ظهرت ابتسامة جليَّة على ثغرها:-متقلقيش اهدي، أنتِ دلوقت كويسة.
كادت أن تتحدث مرة أخرى لكنَّ المرأة سارعت بالخروج من الغرفة وهي تصيح بسعادة:
-أحمد تعالى بسرعة!
أغمضت عينيها على مضض بسبب التعب الذي يتوزع على جسدها بأكمله كالنغزات، زاد ثقل جسدها فَاكتفت بمتابعة ما يدور حولها بعينين زائغتين، مرّت دقائق معدودة لِتدخل تلك المرأة من جديد لكن هذه المرة يتبعها رجل واهن في العمر يتخلل الشعر الأبيض رأسه ولحيته، وملامحه تتوسطها بسمة طيبة.
اقترب منها بهدوء، فرفعت صوتها نسبيًا بعد معاناة:
-أنا فين؟ بنتي فين!
ابتسم بهدوء وأفسح للصغيرة المختبئة خلف جلبابه لِتدخل والضحكة تُزين محياها وهي تركض ناحيتها، احتضنتها بقوة رغم التعب الذي يعتري جسدها المتهالك.
تحاملت على نفسها وحاولت النهوض والاعتدال في جلستها، أسرعت المرأة وهي تُعيدها مجددًا:
-استني أنتِ لسه تعبانة يا بنتي.
ومع تصميم زهرة اعتدلت قليلًا بمساعدتها، لم تخلو نظراتها من القلق، فقالت:
-أنا فين؟ أنتم مين؟
لم تزل الابتسامة اللطيفة من على وجهيهما، لِيبادر الرجل بالحديث:
-عارف إنك في حالة صدمة وإنك لسه مش مستوعبة اللي جابك هنا.
أنا أحمد ودي دعاء مراتي، كُنا راجعين من البلد امبارح متأخر على الساعة ١ ولقيناكِ في نص الطريق غرقانة في دمك وبنتك مفطورة من العياط جنبك.
استحرمت أسيبك كدت وجبتك هنا، دماغك كانت مفتوحة وآثار جروح كتيرة في جسمك، ألا قوليلي إيه اللي عمل فيكِ كدا وَوصلك لطريق مقطوع زي دا.
وضعت يدها على رأسها وتمتمت بألمٍ:
-كان في شباب شكلهم مش مظبوط بيجروا ورايا، وبعدين ظهرت عربية ومش فاكرة بعدها حاجه.
أؤما أحمد رأسه متفهمًا وأردف محاولًا تغيير مجرى الحديث:
-اعذريني يا بنتي مقدرتش أوديكي مستشفى لإن زي ما أنتِ شايفة، إحنا على أد حالنا..
قاطعته زهرة بابتسامة مُرهقة:
-واللّٰه كتر خيركم وزيادة يا حاج، وبشكركم جدًا على المساعدة دي بس أنا لازم أمشي..
أنهت كلامها وهي تحاول الوقوف من مكانها لِتخونها قدميها، سارعت دعاء لتسندها وتجلس مجددًا على السرير:
-يا بنتي أنتِ لسه تعبانة اصبري حتى لما تتعافي وتقدري تمشي على رجلك تاني.
رفعت زهرة عينيها في خجل:
أنت تقرأ
أصبحت زهرة
Randomمات تاركًا له مذكرات، وماضٍ لم يكشف عنه أحد من قبل، وفرد فُقد من العائلة عليه أن يجده، ووسط كل هذه المشاحنات يقابل الزهرة الذابلة التي سيرويها من جديد! _أصبحت زهرة. _آلاء خليل.