صعق فور أن راها تقف عند موظفة الاستقبال وزاد الأمر سوءًا عندما وقفت الموظفة لتحيته، فاستدرات الأخرى لرؤيته لكنه غطى وجهه بيده كالسارق ووضع نظارته السوداء.خرج من الشركة سريعًا وركب سيارته وانطلق، مرّت دقائق ثم انفجر في الضحك على تصرفاته الصبيانية التي لم يفعلها حتى في الثانوية
أمر السائق أن يقف عند مكان ما، قد التقى بها هنا المرة السابقة، جلس على المقعد ذاته وهو يتحسس المكان التي كانت تجلس به، وابتسم.
أمر سائقه أن يسبقه للمنزل وجلس دون أن يدري أن الوقت يسرقه، مرت أربع ساعات وهو يجلس فقط وينظر للبحر أمامه مغمضًا عينيه، انتشله صوتها بهدوء يتغلغله بعض الدفء:
-مرة تانية!
انتفض من مكانه وهو لا يكاد يصدق عقله، هو بحلم أليس كذلك! نادته مرة أخرى وهي تشير بيدها أمام وجهه:
-ياا!
-ها!؟
-أنت موجود هنا!
أومأ بسرعة وهو يشير لها أن تجلس، شعر لوهلة أن قدره يلوح له من بعيد ويخبره ألا يضيع فرصته، ابتسمت على طريقته اللطيفة وجلست وهي تتابع بنظرها الأمواج المتلاطمة.
كانت تراقب البحر بينما أنه يتمعن بها هي، لم يلقِ بالًا للبحر وصوت أمواجه المدغدغة، استدارت إليه وقالت بهدوء:
-آه أنا اتقبلت في الشغل فعلًا بس المدير مكنش موجود، ودلوقت بتمشى شوية وهرجع تاني.
طرقت أصابعها وهي تفكر:
-مش عارفة إزاي هكون سكرتيرة لمدير مش موجود أغلب الوقت أصلًا.
نظر إليها وقال وهو يطمئنها:
-لا هو بيحضر بس مش كتير، سمعت إن عنده شركات تانية وبيهتم بيها بنفسه.
توسعت عيناها من الدهشة وقالت وهي تشير بسبابتها للخلف:
-العجوز دا! دا عمل كام شركة في حياته على كدا بقا!
قهقه ضاحكًا وقال:
-عرفتِ إزاي إنه عجوز؟
ابتسمت ببلاهة وقالت:
-أكيد يعني مش شاب اللي هيعمل كل دا.
اقتربت منه بحذر وقالت وهي تهمس:
-سمعت همس كدا من الموظفين إنه معاملته جدية ومش بيسامح على الغلطة.
ابتعدت وهي تزدرد ريقها وتقول:
-على كدا هطرد أول ما يشوف خلقتي دي!
كتم ضحكته وادّعي الجدية قائلًا:
-فعلًا معاكِ حق هو مش بيسامح وصعب في تعامله أيوا، أومال كان هيوصل للشركات دي كلها إزاي.
أنت تقرأ
أصبحت زهرة
De Todoمات تاركًا له مذكرات، وماضٍ لم يكشف عنه أحد من قبل، وفرد فُقد من العائلة عليه أن يجده، ووسط كل هذه المشاحنات يقابل الزهرة الذابلة التي سيرويها من جديد! _أصبحت زهرة. _آلاء خليل.