بدون عنوان :

845 27 5
                                    

تنجم تحزن تبكي تعيط تصيح تتألم تتوجع و تنهار ... تنجم تتمنّى تكون في حلمة ، كابوس أسود ، وتقوم منّو ، تنجم تتمنّى الوقت ياقف ، تتمنّى الدنيا توفى ، تتمنّى الأرض تنشق و تبلعك ، تنجّم تتمنّى الموت على إنّك تفقد عبد عزيز عليك ، عبد حياتك تتلخص فيه ، عبد كان في نهار مالنهارات قدّام عينيك و بين يديك ، عبد كان جزء منّك قطعة من روحك ، في فرحتو ترى الدنيا و ضحكتو تمسحلك تعب الأيام ، عبد كان السند ، كان حيط تتكّى عليه وقت ضعفك ، عبد حبيتو أكثر من كل حاجة ، عبد كنت ترى نفسك فيه ، عبد تنجّم بروحك تفديه ، بدمّك تسقيه و كان يطلب عينيك تعطيه ... عبد ما كيفوش ، ما يتنساش أو مهما عملت أو حاولت ما يتعوّضش .....
ممدود على فراش العملية شبه ميت وجهو أصفر و شاحب عينيه مغمضين و الزروقية دايرة بيهم ..الطبّة متجمعين حولو يعملو في جهدهم ، يقومو بالمستحيل بش ما يخسروش مريضهم و ينقذولو حياتو .. وزاد الأمل متاعهم كيف راو إلي هوّا ما سلمش و مزال مكبّش يحب يعيش و إلي بدنو مزال يقاوم و الفرضية متاع موتو بدات تتلاشى مع الوقت ..
*************
.في فرنسا :
قاعدة تسقي في ورداتها إلي زرعتهم مع ولدها في الجردة متاع الدار ، قالقا أو متقلقا روحها طلعت من قعدت الدار راجلها مسافر أو ولدها رجع لتونس أو هيا قعدت وحّدها لا خدمة توسّع فاها بالها و لا صاحبة تعدّي معاها الوقت ... قعدت على الحوض متاع الوردات تداعب فيهم بيديها و ذاكرتها رجعت باها سنين لتالي قبل أربعة سنين ، وقتها أول مرّة في حياتها تتغشش على ولدها .. قعد مخها يعاود فلي صار
" - هيا وليد معادش بكري على خدمتك قوم ، قالت جوليات و هيا تفيّق فيه
- مممممم ، يا أمي نحب نرقد ، جاوبها وليد بتململ
- قوم يزّي بلا بخل ، هيا عاد ياروح ماما
- ههههه ، ضحك وليد بحب لأمو ، يا روح ماما فرد ضربة كبرت راهو
- اللطف قلّو كبرت !!
- ههههه ، أنا كبرت موش إنتي
- أي حتى انت ما كبرتش
- علاه ما تحبنيش نكبر ؟؟
- خاتر نحبك ديما تبقى معايا
- و كيف نكبر بش نمشي ياخي ؟؟
- أكيد تو تجيك وحدة تفكّك منّي
- بربي معناها ما تحبنيش نعرّس
- موش ما نحبّكش تعرّس ، أكيد نحب نفرح بيك أما ما نحبش شكون يفك بقعتي في قلبك
- وشكون قال ؟؟ عادي قلبي الكبير يهزكم الكل
- موش صحيح ، تو كيف تجرّب تو تعرف
- و شكون قال إلي ما جرّبتش ، قال وليد و هوا يعدّل في قعدتو
- ما تقليش عندك شكون و ما قتليش ؟؟
- هاني قتلك توّا
- تكلّم شكوني ، من عايلتنا ؟؟ ستنّى ستنّى ما تقلّش بنت خالتك ؟؟
- لا يا أمي ماهياش مالعيلة
- باهي قلي بنت شكون أكيد راني نعرف عايلتها و إلا بوها
- يا أمي ماهياش من عايلة معروفة
- شنوا ؟؟ شكوني هذي مالا ؟؟
- إنتي تعرفها بالباهي
- أنا إلي نعرفهم الكل من عايلات كبار !!
- دلال ، قال وليد بحب
- شكون هذي ؟؟؟
- هكّا نسيت دلال بنت مدام حليمة
- فاش تحكي يا طفل ؟؟ دلال أك الطفلة اليتيمة إلي بوها سارق و أمها تخدم في الديار ؟؟
- أمي عيشك ما تحكيش هكا عل العباد
- أسكت عليا و قايم تدافع علاها ، شوف وليد كلمتين خفاف نظاف أنساها الطفلة هذي
- مستحيل
- بربّي ؟؟
- و الله ، موش خاطرها فقيرة و إلا يتيمة أنا بش نخلاّها
- بش تبعد علاها ، ياخي تحب تحطّلنا ريوسنا في القاعة مخلّي البنات قدّامك علاش ترضى و قايم تحب في هذي
- أنا إلي عندي قلتهولك ، أصلا أنا ما حبّيتهاش البارح و إلا اليوم ، ستة سنين و في قلبي ما فمّا كان هيا
- وليد ما نرضاش عليك كان ما تبعدش علاها
- أمي !!
- أنا إلي عندي قلتهولك
- و أنا زادا إلي فمّا قلتهولك و بش تقبلها حبّيت و إلا كرهت "
نفضت الذكريات هذي من راسها مجرّد إنها تتذكر الطفلة هذيكا تحس بالنّقمة و الكره ، كيفاش لا و هيا فكتلها ولدها و بعدتّو علاها ، لكن في لخّر عرفت كيفاه ترجعو بالحيلة و الخبث متاعها ... تذكرت وليد ملّي مشى ما كلمهاش زعما وينو موش مستانس ، خذات التليفون بش تكلمو لكن جيّان راجلها المفاجئ منعها
- ألاكس !! وقتاه جيت ؟؟ سألت جوليات
- ما يهمش عزيزتي ، شوف بش نقلك حاجة موش بش تعجبك أما نحبك تقبلها ، تفاهمنا يا روحي
جوليات قلبها ما قايللها خير ، و غريزة الأمومة قالتلها إلي وليد في الحكاية
- شبيه ولدي ؟؟ سألت جوليات بخوف
- عزيزتي شوف الحكاية موش خطيرة هوا راهو ...
قصّت عليه
- ألاكس ولدي شبيه تكلم ؟؟، قالت وهيا تحاول تتماسك قد ما تقدر
- في السبيطار
- علاه ؟؟!!
- تضرب برصاصة
- لا ، لا وليد ...هزني لولدي توا نحب نراه ، قالت جوليات بخفوت و الدموع معبيا وجها
- حاضر ، أنا سايي قصّيت les billets
وقتها جوليات زادت تأكدت إلي الحكاية أكبر من جرد رصاصة ، و تنجم تخسر ولدها
- متأكد الحكاية موش خطيرة ؟؟ سألت برجاء
- أي إنتي بركا هدّي روحك .....
*****
قاعدة تتفرج في التلفزة حطّا ساق على ساق أو هيا شايخة و فرحانة موش مصدقة الى كل حاجة خططّلها نجحت ..
حتى جاتها بنتها تصيح و تعطيت
- أمي !! قالو آسر مضروب في السبيطار
- اي ، شتحبني نعملّو !!
- إنتي قتلي موش بش يصيرلو شي و كذبت عليا
- كيف هوا بهيم أنا ما عندي ما نعملّو
- إنت ما حبيتش تفجعو إنت كريت الراجل إلي إسمو جلال بش يقتلو
- أي يا مريم أنا كريتو الراجل أو قتلو ما ترحم حد ، أو كملت بضحكة ، هذي شروط اللعبة عزيزتي
- علاه ؟؟ علاه تعمل فيا هكا ؟؟
- جلال حب ينتقم من محمد و عادل و أنا عاونتو
- إنتي تعرف إلي أنا ما نجمش نعيش من غير آسر ، أنا مستعدة نحرق الدنيا الكل على خاطرو ، فاهمااا
- قداكش رخيصة !! حتى بعد كل شي ما زلت تجري وراه ؟؟
- أنا عل قليلة رخيصة وراى الحب موش كيفك نهار الكل و إنتي تخطط بش تسرق العباد و تبهدلهم ، تعرف إنتي أكثر وحدة رخيصة وراى ال... !! .. قالت كلماتها الاخرى مع الكف إلي عطاتهولها كارولين ...
- تضربني ؟؟ صاحت مريم
- أي ، و حط في مخك إلي أنا راني أمك أو آخر مرة تقلي الكلام هذا
- إلا ما تندم ، باهي تو تشوف أنا شنوّا نعمل فيك تو ترى بعينيك .. قالت مريم هذا و خرجت تجري في الوقت إلي وقفت فيه كارولين تطمّن في روحها " لا مستحيل هذي بنتي كيفاش تفضحني ما يجيش ... لا أنا أمها ما نهونش علاها " ...
طول حياتها تكره أمها لا تحبها ولا تطيقها ، أمها القاتلة المراى الرخيصة إلي تبيع روحها على خاطر الفلوس ، من صغرها ما تحبهاش و عمرها ما نسات كل حاجة عملتهالها كيفاه بعدتها على بوها أو قطعتها عالناس أو كانت ديما تعاودلها إلي آسر بش يكون كان ليها هيا ...
خذات مريم كرهبتها و مشات للسبيطار تطل على آسر و هيا ماخذا قرارها الأخير في خصوص أمها ، معادش !! لازم توقفها عند حدها ...
*******
خرج طلال مالسبيطار روحو في خشمو أول مرة يغيضو عبد كيما هكا يكره الشعور هذا أو أي شعور يحركلو مشاعرو ... هوا خارج و يرى في مريم داخلا مشالها و قاللها من غير مقدمات
- آش مجيبك ؟؟
- طلال نحب نحكي معاك في موضوع أكيد و مهم
- ما نيش فاضي لحكاياتك أو كان جيت لآسر أنسى بش تدخلو هيا، هيا سامحنا البرة
- صدقني الموضوع مهم عل الاخر ، في علاقة بالحكاية الي صارتلكم
- ونتي منين تعرف الي صارلنا ؟؟
- أنا نعرف الي صار و شكون عمل هكا
- تكلم شكون ؟؟ ، قال طلال بقلة صبر
- طلال عيشك سامحنا الله غالب ، أنا ...
- يا مريم أنطق بركا راك حسستني إلي إنتي هيا إلي وراى الحكاية
- آ.آ.آ ... و خذات نفس و كملت : طلال أمي وراى الحكاية

عشق الشيطان : باللهجة التونسية   حيث تعيش القصص. اكتشف الآن