مشهد17$18
انسابت دموعها بغزارة وقالت بإختناق "تعني أن كل ما حدث كان مؤامرة... عمي أجبر ابنه للزواج من مشوهة مثلي فقط لكي يحصل علي ثروتي!!... كانا يريدان قتلي من أجل المال!! "وضعت كفها علي فاها وهي تتمتم "يا إلهي... يا إلهي... " نظر اليها عدي بحزن وتنهد "للاسف تلك هي الحقيقة... عمك علي وشك الإفلاس وثروتك كانت المنفذ الوحيد له.... "هزت رأسها وهي تضحك بذهول "ومن أجل الحصول علي ثروتي يخطط لقتلي... يقتل إبنة أخيه "... طرفت دموعها بشكل مثير للشفقة وأكملت "ولما ألومه وهو قد قتل والدي.... قتل والدي... حرمني من أكثر شخص أنا احبه.... وكان السبب في تشوه وجهي "... وضعت كفها علي وجهها وهي تجهش ببكاء عنيف..... بينما كان عدي يتألم وهو يري انهيارها
.........
كان يذرع الحجز بعصبية... وخوف... لو أثبت المحقق أنه قتل أسيل سوف يضيع كل شئ... المال... الثروة... المستقبل وكل شئ.... جلس علي الأرض بتوتر وعاوده ذلك الشعور المقبض....شكل أسيل لا يفارق باله... النيران لا تفارق باله... وضع كفه علي عينيه والألم في قلبه يزداد.... هل يعقل أن ضميره يؤنبه بشأن ما حدث؟!!! أم أن الأمر أعمق من تأنيب الضمير!!! هل يعقل!! وبتلك السرعة!
.................
كانت تمسك صورته بين يديها... تتطلع إليه بحب... قربت الصورة من شفتيها وقبلتها وهي تقول "اشتقت لك عدي.... سنتقابل قريبا حبيبي "
.....................
وقفت أمام المرأة تتطلع إلي وجهك المشوه... دموعها تتساقط.... أمسكت زجاجة العطر التي علي طاولة الزينة ثم ضربتها بقوة في المرأة وهي تصرخ "غبية أنت غبية!.... كيف ظننت أنه سيحبك.... بالله عليك كيف لأحد عاقل أن ينظر إلي وجهك المشوه ".... أخذت تضرب وجهها بقوة وهي تصرخ ببكاء "أنت قبيحة... مجرد فتاة مشوهة.. لا أحد يحبك... لقد خدعك هذا الحقير... استغل حبك الأحمق له... وأنت بكل غباء وقعتي في الفخ.... " انهارت علي الأرض وهي تبكي بعنف.....
ولج عدي الي غرفتها وهو ينظر إليها بفزع... "سيدة أسيل.. ".... "أخرج من هنا "صرخت بعنف ليرتبك هو... ولكنه رفض الخروج بل اقترب منها وقال بقوة"لن أخرج أسيل "... نظرت إليه بدهشة... لقد نطق إسمها مجردا... نظرت إلي عينيه الزرقاء التي تومض بتصميم وقالت "قلت أخرج "... اقترب منها ثم جلس بجوارها وقال "لن اتركك أبدا فأنا... "صمت بإرتباك لتقول هي بشك "أنت ماذا؟!! ".. نظر إليها بصدق وقد اتضح عشقه الكبير لها في عينيه وقال "أنا... "تبعثرت الكلمات من شفتيه... وشعر بالإرتباك الشديد... وهنا عقله تحكم به... صرخ به إلا ينسي مكانته... هذة أسيل... وليست أي امرأة بالإضافة إلي أنها متزوجة.... رغم حقارة زوجها إلا أنها متزوجة به.... "أنت ماذا؟!! " قالتها بإرتباك ليرد سريعا وقد تطاير كل شئ من عقله "أنا معجب بك... "اتسعت عينيها ليكمل بإرتباك "أقصد أنا مدين لوالديك.... أجل مدين له... هو من ساعدني وأنا سأساعدك... لن اتركك "... مسحت دموعها وقالت "وأنت سددت دينك عندما انقذتني مرتين... لذلك لا داعي لكل تلك الدراما "... نظرت إليه وأكملت "لا داعي لشفقتك يا سيد... قد يكون تشوهي هو سبب جيد ليثير شفقة الآخرين ولكني امتلك قوة كافية لأعيش وانتقم ممن أذاني "... نظر إليه برقة وقال بدون وعي "أنت جميلة.. "... ازدردت ريقها من الحب الذي يطل من عينيه لتنهض بإرتباك... "توقف عن النظر إلي هكذا! وتوقف عن هراءك!... فكلامك لن يغير من حقيقة إني مشوهة... أنا هكذا وقد تقبلت قدري "... نظر إليها وقال بهدوء "عيناك جميلتان "... كزت علي أسنانها بغضب وأمسكت فكه وقالت "سخريتهم مني لم تؤلمني بقدر شفقتك أنت... فتوقف عن هذا... أنا لست جميلة... أنا مشوهة.. دميمة... ووحش.. تلك كلمات اطلقوها علي ولم تعد تؤلمني.. وأنت أيضا يمكنك قولها فلا أهتم "... أراد أن يخبرها أنها مخطئة... أراد أن يخبرها أنها كانت حلم المراهقة.... عشقه الأول والأخير ولكن بدلا عن ذلك وضع أصابعه علي فمها وقال "اصمتي وإلا ... ".. أبعدت أصابعه وقالت بسخرية "وإلا ماذا؟!! ستهينني مثلا؟!! ".... "بل سأقبلك "... ابتعدت عنه بإرتباك ليقترب هو وعينيه تومض بشدة ويكمل "سأقبلك بقوة حتي تصمتين... هل تريدين هذا؟! "...
انفجرت بالبكاء ليرفع حاجبيه بدهشة ويقول "لما تبكين أسيل؟!! "... شهقت وقالت"لأني لا أريدك أن تقبلني... " فغر فاه بصدمة لتنظر إليه بتوسل وتقول "أرجوك لا تقبلني! "... ضحك وهز رأسه بيأس قائلا "لا تقلقي لن اتجاوز حدودي معك "... ثم ذهب من أمامها لتحدق هي في أثره بذهول وقالت "بعد هذا كله لن يتجاوز الحدود! لقد تجاوز حدوده كثيرا هذا العقرب "
..............
في اليوم التالي.....
ولجت رانيا بدلال إلي مركز الشرطة مع المحامي الخاص لتخرج قاسم... تقدمت من المحقق وهي تقول"صباح الخير سيدي ".. نظر إليها غسان ببرود ولم يرد... لتبتسم هي بينما يتقدم المحامي وهو يقول "معي الدليل براءة قاسم سيدي "... "حقا أين؟! "قالها غسان ببرود لترد رانيا بغنج "أنا الدليل... فقاسم كان معي وقت وفاة المرحومة "... نظر إليها غسان بقرف وقال "وماذا كان يفعل معك؟!! ".. ضحكت بسخرية وقالت"امرأة جميلة ورجل وسيم بمفردهما ماذا سيفعلان... يلعبان الشطرنج مثلا "... نهض المحقق وهو يبتسم بغموض وقال "جيد أنك اخبرتني بهذا... لأن هذا اعتراف صريح منك أنك زانية سيدة رانيا "... تجمدت الابتسامة علي وجهها بينما ضحك المحقق وقال "رجب... أرجوك خذ السيدة إلي زنزانة تليق بها... فنحن اليوم سنعلمها أصول الشطرنج!! "
..........
"أحسنت عدي... لم أتوقع أن تفعل هذا وبوقت قصير... "قالها عادل بسعادة ليرد عدي "أنت تستقل من قدراتي عادل " كاد أن يكمل عندما رأها تخرج من غرفتها... كانت جامدة كتمثال الشمع ولكن عينيها تلمع بنيران الإنتقام... وقفت امامهما وقالت "أريد أن أجري جراحة تجميلية هلا تساعداني؟!! "
يتبع
آسفة علي التأخير...
أنت تقرأ
لا تثق بالقلب
Romanceمشاهد عن فتاة مشوهة عشقت ابن عمها الذي سيخدعها ويسرق مالها ثم يتزوج من حبيبته