_"إنتِ ..انت بتقولي إيه يا حسناء"
قالها وهو ينظر لها بغير تصديق فأشاحت بوجهها عنه ، وهي تقول
_"طلقني ، أنا مش عايزة أفضل معاك"
أمسك بكتفيها وهو يديرها إليه ؛ لتنظر له قائلاً برجاء
_"ايه اللي بتقوليه ده؟، طب أنا زعلتك في حاجة ، أنا آسف والله"
نظرت له بجمود وأزاحت يديه وهي تقول ببرود
_"أنا خلاص مش عايزة أفضل معاك ، انا مش بحبك ومش هعرف أكمل كده"
نظر لها وقد تحولت ملامحه للغضب وهو يقول بقسوة
_"طيب انت طالق "استيقظت من نومها وهي تصرخ بفزع ، وجدته ينتفض من مكانه على الأريكة راكضاً إليها قائلاً وهو يعطيها كوب الماء
_"اهدي يا حسناء أهدي أنا جمبك"
نظرت له وهي تبكي وشربت الماء ، فضمها إلى صدره يهدأها ويطمئنها بكلماته الرقيقة، عدة طرقات على الباب قاطعت حديثها فذهب محمد؛ ليفتح الباب ، وجد سوزان تنظر له بحرج وهي تحمل خديجة وقالت بهدوء
_"أنا آسفة على الإزعاج، بس خديجة قامت من النوم تعيط وعايزة حسناء"
أومأ محمد برأسه إيجاباً، وأخذ منها خديجة وهو يقول بهدوء
_"ولا يهمك"
ثم ذهبت سوزان ، نظر لخديجة وقال وهو يدخل ويغلق الباب
_"مالك مش عارفة تنامي ليه؟"
نظرت له خديجة وهي تقول بأعين دامعة
"شوفت حلم وحش"
ابتسم محمد وهو يقول
_"متخافيش يا ديجة"
وذهب بها إلى حسناء التي ما إن رأتها حتى قالت
_"ديجة ، مالك يا حبيبتي؟"
اقتربت خديجة من حسناء لتجلس بجانبها على الفراش وهي تقول بخوف
_"خليني هنا عشان شوفت حلم وحش أوي"
ربتت حسناء على شعر ابنتها بحنان وهي تقول
_" تعالي نامي جمبي"
استلقت الصغيرة بجانب حسناء ، بينما ذهب محمد عائدا إلى مكانه على الأريكة فقالت خديجة بحاجبين معقودين
_"محمد ، انت رايح فين ، تعال نام هنا جمبي"
قالت وهي تشير إلى المكان بجوارها ، نظر محمد لحسناء بتوتر فقالت بهدوء
_"مش مشكلة"
تفاجأ بموافقتها فابتسم واقترب من الفراش ونام بجانب خديجة فقالت خديجة بطفولة
_"أنا مش عارفة أنام ، خايفة يجيلي حلم وحش"
ابتسم محمد وقال وهو يضع يده على رأسها _"تحبي أقرألك قرآن عشان تنامي"
اومأت خديجة برأسها إيجاباً وقالت وهي تضع يده الأخرى على رأس والدتها
_"وماما كمان"
نظر محمد ليده ولحسناء بتردد فقالت وهي تمسك يده لتضعها على رأسها
_"أنا فعلا محتاجة ده"
ابتسم هو وبدأ في تلاوة القرآن بصوته العذب وهو يمسح على شعرهما بحنان حتى داعب النوم جفون الصغيرة ونامت ، لم تبعد حسناء يد محمد بل تنهدت بعمق وهي تغلق عينيها بهدوء، ابتسم هو وأكمل تلاوته حتى نام كلاهما.استيقظت حسناء فوجدت خديجة لاتزال نائمة ، بينما محمد ينام بعمق بجانب الصغيرة، ظلت تنظر له قليلا وأغمضت عينيها وهي تتنهد بألم ، قاطع شرودها صوت رسالة من رقم غير معروف وكان المكتوب
_"هرن عليك دلوقتي الأحسن تكوني لوحدك"
عرفت فورا أنه عادل ، فارتدت إسدالها ونقابها وخرجت إلى الشرفة وردت عليه بإشمئزاز
_"عايز إيه؟"
_"اتلمي واتكلمي عدل أحسنلك ، متنسيش إن موت حبيب القلب هيبقى على إيدي"
_"عايز إيه بقا حرام عليك"
_"عايزك تتطلقي منه مانت عارفة"
_"ماهو مش هيوافق يطلقني أقوله إيه"
ضحك هو بسخرية قائلا
_"لازم يكرهك عشان يطلقك"
_"وأنا هعمل كده ازاي؟"
_"مش مشكلتي شوفي حل يإما إنت اللي هتخسري"
وأغلق بوجهها
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...