بعد اذنك
تجمد مكانه بصدمة عقب ان استمع الى كلماته التي كانت بمثابة السهام المنغرسة بقلبه فأى قدر ذلك فضحيته القت بدوافعه الى الهاوية احس بان ساقيه لم تعد تقويان على حمله ليتهاوى على ذلك المقعد قابضاً على راسه بعنف ليتمعن بتفكيره فيما القاه على مسامعه
(بمكتب داغر)
فتح عيناه بصعوبة وهو يتأوه بألم ليرفع بيده يتلمس جرح رأسه لتتلطخ بدمائه اخذ ينقل انظاره بالارجاء ليبحث عنها كالمهوس ليصك على اسنانه بغضب وهو يسبها بعنف قائلا: اه يابنت ال..... فلتى من ايدى المرة دى بس وحيات امى محرحمك
نهض عن مكانه يستند على الاريكة بصعوبة ليستعيد قواه المنتزعة من ذلك الدوار الذى يلاحقه شق قميصه ليربط ذلك الجرح الغائر ليمنع سيلان الدماء متجهاً الى مكتبه ليلملم اشيائه بعجلة قبل ان يصبح فريسة بين براثن ذلك الداغر
(برواق المشفى)
رفع بهاتفه يهاتف حارسه الخاص بعد ان ابلغه بان يتكفل بأمر ذلك المازن لتتهجم ملامحه عقب ان استمع الى كلماته ليصيح بصوت بانفعال جمهورى: يعنى ايه ملقتهوش ..... غبى اكيد هرب ....مش شغلى دور عليه في المستشفيات في اى حتة الجرح بتاعه كان جامد واكيد حيروح اى مستشفى...... طب اسمعنى كويس عشان انا مش حعيد الكلام ده قدامك اقل من يومين والاقيه متكتف في المخزن انت فاهم بدل متتحط مكانه غور
ضرب الأرض بقدمه بعنف والغضب يطيح بداخل عيناه يتوعد ذلك المازن ليجفله همس الطبيب باسمه ليستدير يواجهه بملامح متهجمة ليردف بصوت مضطرب: انا اسف يافندم بس حضرتك بلغتنى ان اعرفك اى مستجدات تخص حالة المدام هي حالتها استقرت دلوقتى يعنى تقدر تشوفها بس ارجوك مش اكتر من 5 دقائق
تمعن في كلماته لتشق ثغره تلك الابتسامة الغامضة دون ان يدرى لينفض راسه بعنف رافضاً ذلك الشعور الذى يبغضه ليردف بجمود: تمام تقدر تتفضل انت
تحرك بلهفة قاصداً حجرتها ولج الى الداخل لتقع انظاره على تلك الراقدة امامه على الفراش بوجه شاحب تقدم نحوها بخطوات متثاقلة جالساً على طرف الفراش ليمسك بإحدى كفيها براحته ويمد بيده يتحسس تلك الكدمات التي تغضى وجهها بحذر ليغمض عيناه متألماً والشعور بالذنب يلاحقه فهو من اودى بها الى طريق ذلك المازن في سبيل الانتقام احنى برأسه ليقبل جبهتها هامساً بخفوت: سامحينى ياكارما بس لازم اكمل اللى بدأته حتى لو ثمن انتقامى ده هو انتى
انتفض مبتعداً بعد ان احس برعشة جفونها فتحت عيناها بتثاقل متأوهه بخفوت من الام جسدها المتفرقة وقعت انظارها على ذلك الداغر لتعقد حاجبيها بحيرة لتهاجمها ذكرى ذلك الحادث لتغمض عيناها بألم والدموع تنساب رغماً عنها احست براحته تمسح دموعها لتفتح عيناها تناظره بامتنان يشوبه الألم اجهشت بالبكاء ليحاول هو تهدئتها خوفاً من كلمات الطبيب فلم يشعر بنفسه سوى وهو يجذبها داخل احضانه يهدهدها بخوف : هششش اهدى ياكارما انتى في امان خلاص اهدى محدش حيقربلك انا جمبك اهدى
هدئت شهقاتها تدريجيا لتشعر وكأنها وجدت ملاذها لا تنكر ان لكلماته طابع خاص تسرى في خلاياها كالسحر شهقت بفزع لتبتعد عن احضانه صائحة بفزع: هو مات مات صح انا قتلته والنبى رد عليا طب هو كويس
هب واقفاً ليدير لها ظهره وقد اطبق شفتيه بصمت بث الرعب بداخلها ظهرت حبات العرق فوق جبينها متلهفة اجابته اظلمت عيناه فجاه ليدير برأسه اليها وقد لمعت عيناه بمكر لتشق ثغره تلك الابتسامة المتشفية قائلاً