أفاق من شروده على فتاة قصيرة تجلس بجواره، ويبدو أنها لم تلاحظ وجوده، كاد أن يتسحب من جوارها بهدوء لكنها بدأت بالبكاء بصمت دون توقف، عاد للجلوس مجددًا بعد أن شعر بغصة في قلبه بعد أن رأها، ما أن سألها عن حالها حتى فزعت من مكانها.دهش من تلقائيتها في الحديث، والشيء الذي أراحه أنها لا تعرفه، سئم من كونه رجل الأعمال الذي تنتشر صوره في المجلات والجرائد كل يوم.
شعر براحة وكأنه على سجيته معها، طريقة حديثها البسيطة الريفية، وهي تحاول أن تضبط الحديث لتتحدث بطريقة لبقة متحضرة مثله.
جمالها الذي أسره وضحكتها البلهاء، أفاق من تأملها على صوتها، فأكمل حديثه معها، رأى أوراقها ودُهش فور أن علم أن هذه القصيرة التي لا تكاد تكمل التاسعة عشر من عمرها في العشرينات من عمرها.
أنهى حديثه المضحك معها وودعها، كانت عفوية حتى في وداعها، أخرج هاتفها واتصل على المحامي وقال بصوت جامد كأنه لم يكن الذي يضحك منذ قليل:
-هستناك بكرا في البيت.
أغلق الهاتف وهو لا يستطيع نسيان تلك الفتاة، تنهد بهدوء وأخرج هاتفه مجددًا، لحظات وأجاب الطرف الأخر باحترام:
-أيوا يا سيف بيه.
-أيوا يا محمود أنت اللي عملت المقابلات بتاعت الموظفين النهاردة صح؟
أكدّ الآخر على كلامه ليكمل سيف:
-في بنت كانت متقدمة النهاردة اسمها زهرة محمد.
-ثواني يا فندم.
بحث من بين الأوراق وأخرج ورقتها أمامه وقال:
-أيوا يا فندم في فعلًا بنت قدمت النهاردة بالاسم دا، بس مش هتتقبل عشان قلة خبرتها وحتى مفيش كورسات ومتخرجة بقالها كام سنة.
-تمام يا محمود اقبلوها.
-أفندم!
-اقبلها يا محمود زي ما بقولك.
-بس إحنا اكتفينا في الحسابات يا فندم.
-مش إحنا كنا بندور على سكرتيرة ليا؟
-أيوا يا فندم وفي متقدمين جايين بكرا.
-الغي كل دا وقول إن في حد اتقبل في الوظيفة.
قال الموظف بغباء:
-مين دا يا فندم؟
تأفف سيف وقال:
-اقبل البنت يا محمود وملكش دعوة.
-بس يا فندم دي م..
-محمود!
-حاضر يا فندم.
****
-هتقدر تمشي على العكاز؟
![](https://img.wattpad.com/cover/217663819-288-k861232.jpg)
أنت تقرأ
أصبحت زهرة
De Todoمات تاركًا له مذكرات، وماضٍ لم يكشف عنه أحد من قبل، وفرد فُقد من العائلة عليه أن يجده، ووسط كل هذه المشاحنات يقابل الزهرة الذابلة التي سيرويها من جديد! _أصبحت زهرة. _آلاء خليل.