الفصل السابع

36.9K 998 24
                                    


-أنا لقيت شغل.

حلت السعادة على وجه دعاء وهبّت واقفة من مكانها، أسرعت في احتضانها وهي تقول ببشاشة:

-بجد! يا نهار فرحة، قوليلي بقا هتشتغلي فين؟

فردت زهرة الجريدة أمام عينها وقالت وهي تشير لإعلان بها:

-في شركة أدوية طالبة محاسبين، هروح أقدم وأشوف هيقبلوني ولا لا، أنا بقالي أكتر من خمس سنين مشتغلتش ومكملتش سنة في الشغلانة اللي فاتت.

أومأت لها دعاء بتفهم وقالت بتلقائية:

-أهم حاجه تكون واثقة من نفسك في المقابلة ومتخافيش كل حاجه هتمشي بإذن الله.

استندت على الكرسي من خلفها وهي تقرأ الاعلان:

-سمعت عن الشركة دي، شركة ناجحة ومشهورة.

رفعت ناظرها لها وقالت:

-وريني بقا هتروحي المقابلة بإيه؟

قالت زهرة بتلقائية:

-عباية سودا وطرحة أكيد يعني.

-إيه!!

فزعت زهرة من ردة فعلها وقالت بخضة:

-بسم الله الرحمن الرحيم، حصل إيه!

-هتروحي مقابلة شغل بعباية سودا!! أصوت!

ابتسمت زهرة بغباء وقالت:

-أومال هروح بإيه؟

نظرت لها دعاء نظرة ثاقبة وقالت بترقب:

-تعالي ورايا.

تركت زهرة ابنتها ملهية في اللعب وتبعت دعاء والخوف يترقب أوصالها، حتى وصلا لغرفة دعاء التي قالت:

-ساعديني أنزل الشنطة اللي فوق دي.

أشارت لحقيبة سفر سودا، كانت ثقيلة الحجم حاولا انزالها معًا حتى نجحا بعد معاناة، جلست زهرة بجوارها ونظرت لدعاء التي أشارت لها أن تفتحها وهي تبتسم، راودها الشك وفتحت الحقيبة حتى فغر فاهها مما رأت.

جلست دعاء بجوارها وقالت باسمة:

-أنا عارفة إنك محجبة وكدا بس هتلاقي اللي يناسبك.

ضحكت دعاء بخفة على صدمتها وأغلقت فمها المفتوح، قال زهرة:

-إيه كل دا! دي ولا كإننا سرقنا محل هدوم، محل إيه بقا! قولي سوق بحاله.

لم تستطع دعاء الكف عن الضحك من طريقة زهرة، وقالت:

-أنا كنت في شبابي مش محجبة زيك ودي هدومي وهتلاقيها على مقاسك.

أخفضت زهرة رأسها وقالت بخجل:

-بس أنا كنت هشتري و..

مسّدت دعاء على يدها، وقالت:

-اعتبريها هدية من والدتك، أنتِ محتاجهم دلوقتي وأنا كبرت ومعدتش ينفعني حاجه من دول.

ضحكت زهرة واحتضنها وهي تحاول امساك دموعها، أغمضت عينيها وتنهدت، ابتعدت عنها وهي تبتسم برفق، سمعت صوت بكاء ابنتها في الغرفة الأخرى، كادت أن تقف لولا أن دعاء أمسكتها من يدها، وقالت بنبرة دافئة:

أصبحت  زهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن