"إنت كويس يا كريم؟"
قالتها والدة حسناء وهي تركض إلى كريم، أخذت تمسك وجهه بين يديها وهي تبكي، لكن فجأة إلتفت إلى حسناء الجالسة على الفراش وبجوارها آسر وسوزان وخديجة، نظرت لها شزرا واقتربت منها ؛ لتصفع حسناء على وجهها بقوة
"إنت السبب في اللي حصل؟ بصي عملتي إيه في أخوك واللي حصله بسبب عنادك وغباءك!"
نظرت لها حسناء وأخذت تبكي دون أن تنطق بكلمة
"كل مرة هتنزلي دموع التماسيح دي! إنت كنت وهتفضلي وش نحس عليا، واهو جوزي اتجوز عليا بسببك ، غوري في ستين داهية"
اقتربت من حسناء مرة أخرى لكن وقف آسر أمامها كالحائط ، واقتربت حياء من الفراش ووقفت بجانب حسناء ، وضمت سوزان حسناء لتهدئها
قالت والدة حسناء بعيد
"إنت واقف كده ليه؟ واحدة وبتكلم بنتها إنت مالك يا بني آدم؟!"
نظر لها آسر ببرود
"أختي وأنا حر وبعدين هي معملتش حاجة عشان تدعي عليها ولا تقولي الكلمتين دول أصلا، اي حاجة حصلت هي ملهاش ذنب فيها"
التفت فجأة إلى سوزان وهو يقول
"سوزان، خلي حسناء تلبس النقاب وانا هعمل ورق الخروج وهستناكم...."
والتفت إلى والدة حسناء مرة أخرى وهو يقول بتحذير
"إياك أسمع إنك كلمتيها في حاجة، وكريم هيجي معايا ، وبعدين روحي اسألي جوزك على إنه إزاي رمى إبنه في بلد غريب ومنعه يتواصل مع أهله لمدة سنتين قبل ماتيجي تكلمينا"
وذهب دون أن ينتظر رداً، خرجت والدة حسناء من الغرفة بغضب، واقترب كريم من أخته وهو يقول بأعين دامعة على منظرها وهي تبكي بتلك الطريقة
"خلاص بطلي عياط بقا هي متعصبة شوية بس ، بطلي بقا هعيط والله!، يرضيكِ أعيط يعني؟"
أنهى جملته وهو ينظر لها بطريقة مضحكة، نظرت له بهدوء ومسحت دموعها وهي تقول
"خلاص أنا مش بعيط أهو"
نظرت حياء لحسناء وهي تقول بأسف
"أنا آسفة يا حسناء بس محمد بعتلي رسالة وماما تعبت ولازم أروحلها، وهجيلك بعد ما أشوفها!"
نظرت حسناء لها وهي تقول بامتنان
"لأ يا حبيبتي روحي شوفيها وابقي طمنيني عليها، أوعي تنسي وسلميلي عليها"
وخرجت حياء من الغرفة في عجلة، نظرت سوزان لحسناء وابتسمت ثم قالت
"يلا بقا البسي النقاب ، إنت متعرفيش آسر بيحب الدقة في المواعيد ومعندوش صبر"ارتدت حسناء نقابها وخرجت لتجد آسر بانتظارهم، ركبوا السيارة وتوقفوا أمام ڤيلا متوسطة المساحة وحديقتها خلابة بكل المقاييس، نظرت سوزان بدهشة لآسر وهي تقول بسعادة
"إيه ده يا آسر! ،اشتريتها امتى الڤيلا دي؟"
عدل آسر ياقته الغير موجودة أصلا وهو يقول بغرور
"إنت باين عليكِ لسه معرفتيش أخوك"
نكزته سوزان في كتفه بقوة وهي تقول
"لأ عارفاه ياخويا"
نظرت لهم حسناء وهي تبتسم بهدوء فقال كريم
"إيه يا عم آسر إنت بخيل ولا إيه؟ هنفضل واقفين كده هنبص من برا بس ولا إيه؟"
"لأ طبعا يا عم كريم ازاي!! ، اتفضلوا طبعاً"
أخذت سوزان خديجة النائمة في السيارة وهي تقول لآسر
"خد يا آسر خديجة عشان أنا هدخل مع حسناء ،وكريم يا عيني مش هيقدر يشيلها!"
أخذ آسر خديجة وهو يقول
"أكيد طبعاً، أنا أصلا مشوفتهاش كويس ولا رضيت تكلمني لازقة في كريم بغرا معرفش ليه"
ضحك كريم وهو يقول
"أدخل بس انت عمال تقر علينا ، وشوية هلاقيها بتضربني بالشباشب"
دلفوا جميعا إلى الڤيلا وقد طلبت حسناء من سوزان أن ترتاح قليلاً أو بالأحرى أن تهرب قليلا من هذا الواقع المؤلم.
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...