الفصل العشرون

4.9K 103 11
                                    


(بمكتب كارما)
كانت تجلس على مقعدها بملامح شاردة الى اقصى حد ويداها تعبث بتلك الفلاشة التي اوهبها اياها عمار ومالبث ان تقوس ثغرها بتلك الابتسامة الشاردة واحست بتلك الرعشة تسرى في سائر جسدها عندما لاحت بمخيلتها تلك الذكرى المتعلقة بها والتي لم تكن سوا
Flash back:
ولجت الى اعتاب منزلها بملامح متؤلمة الى اقصى حد فهى ابداً لم تتوقع ذلك الكم من الألم الذي يعايشه ذلك الداغر فهذا الفهد القاسى بات كطفلاً تائه قد وجد السبيل الى ملجأه بين اغوار احضانها فهى بمجرد ان اطمئن قلبها لنومه وقد تحاملت على نفسها لتسنده على تلك الاريكة بعد عناء ومالبث ان خطت بخطواتها الحذرة نحو الخارج فهى قد علمت ان مخططاتها تلك لن تفلح سوا باقناعه بتلك الفكرة فهي قد عزمت على إقناعه ان ذلك لم يكن سوا شيئاً من وحى الخيال لا اكثر فمن خلال تعارفها بشخصيته القاسية قد علمت انه لن ولم يسمح لها بأن تتجاوز تلك الفجوة بداخله ومالبث ان لاحت بمخيلتها تلك الفلاشة التي اوهبها إياها عمار اندفعت بخطواتها تجاه حجرتها فقد دفعها الفضول لتستكشف ذلك المحتوى المتواجد بداخلها وسرعان ما التقطت جهازها اللوحى لتندفع جالسة على اطراف فراشها وهى تشرع بتشغيل تلك الفلاشة صغيرة الحجم عقدت حاجبيها بحيرة عقب ان اصطدمت بمحتواها فهى لم تكن سوا بضع ملفات ومالبث ان اصابها الوجوم عقب ان اصطدمت بمحتوى ذلك الملف العشوائى الذى انتقته من بينهم فهو لم يكن سوى فيديو قصير لاحدى الرحلات البرية التي تجمع بين كلاً من عمار و ذلك الداغر وهما يمارسون هواية القفز بالمظلات فمن امامها الان في ذلك الفيديو القصير هو شخصاً مرح بكل ماتحمله الكلمة من معنى فتلك الشخصية التي امامها لم يسبق لها حتى اليوم معرفتها فمن المحال ان يكون ذلك الشخص الذى امامها هو ذلك الداغر الذى من المفترض ان تكون على دراية به فبينهما اختلاف الشرق والغرب عضت على شفتيها بألم وهى تتخيل ذلك الكم من المعناه الذى اوصله الى ذلك الحد من القسوة شرعت في تشغيل فيديو اخر انتقته ومالبث ان خارت قواها بصدمة جليه على قسمات وجهها عقب ان اصطدمت بشبيهتها فهو لم يكن سوا فيديو قصير يجمع بين كلاً من ذلك الداغر وتلك المسماه بفيروز رمشت باهدابها عدة مرات في محاولة يائسة لاستيعاب تلك الصدمة فهى ابداً لم تتخيل ان تشبهها الى ذلك الحد لوهلة أصابتها الشكوك امن الممكن ان تكون توأمتها وسرعان ما ضربت رأسها بخفة وهى تلعن غبائها فذلك من المحال فهى فيروز يوسف الراوى وانتى لست سوى تلك الفتاه البسيطة كارما أبو هيف ومالبث ان أغلقت جهازها اللوحى لتستلقى على فراشها بملامح متعبة فقد غالبها النعاس وهى تفكر ملياً فيما هى مقبلة عليه
Stop flash back:
انتفضت من مقعدها عقب ان اصطدمت بذلك الراوى يقتحم مكتبها دون سابق انذار والارهاق بادياً بوضوح على ملامحه وفى نفس اللحظة تزامن دخوله مع خروج ذلك الداغر من مكتبه تأرجحت نظراتها بينهم في صدمة جلية على قسمات وجهها لتستطرد هامسة بداخلها: كملت
استطرد قائلاً بنبرة قوية وهو يجذبها خلفه ليكون لها كالدرع الحامى: جاى ليه ياراوى
استطرد يستعطفه بتلك النبرة المتوسلة وهو يخطو تجاههم بخطوات متثاقلة: داغر ارجوك خلينى اشوفها ارجوك
لوهلة أصابه العجز وهو يسترجع كلماتها التي احثته على نسيان تلك الألام ومالبث ان استطرد قائلاً بصوت اجش: موافق بس قبل ده ميحصل احنا محتاجين نتكلم ياراوى
استطرد قائلاً بتلك النبرة المتعبة وانظاره لاتزال معلقة بها: احنا فعلاً محتاجين نتكلم ياداغر من زمان
ومالبث ان التفت برأسه نحوها ليستطرد قائلاً بصوت اجش وهو يخطو بخطواته تجاه مكتبه ومن خلفه ذلك الراوى: مش عايز حد يدخل علينا المكتب ياكارما تمام
اومئت هي برأسها بملامح مشدوهة وهي تتابعهم بعيناها الى ان اختفيا عن انظارها ومالبث ان عبثت بازرار هاتفها لتهاتف مستر عمار
(على الجانب الاخر)
كان يحتل مقود السيارة بملامح متؤلمة الى اقصى حد اخذ يضرب المقود بقبضته بعنف وهو يشعر بتلك الغصة المؤلمة بحلقه فهو وحده من اخطئ وحده من تحمل كل الذنب فأى تفكير ذلك لعن غبائه لعن مصير الشركة الذى جعله من أولويات اهتماماته دون ان يدرك عواقب فعلته تلك فبفعلته تلك قد فقد صديقه الى الأبد (عندما يتغلغل الخوف بداخل الإنسان لفترة معينة من الزمن ويبيت مصدر للقلق والتوتر بكل أمسية لصاحبها لا يفارقه سوا بالنوم سيبيت من الأشياء المزعجة سواء أكان بالخوف من هاجس المستقبل اما خوفاً من الزكريات التي تعصف بعقله بلا رحمة او خوفاً من ذلك الشعور الذى بات يتغلغل بداخل عقولنا أي بات الخوف بشتى انواعه هو شيئا طبيعيا ومن الممكن ان يتمكن بعض الإناس من التعايش معه ولكن الشئ الذى يثير الدهشة والذعر بداخلنا هو اختفاء ذلك الهاجس بالخوف من داخل اعماقنا على الرغم من سوء ادراكنا لتلك المشكلة بل ان تلك المشكلة تكمن في تلك الرغبة المتأججة بداخلنا التي تدفعنا الى اكتشاف ذلك السبب الكامن لاختفائها وتفكيرنا الشاغل بها بدلاً عن الاستمتاع بزوال ذلك الكابوس ولكن يكمن وراء ذلك الفضول ان ذلك الشعور بالخوف قد تولد من شيء اخر بداخلنا يمتزج بشعورنا بالارتياح والتفكير وعدم التفكير وعدم رغبتنا به *زينب محمد*)
اجفله رنين هاتفه لتقع انظاره على اسمها يتوسط الشاشة مسح على وجهه ببطئ قبل ان يلتقط هاتفه مردداً بصوت اجش: ايوة ياكارما... انتى بتقولى ايه يوسف الراوى موجود عندك... طب اقفلى انتى ياكارما ومتقلقيش انا جايلك حالاً
القى بهاتفه بغضب جامح يحتل كل انش بجسده ليدير مقود السيارة قاصدأ الشركة وهو يدعو من الله ان يمر ذلك اليوم بسلام
(بمكتب داغر)
كان يجلس على مقعده بملامح متهجمة وانظاره لا تزال مسلطة على ذلك الراوى ومالبث ان استطرد قائلاً بصوت اجش: سامعك ياراوى ساكت ليه
استطرد قائلاً بنبرة متعبة يملؤها الكسرة: انا اسف ياداغر اسف على كل حاجة النهاردة بس عرفت كل حاجة عرفت انى ظلمتك عرفت انك مكانش ليك ذنب في موتها عرفت انى عشت طول الفترة دى بعاقبك على ذنب معملتوش انا لاخر لحظة كنت مصدق كلامهم ممكن كنت بحاول اصدق انها كانت مظلومة او ممكن كنت محتاج ادارى صدمتى فيها من اللى عملته معاك انت عمرك محتتخيل كم الكسرة اللى انا عيشتها لما عرفت حقيقتها مش حتتخيل يعنى ايه اب يكتشف ان بنته عايزة تدمره في سبيل انها تكسب وفوق كل ده يجيله خبر وفاتها انا اتكسرت ياداغر واكتر حاجة كسرتنى لما بلغونى انك انت اللى قتلتها ساعتها اكتشفت انى مش بس خسرت بنتى الوحيدة لا انا كمان خسرت ابنى اللى اتربى على ايدى يعنى ببساطة مبقاش فاضلى حد عشان كدة هربت وسافرت بس النهاردة عرفت الحقيقة انا كنت باعت رجالتى ورا محامى والدك الله يرحمه لانى عارف ان هو الوحيد اللى عارف كل الحقيقة ولما واجهته عرفت منه انها كانت مجرد لعبة لعبوها عشان يفرقونا هاشم كان عارف اننا لو فضلنا سوا كنا حنجيبه وده اللى خلاه يتفق مع المحامى يقولك الكلام ده ويبلغك انى كنت على علاقة بوالدتك عشان يبعدوك عن اى حاجة ممكن توصلك للحقيقة انا اسف ياداغر حقيقى اسف سامحنى وادينى فرصة انى اصلح غلطتى معاك ممكن
لوهلة أصابه العجز امن الممكن ان يتخلى عن ذلك الانتقام امن الممكن ان يسمح لحطامه بالعبور ومالبث ان استرجع كلماتها التي تعصف بعقله دون رحمة امتدت يداه ليصافحه مردداً بنبرة قوية: انا كمان اسف ياراوى اسف لانى اتهمتك بقتل ابويا اسف لانى اتهمتك انت وهى بالخيانة عايزك تعرف انى بقيت مسامحك ياراوى مسامحك لان ببساطة كدة  لولاك عمرى مكنت حعرف ان ابويا مات مقتول لانك حافظت عليها من اللى كان ممكن يحصلها من البنى ادم اللى اسمه هاشم مسامحك لانك عملت كل حاجة عشان تنقذ صاحب عمرك بس عايزك تعرف انى عمرى محسامح بنتك ياراوى عمرى محسامحها على اللى هي عملته فيا انا عمر محد اذانى زيها عمر محد كسرنى زيها عشان كدة انا عمرى محسامحها ياراوى عمرى محسامحها انا اسف
استطرد قائلاً بنبرة متؤلمة يملؤها الكسرة: وانا عمرى محطلب منك انك تسامحها ياداغر انا كفاية عليا اوى انك قبلت تسامحنى عايزك تعرف انك كنت وصيته ياداغر زيدان مكانش خايف على حد بعد موته غيرك كان عارف ان موته حيكسرك وحيغيرك للاسوء ارجوك ياداغر ابعد عن الانتقام ده مكانش حلم ابوك ليك انت كنت كنزه كان دايماً بيقولى داغر ده كنزى اللى طلعت بيه من الدنيا صدقنى ياداغر انت لو كملت في الطريق ده حتلاقى انك منتقمتش من حد غير نفسك والنار دى حتحرقك زى محرقت فيروز عشان كدة بقولك ابعد عن انتقامك ارجوك ياداغر انا مش حستحمل اشوفك زيها ارجوك
استطرد قائلاً بنبرة جاهد ان تبدو طبيعية وهو يشعر بتلك الغصة المؤلمة بحلقه: كان ممكن حاجات كتير اوى تتغير لو كنت صرخت في وشى بالحقيقة دى من الأول اطمن ياراوى انا عمري محكون زيها لانى ببساطة عمري محعرف أوصل لبشاعتها
بتر حديثهم دخول عمار دون سابق انذار بملامح مذعورة فهو يخشى عواقب ذلك اللقاء ليستطرد قائلاً بتلك النبرة الخائفة: داغر
اعتدل ذلك الداغر في جلسته ليستطرد قائلاً بتلك النبرة القوية: في ايه ياعمار مالك
استطرد قائلاً بصوت أجش يملؤه الحيرة ونظراته تتأرجح بينهم: لا ابداً اصلى عرفت ان يوسف بيه هنا فقولت اجى اشوف لو محتاجين حاجة
استطرد ذلك الراوى قائلاً بنبرة متعبة يشوبها المرح: متقلقش ياعمار مش بنتخانق احنا حتى اتصافينا
استطرد قائلاً بحيرة جلية على قسمات وجهه ونظراته لا تزال تتأرجح بينهم: مش فاهم يعنى ايه اتصافيتوا
استطرد ذلك الراوى حديثه مردداً بنفس النبرة: يعنى خلاص اتصافينا تقدر تقول كدة ان اخيراً ابني رجعلي من تانى
استطرد عمار قائلاً بتلك النبرة الحائرة: انا مش فاهم حاجة
استطرد ذلك الداغر حديثه مردداً بصوت اجش وهو يخطو بخطواته نحو الخارج: بعدين ياعمار حفهمك المهم دلوقتى ناديلى كارما من برة عشان عايزها
استطرد عمار قائلاً بنبرة مدهوشة وهو يخطو بخطواته نحو الخارج: حاضر ياداغر ثوانى
ومالبث ان وطأت بقدميها الى المكتب ومن خلفها عمار لتستطرد قائلة بنبرة رقيقة: تحت امرك يامستر داغر حضرتك طلبتنى
عقدت حاجبيها بحيرة عقب ان اصطدمت بذلك الراوى وهو يخطو بخطواته نحوها ومالبث ان رفع بيده ليتلمس وجهها في محاولة منه ليتأكد من وجودها مردداً بتلك النبرة المشتاقة: فيروز انتى وحشتينى اوى
انتفضت هي متراجعة الى الخلف عقب ان اصطدمت بفعلته تلك لتستطرد قائلة بنبرة مرتجفة بعض الشئ: ياعم احلفلك بأيه بس انا مش فيروز انا كارما اغنيهالك
استطرد قائلاً بألم والعبرات تنساب رغماً عنه: طب ممكن تقعدى وانا حشرحلك كل حاجة ارجوكى متخافيش منى صدقينى انا عمري محعملك حاجة انا بس مش عايز اكتر من انى احس انها لسة معايا انتى نسخة منها بصى اعتبرينى حد بتعطفى عليه اعتبرينى زى والدك ارجوكى اسمعينى
استطردت قائلة بنبرة مرتجفة وهى تدعى عدم معرفتها ونظراتها تتأرجح بينهما: طب ممكن اعرف هي مين مين فيروز اللى انا شبهها انا بجد مش فاهمة حاجة
استطرد قائلاً بألم والعبرات لاتزال تنساب رغما عنه: فيروز تبقى بنتى الوحيدة كانت نسخة منك كانت جميلة اوى زيك كدة انتى خدتى منها كل حاجة حتى لون عينيها بس هي ماتت ضاعت مني من غير حتى مدتينى فرصة اودعها بصى اعتبرينى زى والدك ولا بلاش بصى اعتبرينى حد بتعطفى عليه ارجوكى ياكارما متخديش منى اخر امل ليا الامل ده لو ضاع منى انا ممكن اموت
استطردت قائلة بألم وهى تكبح تلك العبرات المتجمعة بمقلتيها قبل ان تندفع بخطوات راكضة نحو الخارج: منصحكش انا محدش يتمنانى بنت ليه
(بمكتب ذلك الهاشم)
كان يجلس على مقعده بأريحية شديدة يتمعن في ذلك الملف الموضوع امامه وهو يضرب بقلمه الذهبى على سطح المكتب بضربات متزامنة ومالبث ان اجفله تلك الطرقات الخافتة على باب مكتبه يعقبه ولوج ذلك العدلى مردداً بصوت اجش: اؤمر ياهاشم باشا حضرتك طلبتنى
استطرد قائلاً بتلك النبرة المظلمة وهو لا يزال يتنقل بين الصفحات: كارما أبوهيف كويس ياعدلى النهاردة تنفذ فاهم
اومئ برأسه بخشوع قبل ان يستطرد قائلاً بتلك اللهجة الشيطانية: امرك ياباشا من النهاردة اعتبرها في اعتاب الموتى
اظلمت عيناه بشكل مخيف قبل ان يستطرد قائلاً بهدوء مريب: مش عايز اى غلطة ياعدلى انت فاهم بلغ رجالتك ان الغلطة المرة دى بفورة
اومئ برأسه بخشوع قائلاً بنبرة مرتجفة قبل ان يخطو بخطوته الى الخارج: حاضر ياباشا متشيلش هم بعد اذنك حروح ابلغ الرجالة
ظل يتابعه بعينان حادتين الى ان اختفى عن ناظريه ليستطرد قائلاً بنبرة مخيفة: ححرمك منها ياابن زيدان
(امام بوابة الشركة)
كانت تركض الى خارج الشركة بكل مايتملكها من قوة لوهلة أصابها العجز من تلك الذكريات المؤلمة التي باتت تغزو عقلها دون رحمة كانت تلهث بصوت مسموع ونبضات قلبها تكاد تكون مسموعة عضت على شفتيها بألم من تلك الغصة المؤلمة التي اصابت قلبها ومالبث ان تعالت صرخاتها المزعورة عقب ان اصطدمت ببضع اشخاص ملثمين يجذبونها بقوة بداخل تلك العربة رغم محاولتها المستميتة لتخليص نفسها وسرعان مااصطدمت بتلك القبضة القاسية ترتطم بوجهها لتتهاوى بقوة على أرضية تلك العربة حتى باتت الرؤية امامها ضبابية

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن