فتح محمد عينيه فور إحساسه بيد على رأسه ، نظر فوراً نحو حسناء لكن خابت آماله فور رؤيته لها لاتزال نائمة ويدها بجانبها ، التفت ليجد حياء تقف وتنظر له بحزن على حاله ، عينيه الحمراء من أثر البكاء وأيضا نومه الغير مريح على الكرسي ورأسه على يد حسناء
_"انت مكلتش حاجة من امبارح ، تعال نجيب اكل"
رجع بنظره ناحية حسناء وأمسك كفها ليقول باعتراض
_"مش عايز ، حسناء هتصحى تاكل معايا "
_"بس حسناء...."
صمتت حياء وهي تنظر نحو حسناء بأمل لا تريد أن يضيع بكلماتها
_"طب هي هتزعل اوي لو صحيت وعرفت إنك مكلتش من بدري ، كده هتتعب قوم بقا يا محمد"
نظر لها محمد وقال بصراخ
_"قولت مش عايز اطلعي بقا وسيبيني لوحدي"
رجعت حياء بظهرها للخلف لصراخه بها وتلألأت الدموع في عينيها ، أفاق محمد من نوبة غضبه على ارتعاشة جسد حياء وهي تبكي بصمت ، زفر محمد ببطء ونظر نحوها ثم فتح ذراعيه لها فاحتضنته وبكت كطفلة صغيرة في حضن والدها ، تنهد وربت على ظهرها بحنان وقال بأسف
_"انا آسف مقصدش أزعقلك بس اعصابي تعبانة ، بطلي عياط بقا"
قالت بصوت باكي تنفي كلامه
_"لا انا مش زعلانة منك، انا زعلانة عليك يا محمد ، انت مش شايف نفسك تعبان ازاي وكمان مش راضي تاكل"
أبعدها عنه ووضع يده على وجنتيها يمسح دموعها قائلا بهدوء
_"مش هتفهميني ، روحي نايمة هنا على السرير ، عشان كده مش عارف اعيش"
أنهى كلامه وهو ينظر نحو حسناء المستلقية على السرير وشحب وجهها بشكل ملحوظ ، قالت حياء
_"هتقوم بالسلامة وهنروح بيتنا تاني ، بس هي هتزعل بجد لو قامت ولقيتك انت تعبت، تعال كُل معانا بقا تحت"
نظر لها باستغراب
_"تحت فين؟"
_"سوزان ورضوى في الاوضة اللي في الدور اللي تحت"
رد محمد بدهشة
_"حصل ايه؟"
قصت عليه حياء ما حدث وأنه تم نقلهما إلى غرفة عادية ، أفاقت رضوى لكن سوزان لا تزال فاقدة للوعي ، ويجلس الجميع معهم في الغرفة.نظر محمد نحو الفراغ وقال
_"مين كان يتوقع إن مريم تعمل كده!"
لم تجبه حياء ولم يكن محمد ينتظر إجابتها ، قال بهدوء
_"هنزل معاكِ بس هطلع تاني بسرعة لحسناء"
سعدت حياء بحديثه وقالت بفرحة
_"ماشي يلا"التفت محمد نحو حسناء وقبل جبينها قائلا وكأنها تسمعه
_"مش هتأخر "
ابتسمت حياء ابتسامة حزينة عليهما ، فمنذ زواجهما لم يسعد أي منهما ولم تدم سعادتهم إلا للحظات أخفتها مرارة الأحزان.هبط محمد للأسفل مع حياء حتى وصل إلى غرفة سوزان ورضوى وما إن دلف حتى نظر له الجميع بحزن شديد عليه وعلى حسناء ، سلم عليه مالك قائلا
_"عامل إيه يا صاحبي؟"
نظر له محمد بهدوء قائلا
_"هبقى كويس لما حسناء تفوق وترجعلنا"
ابتسم مالك له وقال
_"هتفوق يا محمد بإذن الله هتفوق"
تصافح محمد مع كريم وآسر الذين لم تختلف حالتهم عنه كثيراً فحزنهما على حسناء وسوزان ايضا ، واضحٌ جداً.اقترب محمد من رضوى وقال
_"حمد الله على السلامة يا آنسة رضوى"
قالت رضوى بهدوء
_"الله يسلمك ، مدام حسناء هتقوم بالسلامة إن شاء الله"
_"يارب"
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...