الفصل الثاني عشر

29.3K 952 15
                                    


استدارا الإثنان ليجدا زهرة واقفة والصدمة ترتسم فوق صفحة وجهه منتظرةً إجابة لسؤالها.

انتقلت دعاء بعينيها بين زوجها وزهرة الواقفة منتظرة إجابة لسؤال لم تكن السبب في طرحه حتى، شبكت أصابعها ببعضها وقالت بتعثلم:

-أنتِ.. أنتِ لقيتِ البطاقات دي فين؟

أشارت زهرة للداخل ولم تتغير معالم وجهها قائلة:

-من الشنطة.

ضربت دعاء على جبتها على تلعن نفسها، اقتربت منها محاولةً تهدئتها لكن زهرة صاحت بها بغضب:

-أنتم مين بالظبط!

تنهد أحمد بهدوء وأشار لزهرة بجمود أن تتبعه، تنقلت بعينيها أولًا بين دعاء وبينه حتى قررت أن تتبعه بعد لحظات من وجومها.

سار إلى غرفة لم تراها تُفتح منذ أن جاءت، أخرج مفتاحًا يبدو قديمًا للغاية من جيبه وفتح القفل المعلق على الباب وأشار لها بالدخول خلفه.

ترددت قليلًا لكنها استجمعت شتات نفسها وتبعته، اعتقدت أنها ستكون ملئية بالأتربة بسبب اغلاقها، لكن وجدت أنها نظيفة ومرتبة، معلق على جدرانها العديد من الصور.

وفي جزء منها تقبع بعض الصناديق المغلقة، وبالمنتصف شاشة صغيرة تبدو كشاشة تلفاز، أشار لها أن تجلس قبالته وهو يناظر الحيطان ينظرة غريبة لم تفهمها.

ظل صامتًا تُخيم عليه ذكرياته حتى أردف قائلًا:

-قولتلك قبل كدا إن في أوقات من حياتنا بنبقى كارهين إننا اتولدنا، كارهين القدر والمكتوب لنا، نسيت أقولك وقتها إن الأوقات دي مهما يعمل الإنسان فيها مش بتخرج من هنا.

أنهي حديثه وهو يشير لعقله ثم أكمل:

-من 20 سنة ربنا منّ عليا واتخرجت من كلية الطب، طالب عادي بيسعى في طريقه وربنا اداله على قد تعبه، اتخصصت جراحة مخ وأعصاب.

في يوم من الأيام وسط لبخة العمليات والمرضى لقيت بنت واقفة بتتخانق مع ممرضة ودكتور، والدكتور وشه في الأرض، كان باين عليها من بتوع الطبقة الرايقة والناس دي.

تدخلت في النص وفهمت إن البنت دي هنا عشان صاحبتها اللي كانت واقفة وراها بتحاول تمنعها تتخانق وهي أصلًا تعبانة، صوتها عالي وبتزعق كل اللي فهمته منها إن الممرضة مهملة وإن دي مش مستشفى دي زريبة، وكلام كتير زي دا.

ابتسم إثر تذكره لكل هذه الذكريات المرحة في شبابه، فأردفت زهرة:

-كانت حلوة.

تنهد قليلًا وهو يناظر دعاء التي تقف على الباب تتابعهم:

-دي أقل كلمة، كانت دبش وجميلة.. جميلة فوق ما تتخيلي، شوفتها بعدها مرتين صدفة.

أصبحت  زهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن