الفصل الثامن

33K 1K 25
                                    


اقتربت بخطوات متباطئة تجاه المبنى العملاق، وقفت لوهلة تتذكر نصائح دعاء التي حتى الآن تبدو كمعادلة صعبة بالنسبة لها، الابتسامة والثقة بالنفس لكن كيف!

كيف وهي ترتدي هذه الملابس ال.. الجميلة للغاية، هدأت من روعها وقالت لنفسها بصوت مسموع:

-اهدي كدا دي مجرد مقابلة شغل، خليكِ واثقة في نفسك أيوا.

تقدمت خطوة لكنها تراجعت للخلف مجددًا وهي تكاد تبكي:

-أنا عيلة صغيرة والله يدوبك هكمل ال 30 مليش أنا في حوارات الشغل دي كلها.

أخذت نفسًا عميقًا مجددًا ثم تقدمت بخطوات ثابتة تسمع صوت رقع كعب عال حولها، نظرت حولها وهي تلوي فمها كعادتها عندما تتوتر:

-إيه الصوت دا كمان.

أخفضت رأسها ونظرت لقدمها وقالت بابتسامة بلهاء:

-آه نسيت دا أنا!

أكلمت صعود الدرج وهي تتنفس بأريحية، نظرت لوجهها في مرآة وهي تتمعن بملابسها التي ولأول مرة بحياتها ترتدي من نوعه الغالي، فستان أزرق طويل أنيق يتوسط خصرها حزام عريض يبرز جمالها  ترتدي عليه طرحة بيضاء، على كتفها حقيبة طويلة وهذا الكعب، حسنًا ليس كعبًا طويلًا للغاية كما تصورت بل متوسط الطول.

حاولت دعاء بأية طريقة أن تجعلها تبدو أطول ولو بقليل لكنها مازالت قصيرة كما هي، حتى أنها اضطرت لتقصير الفستان وإلا كانت ستبدو فيه مثل البلهاء!

انتهت من التمعن بنفسها بعدما لمحت العديد من الناس ينظرون إليها نظرات غريبة، دخلت مدخل الشركة وهي تنظر حولها وتشرد بأفكارها بعيدًا من جمال تصميم الشركة الداخلي، أفاقها صوت عاملة الاستقبال وهي تنادي عليها:

-أفندم، أقدر أساعد حضرتك في حاجه؟

تقدمت منها زهرة وهي مازالت تنظر حولها بفم مفتوح منبهر مما تراه، ابتلعت ريقها وقالت وهي تحاول الحفاظ على هدوئها:

-أيوا لمواخذة يا اسمك إيه أنا كنت جاية عشان مقابلة الشغل.

رمشت العاملة بعض لحظات ثم تمتمت بهدوء:

-بعتذر لحضرتك بس مقابلات العمل انتهت حضرتك.

-إيه!

لم تنتبه أن صوتها عالٍ بعض الشيء، حتى انتبهت أن أعين من حولها تترصد لها، حممت بحرج وابتعدت لتخرج من الشركة لكنها توقفت عندما شعرت بيد أحدهم توضع على كتفها.

التفت للخلف فإذا بها فتاة ترتسم فوق وجهها ابتسامة هادئة، مدّت يدها لزهرة بورقة وقالت:

-أنا سمعتك من شوية وعرفت إنك كنت جاية عشان المقابلة، مش كدا؟

هزّت زهرة رأسها بالإيجاب وهي تنظر للورقة في يد الفتاة التي قالت:

أصبحت  زهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن