في اليوم التالي لعقد خطبة محمد وحسناء
ذهب محمد لمنزل سيد الجندي ولأول مرة منذ أن خرج منه وهو صغير ، فتحت له نبيلة الباب وما إن رأته حتى عقدت حاجبيها وهي تقول
"إنت مين؟!"
تبسم محمد وهو يقول
"أنا اسمي محمد وأبقى خطيب حسناء"
اتسعت عينيها بصدمة وهي تقول
"خطيب حسناء!!"
"أيوة يا أمي"
"وإنت عايز إيه بقا؟!"
"عايز أتكلم معاك شوية ممكن؟"
نظرت له قليلا بصمت فأردف
"مش هاخد من وقت حضرتك كتير ٥ دقايق بس"
صمتت قليلا ثم أفسحت له ليدخل
"اتفضل ادخل"
"متشكر"دلف محمد إلى الداخل وجلس على المقعد ، وجلست أمامه نبيلة وهي تقول
"تحب تشرب حاجة؟"
"لأ متشكر"
"طيب ، عايز تكلمني في إيه بقا؟"
"عايز أعرف إيه اللي مخليك تكرهي حسناء كده؟"
نظرت له بصمت فأردف
"ليه تبقى بتستنجد بيكم عشان جوزها بيضربها وانتو تسكتوا؟"
عقدت نبيلة حاجبيها وهي تقول
"بيضربها؟"
نظر لها باستغراب وهو يقول
"أيوة بيضربها"
وأخرج رسالة من جيبه وهو يقول
"اقرأي دي ، حسناء كانت جيباها هنا ووقعت منها من حوالي شهرين"
فتحت نبيلة الرسالة وقرأت ما فيها وهي تنظر له بصدمة
"أنا معرفش حاجة عن الرسايل دي ، أول مرة أشوفها!"
صمتت قليلا ثم قالت
"سيد كان دايما بيقولي إن حسناء بتعامل جوزها بطريقة مش كويسة لإنها اتجوزته بالغصب بس مقاليش أبدا عن إنه بيضربها"
صدم محمد من كلامها وقال
"لأ أنا بنفسي اللي أنقذتها وهو كان جايب واحد صاحبه يبات عنده وحاول يعتدي عليها"
"ازاي؟ وامتى ده حصل؟"
عقد محمد حاجبيه باستغراب وهو يقول
"اليوم اللي والد حسناء جه بيتي وحاول ياخد حسناء بالعافية، أنا افتكرتك عارفة كل ده؟"
"لأ ابدا أنا أول مرة أسمع اي حاجة من دي منك"
نظر لها وهو يقول بتهكم
"ماهو لو كنت زرتي حسناء مرة واحدة بس كنت هتعرفي"
نظرت له بصمت و تنهدت ثم قالت
"أنا من يوم ماعرفت إني حامل في بنت مكنش عندي مشكلة ابدا بالعكس أنا بحب البنات جدا ، بس حماتي اول ماعرفت كانت فترة حملي دي مرت جحيم عليا ، ده غير الكلام والتقطيم اللي كنت بسمعه من سيد كل يوم، كإن مش ربنا اللي خالقها وده شئ مش بإيدي ، الموضوع ده تعبني نفسيا وكانت حماتي تقعد تقولي لما أبقى مش قادرة وتعبانة تقولي إش حال مانتي حامل في بنت قومي ياختي ، كرهت نفسي وكرهت بنتي وكل حاجة بقت بالنسبة ليا إن حسناء السبب أو ده اللي كنت فاكراه"
ظل محمد صامتا يستمع لها وهي تتحدث وعلى وشك البكاء وأردفت قائلة
" أنا عمري ما كرهتها هي بنتي في الأول وفي الآخر ، مكنتش أعرف إن جوزها بيعمل فيها كده والله...."قطعت جملتها وانهارت بالبكاء ، نظر لها محمد بحزن على حالتها وأخرج منديلا من جيبه وأعطاه لها وهو يقول
"اتفضلي ، أنا أظن تقدري تصلحي علاقتك بيها هي وكريم"
أخذت منه المنديل وهي تقول بتساؤل
"ازاي؟!"
"لو حضرتي كتب الكتاب يوم الخميس ، هتسامحك صدقيني هي مش بتعرف تكره حد"
"تفتكر هترضى تكلمني اصلا؟"
"أنا متأكد"
ابتسمت نبيلة وهي تقول
"بنتي محظوظة بيك حقيقي"
ابتسم وهو يقول
" أنا اللي محظوظ بيها، أنا هستأذن بقا عشان أمي لوحدها في البيت مع حياء"
قام محمد واوصلته نبيلة إلى باب المنزل وما إن ذهب حتى أمسكت رسالة حسناء وظلت تنظر لها قليلا ثم ذهبت لتهاتف شخصا ما
"الو أيوة يا سيد ، تعال حالا"
"طب في إيه؟"
"تعالى وهتعرف"
"طيب طيب جاي"
بعد نصف ساعة تقريباً ، جاء سيد إلى المنزل وما إن دلف حتى وجد نبيلة تنتظره ؤ فجلس وهو يقول
"نعم ، جايباني على ملى وشي من الشغل ليه؟"
"أنا عايزة أعرف إيه ده؟"
مدت يدها بالرسالة فنظر لها ببرود وهو يقول
"إنت بتسألي على إيه بردو؟"
"بسال على إيه! بسأل على إنك ازاي تكدب عليا وبنتي بتضرب من جوزها!"
نظر لها وقال ببرود
"هه ليه بقا إن شاء الله؟ ومن امتى الحب ده يا نبيلة هانم"
نظرت له وهي تشيح بوجهها في غضب
"هي بنتي مهما كان ومتنساش إنها بنتك إنت كمان ولا نسيت؟!"
أشار بيده بغير اهتمام ودلف للغرفة وهو يقول
"أنا هنام مش قادر أرجع الشغل تاني أصلا، افتكرت هتجيبني عشان حاجة أهم؟"
استوقفته وهي تقول بغضب
"وهي دي مش حاجة مهمة؟، أنا رايحة لولادي لعلمك ومش هسيبهم تاني"
نظر لها وقال بغضب
"روحي ، بس لو روحتي إعرفي إنك طالق يا هانم"
وقعت كلمته عليها كالصاعقة ، وكادت أن تبكي لكنها حاولت أن تبدو قوية ، بينما ذهب هو للغرفة وكأنه لم يفعل شئ أو أنه يظن أنها لن تتشجع للذهاب أبدا بعد كلامه ، أو هكذا كان يظن!!.
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...