الحاكمة الابدية

البارت الرابع.

Don't wait for the perfect moment , take the moment and make it perfect.
.
.
.
.
.
                 ♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
وسط تلك الغرفة المظلمة و الباردة حد اللعنة يستقر ذلك الجسد وسطها و هو مملوءٌ بالجراح و الدماء كونتْ بركةٌ من حوله ، كل ما يمكنك سماعه هو تلك الشهقات الخافتة التي تخرج من ثغر ادمي من كثرة الضرب ، حاولت تحريك جسدها لكن الألم يسري بسرعة فائقة ليفقدها قدرتها على الحراك ، لا تعلم كم مر عليها و هي هنا .
مضت العديد من الأيام و لكثرتها عجزت عن العد ، لربما تكون شهور لكن هذا لا يشكل فرقا فالمدة التي قضتها في هذه الغرفة تتمنى ان تنتهي بسرعة حتى لو مرت العديد من السنوات.
اغمضت عينيها و دموعها تتسابق نحو وجنتيها لتختلط مع الدماء ، ثيابها ممزقة بالكاد تخفي عورتها و برودة المكان لا تساعد بشيئ.
تذكرت كم ان البارحة يعد الاسوء على الاطلاق ، كانت تحاول شفاء جروحها بالاعتماد على قدرتها كواحدة من الخوارق لكن اللعناء فصلوا عنا مخلوقاتها لتبقى بذلك بشرية و يسهل عقابها .
امس كانت كالعادة ملقاة على الارض و الدماء تخرج من جميع الانحاء و جسدها مليئ بالجروح ليدخل بعدها مجموعة من الرجال ضخام البنية و يتوجهوا لها و يعلقوها بسلاسل فضية من يديها حتى ان اقدامها لا تلمس الارض . بعدها يتوجهون للطاولة الموضوعة في احد اركان الغرفة و يختاروا عدتهم ليبدأوا بلعبهم ، لقد كانوا غاضبين حد اللعنة و هذا لم يكن لصالحها ، فقد افرغوا جم مشاعرهم السلبية بها .
قام احدهم بإحضار سوط و توجه خلفها و يرفع يده لاقصاها لتحط بعدها على ظهرها بكل قسوة ، و عندما يتعب يأتي آخر و بيده جهاز كهربائي و يقوم بصعقها حتى يغمى عليا ثم يسكب عليها مياه باردة لتستفقي ، جسدها اصبح حرفيا لوحة بسبب تلك السكاكين التي تمر عليه.
كسروا عظامها ، شوهوها لتصبح بذلك جسدا بلا روح ، لقد توقفت عن المقاومة منذ مدة فقد اعتادت على الأمر و اصبح كروتين لها.
.
.
.
.
.
                   ♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
POV اريكا
بعدما قمت بإنهاء تلك المهزلة توجهت لغرفتي لآخذ حماما ، و طوال الطريق كانت تلك الأعين علي ، لكنني لم اهتم و اسرعت بخطواتي بينما تركت خلفي جماعة محيطة بجسدها.
وصلت لجناحي لأدخله لقد كانت غرفة كبيرة بحق ، توجهت لباب الحمام و بعد مدة خرجت و انا الف منشفة حولي و توجهت للخزانة لأرتدي تنورة جينز تصل فوق ركبتي و قميص أحمر يظهر عنقي و جزء من ذراعي و تركت شعريا منسدلا لأني اكسل من ان اقوم بتمشيطه ، قد تتساؤلون من اين لي بالملابس حسنا  سأخبركم رفيقي العزيز قام بشرائها و لم يكن لدي حل آخر سوى قبولها فانا بالإخير لا اريد البقاء عارية.
استلقيت على السرير و انا كلي يقين بأن اليوم لن يمر على ما يرام بعد ما حدث قبل قليل و بالفعل فبعد ما يقارب ربع ساعة اتت الخادمة و قالت لي ان الألفا بإنتظاري في الحديقة . اومئت لها و مشيت خلفها فأنا لا أعلم الطريق.
POV writer
قام دانيال بطلب إريكا للحضور الى الحديقة فهناك العديد من الأمور و الأسئلة و من الأحسن انهاءها جميعا في اقرب وقت ، فلا يمكن التصرف بأشياء لا نفقهها .
وصلت اريكا للحديقة الكبيرة و جلست على إحدى الكراسي الموضوعة هناك و يقابلها دانييل و تتوسطهما طاولة زجاجية وضع فوقها گأسيين من عصير الليمون و بعض الحلويات.
كان الجو هادئا بطريقة غير مريحة كل منهما ينظر للآخر و لا يتحدث.
_ "لا بد من أن هناك أمر لتطلب حضوري لهنا رفيقي العزيز اليس كذالك؟!" قالتها إريكا بهدوء و صوت يتخلله بعض البرود
زفر دانيال و أخذ كأس العصير ليشرب منه قليلا ثم استأنف
_ "من انت؟!"
_" هل طلبتني لتعرف كينونتي ، ظننت ان و بقدراتك علمت بأنني بشرية "
_ " وهل يمكن لبشرية ضعيفة القضاء على مستذئب ؟!"
_" هناك مايسمى فنون الدفاع على النفس و انا ببساطة اتقنها "
_ " و هل علمتك تلك اللعب كيفية اخفاء رائحتك؟!"
_" اظن ان حاسة شمكم لم تعد تعمل ، حتى الكلاب يمكنها الشم افضل منكم "
غضب دانيال من كلامها و حاول امساك نفسه
_" وكيف تعرفين بوجودنا و لما لم تخافي عندما تحولنا؟!"
_" تعلم بأن هناك بشريون يعلمون حقيقتكم و حقيقة كل الخوارق"
_"البشر الوحيدون الذين يعلمون حقيقتنا هم الصياديين و بالمناسبة انا اعرفهم جميعا "
_" كيف هذا ؟!"
_" النفوذ و القوة عزيزتي"
_" وما ادراك بأنهم هم الوحيدون ،قد يكون هناك من يعلم بحقيقتكم غيرهم"
_" ببساطة لقد ابرمنا عقدا بأنني سأقتل أي بشري من غير الصيادين يعلم حقيقتنا ، حيث لايمكنه معرفتنا بدون بوح الصيادين"
_" تعلم ان نفوذك لا تطبق على الجميع و دليل ذلك انني لا ازال حية و اجلس امامك"
_" هناك استثناءات و انتي إحداها ببساطة لانكي رفيقتي"
_" تعلم بأنني قد اقوم برفضك بسهولة"
_"ماذا تعنين بكلامك؟!"
_" ببساطة انا بشرية و لن تؤثر علي رابطة الرفقاء بقدر تأثيرها عليكم ، استطيع رفضك و جعل ذئبك ينتحب و تفقد بعدها التواصل معه لينتهي امركما"
_"و ما الذي يوقفك عن فعل ذلك"
_" لا شيئ و لكن لدي اهداف "
_"وماهي ؟!"
_"ان أخبرتك لن تكون خاصة"
_"من اين تعلمين كل هذه الأشياء ولما لديك هذه الهالة الغامضة حولك؟!"
_" لدي طرقي و اساليبي الخاصة لمعرفة جميع اسراركم ، ويمكنني التخلص من جميع الممالك بسهولة"
_" هل تظنين ان الأمر بهذه البساطة ؟!، و بالمناسبة ليس لدي اسرار قد تدمر مملكتي"
_" في الحقيقة هو بهذه البساطة ، و ايضا اعلم سرك الذي اخفياه والداك عن الجميع"
_ دانيال و هو ينظر بشك لها " ماذا تعنين بكلامك"
_" اظن انك تعلم ما أقصد يا ليكان المياه"
قالت كلامها بهدوء و إبتسامة باردة توسطت وجهها ، بينما الآخر ألجم من الصدمة و عيناه توسعت على آخرهما ، لا أحد يعلم سره غير والداه و قد عمل بجد للمحافظة على الأمر سرا حتى انه لم يتحول امام أفراد قطيعه كي يحافظ على نفسه.
_" من اين تعلمين بهذا واللعنة" قالها بغضب واندرو يحاول السيطرة
_"اخبرتك بأني أعلم كل شيئ " قالتها ببرود و هي تنظر له
_" من تكونين و اللعنة؟!"قالها بشبه صراخ و هو يحاول السيطرة على نفسه.
_" أخبرتك من قبل و أظن بأنه لا فائدة من اعادة الإجابة مرة أخرى" اجابته ببرود
_" من يعلم هذا الأمر غيرك؟!"
_"لا أحد ، و لا أظن ان هناك أهمية من إخبار أحدهم فهذا سيؤثر علي اگثر منك بالنهاية"
_" ماذا تقصديين بكلامك؟!"
نظرت له و لم تجب بل إكتفت بشرب عصيرها بهدوء.
زفر الآخر و أخيرا سيطر على نفسه ليستأنف.
_" لماذا تتعاملين مع الجميع ببرود "
_" لا أحد يستحق معاملة جيدة له"
_" ليس الجميع سيئين بالنهاية"
_" الجميع لعناء و سيغدرون بك عند اول فرصة تتيح لهم"
_" لا أعلم ما الذي حدث لك و لكن يمكنك الثقة بي فأنا بالأخير رفيقك و سأساندك" قالها بهدوء و هو ينظر بعينيها.
نظرت اريكا له لتلمح الصدق في عينيه ، لكن تجاربها السابقة و ما مرت به اجبروها على عدم الثقة بأحد ، لقد لعبت بها الحياة و أصبحت كطفل تائه في متاهة القدر ، حاولت الإستنجاد بمن حولها لكنهم جميعا خذلوها ليتركوها تسقط في الهاوية وحدها ، اكملت عصيرها لتضعه على الطاولة و تجيبه بشبه عصبية و عيناها فقدت بريقها و كأن الحياة سحبت منها.
_" هل ابدو لك كشخص ينتظر النجدة من احد؟!
هل تظن بأنني سأفني عمرب و أدفن وجهي بغبار الطرقات في سبيل البحث عن ما يسمى السند؟! و انا التي ربيت قلبي على إحتضان نفسه بعد كل خيبة ، و أنا التي عودت يدي اليمنى أن تسارع بالإمساك برسغ اليسرى لكي تمنعها من السقوط. انا لم أسمح لأذن غير أذني بأن تعتاد صوت شكواي .
وفر العناء عن نفسك دانيال ،أنا اعرف جيدا متى أكون عمود نفسي ، أنا جيدة في النجاة بنفسي بعد كل حرب أصارعها و بأقل الخسائر"
قالت كلماتها و خصة بدأت بالتكون في حلقها و ما إن انهته حتى غادرت المكان ، لا تريد فقدان دفاعاتها أمام أحد ، لهذا أسرعت لمكان بعيد من اجل إحتضان نفسها و مواساتها بعيدا عن الناس و شفقاتهم.
اما دانيال فقد شعر بحزنها و لسبب ما أراد إحتضانها و مسح دموعها ، اراد ان يعلمها بأنه معها و لن يغادرها ، سيكون سندها و كل شيئ ، لكن الحياة تخالف توقعاتنا و أقدارنا . لهذا توجه لغرفته بكل حزن
و خيم الليل على شخصياتنا كل واحد منهم غارق في بحره و يفكر في ماسيحدث ، هل ستبتسم له الحياة ام انها ستظل في عبوسها.؟
.
.
.
.
                 ♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠♠
الكلمات المفتاحية
رابطة الرفقاء : و هي رابطة تنشأ بين الشخص و رفيقه و هي وسيلة لنقل المشاعر بينهم ، وتقوى عند اتمام مراسمهم.
                        ♠♠♠♠♠♠
رأيكم بالبارت؟!
ماذا تعني إريكا بأهدافها و الى أين تسعى؟!
ماذا سيحدث بين دانيال و إريكا ؟
قاااايز منجد اريد معرفة رأيكم بالرواية ، عدد المشاهدين اكبر بكثير من المتفاعلين.
اذا لم تعجبكم الرواية فقط اخبروني و سأحذفها.