Chapter 13

3K 246 114
                                    


."تظاهرتُ بأن كل ما حدث كان عاديًا، بينما كان يؤلمني، يؤلمني جدًا💔🔥✨

.
.

أشرق ذلك الصباح بانتشار غيومه الرمادية بتلك السماء مهددا بنزول الامطار .. الرياح كانت تتحرك كسينفونيه تحركها أنامل اليد بإحترافيه وكأنها نغمات هادئة تبعث الطمأنينه و عدمها بذات الوقت في نفوس هؤلاء من إستيقظوا ليبدأوا يومهم بأعمالهم الروتينيه و غير الروتينيه .

داخل ذلك المبني الشاهق الذي كتب عليه " مستشفي العاصمة " بداخل جناح الشخصيات المهمة .. تحديدا بأحد غرفه تحركت جفون ذلك النائم بسكينه لتبتعدان عن بعضهما وتظهر خضراوتيه المشوشة واقعه علي ذلك السقف الابيض شاعرا بشئ مزعج علي وجهه .

رفع يده يبعد ذلك القناع الخاص بالاكسجين من علي وجهه ليجول بعيناه بالغرفه ليجد ماكس نائما علي السرير بقربه من ناحية اليمين و الناحيه اليسري كانت سيلين تنام بينما شعرها متناثر بعشوائيه علي السرير ليرسم ابتسامة صغيرة علي شكلها ليعود ببصرة لماكس النائم بعمق ليتسمر نظرة محدقا بكلا من جون الجالس علي المقعد نائما بينما هو جالس ومادلين نائمة أيضا بينما تسند رأسها علي كتفه بينما يحاوط جسدها النحيف باحدي يديه يضمها وهما نائمان فرفع يده يمسح عينيه عدة مرات ليتنهد بعمق فهل يتقبلهم بعد ما حدث ام لا ؟

تجمعت الدموع بعيناه فالتفكير بذلك فقط يجعله يعاني فماذا سيفعل؟ .. هو لا يستطيع ان يستوعب الامر بعد .. هل يصدق ماكس ان والديه لم يتخليا عنه ؟ ام ان ذلك الكلام أيضا وهم وماكس يقول ذلك ليجعله يتقبل الامر ؟

أغمض عينيه بشدة مبعدا تلك الافكار التي ترهقه لبعض الوقت ولكنه فتحها سريعا حين امتدت يد دافئة تبعد تلك الخصلات الداكنه عن وجهه ليراه واقفا بانحناءة بسيطة للامام ناحيته وقد تقابلت عيناهما التي تختلف في درجة اللون ليشرد الاصغر بهما بينما تحدث جون بابتسامة : هل انت بخير صغيري ؟

اقتربت مادلين ببهجه لتبعد جون عن الفتي الذي تفاجأ من فعلتها ليصدم حين سحبته ولفت ذراعيها حوله لتغرقه بين أضلعها محتضنه إياه بقوة بينما تتحدث بنبرة حانيه بشدة وقلقله يتخللها العتاب : هل تشعر بالالم طفلي الصغير ؟ لما فعلت ذلك ؟ انظر لنفسك لقد انهرت وكنت سأفقدك مرة أخري ..

لم يشعر بنفسه حين دفن وجهه بصدرها يشعر بذلك الدفء الذي افتقده كثيرا بينما هي أكملت بتلك النبرة السابقه : يكفي تلك السنوات التي خسرتك بها والان تريد ان تجعلنا نخسرك مجددا ؟.. أقسم اننا لم نتخلي عنك أبدا .. انت لا تعلم الحقيقة .

هل يصدقها ام يكذبه ؟.. نبرتها وكلامها وكل شئ يخبرة انها تقول الحقيقة ولكن شئ ما يخبرة ان لا يصدق و ان كل ما يحدث تمثيل فقط ليخفي الامر.

جفل حين شعر بارتجافها ليبتعد سريعا ينظر لعيناها ليفاجأ بتلك الدموع التي تساقطت من عينيها وكما فاجئه فهذا فاجأ جون وسيلين أكثر فأين تلك المرأه التي تتماسك طيلة الوقت دون ذرف دمعه واحده ؟ والان هي تبكي !! لأجل ان ابنها لا يتقبل الحقيقة! !!

أَوْتَــار الْقَــدْرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن