-طب فهميني طيب سيبتِ الشغل ليه!ظلت تراوغ جميلة وتهرب منها دون أن تجيب على سؤالها، مسدّت على يدها تحاول بث الطمأنينة بها وقالت بهدوء مجددًا:
-احكيلي يا زهرة، مالك؟
نظرت زهرة لخالد الذي يقف على باب الغرفة، فانسحب بهدوء وهو يغلق الباب خلفه مع نور الصغيرة، ثانية.. اثنان وانفجرت في البكاء.
ذهلت جميلة من بكائها المفاجئ، ربتت براحة يدها على ظهرها لتهدأ، جلست أمامها منتظرة منها أن تحكي، نظرت زهرة لها بعينين تمتلئان بالدموع وأشياء أخرى لا تستطيع تفسيرها.
-أنا بس.. مش عارفة.
هزّت جميلة رأيها بتفهم وهي تنتظر منها أن تكمل، لم تستطع زهرة أن تكتم دموعها والحكي اامكتوم بقلبها أكثر من هذا.
سردت عليها كل شيء حدث منذ شهرين ونصف منذ أن تعينت بالشركة ولقائها بسيف، كانت ملامح جميلة هادئة حتى علمت اسمه الكامل.
تركت يدها وتبدلت ملامحها المطمئنة، فمسحت زهرة وجهها بظهر يدها بعشوائية عندما وجدتها تغيرت أمامها هكذا.
نظرت لها بعدم فهم، فوقفت جميلة من مكانها وبدلت ملامحها على حين فجأة وغادرت الغرفة دون أي كلمة حتى..
رمشت زهرة بعينها تحاول ان تفهم ما أصابها لتغادر مبلدة الملامح هكذا، لكن جميلة عادت مجددًا وأمسكت يدها وهي تقول وهي تضغط على كلماتها بحذر:
-اتأكدي إنك متشفهوش تاني.
تركت يدها لكن برغم ذلك لم تزل يد زهرة معلقة في الهواء بدهشة، نزلت كلماتها الأربعة عليها برعشة غريبة، لِمَ ستخبرها بهذا؟ لِمَ شعرت بالخوف يتخلخل أوصالها من وقع كلماتها.
لكنها تذكرت ما قصتها عليها من قبل، عن عائلة جميلة وما حدث معها، لكنها لم تذكر أسماء عائلتها.
مرّ بذاكرتها بطاقة جميلة التي أمسكتها واسمها "جميلة الشافعي"..كانت تعلم عندما سمعت وقع اسم سيف على سمعها أنها سمعت هذا الاسم من قبل، كيف أن يكون بهذه القرابة، غرابة جميلة وتصرافاتها الغريبة عندما علمت بعملها في تلك الشركة.
أقسمت أنه يوجد شيء غريب في الأمر، لم تشعر بالراحة في البداية والآن ها قد عرفت السبب.
أسرعت خلفها فوجدتها تجلس في مقابلة زوجها، كلاهما صامتان لا يُسمع إلا صوت الهواء الذي يجوب الغرفة من النافذة الواسعة.
وكأن هموم البشر أجمع تثقل كتفيها هي وزوجها، جلست زهرة على ركبتها أمامها وقالت بثقة:
-هتفضلوا تهربوا لحد امتى؟
ضاقت ملامح وجه جميلة وأعرضت عنها الجهة الأخرى لا تريد الحديث، حرّكت زهرة يدها على وجهها وأعادته للنظر في عينها، وقالت بهدوء:
أنت تقرأ
أصبحت زهرة
Randomمات تاركًا له مذكرات، وماضٍ لم يكشف عنه أحد من قبل، وفرد فُقد من العائلة عليه أن يجده، ووسط كل هذه المشاحنات يقابل الزهرة الذابلة التي سيرويها من جديد! _أصبحت زهرة. _آلاء خليل.