الفصل السادس والعشرون:

5.4K 121 26
                                    


ترجلت من سيارته بوجوم لا يزال يتلبسها فمنذ لحظة لقائهم وبمجرد رؤية ذلك العمار وقد استقلت هي المقعد الخلفى دون ان تنبس ببنت شفه لتراقب الطريق من حولها بهدوء واضعة بسماعات الاذن خاصتها مما اثار غضب كليهما فهى قد استشعرت ذلك من خلال محاولتهم المستميتة طوال الطريق لكي تتحاور معمهما ولكن دون جدوى فهى قد عزمت بداخلها ان لا تتعامل معهم سوى في نطاق العمل وكفى ليخمد ثوران قلبها الملتاع كم مقتت ذلك الشعور بالعجز الذى احاطها فكلماتهم الجارحة تلك لا تزال يتردد صداها في اذانها حتى كادت ان تدميها سبها عقلها بقسوة زاجراً إياها بأنها وحدها من تسببت بذلك فهى من وطأت بقدميها الى اعتاب ذلك العالم القاسى فهى تلك الفتاه البسيطة ذات الشأن الهزيل ويجب ان لا تتخطى مكانتها تلك ومالبث ان استعادت رباطة جاشها لتخطو بخطواتها معهم الى داخل تلك الردهة المخصصة بالفندق قبل ان يتوقفا امام موظف الاستقبال ليستطرد موظف الاستقبال قائلاً بنبرة ترحيب: اهلاً وسهلاً يامستر داغر اهلاً وسهلاً بحضرتك يامستر عمار شرفتونا الجناحين اللى حضرتك طلبتهم جاهزين يافندم والغرف بتاعة الفوج جاهزة من بدرى بس على حسب الحجز اللى عندى حضرتك طالب جناحين بس مش تلاتة يافندم واحد باسم حضرتك والتانى باسم كارما أبو هيف ولا انا غلطان
زفر الأخير بضجر قبل ان يستطرد قائلاً بنبرة واثقة يمتاز بها: معلش بقا أصل واحد ظريف حب يفاجئنا وقرر يجى معانا في اخر لحظة احجز جناح تانى للأستاذ
ضحك عمار بخفة لولا نظرات ذلك الداغر النارية التي اجفلته ليستطرد قائلاً بخفوت وقد اعتدل في وقفته تلك: اسف
تشدق موظف الاستقبال قائلاً بإعتزار لبق بعدما راجع الحاسوب من امامه: انا اسف جداً لحضرتك يافندم بس باين عندى ان الاجنحة كلها كومبليه في الدور ده حضرتك عارف احنا في موسم بس لو تحب في جناح فاضى في الدور التانى تحت حضرتك بدور واحد ممكن احجزهولك
اتسعت ابتسامة عمار بمجرد ان تفوه الموظف بذلك ليستطرد قائلاً بعجلة وهو يفرك كفيه بفرحة: خلاص ياداغر محلولة اهى خد انت بقا الجناح اللى في الدور التانى وسبنى انا وكارما في الجناحين اللى جمب بعض انا عارف يعنى ان انت مبتحبش التنطيط وكدة وبتحب الهدوء فمش عايز ازعجك الصراحة
ناظره الأخير بغضب يتفاقم من عيناه كاد ان يدميه حياً مردداً بهدوء مظلم: حد قالك إنك ظريف قبل كدة كلمة زيادة وحرجعك مصر ياعمار فاهم
ومالبث ان التفت برأسه تجاه موظف الاستقبال مردداً بنبرة واثقة وقد التوى ثغره بتلك الابتسامة المليئة بالشماتة: خليهم ينقلوا الشنط بتاعتى انا والانسة في الجناحين اللى في الدور التالت واجحز الجناح التانى لمستر عمار أصله بيحب الهدوء بقا وملوش في الدوشة وكدة
استطردت هي قائلة بعجلة وهي تنفى برأسها: لا لا لا انا خلينى انا في الجناح ده وانتو خليكوا جمب بعض مهما كان حضراتكم أصحاب الشركة وانا هنا مش اكتر من سكرتيرة صح
جدحها بتلك النظرة الماكرة قبل ان يلتفت برأسه تجاه الموظف مردداً بنبرة واثقة اثارت الضيق بداخلها: نفذ اللى قولتلك عليه وانقل الشنط زى مقولتلك اه صحيح الفوج خلاص على وصول مش عايز اى غلطة فاهم
تشدق الموظف قائلاً بهدوء وهو يأرجح نظراته بينهما قبل ان يناولهم بطاقات الاجنحة: متقلقش يافندم من الناحية دى غرف الفوج كلها محجوزة في الميزان الشرقى بعيداً عن حمام السباحة وكلها بتطل على الجناين وملاعب الجولف زى محضرتك طلبت في الايميل
استطرد الأخير قائلاً بتلك النبرة الواثقة قبل ان يخطو بخطواته معها تجاه ذلك المصعد: تمام
ومالبث ان استقل كليهما ذلك المصعد وسط سكون يعم بالارجاء اخذ يجدحها بتلك النظرات الثاقبة وهى لا تزال تتهرب بنظراتها منه ليتقوس ثغره بتلك الابتسامة الخافتة وهو يراقب غضب صغيرته بتلذذ زفر بضجر عقب ان توقف ذلك المصعد في الطابق الثالث لتخطو هي بخطواتها الراكضة الى جناحها من بعد ان اجتذبت منه البطاقة المخصصة لها صافعة الباب من خلفها في عنف ليستطرد هو قائلاً بنبرة ماكرة تلبسته حديثه وقد رفع إحدى حاجبيه بعبث: ماشى ياكارما حسيبك تغضبى براحتك بس في الاخر كدة كدة حتجيلى
(من ناحية أخرى)
(فى المساء)
كانت جالسة على فراشها وهي تعقد ساقيها اسفلها تتفحص تلك الأوراق المبعثرة امامها لتسجل ملاحظاتها في تلك المفكرة الصغيرة بضجر ومالبث ان اجفلها تلك الطرقات الخافتة على باب الحجرة لتنتصب واقفة بعجلة لتخطو بخطواتها تجاه باب الحجرة وبمجرد ان انفتح الباب حتى توسعت حدقتيها بانبهار وقد تقوس ثغرها بتلك الابتسامة الخافتة من تلك المفاجأه فأمامها باقة من التوليب الحمراء قد خطفت انظارها منذ الوهلة الأولى انحنت هي بجزعها لتلتقطها بلهفة جلية وهي تحدق حولها بتفحص وذلك السؤال يتردد صداه على عقلها من قد يجلب اليها تلك الباقة المميزة ذلك الداغر ام عمار عضت على شفتيها بحيرة قبل ان تخطو بخطواتها نحو الداخل مرة أخرى لتجلس على فراشها بابتسامة خافتة لا تزال تزين ثغرها عقدت حاجبيها بحيرة من تلك الطرقات الخافتة التي تتوالى على مسامعها للمرة الثانية ولكن تلك المرة كانت تصدر عن ذلك الباب الذى يفصل بين الجناحين تصنعت الوجوم قبل ان تنتصب واقفة لتخطو بخطواتها تجاه ذلك الباب وبمجرد ان انفتح حتى اصطدمت بذلك الداغر يستند الى تلك الحائط بإحدى كتفيه مردداً بمرح وقد غمز لها بطرف عيناه: ها الورد عجبك
فغرت شفتيها بزهول عقب ان اخترقت اذانها جملته تلك اذاً فهي لم تتهيأ فهو من جلب اليها تلك الباقة ومالبث ان استعادة رباطة جأشها مرددة بجمود تلبسته وهي تشيح برأسها عنه: ااه هو حضرتك اللى جبته على العموم هو مش بطال يعني بس ممكن بعد اذنك اعرف ايه السبب اللى خلى حضرتك تجبهولي
تقوس ثغره بتلك الابتسامة الخافتة قبل ان يستطرد قائلاً بشقاوة: مش بطال اه ماهو باين عادى يعنى اصلى عرفت إنك بتحبيه فقولت اجيبهولك
عقدت هي مابين حاجبيها بحيرة قبل ان تستطرد قائلة بجمود وهي تنظر له شزراً: وياترى بقا حضرتك عرفت منين انى بحبه ضربت الودع مثلاً ولا ممكن تكون عملت عنى تحريات
قرص احدى وجنتيها بخفة قبل ان يستطرد قائلاً ببروده المعتاد الذي اثار الغضب بداخلها: لا ياظريفة معملتش تحريات ولا حاجة انا بس لاحظت ان اغلب صورك وانتى صغيرة كنتى بترسمى ورد كتير فقولت اجبهولك بس غريبة يعنى ميبانش عليكى إنك رسامة شكلك أتفه من كدة بكتير
نظرت له شزراً وهي تصك على اسنانها في غضب قبل ان تستطرد قائلة بجمود: معلش بقا تقول ايه أصلها هواية عندى من وانا صغيرة يعنى بضيع فيها وقتي بس برضو حضرتك مجاوبتنيش مش غريبة شوية ان حضرتك تنزل بمستواك وتجيبلى بوكيه زى ده يعنى مهما كان انا سكرتيرة عندك لا راحت ولا جت
صك على اسنانه في غضب قبل ان يستطرد قائلاً بتلك النبرة المليئة بالضيق: هو انتي مش ملاحظة إنك زودتيها شوية مخلاص بقا قولتلك مكانش قصدى اتعدلي بقا
استطردت قائلة ببرود اثار استفزازه وهي تعبث بإحدى خصلاتها الشاردة: والله يامستر انا بتعامل طبيعى جداً في نطاق العمل وبس أحب أفكر حضرتك لو نسيت انى سكرتيرتك مش اكتر من كدة وزى مانا ملتزمة بالحدود اللى حضرتك رسمتها ياريت حضرتك كمان تلتزم بيها وعلى فكرة معلومة بس الورد بيشفط الاوكسجين من الاوضة بعد اذنك
وصل الغضب الى ذروته كاد ان يهاجمها بكلماته فهو بات لا يتحمل تلك المعاملة الجافة لولا صفعها للباب في وجهه مسح على وجهه في غضب قبل ان يخرج تلك التنهيدة الحارة التي اوحت بمدى غضبه مردداً بخفوت مظلم: ماشى ياكارما الكلب انا وانتى والزمن طويل
(في حلول منتصف الليل)
تململت في فراشها بغضب وهي تنفض ذلك الشعور بالذنب نحو ذلك الداغر ومالبث ان سلطت انظارها على باقة الورد قبل ان تنتصب جالسة في موضعها مرددة بخفوت قبل ان تنهض عن الفراش لتخطو بخطواتها نحو ذلك الباب الذي يفصل بين الجناحين لتطرقه بخفة: يوووه بقا امري لله
في مكاناً مظلم كان ملقي على تلك الأرضية مبكلاً بالاغلال لا يقوى على الصراخ عاجزاً على انقاذها من بين براثن ذلك الشخص المجهول الذي ينهال عليها بذلك السوط القاسي حتى باتت مغطاة بالدماء ارتفعت أنفاسه بغل وقد تفاقم شعوره بالغضب مع صراختها المتؤلمة تلك التي شقت السكون لتجحظ عيناه بذعر وقد اقتلع قلبه بفزع عقب ان اصطدم بذلك الشخص المجهول قد غرس السيف في صدرها ليتهاوي جسدها ارضاً وتخمد أنفاسها بلا رجعة صرخ صرخة من أعماق قلبه يمزق لها الاغلال وهو يشعر بقلبه يكاد ان يتوقف من شدة الألم ومالبث ان هب منتصباً في ذعر ليجلس على فراشه يحدق حوله بفزع وحبيبات العرق لا تزال تتصبب من فوق جبينه بغزارة بعدما استعاد وعيه لتقع انظاره عليها تناظره بذعر بائن رمش باهدابه عدة مرات بعدما ادرك انه لم يكن سوى ذلك الكابوس المفجع الذى لاينفك يطارده من جديد وبحركة مباغتة كان قد جذبها بداخل احضانه في لهفة مردداً بذعر جلي: كارما انتى كويسة انتى معايا صح انتى معايا
تخشب جسدها بصدمة جلية على قسمات وجهها بمجرد ان اصطدمت بفعلته تلك تحاملت على نفسها كي تستعيد قواها المنتزعة امام قبضتى ذلك الداغر وهي تتملص من قبضته تلك التي كادت ان تعتصرها ولكن دون جدوى لتستطرد قائلة بدهشة: طب في ايه طيب ممكن افهم
ابتعد عن احضانها ببطئ ليرفع بيده يحتضن وجهها بين راحته في لهفة مردداً بتلك النبرة المترجية التي يغلبها النعاس: المهم إنك معايا ياكارما المهم إنك معايا ممكن توعدينى إنك تفضلى معايا لغاية منام ارجوكى
اومئت هي برأسها دون تفكير وهي تتأمله بشجن طاغى مرددة بخفوت وهي تعتدل في جلستها لتضمه اليها بحنان لتسند برأسه على كتفها: اوعدك ياداغر اوعدك نام انت بس دلوقتى وارتاح وبكرة نتكلم
غفا بين احضانها لتتأمله هي بعشق خالص لكي تشبع عيناها من قسمات وجهه القاسية التي باتت تحفظها عن ظهر قلب وبلحظة كان قد غلبها النعاس دون ان تدري لنشهد ذلك المشهد الذي ترقبناه طويلاً فمن يراهم في تلك اللحظة يجزم بأنهما ثنائى عاشق من ثنائيات العشق الافلاطونى
(في صباح اليوم الثانى)
(على سطح اليخت)
كانت تشرف على تلك التنظيمات بعجلة من امرها في محاولة يائسة منها لكي تتهرب من نظراته تلك التي تلازمها منذ حلول الصباح وذلك الشعور بالخجل لايزال يتأجج بداخلها بمجرد ان اخترقت عقلها تلك الذكرى المتعلقة بغفلتها في فراشه ونظراته العابثة لها منذ ان اصطدم بها بداخل احضانه تنفست هي الصعداء بمجرد ان تأكدت من اكتمال جميع الترتيبات المتعلقة بذلك الوفد ومالبث ان وقعت انظارها على مجموعة من الأطفال المصاحبين لذلك الوفد وهما يلهون بضجر لتخطو بخطواتها نحوهم مرددة بلكنة إنكليزية: أنتو زهقانين من الجو ده صح
تفوه الأطفال في نفس اللحظة مرددين بتلك اللكنة الإنكليزية: اه اوى
غمزت هي لهم بطرف عيناها مرددة بخفوت هامس: طب تعالوا معايا
تبادلا كلاً منهم النظرات بحيرة قبل ان يخطو بخطواتهم الراكضة خلفها نحو ذلك الرجل المدعو بالدي جي لتخرج هي تلك الفلاشة الصغيرة من جيبها المحملة بالاغانى الشعبية لتناوله إياها قبل ان تغمز لهما في مرح
كان واقفاً هو وعمار مع بضع من رجال الاعمال يتناقشان في أمور تلك الصفقة حتى اخترقت اذانهم تلك النغمة الشعبية ليتبادلا نظراتهما في حيرة قبل ان يعتزرا بلباقة من ذلك الوفد ليخطو بخطواتهم نحو مصدر الصوت لتجحظ عيونهما في صدمة عقب ان اصطدما بتلك الصغيرة تتمايل مع الأطفال على تلك الاغنية الشعبية (محدش يتوقعنى) ليبتلع عمار ريقه بتوتر جلى قبل ان يتشدق قائلاً بخفوت مرتجف: جالك الموت ياتارك الصلاه الله يرحمك ياكارما
ومالبث ان فغر شفتيه بزهول عقب ان اخترقت اذانه ضحكات ذلك الداغر المتعالية التي صدعت في الارجاء من تلك الصغيرة فهى كانت تتمايل بخفة كطفلة صغيرة ببرائتها المحببة اليه
<ومحدش يتوقعنى بغيب بغيب وارجع تسمعنى بغنى راب وبغنى الشعبى بنزل ساحتى اعمل قلبان ومفيش حد هيمنعنى ولا على ورا خطوة يرجعنى واللى في وقت الشدة لدعنى حقى راجع مش قلقان حقى راجع مش قلقان بعد ياعينى وبعد ياليلى وبعد مقال انه ملوش غيرى وانى نصيبه وهو نصيبى وانه في عز الجرح طبيبى سبنى وراح لمكانه التانى سبنى وبعده ياناسى بعانى سبنى انا عايش على احزانى انا اللى كنت عشانه بضحى جيت على نفسى وجيت على راحتى متخيلتش ابداً يوم انه يكون هو اللى جارحنى انا طيب مش شرير تلقانى بجرى معاك في الخير المبدا كان تقدير وانتو المبدا كان تغفيل العيش والملح بتاعكو عملت غسيل معدة ورجعتو عشان صونتكو وانتو خدعتو نفسى في صاحب يبقى اصيل من ارض الخوف عين شمس بلدنا بنقولك قدر تكسبنا هنشيلك يازماله على راسنا تغلط تطحت في حسابات ارض وجوى وتحت الماية تحت أيدينا العدة الحية قد الدنيا علينا لو جاية وانتو بتجرو من الحكايات كل ماجى افتح الكتاب القى ماية حكاية ع الصحاب غدارين كتير وكدابين وليه تخونو متلاقيش جواب صحبى لما جتلو ضربة شدة فضلت سنده فاق ومنها عدى واما جيت وقعت انا في الازمة أدى دبرياج غيار وعدى لم فلوسك بقى واهدالنا مش بالعافية تخش مجالنا ايوة عليك انت تكبرنا عشان غرضك كان السيط بص لنفسك يوم في مرايا مكانش ينفع تبقى معايا اخرك كنت تلم ورايا انا بندبكو انتو ياهلافيت احنا يومنا تونتى فور نصه ضلمة ونصه نور نصه ضلمة نصه نور لاجل العيش نقف طابور المياه تطلع بالماتور نص الشعب يقول اكيد النص التانى يقول شور لو اللى معاه يدى المحتاج مش حنلاقى فيها بور اوعى تاخدك القصور وتنسى الاخرة والقبور احنا جينا غيرنالك المود اغانينا بتخليك مبسوط مهما اغيب صوتى لسة موجود عين احظر خط موت>
وبمجرد ان توقفت تلك الاغنية حتى التفتت هي بجسدها لتجحظ عيناها بصدمة وقد تخضب وجهها بالحمرة القانية عقب ان اصطدمت به يناظرها بتلك الابتسامة العابثة وقد صدعت ضحكاته في الارجاء على فعلتها تلك لوهلة تمنت بأن تنشق الأرض وتبتلعها عضت على شفتيها بخجل قبل ان تتسلل راكضة لتهبط ذلك الدرج لتولج الى تلك الغرفة الملحقة باليخت وتجلس على ذلك الفراش بخجل يتفاقم من وجنتيها ومالبث ان عقدت مابين حاجبيها بحيرة عقب ان اخترقت اذانها تلك اللهجة المصرية فذلك الوفد لا يفقه شيء من أصول اللغة لتتسلل هي بحذر بعدما شعرت بوجود شيء مريب لتجحظ عيناها بصدمة عقب ان اخترقت اذانها تلك المكالمة الهاتفية والتي لم تكن سوى
استطرد ذلك الشخص قائلاً بهدوء حذر وهو يلتفت حوله بريبه: ايوة يااستاذ عدلى لا لا متقلقش كل حاجة ماشية تمام لغاية دلوقتى يومين بالكتير وحيمضى على العقود ويبقى ورينى بقا حيعمل ايه.... لا ده معندوش شك خالص ان ده مش الوفد اللى كان على وصول البركة فيك بقا انت اللى عطلتهم ياباشا طول عمرك أستاذنا... لا ياباشا متقلقش المحامى ظبط الدنيا كلها عشان العقود تبقى باسم هاشم باشا يعنى بمجرد متتمضى العقود كل حاجة حتتنقل باسمه يعنى حيبقى على الحديدة.... منها لله اللى اسمها كارما لولاها مكناش احتاجنا نعمل كل ده... لا متقلقش انا مخلى بالى منها كويس... تمام ياباشا سلام قبل محد يلاحظ غيابى وبلغ الباشا سلامي
كممت ثغرها بيدها لتمنع تلك الشهقة المذعورة قبل ان تخطو بخطواتها الحذرة تجاه الخارج لتبلغ ذلك الداغر بمحتوى تلك المكالمة الهاتفية التي قد اثارت الرعب بداخلها ومالبث ان جحظت عيناها بصدمة جلية عقب ان ارتطمت بذلك الشخص بعدما ظهر من العدم وبحركة مباغتة وقبل ان تعي اى شيء كان قد كمم ثغرها لتشهق هي بذعر وهي تتملص من قبضته تلك قبل ان يصدم وجهها بذلك اللوح الخشبى المعلق بالجدران ليتهاوى جسدها بين ذراعيه ليجتذبها معه نحو حاجز ذلك اليخت ليلقى بها الى المياه لينزلق جسدها الى الأعماق دون ان يدري بها أحد

رواية حطام الداغرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن