الفصل العاشر

5.1K 92 3
                                    


الجمت الصدمة لسانها ففعلته ما هي سوى تبعات لفعلتها الطائشة فهى من أودت بنفسها الى جحر الافاعى دون ان تحسب عواقب فعلتها قطمت اظافرها باسنانها بتوتر تحاول إيجاد حلول لتلك المعضلة فهى عزمت ان تلقنه درسا جراء فعلته ليخرجها من شرودها صوت ريهام وهى تنهرها بضيق: مش وقت سرحان بقولك امشى من هنا دلوقتى متوديش نفسك في داهية
شحب وجهها وهى تردف بنبرة مرتجفة : متسكتى بقا خلينى افكر الا قوليلى هو مستر عمار فين دلوقتى
اجابتها بتوتر : مع مستر داغر هو ومستر مازن انا سمعت انهم حيعملوا اجتماع عشان يقرروا حيعملوا معاكى ايه
عضت على اناملها لتردف بتوتر: طب و مستر داغر رده فعله كانت عاملة ازاى اتعصب يعنى ولا ايه عشان ابقى مستعدة يعنى وكدة
توسعت عينيها بزعر وهى تستذكر ما حدث لتردف قائلة: ده كان شوية وحيولع في الشركة كلها ده مخلاش في مكتبه حتة واحدة سليمة
كلماتها بثت الزعر بداخلها ابتلعت ريقها بصعوبة لتردف برعب: طمنتينى الهى يطمنك (لتردف بتساؤل) ريهام هو انا لو طلبت منك تساعدينى في حاجة حتعمليها
لتومئ هي دون تردد قائلة : طبعا ياكارما بس اساعدك في ايه
ناظرتها بغموض اثار ريبتها قائلة: عايزاكى تساعدينى ادخل اوضة الاجتماعات بس من غير محد يعرف ها حتعرفى
ناظرتها بترجى قائلة: لا كارما بلاش والنبى انا مش ناقصة مشاكل مستر داغر لو عرف ممكن يقتلنى
استجدت عاطفتها لتردف بترجى :عشان خاطرى ياريهام عشان خاطرى انتى الوحيدة اللى تقدرى تساعدينى ارجوكى بقا ارجوكى
تنهدت بيأس لتردف بقلة حيلة: يووووه  ياكارما  خلاص خلاص حاضر بس خليكى عارفة ان ذنبى في رقبتك
لمعت عيناها لتداعب وجنتيها برفق قائلة بفرحة: حبيبتى ياريهام وربنا يلا بقا بسرعة قبل محد يشوفنا
اومئت على مضض لتخرج معها بخطوات حذرة تلفت يمينا ويسارا تراقب الأجواء من حولها
(بغرفة الاجتماعات)
كان يترأس الطاولة بملامح متهجمة صُمت اذانه عن عبارات من حوله التي تزيد من هلاكه جال بخاطره كلمات ذلك المازن  التي كادت ان تحرقه بنيران الجحيم فما بداخله من نيران تكاد ان تحرق العالم اجمع  لا يعلم سبب ذلك الغضب فما يتمناه قد حدث وحسم الامر فظنونه بها تحققت فما هي سوى مسخ  دميم تجرد من معالم الانسانيه  ولكن لا ينكر ان بداخله يخشى ان تصدق تلك الظنون  نفذ صبره ليهب ناهضا من مكانه صارخا بحدة اجفلتهم: مش عايز اسمع صوت
صك عمار على اسنانه بقوة ليردف بغيظ : يعنى انت مش شايف ياداغر الكلام الاهبل اللى بيقوله ده كارما من اول مشتغلت هنا وهو بيحاول يضايقها والشركة كلها شاهدة على خناقتهم اول يوم وهو جاى ببساطة كدة يقول انها كانت عايزة تعمل معاه  علاقة لا وكمان سرقت ورق حتستفيد ايه يعنى وبعدين سورى يعنى يامازن كلنا عارفين انك مبتسبش واحدة تفلت من تحت ايدك غير لما توقعها حتيجى كارما القطة المغمضة دى تسلملك كدة بسهولة وانت اللى تقول لا سورى معلش مش بالعها
ضرب مازن بقبضته على الطاولة صائحا بانفعال يشوبة التوتر: مستر عمار لو سمحت  ياريت تحاسب على كلامك وانا حستفيد ايه يعنى لما اكدب انا بقول لحضرتك على اللى حصل  بدل متحاسبنى روح حاسبها هى
عاد الى مقعدة صائحا بانفعال غاضب: قولت مش عايز اسمع صوت ايه مبتفهموش
سكت كلا من عمار ومازن على مضض وكلاهما يتبادل النظرات الغاضبة لتتحول نظرات عمار الى أخرى متعجبة وهو يشعر بتلك الطرقات الخافتة على ساقه من اسفل الطاولة  ليرمق كلا منهم بشك ومن ثم عقد حاجبيه بحيرة وتلك الطرقات الخافتة تتكرر مرة أخرى ضيق عيناه ليدعى سقوط احدى الأوراق من بين يديه انحنى قليلا ليمد بيده يلتقطه من اسفل الطاولة لتتسع حدقتيه بزهول وهو يجد تلك الصغيرة تختبئ اسفل الطاولة وهى تجلس القرفصاء بوجه بشوش تلوح له كالاطفال  فهى بمجرد ان شعرت بخطواتهم تقترب من الغرفة اختبئت مسرعة اسفل طاولة الاجتماعات خوفا من بطش ذلك الداغر امتعضت ملامحه ليهمس بغيظ: انتى بتعملى ايه هنا
لوحت بكف يديها في وجهه تهمس باستهزاء: تصدق وقته فعلا الأسئلة دى خلصنى من البلوة دى الأول وبعد كدة نتحاسب ايه الذكاء ده
صر على اسنانه بغيظ ليركلها بقدمه بخفة لتعض على شفتيها بألم تحاول منع تلك الشقة المتؤلمة وهى تتوعده بغيظ كاد ان يرفع برأسه ليصطدم دون وعى بالطاولة ليتأوه بالم جاهدت هي بصعوبة ان تكتم ضحكاتها
اعتدل  داغر في مقعده ليردف  باهتمام يشوبه القلق: ايه مالك ياعمار انت كويس
فرك عمار مؤخرة رأسه بألم ليردف بغيظ : لا ابدا ياداغر مفيش حاجة اتخبطت بس
مازن بابتسامة وقحة: سلامتك يامستر ابقى خد بالك بعد كدة
تجاهله عمار تماما ليوجه انظاره الى صديقه قائلا: انا شايف ان مفيش داعى للاستعجال واننا مينفعش ناخد اى قرار غير لما نسمع الحكاية من كل الأطراف
نهض مازن عن مقعده صائحآ بانفعال: ده تشكيك في زمتى يامستر عمار وده عمرى محسمح بيه بعد اذنك يامستر داغر انا في مكتبى لما تاخد قرارك ابقى بلغنى
ليغادر الغرفة بخطوات غاضبة ليضرب  ذلك الداغر بقبضته على سطح المكتب لينهض عن مقعده بغضب وانامله تتخلل في خصلاته بقوة حتى كاد ان يقتلعه من جذوره اخذ يتحرك بانفعال ذهاباً وإياباً يكاد ان يجن اقسم بداخله ان يذيقها الجحيم راقب عمارغضبه بزعر  ليخفض عيناه لاسفل يشير اليها بيداه ان تخرج من مخبأها لتهز رأسها نافية بزعر ليجدحها بتلك النظرات النارية يحثها على الخروج
لتتنهد بعمق تحاول استجماع شجاعتها لتنهض عن مخبأها تنوى مواجهة ذلك الداغر نفضت ثيابها تتأفف بضيق قائلة: يا ساتر ده غتت غتاتة  انتو مستحملينه ازاى ده دانا خللت من القعدة
اظلمت عيناه بقسوة وصوت تلك الحمقاء يصل الى مسامعه التفت يواجهها بملامح قاسية جعلتها ترتعد خوفا ابتسمت بتوتر تحاول السيطرة على غضبه قائلة : بص حفهمك بلاش تهور يانهار اسوح
شهقت بفزع وهى تراه يندفع نحوها بخطوات غاضبة تكاد تشق الأرض هرولت لتقفز فوق الطاولة  تحاول ان تلجم غضبه  بكلماتها ولكنه كان كالعاصفة لا ينصت اخذت تتحرك يمينا ويسارا في محاولة للتملص منه ولكنه كان كالذئب الجائع يريد التهام فريسته لم تجد سوى ان تقفز ارضا وهى تصيح به بخوف تحاول تهدئة ثوران غضبه ليهرول خلفها بغضب اخذت تحتمى بالطاولة وهى ترى إصراره على الإمساك بها لتتهاوى على الاريكة بتعب لتردف بانفاس لاهثة : متدينى فرصة افهمك بقا  انت ايه يا اخي مبتتعبش
شهقت بفزع وهو يجذبها من ذراعها بعنف هامساً بفحيح وانفاسه الغاضبة تلفح بشرتها: من اول يوم دخلتى فيه الشركة دى وانا متأكد انك مش مظبوطة واللى حسبته لقيته
حك ذقنه بتفكير ليمد بيده يضربها على وجنتها بخفة قائلا بخبث: ومازن يشهد على كدة بجدارة
تخشب جسدها وقد فهمت قسوة ما يرمى اليه لتشتعل حدقتيها بشرارة الغضب صارخة بحدة: انت اتجننت انت بتقول لمين كدة صحيح اعمل الخير وارميه البحر
قبض على فكها بعنف ليردف بقسوة: انا ابقى اتجننت فعلا لو سبتك تفلتى بعملتك مبقاش داغر زيدان لو مسجنتكيش بايدى
احتدت نظراتها لتهمس له ببطئ : يوسف ... الراوى
شدد من قبضته القاسية ليردف بصدمة: انتى قولتى ايه
نفضت يده بعنف لتردف بحدة وهى تعقد ذراعيها: قولت يوسف الراوى ايه مبتسمعش ولا تحب اعيده تانى
احتدت نظراته ليردف بغضب : وانتى تعرفى يوسف الراوى منين
تنهدت بعمق لتردف بهدوء: مهو ده الملف اللى مستر مازن بلغ حضرتك انى سرقته من مكتبه انا منكرش انى عملت كدة بس انا عملت كدة عشان امنعه من اللى كان ناوى يعمله وانا كنت جاية النهاردة مخصوص عشان اسلمه لحضرتك بس هو سبقنى بخطوة بس نسى يقولك انه كان ناوى يبيع الملف ده ب 3 مليون لولا انا خدته من مكتبه
همس ببطئ وقد الجمت الصدمة لسانه: ملف ايه ده اللى انتى بتتكلمى عنه
اقترب عمار منها بملامح مشدوهة ليردف بصدمة: انتى متأكدة ياكارما من الكلام ده
عقدت ذراعيها لتردف بثقة : طبعا يامستر متأكدة ومعايا كمان الورق اللى يثبت كلامى
ناظرته بتهكم قائلة: بس ده لو مستر داغر سمحلى بكدة يعنى
تنفس بغضب ليردف بغيظ : اتفضلى ورينى الورق اللى انتى بتتكلمى عليه
جلست بتوتر على طاولة الاجتماعات لتبدأ في شرح تلك الأوراق بهدوء لتردف قائلة: من فترة كدة من اول محضرتك كلفتنى اتابع مع مستر مازن سمعته بيزعق في التليفون مع واحد اسمه عدلى كان عايزه  يبلغ واحد اسمه هاشم انه عايز مقابل الورق اللى حيدهوله 3 مليون ساعتها استغربت بس بعد كدة كنت في مكتبه وسمعته من ورا الباب بيكلم نفس الشخص بيبلغه ان يوسف الراوى وصل الشركة وانه خايف ان الموضوع القديم يتعرف وانه يبلغ اللى اسمه هاشم ده ان الورق لازم يخرج من الشركة باى طريقة بدل مكل حاجة تتكشف ملقتش قدامى حل غير انى اخد الملف ده من مكتبه بأى طريقة وفعلا روحت مكتبه وحطتله حبوب ملينة في القهوة عشان يبقى عندى وقت أوصل للورق براحتى ولما فتحت الملف لقيت أوراق تثبت تلاعبات كتير بتحصل في الشركة ومن أهمها صفقة شراكة كانت بين شركتكم وشركة الراوى اقدر أقول ان الشركة كانت ممكن تتعرض للافلاس لولا المخاطرة اللى عملها مستر يوسف بانه يكون هو المسؤل قدام البنك وقدام اى مسائلة قانونية وده طبعا كان بموافقة والد حضرتك على الرغم بان التلاعب اللى حصل كان من الشركة هنا مش من شركة الراوى
مسح على وجهه بتوتر ليردف داغر بحدة :  انتى بتقولى ايه اللى اعرفه ان  شركتنا هي اللى كانت متصدرة للبنك الورق ده اكيد مزور
هزت راسها برفض قائلة: لا يامستر الورق ده مش مزور وحضرتك تقدر تتأكد بنفسك انت لو بصيت هنا في الورق حتلاقى ان السندات المالية اللى شركة الراوى مقدماها سليمة مفيهاش اى تلاعب على عكس السندات بتاعة شركتكم وده يثبتلى فعلا ان التلاعب كان من الشركة هنا في فرق كبير بين الصادر والوارد وبضاعة اتسجلت بانها غير صالحة وعلى فكرة الورق اللى قدامكن يثبت ان التلاعب كان موجود في الشركة من قبل المناقصة بفترة كبيرة بس التلاعب كان بسيط مش ملحوظ بس في حاجة كدة انا شاكة فيها ومينفعش اتغافل عنها باى شكل من الاشكال
عمار بترقب: شاكة في ايه ياكارما
فركت كارما كفيها بتوتر لتردف قائلة: كل الأوراق اللى اطلعت عليها بتعرفنى ان الشخص اللى عمل كدة كان عنده دراية وثقة كاملة ان الشراكة دى حتتم
داغر بانفعال يشوبه التوتر: مش صحيح مكانش في حد في الشركة يعرف ان الشراكة دى ممكن تتم من اصله
جمعت كارما الأوراق لتبسطها امام كلا من عمار وداغر لتوضح لهم
كارما بشرح :حضرتك انا عملت مخطط لكل التلاعب اللى كان بيحصل  في الشركة من قبل الشراكة لو لاحظت كدة حتلاقى ان المخطط كان ماشى بهدوء وترتيب بنفس الأرقام تقريبا ومرة واحدة وقف قبل المناقصة بشهرين بالظبط وفجأه المخطط زاد بحدوث الشراكة دى كأنه كان مستنيها عشان يوقع الشركتين
عمار بتساؤل يشوبه الحيرة: طب انتى ليه متقوليش ان اللى ورا اللعب ده هو الراوى ليه مقتنعة ان شخص تانى هو اللى بيتلاعب بالاوراق
كارما بعملية: افهم حضرتك ببساطة كدة الحركة اللى مستر يوسف عملها بانه يبقى هو المسئول ادام البنك او اى مسألة قانونية كلفته كتير لان أسهمه نزلت جامد بمجرد مالموضوع ده اتعرف وقبل متسألنى عرفتى منين ليا واحدة صحبتى تعرف ناس في البورصة وهى اللى بلغتنى بموضوع الأسهم ده وده اللى خلانى أقول ان مستر زيدان والد حضرتك كان على دراية كاملة بالموضوع لان كل ده مكانش ينفع يتم من غير موافقة مستر زيدان
لتتنهد براحة قائلة: وهو المطلوب اثباته
مدت بيدها تلتقط احدى الأوراق لتوقع استقالتها قائلة ببرود: انا كدة عملت اللى يريح ضميرى وياريت تقبل استقالتى اكيد حضرتك ميشرفكش انك تشغل واحدة حرامية عندك بعد اذنكم
اتمت كلماتها بنبرة قوية لتنهض عن مقعدها تتجه نحو الباب بخطوات ثابتة لتخرج وهو يراقب اثارها بعينين ذابلتين
لم يصدق اياً منهم ماطرأ على اذانهم فسبب دمارهم اصبح منقذهم بين ليلة وضحاها كان داغر يجلس على مقعده متصنماً بمكانه لايقوى على الحراك شحب وجهه وهو يشعر بحلقه قد جف  لتزداد ضربات قلبه بقسوة وهو يشعر بانه كابوس ليس الا فأى لعنة تلك فانتقامه اصبح هراء فهو ليس سوى كذبة كبيرة حولت بحياته الى الجحيم  تهجمت ملامحه بشكل مخيف لينتفض كالملسوع ليخرج مسرعاً وبداخله تلك الرغبة ان يستكشف خبايا الماضى ليراقب عمار اثره بحزن يشوبه الالم
(بالمشفى)
امام غرفة العناية كان يقف يراقبه بجمود يشعر بخلايا جسده تأن وجعاً فكلماتها كانت كبقايا الزجاج المنثور التي انغرست بقلبه دون رحمة لايزال لا يصدق تلك الفاجعة  مرت حياته وهو يتمنى ان يقتله ولكنه مضطر على ابقائه على قيد الحياه لتهاجمه تلك الذكرى السوداء التي قلبت حياته رأسا على عقب
فلاش باك:
صف سيارته امام قصر الرفاعى ليتجه الى الداخل بخطوات اقرب للركض انقض على الباب يطرقه بعنف حتى كاد ان يهشمه ليفتحه الخادم مسرعاً لينتفض للخلف خوفاً بعد ان دفعه ذلك الداغر بعنف ليصيح بقسوة: يوسف يا راوى انزلى هنا
ليقع انظاره عليها وهى تنزل طبقات الدرج متمايلة بغرور بخطوات متباطئة لتصفق بيديها ببرود قائلة: ايه ياداغر الشو اللى انت عامله ده مالك معصب نفسك اوى كدة ليه
التفت يناظرها بعيون حمراء كالدماء ليصيح داغر بها غضبا :انتى تخرسى خالص انتى فاهمة  انتى دوررك لسة مجاش كلامى دلوقتى مع الخسيس ابوكى
عقدت فيروز ذراعيها لتردف ببرود: انت مالك معصب نفسك اوى كدة ليه  ده بيزنيس ياحبيبى يعنى مكسب وخسارة وعلى فكرة متتعبش نفسك بابى سافر النهاردة الصبح يعنى كلامك معايا
توسعت حدقتيه بدهشة ليردف بزهول:يعنى انتى كنتى عارفة كل اللى حيحصل ده وسكتى دانا دخلت الشراكة دى مخصوص عشان ارضيكى تقومى  انتى اللى تسلمينى لابوكى طب ازاى
تعالت ضحكاتها باستهجان دون ان تأبه بتهجم ملامحه لتلوى فمها باستهزاء قائلة:تؤتؤ تؤتؤ بقا داغر زيدان بنفسه لسة مفهمش ياحرام دانت طلعت اغبى مما كنت اتخيل (لتقسو نظراتها وهى تردف بقسوة ادمت قلبه) فوق ياداغر احنا في لعبة الطيبة الزيادة دى بقت صعبة اوى الأيام دى انا لعبت لعبة صح وانت بضعفك نفذتهالى السوق كدة ياحبيبى عرض وطلب (لتغمز له بإحدى عينيها) اه صح البقاء لله ياروحى معلش بقا كل مكسب وليه خسارة مانت عارف الدنيا ياما بتعلم
كانت كلماتها كالصفعات التي ادمت بقلبه دون شفقة ليندفع نحوها كالعاصفة ليلصقها بالحائط صارخا :مش حرحمك يافيروز مش حرحمك انتى فاهمة مش حسيب تارى
ابعده الخدم والحرس بصعوبة ليسحبوه خارجا وسط محاولاته لتخليص نفسه من بين أيديهم وهى تلوح له ببرود قائلة بغرور: بالتوفيق ياداغر باى باى
نهاية الفلاش باك: 
اجفله من شروده  همس الدكتور باسمه ليلتفت له يجدحه بنظرات نارية يضع يديه في احدى جيوبه قائلا: هو حيفوق امتى
ارتجف الدكتور رعباً من نظراته النارية ليردف بنبرة مهتزة: هو في غيبوبة من الواضح انه حصلتله صدمة هي السبب للازمة الى حصلتله بس ان شاء الله ممكن يفوق الأيام الجاية ياباشا متقلقش
احتدت ملامحه ليهمس بفحيح بث الرعب بداخله: انا مش عايز اسمع كلام فاضى انت مسئول قدامى على سلامته الراجل ده لازم يفوق في اقل من أسبوع انت فاهم بدل متصرف تصرف مش حيعجبك واظن انت عارف انى مبهددش
اومئ الدكتور برعب ليردف بنبرة مهتزة: فاهم ياباشا فاهم اعتمد عليا
لم يبالى بكلماته ليخرج من المشفى بخطوات متثاقلة وبداخله تلك الرغبة بالابتعاد عن قساوة من حوله

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن