الفصل الثاني

37.6K 1.1K 7
                                    


انتفض سالم من مكانه بسرعة متظاهرًا بالغضب، أسرع نحوها وسحبها خلفه، أغلق باب غرفة النوم على التى ظلت تتهكم بداخلها وتسب زهرة.

أما زهرة فظلت تتأوه وتصرخ من سحبها لها بيده الغليظة، التفت خلفه واطمأن أنه قد ابتعد عن غرفة النوم بقليل، دفعها على الأرض، وقال بصوت متوتر وعينين غير متزنة:

-إيه اللى رجعك دلوقتى؟ مش كنتِ.. مش أنتِ هتباتى عند أمك و..

لمحتْ عينيه طرف عقارب الساعة المتأخرة، فقال محاولًا التظاهر بالغضب:

-وكمان راجعة لي نص الليل يا ***، آه ما أنتِ.. أنتِ ملكيش راجل يلمك؟!

نظرت زهرة لهيئته وضحكت بسخرية، قامت من مكانها وعلامات البرود تعتلي وجهها ونفضت ثيابها:

-إيه بتأتت فى كلامك كده ليه يا سالم؟ ولا أنت أصلًا مش لاقي حاجه تقولها.

تدارك سالم نفسه بسرعة وأشار لها لتصمت، وعاد خطوة خلفه ليطمئن أن الأخرى لا تسمعهم:

-اسكتي يا ولية أنتِ لتسمعك!

قهقهت زهرة بسخرية:

-إيه يا سلومتي، بتخاف منها ولا إيه!

تجهم وجهه وقال بجدية:

-أنتِ تلمي هدومك وتمشى من هنا وبنتك نايمة جوه أهى خديها واخفى من قدامي حالًا، سامعة وورقة طلاقك هتوصلك يا بنت الحلال.

ضاق ما بين حاجبيها وقال بغضب:

-هتطلقني عشان الأشكال اللى أنت جايبها جوا دي يا سالم! عشان دي، لا ده أنت أكيد اتجننت ومحتاج تتعالج، فوق ياخويا والسنين اللى فاتت دي كلها!

قاطعها وهو يقول ببرود مكتفًا يديه ببعضهما:

-أنتِ اللى أهلك رموكِ وأول ما اتجوزتك دخلت السجن، كنتِ وش النحس عليا! ظلموكِ لما سمَّوكِ زهرة أنتي كنتِ الشوكة اللي دخلت حياتى، وأنا خلاص زهقت يا بنت الحلال خشي لِمي هدومك وامشي من بيتي و..

قطع حديثه وهو يرى تلك التى خرجت من غرفة النوم، لم تعرف زهرة بما تصف ملابسها التى تفضح أكثر مما تستر، اتسعت عينى زهرة وهي تشير للفتاة باستفهام وصوتها يعلو تدريجيًا:

-مين دي يا سالم؟ مين دي اللى كانت في أوضة نومي!

نظرت إليها الفتاة باشمئزاز من عباءتها وحجابها ثم قالت وهى تلوك علكتها بطريقة مستفزة:

-مراته على سنة اللّٰه ورسوله يا عمرى، عندك مانع ولا إيه، وبعدين أنتِ اللي مين يا ست الشيخة؟

ختمت الفتاة حديثها وهى تتقرب من سالم، اشمأزت زهرة منهم، ابتسم سالم وظهرت أسنانه الصفراء وهو ينظر لتلك المرأة التي وضعت على كتفه، ثم نظر لزهرة وقال ببرود:

أصبحت  زهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن