"أيوة ماهو المدام حامل يا أستاذ طارق الف مبروك"
قالتها الطبيبة بينما وقف هو لا يصدق ما قالته ، صمت قليلا محاولاً استيعاب كلامها وقال
"الله يبارك فيك يا دكتورة، في أي أدوية هتستمر عليها؟"أومأت برأسها إيجابا لتخرج ورقة من حقيبتها قائلة
"أيوة ، مدام حسناء جسمها ضعيف وده مش كويس في الشهور الأولى، فدي ڤيتامينات لازم تستمر عليها ، ولو احتاجتني رن عليا وإن شاء الله مش هتأخر عليها "أومأ برأسه ليقول بامتنان
"شكراً يا دكتورة، تعبناكِ معانا""لا ولا تعب ولا حاجة"
ما إن غادرت حتى دخل هو إليها بسرعة، ليقول ما إن دلف إلى الغرفة بغضب
"يعني عملتلك كده وانت كدبتي عليا، ليه يا حسناء استحملتي كل ده؟"أنهى جملته وهو يقترب من الفراش ليجلس على طرفه فقالت بابتسامة هادئة
"بس بقا أنا فرحانة دلوقتي ، ومش عايزة أفتكر اي حاجة تزعلني "انتفض من مكانه في غضب جمّ وهو يقول
"لأ انت كان المفروض متكدبيش عليا وتقوليلي إني معملتش حاجة، المفروض الإبن بيجي من الحب بين الأم والأب مش بسبب إن الأب مجنون ، ومعيش الأم في جحيم"كان صدره يعلو ويهبط في انفعال وغضب منها ومن نفسه أكثر، كان يتعرق بشدة مما أقلقها فهذه من أعراض النوبة التي تأتيه عند احتياجه للمخدر
قالت في قلق
"طارق خد نفس بالله واهدى"
أنهت جملتها وهي تمد يدها إليه لتمسك يده لكنه أزاح يدها بعنف، قامت من على الفراش وأمسكت يده تسحبه لينام على السرير ، وبدأت في مسح عرقه وهي تتلو بعض آيات القرآن الكريم، فهدأ قليلا حتى انتظمت أنفاسه وغط في نوم عميق.قامت من جواره ببطء حتى لا توقظه ، وخرجت لتصلي ولإعداد بعض الطعام لهما.
بعد مرور ساعة تقريباً ، كانت قد انشغلت في إعداد الطعام في المطبخ ، حتى سمعت صوت الحمام فعلمت أنه استيقظ.
دلف إلى المطبخ وهو يقول
"هو إيه اللي حصل؟"
"ولا حاجة إنت بس كنت تعبان ونمت شوية"
أومأ برأسه، قطع حديثهم عدة طرقات على الباب ، ذهب طارق ليفتح لكنه ما إن فتح الباب حتى حدق بصدمة وهو يقول
"هدى!!"ما إن رأته هدى حتى قامت باحتضانه فجأة وهي تقول
"وحشتني يا طارق"
لكنه دفعها بقوة بعيداً عنه وهو يقول
"إنت إيه اللي جابك هنا؟، اطلعي برا بيتي يلا"جاءت حسناء على صوته المرتفع لتنظر إلى هدى بغير فهم ، قالت هدى وهي تقترب لتمسك يده قائلة برجاء
"أرجوك يا طارق، اسمعني"
لكنه أزاح يدها بعنف وقوة ، فكادت أن تقع لكن أمسكتها حسناء سريعاً ، بينما مسح وجهه بيده في انفعال وقال
"حسناء ، خلي البني آدمة دي تمشي من هنا يإما هتندم"
أزاحت هدى يد حسناء لتقول
"طارق أنا بجد عمري ما حبيت غيرك ، بابا أجبرني إني أوافق على خطوبتي من مصطفى ،بس أنا صارحت مصطفى إني بحب واحد تاني وهو اللي لغىٰ الخطوبة ، دورت عليك في كل حتة وروحت شقتك اللي في المنصورة ملقيتش حد ، وعرفت إنك هنا"
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...