ظني بها أعمى؛ كظن العرب بعودة بلاد القدس

31 2 0
                                    

وربَّ تلميذٍ فاق مُعلمه عِشقاً. .
فاق على نظرة، ثم راح يتمتم:
ومن أخذ النظرة التي تركتها امام الباب قبل أن
أنام؟
النظرة التي طوال الليل حاولت ان
اخلق لها عيناً. .
نظرة، بلا عينٍ
أتت ثم وقفت على بابي. .
وفي احداق كثيرة العيون، لم اجد عيناً لهذه النظرة
نظرة، اتت في الليل
ونامت امام الباب
وفي الفجر حين فتحت عيني، غابت!

غابت النظرة ثم وجدت هؤلاء الذين يتشوقون العودة
وليس لهم قطار ولا نجمة. .
ولا حتى صرصار الليل في طريقهم يغني
الذين كُسِرت كنزة احلامهم
ولحياتهم صوت ارتطام المرآة على الحجر
مرات ومرات كثيرة، سيتعلمون عن موت المسافات
ويكتشفون
ان العالم بلا طريق!
زنابق، ولم يكن الموت يرقص في الساحات وحدها!
بل حتى قرب الزهور. .
قرب عزف الديك وفم السمك والحبق ويمشي مع ماء العين. .
كان الموت يرقص، وفي الساحات كانوا يتمزجون بالاسفلت
والمُنَجِّمٌوم على الزهور تحملهم الطلقات الى فوق
فيصبحون في الفضاء، زنابق!

استبشر ببداية، وَمَاجال في فكري الهائم
اني عائد لأعيد صياغة كتاباتي لتصبح
مقالة تبدأ دلالاً بضياعي، لتنتهي بك يَا أجمل ملاك.
سلاماً وسبعين الف تحية على هذا العالم الذي
ظل يفاجئني دوماً، مرة بخيبة
مرة بطعنة
ومرة بك محبوبتي سراً ياصديقتي جهراً.
محبوبتي للحد الذي جعلني
ارى شفتاك ينبوع ندى آخر، يبتسم ويهمس بالسلون. .
وحين صافحتيني بيداك الناعمتان،
كانت تجري كالماء الرقراق، اضمه في راحة يداي المبسوطتين
وانحني فوقهما كالينبوع وأنهل كيّ ارتوي وانا
مغمض العينين.
في حُبِّك، اسرج لك الليالي تعاويذ نشوة ترقص
يسار صدرك، ترقص في ساحة قلبك.

استبشروا الفاتنات منذ الزمن البعيد وهم يرقصن
كما رقص الجميلات على بلاط الرشيد. .
ولجمالك نصيب من هذا الخطاب،
يذكرني بالمرأة الشرقية العربية ذات الشعر
الاسود المرصع بالالماس،
وماذا اكتب عن العيون حين ارى بهما ارض الاسراء والمعراج وجممال هذا الوطن بعينيك. .
انتِ تشبهين فلسطين، شديدة القوة
وحنونة كالوطن!
تتسلقين مأذني كحمامة من حمائم الشام
ترتقى قُبة، لتناطح جبروت غُمَام!
في حضرتك اصبحت، كراهب متصوف يعتكف ويتغنى امامك. .
راهب قرر ان يعيد تركيب حياته كي تُشبه النسيم
وتتناسب مع الاشكال والاحجام كلها. .
رمى اعضاءاً وافكاراً واهلاً وأمكنة
رمى رسوماته وكتاباته وحتى كتبه. .
رمى جسداً وقمصاناً، وكرّ خيطان نفسه وبكل حياته
كبزرح الريح!
دخل ثقوباً فدخل ظلاماً. .
وماعاد رأى كيف يعيد حياكة نفسه.

اتعلمين؟
من الزمن البعيد وحتى ماقبل عهد الرشيد،
قالوا ان مباغتة الحبيبة واحتضانها من الخلف جنةً
لم يطأها حتى شهيد!
فمن الذي قال منذ زمن البعيد ان الفاتنات لا يرقصن الا على بلاط الرشيد؟
هاهي كلماتِي عنك ولكِي أُطلِقَت في الهواء
وبتٌ العب بها مثل بالونات . .
أشُدها وأرخيها حتى انفجرت
واختلطت احرف بأحرف وضاعت احرف وماعدت
اعرف كيف اجمع الاحرف ولا كيف انطق الكلمة.
هذا المقال- الخطاب، عبارة عن جمع نثار
قلت في قلبي؛ لم اعضاء المجهولين ضائعين؟
ومنذ ذاك الوقت وانا احاول رتق بالونات ممزقة في الهواء. .
ارجوكي، لاتكتبي ولا تتحدثي وتعالي إليَّ بك ياملاذي وانقذي ماتبقى من شرفتي، قد أنهك الليل عويل الحلم
واشواقي المملوحة اليكي.

" ظن الجاهلية بأصنامهم
وظن السائرين بأحزانهم،
وظن فاروق بكتاباته. .
وظني بها أعمى
كظن العرب بعودة القدس".

الجبناء؛ لا يخوضون المعارك يا صديقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن