كانت سوزان جالسة وقد ابتعدت خديجة ورضوى عنها وقد انشغلوا في اللعب ، شردت قليلا في ما حدث قبل رحيل حسناء بقليل عندما جاءتها مريم وهي تقف في المطبخ لتحضير العصير لهم
_"ممكن أفهم ايه اللي بينك وبين مالك؟!"
التفتت لها سوزان وقالت بعدم فهم
_"تقصدي ايه؟"
_"أقصد إنه يقف يكلمك ويبتسم وانت تبتسمي ده ايه ده إن شاء الله"
صُدمت سوزان فكيف تفكر بهذه الطريقة!!
_"مفيش حاجة"
اقتربت منها مريم وقالت بتهديد
_"حتى لو في فابعدي عنه يا سوزان احسنلك"
_"إنتِ بتكلميني كده ليه؟"
_"أنا قولتلك اللي فيها ، هو مش ليكِ فبلاش توجعي قلبك على الفاضي وانا بنبهك بس"
_"وأنتِ تعرفي إيه عنه أو عن العيلة دي؟"
_"اعرف إنه بيحبني أنا"
تفاجأت سوزان وقالت بحذر
_"هو قالك؟"
_"لا بقا دي حاجة متخصكيش"
وخرجت وتركتها في صدمتها ، فهي ليس لها علاقة بمالك من الأساس ، وهل يحب مريم فعلا؟! ، وبماذا سيهم ذلك! ، حاولت عدم التفكير في هذا الموضوع لكنها لم تستطع ، فظل يشغل ذهنها._"لا ده انتِ مش معايا خالص!"
أخرجها من شرودها صوت كريم وهو يجلس بجانبها وحتى أنها لم تلحظ وجوده ، التفتت له وقالت باستغراب
_"انت هنا من امتى؟!"
رفع إحدى حاجبيه وقال
_"أنا هنا من امتى! انت كنت في دنيا تانية بقا ، مالك؟!"
_"مليش"
_"مليش!! يعني في حاجة قولي ياختي قولي"
نهضت من مكانها لتذهب أو بالأحرى لتهرب
_"أنا هروح اشوف رضوى وخديجة ، يلا سلام"
وقبل أن يرد كانت قد ذهبت بالفعل ، أخرج هاتفه وسار صاعدا لغرفته وإذا به يراها وقعت عن السلم وهي تمر من جانبه ، انخفض بجزعه العلوي وقال
_"انت كويسة يا آنسة؟!"
لم تسقط من ارتفاع كبير لذلك نهضت ووضعت يدها على ظهرها وقالت بهمس لم يسمعه
_"آه يا غبي ، معرفتش تلحقني زي الروايات ، آه يا ضهري"
سمع همس غير مفهوم فكرر سؤاله
_"يا آنسة حضرتك كويسة؟"
نظرت له وقالت
_"كويسة يا استاذ شكرا على السؤال"
عقد حاجبيه باستغراب من حديثها ، ولكنه التفت إلى الدرج مرة أخرى عندما جائه اتصال وصعده دون أن يتكلم معها.اتسعت عينيها بصدمة وركلت الهواء بضيق طفولي وقالت
_"بطل رواية معندوش خبرة"
_"بتكلمي نفسك يا رضوى؟!"
التفتت رضوى إلى سوزان وقالت بصوت خافت
_"اخوكِ الرخم السبب"
_"ماله أخويا ، هو آسر جه؟"
_"لا كريم"
_"ماله كريم؟، ومالك ماسكة ضهرك كده ليه زي العواجيز؟!"
_"تصدقي إنا غلطانة إني واقفة معاك"
ضحكت سوزان وامسكت يدها قبل أن تذهب
_"يا بت قولي مالك؟"
حكت لها رضوى ما حدث منذ قليل وتجاهل كريم لها ، انفجرت سوزان ضاحكة على طفولة صديقتها وقالت بهدوء
_" أكيد هو ميقصدش وبعدين إنت عايزاه يعمل اي يعني؟"
_"يعمل زي الروايات"
اتسعت عيني سوزان بصدمة
_"نعم!! روايات ايه؟"
_"يا بت أقصد يعني يإما يضحك عليا وابقى محط سخرية منه أو يقف يشوفني وميمشيش إلا لما يطمن عليا ، لكن اخوك معملش لا ده ولا ده ، حضرتك كويسة؟ آه ، وخلاص على كده"
_" لا لا ملوش حق ، رضوى"
_"نعم"
_"هو حد قالك قبل كده إنك عيلة تافهة!"
_"ياه مبعدش يا جيمي"
دفعتها سوزان بمزاح وهي تقول
_"أمشي من قدامي يا رضوى"
كادت رضوى أن تذهب ولكن تذكرت سوزان شيئا فاستوقفتها قائلة
_"بقولك صح"
التفتت الأخرى وقالت وهي تضع يدها على خصرها
_"قولي صح"
_"هو انتو بتتعاملوا ازاي مع مريم؟"
_"مش فاهمة ، تقصدي ايه يعني؟!"
_"اقصد ايه علاقتها بيكم ، اهل البيت يعني"
وضعت رضوى يدها أسفل ذقنها بتفكير وقالت
_"بصي هي جت هنا من حوالي سنة، لما انشغلت في دراستي وانت عارفة إني ثانوية عامة فطبعا مطحونة دروس وكده ،وكمان ماما تعبانة فسألت ، وحد قالها إنها كويسة ، تعاملها معايا ومع ماما عادي أما مالك فانا عمري ما شوفته كلمها يعني يا دوب لو عايز قهوة بيقولي اقولها وكده كده هو في شغله طول اليوم مش بيرجع غير متأخر"
صمتت سوزان ترتب افكارها وهي ترى أن ما تقوله رضوى يتنافى مع ثقة مريم وهي تتحدث عن علاقتها بمالك، فما الحقيقة يا ترى؟!، اردفت رضوى بعد أن لاحظت صمت سوزان
_"هي ضايقتك ولا حاجة يا سوز؟"
_"لا خالص يا رضوى ، انا بسأل فضول مش اكتر"
_"آه طيب"
_"هي فين خديجة صح؟"
_"قاعدة مع ماما ومريم بره ،بس ما شاء الله عليها متكلمة"
_"آه جدا ما شاء الله، تعالي نقعد معاهم على ما حسناء وآسر يرجعوا"
_"تمام يلا"
جلستا مع والدة مالك ورضوى (نوال)و نبيلة ومعهم خديجة يتحدثون معا في أجواء من المرح ، حتى قاطعهم دخول آسر وحسناء ومحمد ومالك ، ما إن رآهم آسر حتى قال بابتسامة
_"متجمعين في الجنة إن شاء الله"
ردوا جميعا في صوت واحد
_"اللهم آمين"
التفت آسر حوله قليلا وقال باستفهام
_"أمال فين حياء؟"
قالت سوزان
_"طلعت الأوضة من شوية"
_"آه طيب أنا هطلع عن اذنكم"
جلس محمد وحسناء على الأريكة وقالت حسناء وهي تنظر لخديجة التي تجلس بجانب سوزان ورضوى
_"إنتِ لسه منمتيش يا ديجة؟ انت بتنامي بدري"
رمقتها خديجة بنظرة طفولية وهي تحتضن سوزان
_"لا أنا هسهر مع سوز ورضوى"
قالت حسناء باعتراض
_"لا انت هتنامي دلوقتي يلا"
نظرت خديجة لسوزان برجاء فقالت
_"خلاص يا حسناء سيبيها معانا واوعدك مش هنتأخر كتير"
نظر محمد لحسناء وقال
_"خلاص يا حسناء سيبيها"
تنهدت حسناء وقالت
_"طيب خلاص"
صاحت خديجة بمرح وسعادة لموافقة والدتها واخيرا ، وضحكوا جميعا على براءتها ،فقام محمد وقال
_"طب يا جماعة تصبحوا على خير ،انا هطلع"
ذهب محمد واتجه للسلالم فاقتربت نبيلة من حسناء وهمست
_"اطلعي مع جوزك يا حسناء"
نظرت لها حسناء بتوتر
_"ايه؟"
_"ايه!! يلا اطلعي شوفيه"
استسلمت حسناء لحديث والدتها وصعدت خلفه.
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...