"part 11 أمان أم حب"

552 35 22
                                    


"ليه يا حسناء؟"
قالها آسر باستغراب ، نظرت له حسناء وأشاحت بوجهها في ضيق وهي تقول
"كده يا آسر انا مش هتجوز"
نظر آسر لكريم وسوزان قائلا بهدوء
"سيبونا شوية يا كريم"
انصاع كريم لرغبة آسر وخرج هو وسوزان وخديجة

جلس آسر بجوار حسناء وهو يقول بحنان
"في إيه مالك بقا يا حسونة؟"
نظرت له حسناء وقد تجمعت الدموع في عينيها
"تعبت يا آسر ، مش هقدر أدي لأي حد فرصة تاني"
"يعني إنت خايفة؟"
نظرت وله واومأت برأسها إيجابا ، وقد بدأت الدموع بالنزول على وجنتيها ، فقال وهو يضمها إليه بحب
"بس بقا متعيطيش ، أنا مش هجبرك على حاجة أبدا ، ودي حياتك إنت وخديجة ، بس كل اللي هطلبه منك تدي لنفسك فرصة تفكري في محمد ، ممكن؟"
صمتت قليلا ثم قالت بهدوء
"ممكن"
أخرجها من حضنه وهو يمسح عبراتها بكفه قائلا
"خلاص بقا اوعي تعيطي تاني أبدا، أنا جنبك وفي كريم وسوزان كلنا جمبك وهندعمك لآخر لحظة ، بس برضو من معرفتي بمحمد ومن معرفتك إنت كمان هو إنسان كويس بس في الأول والآخر ده قرارك ، فكري كده وقوليلي اخليه يجي ولا لأ؟!"
اومأت حسناء برأسها إيجابا وهي تقول
"حاضر هفكر وأقولك"
قبل جبينها وذهب من الغرفة.

بعد دقائق دلف كريم وسوزان إلى الغرفة وجدوا حسناء تجلس واضعة رأسها بين كفيها وشاردة الذهن حتى أنها لم تلحظ دخولهم.

تحمحم كريم فنظرت له حسناء وهي تراه واقفا على الباب مع سوزان فقالت بهدوء
"إدخل يا كريم إنت وسوزان"
جلست سوزان بجوارها وكريم من الناحية الأخرى فقالت سوزان
"مالك يا حسناء؟"
نظرت لها حسناء وابتسمت وهي تقول مطمئنة
"متخافيش أنا كويسة"
نظر لها كريم وهو يقول
"كويسة إزاي يعني؟ إنت رفضتي محمد من غير ما حتى تفكري ،هو عملك حاجة طب؟"
اومأت حسناء برأسها سلبا وهي تقول بهدوء
"لأ أبدا هو ليه فضل كبير عليا بعد ربنا ، لولاه مكنتش هقدر أهرب من عادل أبدا وأنا مدينة ليه بحياتي ، بس الموضوع مش كده"
نظرت لها سوزان
"أمال إيه الموضوع؟"
"الموضوع يا سوزان ، إني بس خايفة من التجربة عموماً سواء كان محمد أو غيره ، خايفة على خديجة إنها تحس ولو للحظة إنها يتيمة زي ما كانت بتحس مع عادل، خايفة إني أدي قلبي لحد للمرة التانية ويطلع ميستاهلش أو يسيبني فجأة زي طارق كده، أنا عارفة إن الموت مش بإيد حد وهو قدر وأنا مؤمنة بده بس لما مات طارق حسيت في حاجة ماتت جوايا مش هقدر أرجعها تاني، ولما سافرت يا كريم حسيت إن في حاجة مشيت ومش هترجعلي تاني ، كنت حاسه إني وحيدة أنا وخديجة رغم إن بيت أبي وأمي كانوا على بُعد خطوات بس من بيتي ، برغم كده عمرهم مازاروني أو حتى سألوا عني  عامله إيه! ومبسوطة ولا لأ! ، أهم حاجة بالنسبة لأبي إنه يرضي غروره ومفيش حد يقوله لأ على أي حاجة حتى لو هو عارف إن الحاجة دي غلط"
نظرت لها سوزان ثم نظرت لكريم وقالت
"ليه يا حسناء استحملتي كل ده؟ كل ده شايلاه جواك؟"
نظرت لها حسناء وابتسمت
"بس أنا دلوقتي مبسوطة معاكم ، حسيت بدفئ العيلة بعد سنين هنا في البيت ده معاك يا سوزان ومع كريم وآسر ، رغم إني معرفتش بوجودكم غير من شهرين بس، بس لما بشوف آسر بحسه أخويا الكبير مع إني أكبر منه بس هو بيعرف إزاي يخفف عني لو في يوم زعلت أو اتضايقت وانت يا سوز أختي الجميلة الصغننة أرق بنت شوفتها في حياتي ، ومننساش كريم طبعا لإنه كان أكتر حد حنين عليا من واحنا اطفال"
نظر كلا من كريم وسوزان لها واحتضناها فجأة وهما يقولان بمرح
"بنحبك يا حسونة"
"وأنا كمان بحبكم"

هو أنقذني من عذابيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن