صاحت زهرة بصوت عال وهي تتجه إلى دعاء فور أن دخلت من الباب:-اتقبلت يا ماما اتقبلت!
أقبلت عليها سريعًا وهي تضمها بشدّة، تصنمت دعاء في مكانها فور أن سمعت كلمة ماما وعادت بذاكراتها لذاك اليوم قبل تسعة عشر عامًا.
ــــــــــــــــــــ
-بترسمي إيه؟
جلست على ركبتيها وهي تقرب رأسها من الصغيرة التي أشارت للمنزل.
-برسم نانا.
ابتسمت بعفوية وهي تحملها وتضعها على قدميها وتقول:
-امم سليم بقا نانا، وريني.
كانت رسمة طفولية لتلك الطفلة التي لم تتخطى سنواتها الخمس بعد، رسمت سليم وبجواره يحوم لون أزرق لم تفلح الصغيرة في ضبط الصورة بصورة أوضح فأشارت لها متسائلة:
-وإيه دا؟
-مية كتير.
-ليه؟
-عشان نانا بيعيط كتير، بيعيط كتير لما بيشوفني.
لم يخلو كلام طفلتها من تأتأتها المعتادة، هزّت رأسها بهدوء وهي تفكر ناظرها للمنزل.
أعادت نظرها للصغيرة وقالت وهي تشير لسيف الصغير الذي يجلس بعيدًا:
-مبتلعبيش مع سيف ولا سيرين ليه؟
رفعت رأسها الصغير وعينيها ممتلئتان بالخوف، هزّت رأسها بمعنى لا فتساءلت جميلة:
-ليه؟
همست الصغيرة باضطراب:
-خايفة منها.
ختمت حديثها وهي تشير للمرأة -التي لم تلحظها جميلة من البداية- الواقفة في شرفتها تتابع كل ما يدور في الحديقة بصمت.
أخفضت نظرها لطفتلها التي تجلس على قدميها وربتت على ظهرها بهدوء قائلة بابتسامة تريح فؤادها:
-طول ما أنا موجودة متخافيش يا آمان، أنا هفضل جول عمري جنبك.
شعرت بيدي طفلتها الصغيرة تحاوطها بدفء وببراءتها المعتادة، فأغمضت عيناها وهي تتمتع بهذه الذكرة.
ـــــــــــــــــــــــــ
-ماما!
رمشت دعاء قليلًا وهي تعود مجددًا للواقع، لتردف سريعًا:
-ها! آه مقولتليش حصل إيه؟ احكيلي.
جلست إليها وهي تسرد عليها كل شيء بدءًا من محاولتها الأولى إلى أن نجحت بالمقابلة، ولم تسرد عليها مقابلة ذاك الشاب الذي لا تعرف اسمه حتى.
صفقت دعاء بيدها فرحةً وقالت:
-هيقبلوكِ بإذن الله، اسمها إيه بقا الشركة التانية دي؟
أنت تقرأ
أصبحت زهرة
Rastgeleمات تاركًا له مذكرات، وماضٍ لم يكشف عنه أحد من قبل، وفرد فُقد من العائلة عليه أن يجده، ووسط كل هذه المشاحنات يقابل الزهرة الذابلة التي سيرويها من جديد! _أصبحت زهرة. _آلاء خليل.