الفصل التاسع

5.3K 94 9
                                    

الفصل التاسع:

(في اليوم التالى)
مر على مكتبها ليزفر بضيق وهو يجد ذلك المقعد خالى لتتهجم ملامحه قاصدا مكتبه ليصفع الباب من خلفه بقوة وهو يحل ازرار حلته الحالكة لينزعها عنه بهدوء ويلبسها لمقعده الجلدى الضخم لتقع انظاره على صديقه وهو يدخل بملامح متعبة مكبلا بالهموم ليعقد حاجبيه بدهشة وهو يراقب تلك الحالة الغريبة التي اصابته ليغمغم بتساؤل: مالك ياعمار في ايه
تهاوى عمار على المقعد المقابل له بتعب ليردف قائلا: مفيش ياداغر انا بس منمتش كويس
داغر دون تصديق وهو يجدحه بشك: منمتش كويس متأكد
فرك كفيه باضطراب ليهمس بتردد: داغر كان في حاجة كدة كنت عايز اقولهالك
اومئ داغر بموافقة ليحثه على الكلام ليقاطعهم طرقات خافتة على باب المكتب يعقبه دخول كارما وهى تحمل بيدها اجندة المواعيد
كارما بابتسامة خافتة: صباح الخير يامستر داغر صباح الخير يامستر عمار
التفت عمار بكامل جسده يناظرها دون تصديق ليطلق تلك التنهيدة الحارة التي امتزجت فرحا ليتمتم دون وعى : كارما
تهجمت ملامحه وهو يتلمس تلك اللهفة في نبرة عمار ليلمح تلك الابتسامة الفرحة التي ارتسمت بوضوح على ملامحه بمجرد رؤيتها لا يعلم سبب تلك الرجفة العنيفة التي اصابته صك على اسنانه بغضب ليجدحه بنظرات نارية كادت ان تحرقه حيا ليزمجر بها غضبا : ممكن اعرف انتى اتاخرتى كدة ليه
تمتمت بأسف وهى تتجنب نظرات عمار: سورى يامستر بس كان لازم انسق مع ريهام عشان الاجتماع بتاع النهاردة اسفة عن التأخير
كانت نظرات عمار مازالت متعلقة بتلك الصغيرة وتلك الابتسامة تشق ثغره حتى اجفله من شروده تلك اليد القوية التى ربتت فوق كتفه ليلتفت برأسه ليقابل تلك النظرات المشتعلة ليبتلع ريقه بصعوبة ويتمتم بحرج: في حاجة ياداغر
وكزه داغر في ذراعه بقوة ليردف بصرامة: هو انت برضو مش كنت عايز تقولى حاجة مهمة ولا احنا حنقضيها نظرات ولا ايه
تنحنح كلا من عمار وكارما حرجا لتفرك كفيها ببعضها بتوتر وقد توردت وجنتيها لتردف بخفوت وارتباك: طب بعد اذنكم
لتهرول الى الخارج لتهرب من تلك الأجواء المشحونة ليحاول عمار التسلل هو الاخر لولا قبضة داغر التي منعته
رفع انظاره اليه يبتسم في توتر من نظراته التي تخترقه : ايه يا داغر مالك بتبصلى كدة ليه بس
اردف داغر بصرامة واضعا احدى يديه في جيب بنطاله: ها اتفضل كنت عايز تقولى ايه
زفر عمار بضيق ليردف بغضب: اه انا بس كنت عايزة اكلمك عن اللى حصل امبارح بس لقيت ان احسن حل انى متلكمش اصلا اصلى عارف انه كدة كدة مش حيفيد بحاجة
ليجدحه بتلك النظرة النارية قبل ان يتحرك بثقة مصطنعة نحو الخارج ليتجنب إعصار غضبه
(بمكتب كارما)
دخل عمار الى مكتبها بتلهف ليردف بامتنان: متشكر يا كارما بجد متشكر اوى انا مش عارف اقولك ايه
كارما باقتضاب وهى تتجنب النظر اليه: لا يامستر حضرتك فاهم الموضوع غلط انا رجوعى هنا كفترة مؤقتة بس لكن انا اسفة انا مش حشترك في اللعبة السخيفة دى تانى وكمان حضرتك لازم تكون عارف ان انا مرجعتش هنا عشان العقد والكلام الفاضى ده انا رجعت هنا لغرض معين وبعد كدة حمشى ياريت النقطة دى تبقى واضحة من الأول
ارتسم الحزن على ملامحة ليردف بألم: كارما انا اسف انا عارف كويس ان مفيش اى كلام في الدنيا ممكن يخليكى تسامحينى بس والله العظيم انا عملت كدة عشان مقدرتش اشوف طوق نجاه ينقذ صاحبى واسيبه يفلت من ايدى انا اسف بس صدقينى انتى لو مكانى كنتى حتفهمى انا عملت كدة ليه
عقدت ذراعيها لتردف بتأنيب وتهكم واضح: انا لو مكانك عمرى مكنت حعمل كدة على الأقل عمرى مكنت حشوف حد ممكن يتأذى بسببى واسكت انت كنت عارف كل اللى ممكن يحصلى وسكت وده ميتغفرش
ارتسم الحزن على ملامحه ليردف بتهكم مرير: انتى عمرك محتحسى باللى انا حاسس بيه لما تشوفى صاحب عمرك وهو بيموت بالحيا كل يوم وميبقاش شايف قدامه غير ازاى ينتقم من كل اللى حواليه حتى لو حساب اخوه و صاحبه الوحيد حتحسى بيا لما تشوفى عمك اللى كنتى بتعتبريه زى ابوكى وهو بيموت قدامك بحسرته حتحسى انتى عمرك محتسى بيا ياكارما ولا حتحسى باللى عملوه فينا فيروز وابوها هي ارتاحت بس انا صاحبى بيتعذب كل يوم مكانش عندى حل تانى والله مكان عندى حل تانى
ابتلعت تلك الغصة المؤلمة بحلقها فهى استشعرت الصدق بكلماته لتعض على شفتيها بقوة تحارب تلك الدموع المتجمعة بعينيها ارتجفت شفتيها لتردف باختناق: انا اسفة
رفع انظاره اليها يناظرها بألم ليهمس بترجى مختنق: كارما انا عارف ان ملكيش زنب بس انتى الوحيدة اللى في ايدك انك تغيرى كل ده انتى باشارة منك ممكن تطلعينى لسابع سما وممكن تنزلينى لسابع ارض ارجوكى فكرى ارجوكى في حاجة انا محتاج اديهالك ممكن الحاجة دى تعرفك انى كنت صادق في كل كلمة قولتهالك
عقدت حاجبيها دون فهم لتردف بتساؤل يشوبه الحزن: حاجة ايه دى
اخرج من جيبه فلاشة صغيرة ليمد يده اليها بها لتلتقطه والحيرة تكسو ملامحها
عمار بألم : تقدرى تقولى كدة ان الفلاشة دى موجود عليها كل الأجوبة اللى بتدورى عليها
نهض عن مقعده ليتابع وهو يسير نحو الخارج: حسيبك تفكرى
واغلق الباب من خلفه بهوء وهى تراقبه بحزن وهى تشعر بان قلبها يعتصر المآ ودموعها تهدد بالسقوط لتنفض راسها بعنف لتجذب حقيبتها لتبحث عن دواء ما لتخرجه وهى تضحك باستمتاع وهى تتخيل ذلك المشهد امامها
( بمكتب مازن)
كان يجلس على مكتبه يراجع احدى الصفقات الخاصة بالشركة ليستمع الى طرقات خافتة على باب المكتب يعقبه دخول كارما وهى مرتدية بلوفر من اللون الاوف وايت واسفله بنطال من اللون الأسود تسدل خصلاتها البنية على ظهرها بنعومة لم تزدها سوى جاذبية حاملة بيديها كوبين من القهوة
كارما بابتسامة: ممكن ادخل يامستر
رفع مازن رأسه من على الأوراق لتتسع ابتسامته وهو يناظرها بصدمة ليردف قائلا: انتى اللى جايبالى القهوة لغاية مكتبى غريبة يعنى
عضت على شفتيها لتردف بخجل مصطنع : اصل انا بصراحة حسيت انى كنت قليلة الزوق اوى مع حضرتك فقولت نعمل هدنة لو توافق يعنى
مازن بهيام وعيون لامعة وهو ينهض عن مقعده: أوافق ايه بس دى امنيتى من اول يوم شوفتك فيه انتى لسة واقفة اتفضلى اقعدى
كارما بدلال وهى تعبث بإحدى خصلاتها : اعمل ايه بس يامستر مهو حضرتك اللى خوفتنى منك وبعدين بصراحة كدة انا من اول يوم دخلت فيه الشركة وانا بسمع عن مغامراتك فكنت خايفة انك تعتبرنى زى اى واحدة عرفتها
ارتعدت اوصالها وهى تراه يتقدم نحوها بمكر الذئاب لعنت بداخلها ذلك المخطط الذى سيودى بها الى التهلكة لتتمنى لو تنشق الأرض وتبتلعها في الحال اخذت نفسا مطولآ لتزفره ببطئ تحاول تهدئة روعها حتى لاتثير الريبة بداخله تجمدت الدماء بداخلها وهى تراه يحتضن كفيها بيديه ليردف بهيام: انتى مينفعش تتقارنى بأى حد ياكارما والأيام حتثبتلك كدة
ابتعدت عنه بسرعة تشير نحو الاكواب قائلة بتوتر وهى تفرك جبهتها: شوفت بقا كنا حننسى القهوة ولا انت عايز تكسفنى
ارتسمت على شفتيه تلك البسمة التى تعكس انتصاره ليردف بتلذذ وهو يتفحصها بعيناه: وانا اقدر برضو اكسف القمر
جلس كلا منهم يرتشف قهوته بهدوء وسط مداعبات مازن الصريحة التي اربكتها اخذت تفرك كفيها بتوتر فهى تترقب تاثير ذلك الدواء بفارغ الصبر لتتسع ابتسامتها وهى تراقب تحول ملامحه الى أخرى متآلمة
كارما بخوف مصطنع: مالك يامستر في حاجة
اه مش قادر
تاؤه بألم وهو يشعر بتقلصات معدته تتزايد لتشهق هي بفزع وهى تهرول تجاهه بزعر ظاهرى لتربت على كتفه بشفقة
كارما بتشفى خفى: مالك بس يامستر حصل ايه في حاجة بتوجعك
اغمض عيناه بألم ليردف بنبرة مهتزة قبل ان يهرع الى الخارج: معلش ياكارما ثوانى بس حدخل الحمام واجيلك
حاولت كبح ابتسامتها لتردف بحزن مصطنع: براحتك يامستر الف سلامة عليك
استغلت خروجه لتبدا رحلتها في البحث عن ميدالية مفاتيحه من بين الملفات الموضوعة امامه لتزفر بضيق لتهرول مسرعة تفتح احدى ادراج مكتبه تبحث بداخلها بعبث وانظارها معلقة على ذلك الباب بتوتر اخذت تبحث من بين الادراج لتتسع ابتسامتها وهى تردد بامتنان: الحمد لله
التقطت الميدالية بفرحة لتهرول نحو الخزانة تفتحها بايدى مرتعشة لتتملكها الحيرة وهى تنظر الى تلك المفاتيح ليقع انظارها على مفتاح صغير الحجم ذات شكل مميز لتجربه بايدى مرتعشة لتتنهد براحة وهى تستمع الى صوت القفل قد فتح ادارت المقبض لتعبث بتلك الأوراق بعبث حتى وقعت انظارها على ذلك الملف المميز التقطته دون تفكير قبل ان تغلق الخزانة لترفع ثيابها من الخلف تخبئ ذلك الملف ببنطالها هرولت لتفتح ذلك الدرج لترجع المفاتيح بداخله لتعود الى مكانها وكأن شيء لم يكن لتستمع اليه يتأوه بالم وهو يدخل من باب المكتب لتلفت له تراقب ملامحه المتألمة بشفقة لتردف قائلة: ايه يامستر طمنى بقيت كويس
مازن بألم وهو يضع يده فوق معدته: مش عارف ياكارما ايه اللى حصل مع انى كنت كويس
كارما بشفقة مصطنعة: معلش يا مستر اكيد جالك برد في معدتك او ممكن كلت حاجة بايظة ولا حاجة
ربتت على كتفه لتردف بحزن مصطنع: الف سلامة عليك طب انا حمشى بقا نبقى نكمل بكرة بقا
مازن بألم : سلام يا كارما
خرجت وهى تمشى بثفة وعلى وجهها يرتسم نشوة الانتصار لترفع هاتفها تحادث صديقتها
كارما بثقة: تمام يا ديدا حصل.....استينى بقا في البيت لغاية مجيلك .... يلا سلام
( بالمساء)
كان ممسك بهاتفه يحادث ذلك العدلى بانفعال يشوبه التوتر: مش انا اللى يتعمل معايا كدة بلغ الباشا انى لو مخدتش حقى حطربق الدنيا على اللى فيها ومش حيهمنى حد بقا بعد كل الخدمات اللى قدمتهالكم دى بتسلمونى بتبعته حد يسرق الورق من مكتبى .......يعنى ايه مبعتش حد..... انت بتقول ايه دى تبقى مصيبة..... انت عارف الورق ده لو وقع في ايد حد احنا ممكن يحصلنا ايه .... لعبة ايه دى اللى بلعبها انا رقبتى حتروح لو الورق ده وقع في ايد حد وبالذات داغر باشا......حاضر حاضر حتصرف سلام
قبض على رأسه بعنف يحاول استيعاب تلك الفاجعة لتجحظ عينيه بصدمة ما ان بدات الصورة تظهر بوضوح امام عينيه لتتعالى ضحكاته بصدمة حتى انخفضت تدريجيا قست ملامحه لتظلم عيناه ماسحا على وجهه بقوة ليحطم كل مايقابله بغضب يحاول اخماد تلك الثورة بداخله اخذ يصرخ ويصيح: اه يابنت ال..... وحيات امى مانا سايبك
( بغرفة كارما)
تعالت ضحكاتهم الرنانة وهما يحاولون التنبؤ برده فعله حينما ينكشف ذلك الملعوب
كارما وهو تحاول التحكم بضحكاتها: حموت واشوف شكله لما يكتشف الملعوب ده
ديدا بضحك: انا بقا اللى كنت حموت واشوفه هو منظرك وانتى بتغريه بصراحة مش مصدقاها
كارما بغيظ وهى تضربها بالوسادة : اخرسى ياحيوانة ماهو كله منك مش انتى اللى قعدتى تقوليلى اغريه ياكارما اغريه دانا ركبى كانت بتخبط في بعض انا لغاية دلوقتى مش مصدقة انى طلعت من مكتبه سليمة أصلا
ديدا بغرور: متنكريش بقا ان لولا فكرة الملين اللى ادتهولك مكانش اى حاجة من دى حصلت يلا عدى الجمايل بقا
عقدت كارما ذراعيها لتردف بملل : متشكرين لحضرتك ياستى ممكن بقا تبطلى لماضة ونشوف الورق ده عشان نخلص
عقصت خصلاتها المموجة لتردف بحماس: ايوة بقا هو ده الكلام يلا بينا
بدأوا في مطالعة تلك الأوراق المبعثرة امامهم بانتباه شديد لتجحظ عيونهم بصدمة فقد اكتشفا تلاعبات تحدث بمجموعة زيدان بالإضافة الى سندات مالية توضح تلك الأموال المنهوبة من الشركة لسنوات عدة تحفزت حواسها عندما سقطت عيناها على تلك الأوراق التي يشغل بها اسم ذلك الراوى لتتجمد ملامحها وهى تقرا تلك الأوراق التي كانت بمثابة مفاتيح لخزانة الماضى
كارما بزهول وملامح مشدوهة : معنى كدة ايه انه مخانهوش
( في الصباح)
دخلت من بوابة الشركة وهى تفرك كفيها بتوتر لتغدو في السير تجاه مكتبها ليلفت انتبهاها همسات الموظفين وتلك الأجواء المشحونة من حولها لتتابع السير وهى تعقد حاجبيها بحيرة صدمت وهي تجد ريهام تسحبها من خلفها وملامحها توحى بالزعر الشديد
اردفت كارما دون فهم وهى تحاول ان تتخلص من قبضتها: ايه يابنتى مالك جرانى وراكى كدة ليه طب اقفى طيب و فهمينى
توقفت ريهام بعد ان أغلقت باب مكتبها من خلفها وهى تحاول التقاط أنفاسها قائلة بخوف: كارما امشى من هنا دلوقتى حالا
كارما بزهول وهى تتمعن بقسمات وجهها المزعورة: في ايه بس فهمينى انا مش فاهمة حاجة وامشى من هنا ليه بس
ريهام بارتباك وانفاس متلاحقة: كارما انتى لو فضلتى هنا حيتقبض عليكى مستر مازن راح لمستر داغر وبلغه انك سرقتى أوراق من مكتبه والدنيا مقلوبة
فغرت شفتيها بزهول لا تستطيع تصديق اذانها مسحت على وجهها بقوة تحاول استيعاب صدمتها فهى لم تتوقع رده فعل كهذه
كارما ببلاهة شديدة : روحنا في داهية واللى كان كان
لينك بيدج الرواية⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩ https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=635374773883715&id=100022335938832

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن