الفصل الرابع والعشرون:

4.1K 104 12
                                    


وطأ ثلاثتهم الى حجرة الإستقبال من بعد الترحيب بكلاً من فريدة ووالدة كارما اخذ يجوب الحجرة بناظريه حتى يشبع عيناه من تلك الصور المخصصة لها بمختلف فئاتها العمرية ليتقوس ثغره بتلك الابتسامة الخافتة حينما وقعت عيناه على تلك الصورة التي جمعت بين اخاه وتلك الصغيرة بمدينة الملاهى ومالبث ان جلس ثلاثتهم على تلك الاريكة الوثيرة بينما جلست والدتها على مقربه منهم مرددة بترحيب ووجه بشوش: نورتونا والله ياأستاذ داغر نورتنا يامستر عمار أظن بقا المرة دى حتشرب قهوتك مش زى المرة اللى فاتت حتكسفنى
عقد الأخير مابين حاجبيه بدهشة وقد تحفزت حواسه أجمع لما سيتفوه به صديقه في تلك اللحظة رداً على كلمات تلك السيدة اذن فشكوكه تجاهه لم تكن من فراغ فسلوكه الغامض في الفترة السابقة انبئه بان صديقه بات يخفى عنه الكثير من الاشياء ليستطرد قائلاً بغيظ مكبوت: مترد يامستر عمار ساكت ليه واضح إن دى مش اول مرة تيجى هنا
إذدرد عمار ريقه بصعوبة وقد زاغت عيناه بإضطراب من كلمات تلك السيدة التي كادت ان تفضح امره مسح على وجهه ببطئ وهو يحاول إيجاد ثغرة تنجده من ذلك المأزق ومالبث ان تنحنح قائلاً بثبات مصطنع: اه افتكر انى طلعت مرة قبل كدة مع كارما لما وصلتها بعربيتي بس ساعتها الوقت كان متأخر وملحقتش اشرب القهوة
مطت السيدة شفتيها بحيرة وقد استشعرت بوجود أمر مريب يُحاك مابين ابنتها وذلك العمار لتتشدق قائلة بهدوء ونظراتها الثاقبة لا تزال مسلطة تجاهه بعد ان قررت مجاراته في تلك الكذبة: اه مظبوط كدة يااستاذ داغر أصله كتر خيره مرضاش انها ترجع لوحدها بليل
تنفس هو الصعداء بمجرد أن صرحت بذلك وقد اطمئن قلبه لها نوعاً ما فنظراتها قد اوحت له بإنها قررت مجارته في تلك الكذبه بعد ان استشفت بأن صديقه يجهل زيارته تلك ليبادلها هو نظرات ممتنة الى اقصى حد فهى قد نجدته دون ان تدري من بين براثن ذلك الداغر ومالبث ان اجفله كلمات تلك الفتاه التي تشابهت الى حدأ ما مع تلك الصغيرة كارما مرددة بفرحة: اهى العروسة جت
تبلد جسد الأخير لوهلة وقد توسعت حدقتيه بإنبهار بمجرد ان وقعت انظاره عليها فهى قد تألقت بثوبها الأبيض الطويل ذات النقوشات الوردية المرصعة بحبات اللولى من كلا الجانبين وقد صففت خصلاتها البنية بطريقة مموجة جذابة لم تزدها سوى بريقاً ومن ناحية أخرى قد زينت ثغرها بأحمر الشفاه القانى الذى جعلها تبدور كأميرة من أميرات ديزنى وفى يدها تحمل كؤوس من الشربات تلاقت نظراتهما لوهلة لتجده يناظرها بتلك الابتسامة الخافتة التي باتت تعتاد عليها اخفضت هي برأسها مسرعة لتتحاشى نظراته تلك فهى بداخلها قد عزمت ان تلقنه درس فهى لن تتهاون معه بعد اليوم او هكذا تعتقد قبل ان تستطرد قائلة بخفوت يشوبه الخجل: مساء الخير
مساء الخير
تفوه بها كلاً من عمار وذلك الداغر بدهشة جلية على قسمات وجوههم فماهى سوى تعويذة قد سلبت عقولهم بلا رحمة بجمالها الخلاب ومالبث ان اجفلهم همسها باسمه دون سواه وهي تمد بيدها اليه ليتناول ذلك الكأس من الصينية: اتفضل يامستر داغر
عقدت مابين حاجبيها بحيرة عقب ان اصطدمت به يناظرها بتلك الابتسامة العابثة مردداً بشقاوة تلبسته حديثاً وهو يشير بسبابته نحو احدى الكؤوس: ده بتاعى ولا ده
استطردت قائلة بدهشة جلية وهي تناظره باستهجان: على فكرة كلهم واحد ولا تكون مثلاً عايزني اجبلك كاس دهب يليق بعظمتك ولا تكونش خايف انى أكون حطالك سم ولا حاجة
أراد ان يعبث معها قليلاً فنظراتها قد اوحت له بأن صغيرته قد عزمت على تلقينه ذلك الدرس ومعها كل الحق فهو من اغضبها وعليه ان يتحمل عواقب فعلته ليستطرد قائلاً بشقاوة بعد ان غمز لها بطرف عيناه: ينفع تتكلمى بالأسلوب ده مع خطيبك برضو انتى عايزاهم يسمعوكى ويقولوا بتقل ادبها عليه ولا ايه دانا حتى في مقام خطيبك يعنى يلا بقا قوليلى ده بتاعى ولا ده
استطردت قائلة بضيق جلى وهي تلوى فمها بضجر: لاحظ ان ضهرى خلاص حيتقطم وانت عمال ترغى اختار اى واحدة بقا يااخى وخلصنى
منحها تلك الغمزة العابثة قبل ان يستطرد قائلاً ببساطة شديدة وهو يتناول ذلك الكأس: تسلم ايدك ياكارما طول عمر لسانك بينقط سكر ياخطيبتى العزيزة
نظرت له شزراً قبل ان تلتفت بجسدها لتقدم للأخير ذلك الكأس ومن خلفهم والدتها وفريدة ومالبث ان وضعت تلك الصينية من يدها لتتناول ذلك الكأس مرددة بحنان وهي تخطو بخطواتها تجاه ذلك الصغير: دى بقا عشان تيمو حبيبى انا عارفة إنك مبتحبش الشربات عشان كدة عملتلك عصير المانجا اللى انت بتحبه خلصه انت بس وحجبلك تانى اتفقنا
نهض الصغير من فوق مقعدة ليتناول ذلك الكأس بلهفة شديدة مردداً بفرحة: حبيبتى ياكارما انتى والله انا مفيش حد فاهمنى زيك يلا بقا تعالى اقعدى عشان اقعد على رجلك
حملته بخفة لتخطو بخطواتها تجاه ذلك المقعد لتجلس عليه واضعة إياه فوق ركبتيها ومن ثم طبعت تلك القبلة الحانية اعلى وجنتيه مرددة بحنان: بس كدة من عنيا هوباا كدة تضحك عليا وتقولى إنك مش جاى طب عقاباً ليك بقا انا حشرب المانجا دى كلها لوحدى
استطرد الصغير قائلاً بفخر وهو يعدل من ياقة قميصه: لا خلاص انا اسف حقك عليا وبعدين مجيش ازاى يعنى يابنتى امال مين اللى حيطلبك منهم 
ضحكت هي بخفة من كلمات ذلك الصغير فهو بات بمثابة اخاً لها ومالبث ان استطردت قائلة بمرح وهي تغمز له بطرف عيناها: لا والله تطلبني منهم مرة واحدة دانت طلعت جامد اوى بقا وانا معرفش
استطرد الصغير قائلاً بفخر قبل ان يرتشف رشفة من ذلك العصير: طبعاً يابنتى امال انتى فاكرة ايه
التفتت هي برأسها تجاه والدتها لتستطرد قائلة بمرح وهي لاتزال تطوق الصغير بذراعها: ده بقا ياماما تميم اكتر ولد كيوت شوفته في حياتي
تأفف الصغير بضجر مردداً بتلك النبرة المغتاظة وهو يرفع بسبابته امام وجهها: يووووه ياكارما بقا قولتلك ميت مرة انا مش ولد ومش كيوت انا راجل حتى شوفى البدلة
زجرته بتلك النبرة التحذيرية وهي تقرصه من احدى وجنتيه بخفة: احنا قولنا أيه
زفر بضيق قبل ان يستطرد قائلاً بغيظ مكبوت قبل يرتشف رشفتين من ذلك العصير: انا ولد مش راجل
بعثرت خصلاته البنية بمرح قبل ان تستطرد قائلة بهدوء: ايوة كدة شاطر
توسعت حدقتيه بدهشة من ذلك الحديث الدائر بينهما فهو قد فضل أن يتابعهم بعيناه دون ان يحشر نفسه بينهما فقط ليستشف مدى صلابة تلك الرابطة بينهما وقد حدث مايخشاه فقد توطدت علاقتهم بشكل جلي بات يوضح للعيان مسح على وجهه ببطئ قبل ان يعتدل بجلسته ليناظر والدتها مردداً بتلك النبرة المهذبة: انا طبعا بتأسف جدا لحضرتك انى جيت بدون سابق انذار بس انا راجل عملى ومبحبش اتأخر في أي قرار باخده وبصراحة حبيت إن حضرتك يبقى عندك علم بكل حاجة من دلوقتى على الأقل عشان لما انا وهي نسافر تبقى متطمنة وانا يشرفني طبعاً أنى اطلب ايد بنت حضرتك يافندم
بتر حديثهم تلك الطرقات الخافتة على باب المنزل يصحبه رنين جرس الباب نهضت تلك الصغيرة بعد ان انزلت الصغير ارضاً مرددة بتوتر جلى قبل ان تخطو بخطواتها المترجفة نحو الخارج: خليكى انتى يافريدة انا حفتح متهيألى انا عارفة مين
تبادلا كلاً من الثنائى نظراتهما في حيرة لتتجمد اوصالهما بصدمة جلية على قسمات وجوههم عقب ان اصطدما به يولج الى تلك الحجرة بخطواته الواثقة لتتبعه هي بدورها مرددة بخفوت هادئ وهي تتملص بنظراتها من ذلك الداغر فهو ابداً لن يغفر لها تلك الفعلة الطائشة: ماما أحب اعرفك باستاذ يوسف حضرتك اكيد فاكراة انا حكيت لحضرتك كتير عنه
نهضت الأخيرة عن مقعدها لتصافحه مردداً بترحيب ووجه بشوش: اهلاً اهلاً دى كارما حكتلى عن حضرتك كتير بس متخيلتش انها غالية عند حضرتك لدرجة ان حضرتك تشرفنا النهاردة اتفضل حضرتك اتفضل حضرتك واقف ليه اتفضل
تشدق قائلاً بنبرة اسف وهو يأرجح نظراته بينهم في إجلال واحترام: انا عارف انى ممكن أكون ضيف غير مرغوب فيه واني جيت من غير ميعاد بس انا مقدرتش بصراحة مبقاش موجود في يوم زى ده لانى بعتبر نفسي أب للاتنين داغر وكارما ده طبعاً لو حضرتك سمحتيلى بده
تشدقت السيدة قائلة بإستنكار ووجه بشوش تتسم به: ايه اللى حضرتك بتقوله ده دا حضرتك تشرف البيت وأصحابه دى مجيتك دى لوحدها كبيرة عندنا اوى كفاية إنك تعبت نفسك عشان تيجى لغاية هنا وإنك تعتبر كارما زى بنتك دى حاجة تشرفنى يافندم
نهضت فريدة بدورها لتصافحة مرددة ببلاهة شديدة اثارت ضحكات الاخير: اهلاً ازى حضرتك عامل ايه انا بقا فريدة صاحبتها ويعتبر متربين سوا ياخبر ابيض حضرتك لسة واقف اتفضل اتفضل اقعد
امتثل لكلماتهم ليخطو بخطواته الواثقة نحو ذلك المقعد المقابل لهم مردداً بهدوء: ده من ذوق حضرتك يافندم بس حقيقى وجود كارما في حياتى فرق معايا جداً انا فعلاً بعتبرها بنتى اللى يشرفنى ان كارما ومبسوط جداً انى قابلت حضرتك وقابلتك انتى كمان يافريدة
بتر حديثهم كلمات ذلك الداغر الواثقة التي اخفت خلفها ضيقه وغضبه مردداً بهدوء وهو يرمقها بتلك النظرات الخاوية: حضرتك مقولتليش رأيك ايه
تشدقت السيدة قائلة بهدوء وهي تأرجح نظراتها بينهما في حيرة: ايوة يابنى بس الكلام ده ليه أصول ولازم والدك او والدتك يكونوا معاك ولا ايه انا والله يابنى مقصدش اقلل منك ولا حاجة لا سمح الله بس دى الأصول اللى احنا متعودين عليها
تهدجت أنفاسه بشكل مريب وقد اذدرد تلك الغصة المؤلمة التي اصابت حلقة بضراوة مردداً بثبات اجاده اثار غضب الاخير: والدي ووالدتى متوفين من اكتر من 4 سنين والعيلة الوحيدة اللى انا املكها دلوقتى هو عمار وتميم غير كدة انا معنديش اهل
انحبست أنفاسها لوهلة وقد تأرجحت نظراتها بينه وبين ذلك الراوى بمجرد ان صرح بذلك الحديث الجارح ففعلته تلك قد أوضحت امامها انه لا يزال يأسر نفسه بداخل تلك القعة المعتمة فهو ابداً لن يعترف بوجود والدته مهما كلفه الامر عضت على شفتيها بغيظ مرددة بخفوت هامس: دماغك جزمة بس مبقاش كارما لو مفكتلك عقدتك استنى عليا ياكلب البحر انا وانت والزمن طويل
عقد الصغير مابين حاجبيه بدهشة من تهامسها بهذا الشكل ليستطرد قائلاً بخفوت: بتقولى حاجة ياكارما
مطت هي شفتيها بضيق مرددة بخفوت وهي تشير برأسها نحوهم: اسكت انت دلوقتى ياتيمو خلينا نشوف حيقولوا ايه
تشدقت السيدة قائلة بأسف وقد شفقت على حالته تلك: ياضنايا يابنى ربنا يرحمهم برحمته يارب ويصبرك ياحبيبى انا اسفة يابنى والله مكنتش اعرف وبعدين يعنى انا روحت فين مانت حتبقى ابني زيك زى كارما بالظبط والبركة في أستاذ يوسف وبعدين ياحبيبى هو انا أقدر ارفض ده الجواب بيبان من عنوانه وكفاية معاملتك مع كارما بنتى هي دايماً كانت بتشكر فيك وانا مش حعوزلها اكتر من كدة انا طول عمري بتمنى انها تلاقيه البنى ادم اللى يحبها ويصونها وانا قلبى حاسس كدة إنك حتكون البنى ادم ده
لوهلة هاجمه ذلك الشعور بالذنب وقد احتدم الصراع بين ثنايا قلبه وعقله فماهى سوى سيدة تبحث ببساطة عن ذلك الأمان لإبنتها دون ان تعي ان موافقتها تلك لن تجذب سوى الخراب لإبنتها فهى من قذفتها بيدها إلى التهلكة ومالبث ان اجفله كلمات ذلك الراوى مردداً بتلك النبرة الهادئة: داغر لو سمحت ممكن كلمة
اومئ له برأسه دون رد قبل ان يخطو بخطواته الواثقة نحو الخارج ليتبعه هو بدورة وسط نظرات كلا من عمار وتلك الصغيرة المتوجسة خيفة
وطأ بقدميه الى تلك الشرفة ومن خلفه ذلك الراوى مردداً بضيق جلى جاهد في اخفاؤه: ممكن افهم معناه ايه الكلام اللى انت قولته جوة ده
استطرد قائلاً بجمود وهو يستند بكلتا يداه على ذلك السور: عايز تفهم ايه بالظبط هو ايه اللى مكانش مفهوم في كلامي
مسح الأخير على وجهه ببطئ في محاولة لاخماد ثوران غضبه مردداً بضيق جلى: انت ليه كذبت عليها ليه مقولتلهاش ان أمك عايشة ولا انت ياداغر كذبت الكذبة وحتصدقها مفكرتش هي ممكن تعمل ايه لما تعرف بعد كدة ان والدتك لسة عايشة مماتتش يابنى الحياة اللى اتبنت على كذبة عمرها مبتكمل افهم بقا
التفت اليه بكامل جسده مردداً بتهكم واضح وهو يعقد ذراعيه بتحفز: حياه ايه اللى دى بتتكلم عنها حياتى انا وكارما مثلا هو انت فاكر انى ممكن اتجوزها بجد ليه شايفنى اتجننت عمر السما والأرض محيتقابلو ياراوى وكارما اخرها تتحط في خانة السكرتيرة لكن عمرها محتتجاوز الخانة دى اظن فهمتنى وعشان اجاوب على سؤالك من قبل متسألوا الخطوبة دى اتعملت لسبب واحد بس عشان امنع كلام الصحفيين انا مش حسمح لحاجة تافهة زى دى انها تضر بشغلي
بتر حديثهم كلمات تلك الصغيرة التي قد ظهرت من العدم مرددة بهدوء يشوبه الألم فكلماته كانت كافيه بأن تدميها كالسهام المتراشقة بين زخات قلبها: مستر داغر عنده حق يامستر يوسف الموضوع كله لعبة عملناها عشان الاخبار اللى اتنشرت في الجرايد لفترة صغيره يعنى لكن انا عمري محتخطى مكانتى كسكرتيرة عنده انا عارفة مقامى كويس
خارت قواه بصدمة جليه وقد تخلل صدره ذلك الشعور بالذنب عقب ان اصطدم بها امام ناظريه فهو ابداً لم يقصد ذلك الحديث فهو أراد ان يُسكت ذلك الراوى ليس الا ام انه أراد ان يخمد ثوران قلبه الملتاع غصة مؤلمة المت قلبه حينما لاحظ تلك الدمعة الشارده التي قد انحدرت اعلى وجنتها فهو يعى حق المعرفة بان كلماته قد اماتت شيء بداخلها ومالبث ان اجفلهم كلمات ذلك الصغير فهو قد استمع بدوره الى ذلك الحديث منذ بدايته مردداً ببكاء مرير: يعنى انا امى عايشة مماتش وانت فضلت حارمنى منها طول السنين دى انا بكرهك ياداغر بكرهك مبحبكش
هرول خارجاً من المنزل بمجرد ان تفوه بذلك لينتفض كلاهما بذعر ليتبعاه بدورههم بخطوات هائجة الى اقصى حد صائحين باسمه في ذعر ومن خلفهم ذلك الراوى ومن ناحية أخرى هبط الصغير ذلك الدرج بخطوات راكضة دون ان يأبه بصياحهم حتى كاد ان يعبر ذلك الطريق لولا صياح أخيه المذعور وهو ينتشله بين ذراعيه قبل ان تدهسة تلك السيارة: حاسب ياتميم
اقتلع قلبه بذعر حينما لمح بعيناه تلك السيارة التي كادت ان تدهس صغيره ليجد نفسه يندفع نحوه بسرعة خارقة لينتشله بين ذراعيه كان يحتضنه بكل قوته وسط محاولاته ليتملص من بين قبضتيه مردداً ببكاء هيستيرى: ابعد عنى ياداغر انا بكرهك مبحبكش بكرهك
استطردت هي قائلة في لهفة وهي تهرول نحوه بخطواتها الراكضة: تميم حبيبى انت كويس
استطرد الصغير قائلاً ببكاء هيستيرى وهو لايزال يتملص من بين قبضته تلك: كارما عشان خاطرى خليه يبعد عنى انا بكرهه بكرهه اوى
اجفله تلك اليد الحانية التي ربتت على كتفه مرددة بخفوت هامس: مستر داغر ارجوك الولد منهار سيبه
ابتلع تلك الغصة المؤلمة بحلقه من كلمات أخيه التى باتت كسهام تراشقت بين زخات قلبه قبل ان يفلته بألم يتفاقم من عيناه ومازاده الماً انه قد ارتمى بداخل احضانها هي دون سواها مردداً ببكاء مرير قبل ان يغمض عيناه بإستسلام لتلك الغفلة: خليه يمشى ياكارما انا بكرهه بكرهه اوى خليه يمشى
رفعت بأنظارها اليه مرددة بترجى وهي تطوق الصغير بذراعيها: معلش يامستر داغر امشي حضرتك دلوقتى متخافش عليه انا حخلى بالى منه
اومئ لها برأسه دون رد قبل ان يستقبل سيارته بألم يتفاقم من بين حدقتيه وهي تتباعه بعينان ذابلتين قبل ان تحمله بخفة بمساعدة ذلك الراوى لتخطو ابخطواتها معه الى الداخل
(في صباح اليوم التالى)
(في غرفة الاجتماعات)
كان يترأس تلك الطاولة بملامح متهجة الى اقصى حد وعلى جانبي الطاولة يجلس كلاً من عمار وذلك الفهد فاليوم هو اليوم المعهود لذلك الهاشم فبينه وبين امضاء تلك العقود لحظات فاصلة ليس إلا فذلك الداغر دون ان يدري سيوقع على صك نهايته ليبدء عهد جديد وهو عهد هاشم صفوان دون سواه اجفله تلك الطرقات الخافتة يعقبه دخول كارما وهي تحمل بيدها بضع اكواب من القهوة وعلى ثغرها قد ارتسمت تلك الابتسامة الشيطانية قبل ان تخطو بخطواتها الواثقة نحوهم فإن كان هو هاشم صفوان فهى كارما أبو هيف او على حسب علمه هي فيروز يوسف الراوى

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن