الفصل الخامس عشر

30.7K 981 18
                                    


استطرد المحامي قوله وهو ينظر لسيف الذي يجلس بالكرسي المقابل لمكتبه بصوت هادئ:

-زي ما قولتلك الأملاك في الأصل ملك لعمتك، متنساش إن والدك باع أسهمه في الشركة وعمتك تنازلت بالاجبار.

هزّ سيف رأسه متفهمًا فأكمل أكرم بنبرة حانية:

-لقيتها ولا لسه؟

-مفيش أي أثر عنهم، مش قادر ألاقي حاجه تدلني عليهم.

تنهد أكرم وأغلق حقيبته وقال وهو يقف:

-أنا موجود في أي وقت لو احتجتني.

هزّ سيف رأسه بتعب ماسحًا يده على وجهه، خرج المحامي من مكتبه تاركًا إياه مع فوج من أفكاره المؤذية.

دخلت الخادمة وهي تقدم القهوة له، وتقول باحترام:

-حاجه تانية يا سيف بيه؟

رفع سيف رأسه وابتسم وهو ينظر لها، أشار لها بالجلوس وقال:

-أخبارك إيه يا خالة سعاد.

ابتسمت المرأة مما أعطى مساحة لتعاجيد وجهها أن تتسع، قالت بصوت واهن:

-بخير يا سيف بيه.

هزّ رأسه وهو يعاود النظر إليها متسائلًا:

-أنتِ معايا من ساعة ما كنت طفل يا خالة، صح؟

قهقهت المرأة وقال بأسى:

-ياا يا بني الزمن بيعدي بسرعة، حاسه كأنه امبارح وأنتَ بتتنطط في الجنينة مع أختك و..

احتل السكوت وجهها ونظرت ناحية النافذة بعد أن عمّ الحزن عليها، ابتسم سيف وقال:

-سيرين، أختي كانت جميلة صح؟

دمعت عيني المرأة وهي تنظر له فعاود الابتسام وهو يشدد على يدها، سحب يده وأكمل قائلًا:

-احكيلي عنهم يا خالة.

تنهدت المرأة وهي تحاول الرفض بعينيها لكنه كان يُومأ لها مواسيًا إياه على ذكرياتها في هذا المنزل التي يعاود فتحها.

حكت يديها ببعضهما بتوتر وبدأت بقولها:

-سيرين كانت حقيقي جميلة، ملامحكم متاخدة من عمتكم جميلة اللّه يرحمها.

قاطعها وهو يقول بصوت هادئ يُحسد عليه:

-بس عمتي مماتتش يا خالة، وأنتِ عارفة دا كويس.

ازدردت سعاد ريقها وهي تدور بعينيها أرجاء الغرفة بتوتر، أكمل سيف قائلًا:

-أنا عارف كل اللي حصل وقتها، فمفيش فايدة إنك تخبي احكيلي بس بالتفصيل إيه اللي حصل لعمتي.

كانت ترواغ نفسها بين أن تخبره أو لا، تنهدت الأخيرة ورفعت رأسه له معتدلة وهي تقول بثقة:

أصبحت  زهرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن