_"أنا مش هقدر أكمل كده، أنا بدمر حياتهم؟"
التفت إليها وهو يحك ذقنه بتفكير وخبث
_"وده المطلوب ، إنت لازم تساعديني ومينفعش حسناء تكشفك ، الموضوع هيخلص بعد طلاق حسناء"
_"ولازم توعدني إنك مش هتأذي حد منهم"
نظر لها بغضب وهو يقول
_"خلاص يا ستي اوعدك محدش منهم هيحصله حاجة طالما إنت بتسمعي الكلام"
_"طب ولو حسناء شكت فيا هنعمل اي؟!"
_"ماهو اللي عليك إنك متخليهاش تشك فيك بأي شكل"
_"طيب هحاول"
امسك فكها بقوة وهو يقول
_"لا يا ماما مش تحاولي لازم تعملي كده ، انت عايزة تحمي حد غالي عليك يبقى لازم تنفذي مش تحاولي"
أمسكت قبضته بألم وهي تحاول فكها ، فتركها بعنف ، لتمسد هي فكها ببطء من الألم ، وذهبت من أمامه ، الحياة أصبحت سيئة للغاية ، لا تريد أن تؤذي أحد لكن يستوجب حماية احدهم، إذا فقدته فقدت درعها وسندها ، يارب سَلِّم!!****************
دلفت حسناء إلى الغرفة ووجدت محمد يقوم بجمع أغراضه ووضعها في حقيبة السفر ، اقتربت حسناء منه وهي تقول بغضب
_"أنا قولتلك طلقني مش عايزة ارجع مصر أصلا"
تجاهلها محمد وأكمل جمع أغراضه وأحضر لها حقيبة أخرى ليقول ببرود
_"خدي دي ليك وأنا خدت الصغيرة"
أمسكت ذراعه تديره إليه، وهي تقول بغضب
_"متحاولش تتجاهلني إنت عايز تعمل اي ها؟!"
ابعد يدها وتركها ذاهباً إلى الحمام ، وهي واقفة مذهولة من بروده وعدم هيجانه كالبارحة ، اقتربت من خزانتها وهي تنظر إلى الصورة الوحيدة التي تجمعه به ومعهم خديجة ، كانت يوم الخطبة وأصر كريم على تصوريهم معاً.فرت دمعة من عينيها وجدت طريقها على إطار الصورة ، أخفضت رأسها وتبعت دموعها اختهم ، مسحت دموعها وهي تنظر في المرآة حتى لا يلاحظ احمرار عينيها ، ثم التفتت لتبدأ في جمع أغراضها هي الاخرى.
انتهت حسناء وذهبت لفتح الباب الذي طرق للتو فوجدته آسر ، حاولت رسم ابتسامة على شفتيها وهي تقول
_"آسر، اهلا اتفضل"
نظر لها آسر باستغراب وهو يقول
_"إنت كنت بتعيطي؟!"
تلقائيا وضعت يدها على وجهها تمسحه وهي تقول بنفي
_"لا ابدا ، تلاقي حاجة دخلت في عيني"
نظر لها بشك وقال
_"متأكدة؟"
_"أيوة متأكدة"
_"طيب ، بكرة الفجر إن شاء الله معاد الطيارة عشان تبقوا جاهزين"
_"طيب"
وذهب آسر وفي نفس اللحظة خرج محمد من الحمام وهو يخفف شعره بالمنشفة ويقول
_"مين كان بيخبط"
نظرت له وهي تقلب عينيها
_"ده آسر"
_"في اي؟!"
_"بيقول الطيارة بكرة الفجر"
هو رأسه إيجاباً وهو يقول
_"تمام"نظر لحسناء مرة أخرى بطرف عينه وهو يقول بألم مصطنع
_"اعمليلي مساج يا حسناء"
نظرت له باستنكار
_"أفندم!"
_"أقصد يعني دماغي وجعاني بتعرفي تعملي مساچ عشان بجد دماغي هتنفجر"
نظرت له وهي تتمنى أن توافق ، لكنها قالت بجمود
_"لا مش بعرف ، خد دوا"
وهمت بالذهاب لكنه أمسك يدها وهو يقول
_"هتعملي ولا اروح اقولهم على اللي عملتيه؟!"
نظرت له بخوف وهي تقول
_"ه هتقولهم اي يعني؟!"
_"أظن إنك عارفة كويس"
نظرت له وهي تقول بتأفف
_"طيب طيب هعلمه"
ابتسم هو بخبث وهو يقول
_"في زيت كنت مشتريه هتلاقيه في الدرج هناك"
أنهى جملته وهو يشير لها على مكان الزيت ، أحضرت حسناء الزيت وجلست على السرير بينما جلس محمد أمامها على الارض وبدأت في تدليك رأسه ببطئ ، أغمض محمد عينيه باسترخاء شديد وحسناء شاردة الذهن في كل ما يحدث ، منحها الله زوجاً تتمناه أي فتاة ، وتضحك هي على نفسها بسخرية وهي بنفسها تبعده عنها ، حقا هناك تجارب إذا عشناها نسخر من أنفسنا!.
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...