استيقظ كريم على عدة طرقات على الباب يعقبها صوت سوزان
"كريم يلا عشان الفجر هيأذن"نهض كريم من مكانه بسرعة وفتح الباب ، فنظرت له سوزان بابتسامة
"يلا عشان الفجر"
"حاضر هتوضى وأروح أصلي"
"طب انت لسه بهدومك من امبارح ليه؟"
"أصل كنت تعبان ولسه مفضتش الشنطة أصلا"
"طب خلاص أنا كنت جاية أحط الفوط عشان الأوضة دي كانت مقفولة من فترة، ادخل الحمام وأنا هفضي الشنطة في الدولاب"
"مش عايز اتعبك وا...."
"لأ تعب إيه أدخل بس ،وأنا هحط الهدوم في الدولاب"
دخلت إلى الغرفة ودخل هو إلى الحمام بعد أن أخذ ملابسه.بعد عدة دقائق خرج كريم فوجد الغرفة فارغة وقد قامت سوزان بترتيب الفراش، فتح الخزانة فوجد ملابسه قد وضعت بطريقة منظمة جدا كما كانت تفعل حسناء تماما.
ابتسم كريم فسوزان لا تشبه حسناء في الملامح لكن تشبهها في الطباع وطيبة قلبها، خرج من الغرفة وطرق على غرفة سوزان لكن لم يجب أحد فدخل ووجد الغرفة فارغة، بحث عنها فوجدها تقف في المطبخ ومن الواضح أنها تحضر مشروباً ما.
ابتسمت فور رؤيته وقالت بهدوء
"أنا هعمل شاي ،تحب أعملك على ما الفجر يأذن؟
أومأ برأسه إيجاباً وهو يقول
"ماشي وتسلم إيدك مقدماً"
"الله يسلمك"
"طب أنا كنت عايز أسألك!"
عقدت حاجبيها ونظرت له باستفهام قائلة "اتفضل"
"هو آسر مش بيقوم للفجر؟"
"لأ طبعاً بيقوم بس ساعات بينام متأخر بسبب الشغل فمش بيرضى يصحى، لو مش هتعبك أستأذنك تخبط على الباب عشان يصحى""لأ تعب إيه!، هروح حالاً"
ذهب كريم إلى غرفة آسر وطرق الباب بهدوء لم يجب أحد ، فطرق مرة أخرى إلى أن أتاه صوته يقول
"تعالي يا سوزان"
تحمحم كريم ودخل الغرفة قائلا
"أنا مش سوزان"
عقد آسر حاجبيه بضيق فقال بغضب
"إنت إيه اللي جابك ، أطلع بره ، مش معنى إن سوزان خلتك تعيش هنا يبقى خلاص تتمشى في البيت براحتك!"
نظر له كريم بحرج فقال وهو يغلق الباب بهدوء
"أنا كنت هصحيك للفجر"
خرج كريم فنظر آسر في أثره بضيق ثم زفر ببطئ ودلف للحمام ليتوضأ.دلف كلاً من سوزان وكريم لغرفة المعيشة وجلسا على الأريكة ، لاحظت سوزان تعابير كريم الحزينة فبدأوا في شرب الشاي في صمت وما إن انتهوا، حتى أذن الفجر فخرج كريم ليذهب إلى المسجد.
خرج آسر بعد دقائق من الغرفة فوجد سوزان تصلي ، ثم ذهب إلى المسجد ، وعاد كلاهما وخلدوا إلى النوم.
كانت الساعة التاسعة صباحاً
قامت سوزان لتذهب إلى المطبخ وبعد أن أعدت الفطور ، ذهبت إلى غرفة كريم وطرقت الباب
"كريم يلا الفطار"
"تعالي يا سوزان أنا صاحي أصلاً"
دلفت إلى الغرفة وقالت بحماس
"يلا ده أنا عامله فطار تركي هتاكل صوابعك وراه، أكيد أول مرة تدوقه!"
ابتسم كريم لحماسها وقال
"حاضر أنا جاي، بس...."
قطع حديثه فجأة فقالت سوزان "بس إيه؟"
"عشان آسر أكيد هيتضايق ومش هيرضى يفطر معايا"
"آسر أصلاً نادراً أما بيفطر معايا ، دايما يقولي عندي شغل مش فاضي هاكل بعدين"
أنهت جملتها وهي تقلد آسر في طريقة كلامه ، فضحك كريم وقال
"حاضر هدخل الحمام وآجي"
أومأت سوزان برأسها إيجاباً وذهبت لغرفة آسر طرقت الباب
"آسر يلا عشان الفطار جهز"
"تعالي يا سوزان"
دخلت سوزان فأردف
"هو البني آدم اللي بره هيفطر معانا"
عقدت حاجبيها بضيق قائلة
"أولاً اسمه كريم ،ثانياً البيت ده بيتي زي ماهو بيتك فهو هيفطر معانا سواء عجبك أو لأ!"
وهمت أن تخرج من الغرفة لكنها توقفت وهي تقول
"ها هتاكل معانا ولا أجيب الأكل هنا؟"
"لأ هاتيه هنا"
خرجت سوزان من الغرفة وذهبت لكريم الجالس على السفرة ينتظرها، ما إن رآها تأتي وحدها حتى قال بحزن
" مش هييجي؟"
"لأ ، سيبك منه وافطر أنت"
صمت كريم ولم يعلق وظل شارداً في طبقه يفكر ،وماذا بعد؟!، هل سيظل هذا هو الحال؟!هل سأكون سبباً في التفريق بينهما إن ظللت هنا!.
أنت تقرأ
هو أنقذني من عذابي
Romanceانتشرت قضايا العنف المنزلي في جميع المجتمعات في العالم وقد كتبتُ روايتي لأسلط الضوء على الأسر التي تتعرض للعنف الجسدي والنفسي يومياً الرواية تتكلم عن أسرة مصرية تتكون من زوج وزوجة وإبنتهم ذات الثلات سنوات وتعاني الزوجة والإبنة من تعامل الزوج السئ ل...