أفاقت زينب بعد أن سقطت مغشياً عليها امام حسناء ، كانت حياء تبكي ومحمد يتحدث إلى الطبيب عبر الهاتف، وحسناء تقف بعيدا نسبيا عن زينب وتحمل خديجة ، رأت حياء أمها وهي تفتح عينيها فقالت بفرحة
" محمد ماما صحيت "اقترب محمد منها سريعاً وهو يقول
"ماما انت كويسة في حاجة وجعاكِ؟ ها حاسه بإيه"
تجاهلت زينب أسئلته ، وحاولت النهوض فساعدتها حياء وهي تقول
"ماما مالك؟"قامت زينب واقتربت من حسناء وتفاجئ الجميع بصفعة على وجه حسناء شهقت حياء على إثرها، فقال محمد
" إيه يا أمي اللي عملتيه ده؟"
نزلت دموع حسناء بصمت، وزينب تقول وهي تبكي أيضاً
"هي السبب أبوها كان السبب في موت أبوك يا محمد هو كان السبب"قال محمد بصدمة
" ايه اللي بتقوليه ده يا أمي؟"
"أيوة أنا متأكدة أبوها كان السبب،اطلعي برا بيتي يلا "
صرخت زينب في حسناء فهمت بالخروج هي وخديجة، لكن أوقفها صوته وهو يقول "استني يا أم خديجة، حياء طلعيهم الشقة اللي فوق وأنا هكلم أمي..."قالت حسناء مقاطعة لكلامه
" لا متشكرة لحضرتك أنا همشي كفاية الإزعاج اللي أنا عملته...."
قاطعت حياء كلامها
"لا تعالي معايا هتروحي فين يعني؟"
همت حسناء لترفض ولكن إصرار حياء منعها وهي تشد يدها ؛ لتصعد معها ، انصاعت حسناء لكلامها على مضض.بقي كلا من محمد وزينب وحدهم
قال محمد بعتاب واضح
" ينفع يا أمي اللي عملتيه ده؟"
"أنا مش مستعدة إني أقبلها في بيتي وده آخر كلام عندي"
"بس ليه؟! طيب قوليلي إيه اللي حصل؟ وإيه علاقتها بموت أبي؟"
تنهدت زينب
"هحكيلك "___________________
قبل عشرين سنة،
كان الوضع المادي لعائلة محمد متدني جدا ،فقرر والده (عاصم) أن يعمل حارس لعائلة (سيد الجندي)، وكانت زينب تعمل في مساعدة والدة حسناء في أمور المنزل وكانوا يعيشون في غرفة صغيرة في ذلك البيت.كانت علاقة زينب بحسناء جيدة جدا وهي صغيرة حتى أنها كانت تحبها كثيراً وتلعب مع محمد دائما ؛ لأنه كان أكبر منها بسنوات قليلة فقط.
مرَّت سنتين على عمل عائلة عاصم في بيت عائلة الجندي وأصبحت زينب حامل ، وفي يوم تدهورت حالة عاصم الصحية عجز عن التنفس، ذهبت زينب بسرعة إلى سيد وقالت "أستاذ سيد إلحق عاصم بيموت لو سمحت إديني المرتب لازم أوديه المستشفى"
نظر لها سيد ببرود وهو يقول
"بس لسه فاضل يومين على آخر الشهر"قالت زينب بدهشة من بروده
"يا أستاذ سيد بقولك ده بيموت ومش قادر يتنفس""لا أنا ماليش دعوة ،أول الشهر يجي أديكِ المرتب غير كده معنديش"
علمت زينب أنه لا فائدة من الحديث مع هذا الرجل عديم القلب ، وأخذت محمد وعاصم وذهبت لأقرب مستشفى ومعها بعض المال الذي تعلم أنه لن يكفي ، لكن توكلت على ربها وذهبت.
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...