الفصل الثالث والعشرون والأخير

30.8K 956 31
                                    


وقعت على الأوراق ويدها ترتجف لا تعلم لماذا، رقعت يدها قليلًا قبل أن توقع وسكنت لوهلة على حالتها ثم نظرت لسيف قائلة بهدوء وتمعن:

-بس أنا كدا هستفاد إيه؟

ضاق ما بين حاجبي سيف فأكملت جميلة:

-أنا زي ما أنت شايف، واحدة كبيرة في السن معدش ليها في شغل الشركات دا، هعمل إيه بالفلوس دي كلها دلوقت؟ ملهاش لازمة.

ابتسم أكرم وهو يغلق حقيبته ويتمتم بخفوت:

-متغيرتيش يا جميلة هانم.

عمَّ السكوت الغرفة لبعض الوقت، بينما جميلة نظرت لأعلى وهي تتذكر ملامح الغرفة.

نظراتهم الحائرة لبعضهم البعض زادت الأمور تعقيدًا، حتى توصلوا في النهاية إلى توزيع الأملاك على سيف وسيرين وجميلة لها النصيب الأكبر منهم.

خرجوا من المكتب في وقت دخول سيرين للمنزل، كانت ترتدي ملابسها السوداء، نظرت لجميلة ولم تعرفها فاقتربت من سيف وهي تناظر الغرباء الجدد، فرفع يده وهو يشير لعمته:

-سيرين دي عمتنا جميلة ودا جوزها.

تقدمت سيرين منها وهي تناظرها بشيء من الرهبة،  كما اعتادت أن تخاف من الأشخاص والأشياء الجديدة هذا وإن لم يكن جميعها، حسست جميلة على وجهها بيدها ومسدّت على رأسها وهي تشير بيدها لطولها مبتسمة:

-آخر مرة كنت في حدود الطول دا، دلوقتِ بقيت..

لم تكمل حديثها ثم ضحكت بخفة والدموع متراكمة في عينيها، فربتت سيرين على كتفها بلطف وهي تبتسم، احتضتنها جميلة وهي تشدد عليها، ثم ابتعدت ونظرت للخخدم الواقف بالخلف يتابعون الأمر.

اقتربت جكيلة من أكبرهم واحضتنها، كانها ترد إليها معروف مساعدتها لها في البداية، حمحم سيف قائلًا وهو يقترب من عمته بعدما جلست:

-هي زهرة بتعمل إيه معاكِ! تعرفيها إزاي!

ابتعدت للوراء خطوة وسحبته من يده وخرجا كليهما في الحديقة الخلفية وشرحت له كل بعض نبذات من قصتها وما فعله زوجها معها، ظلّ محافظًا على ثباته الانفعالي الذي يُحسد عليه، لم يتفاجئ عندما رأها بالأمس والآن يخفى تعابير وجهه لظى سماعه لقصتها.

أخبرتها أنها تعلم ما دار بينها وبينه، لم تعلم إلا عندما تركت العمل لديه، وتركته وذهبت للداخل.
جلس على كرسي وكور يده بعصبية وغضب، كتمانه لكل شيء عرفه منذ الأمس سوف يطغو عليه الآن.

لكنه وجد تلك الطفلة تأتي وهي تناوله دميتها الصغيرة، نظر لها بعدم فهم فقالت بلطافة:

-ماما قالت إن لو حد زعلان لازم نقف جنبه ونحبه أكتر، ونجيب له حاجات بيحبها، وأنت زعلان وأنا مش هعرف أجيب حاجه حلوة لك، تأخد نونا وأنت تبقى كويس.

أصبحت  زهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن