الحاكمة الابدية

البارت الثامن

≤ أنا أسقط و أنهض وحدي... يدك ضعها في جيبك و إرحل≥
.
.
.
"ألن تتكلم؟!" بادرت إريكا في كسر حاجز الصمت الذي بني بينهما خلال ربع الساعة الماضية ، هي الآن تجلس في مكتب دانيال في إحدى الكراسي و دان يقابلها بعدما تخلى عن مكانه خلف المكتب.
تنهد قليلا ثم رفع رأسه لها ليسترسل بهدوء لم تعهده منه"هل يمكنك فقط عدم التخلي عنا؟"
قطبت الأخيرة حاجبيها بعد فهم لتنحل أخيرا تلك العقدة عندما علمت أنه يقصد نفسه و إيثان .ان العلاقة بينهما لا تزال مجهولة الخيوط لديها كلما أرادت معرفت شيى و التقدم خطوة ترى فوهة كبيرة لتستسلم اخيرا ، اومئت له ليزفر الهواء للمرة المليون هذا اليوم
"حسنا ، بما انني ليكان فأنا بطبيعتي أعيش لآلاف السنين ، حضرت لولادة أشخاص و وقفت في جنازتهم و كنت اول من يلقي التعازي على أهلهم.
والداي توفيا عندما كنت في 100 من عمري بمعنًا آخر في العاشرة بالنسبة للبشر . عشت بقيت طفولتي وحيدا و تخلى الجميع عني كانوا جميعهم حولي من أجل مصالحهم و لكون قطيعنا هو الأقوى ، التجئوا لنا وقت ضعفهم و كنا سندا لهم وقت سقوطهم ، وقفنا بقربهم عند مصاعبهم لنكون أسرة كبيرة ، لكن عندما توفي والداي نزل الستار عن مسرحيتهم لتظهر ادوارهم اللعينة ، الجميع إنضموا لقطعان أخرى و منهم من مارس السحر الأسود و الأسوء هم من باعوا نفسهم للعالم السفلي ، إن تقديم خارق لهيدز يسمح بفتح البوابة بين العالمين و خروج كلاب الجحيم . كانت سيلين إلى جانب بقيت الآلهة مدركين انا لا أحد سيقدم على بيع نفسه لكن جميع توقعاتهم ضربت عرض الحائط "
"حسنا و مادخل هذا بموضوعنا" تسائلت إريكا و هي تنظر الى دان الذي رمقها بنظرات حادة ، حسنا في الواقع هي لم تدري بهذا كون طفولتها إختلفت مئة و ثمانين درجة لكن مادخل الجحيم فيما حدث لإيثان
"إن لم تريدي الإستماع و معرفة الخبايا يمكنك ببساطة الرحيل و بالمناسبة هذه فرصتك الوحيدة لوضع قطع البازل لتتكون الصورة" نهرها دان لتومئ له ليباشر هذا الأخير بكلامه
"بعدما إستولت كلاب الجحيم على أرضنا لقى الكثير حتفهم ليتدخل زيوس أخيرا بعدما كان صامتا يشاهد ما حدث فقط. لقد أسقط هيدز من مكانته و لم يعد آلهة ، لهذا جميع الصلاحيات انتزعت منه و لم يعد لديه القدرة على ابقاء البوابة الأخيرة مفتوحة و قبل إقدام زيوس على ذلك استعمل هيدز ثوانيه الأخيرة ليلعن أبناء سيلين التي كان لها يد في إقناع زيوس على هذا الأمر ، فموت مخلوقاتها أصابها بكئابة لهذا باعت جسدها لزيوس ليحقق رغبتها . علم هيدز بقانون الرفقاء الذي وضعته سيلين لمخلوقاتها و لكون الليكان أحبهم لديها كان هذا هدفه .
في هذه الأثناء حاولت النهوض وحدي و لم أطلب مساعدة أحد ،كونت قطيعي ووضعت مكانة لنفسي و بمرور السنوات بدأت أحس أن لا رفيقة لي و خيل لي ان هذا ما خطط له هيدز ، حتى ذلك اليوم الذي كنت اتجول فيه بالغابة لأشتم رائحة التراب بعد المطر بجانب رائحة الشكولا حقا كان مزيجا خياليا ، و أندرو هاج بداخلي لأعلم انني حصلت على رفيقة ، كان هذا أسعد ايامي كانت صاحبة شعر فضي و عيون زرقاء ، قطيعي لم يتقبلها و حتى البيتا حذروني منها لكنني كنت هائما فيها و كأن سحرا وقع علي ، مرت الأيام و كنا نتشارك نفس الغرفة حتى إكتشفت انها تحمل بين اشلائها وريثي ، لكن لم تدم سعادتي كثيرا فقد إكتشفت انها لعنة هيدز فبعد قدوم هيرميس علمت بالأمر كرهت نفسي و كرهتها و حتى الجنين الذي بداخلها ، لهذا ما ان وضعت طفلها حتى قتلتها ، حاولت العديد من المرات التخلص من الصبي لكن في داخلي لازلت أحس بشعور الأبوة ، لهذا أرسلته بعيدا و بمرور الأيام بدات تلك البذرة بالإختفاء "
انهى دان كلامه و هو ينظر لإريكا التي تتفحص بنظراتها لم يستطع تفسيرها هل هي غاضبة ، حزينة ، حاقدة ام سعيدة ، هل ستتخلى عنه كما فعل الجميع معه و بالدق هل ستكره إيثان
"إذن إيثان إبنك"
أردفت ببرود قاتل ليومئ لها بحذر
"كيف لك أن تنادي تلك السيدة بأمي و كيف لك ان تثق بأنني رفيقتك؟!"
تسائلت ليردف "تلك زوجة والدي اي فرصته الثانية و هي الشخص الوحيد الذي ساعدني عندما إكتشفت وجودي ، لقد كانت محبوسة لكنها تحررت بعد وفاة والدي ، بسبب لعنة الرفيقة على الفرصة الثانية ، أما كوني على يقين بأنك رفيقتي فهو لسببان الأول أن إحساسي إتجاهك فاق شعوري نحو تلك اللعينة و ثانيا هو أن هيرميس تواصل معي و أخبرني أنك ملاكي"
إبتسمت له إريكا بهدوء مما جعله يتردد في سؤالها لكنه تشجع أخيرا "هل ستنبذين إيثان كما فعلنا؟!"
ردت بهوء " إن كنت تريد معرفة الحقيقة سأخبرك ، كوني علمت أنك كنت على علاقة بإحداهن و أنك تملك طفلا منها يجعل الشياطين تتقافز في عقلي و كلاب الجحيم تتكور في الزاوية من المشاهد التي يصورها عقلي ، لكن لو رأينا الموضوع من جانب آخر سترى بأنه ليس خطأ إيثان ، هو نزوة لشخصان ، نتيجة لإمرأة باعت جسدها و رجل لم يتحكم بذكورته صدق انها المختارة ، ليس خطأه أن يكون نتيجة لمجموعة من أفعال حمقاء متسرعة ، هو فقط أراد ان يحظى بوالدان ، أم تعطف عليه و أب يحميه لكنه وجد القسوة و النفور من السبب بكونه موجودا ، انا لن أغير معاملتي لإيثان أبدا بل على العكس منذ الآن سأحترمه أكثر ، فكيف لطفل مثله ان يتحمل قساوة لعناء مثلكم ، أنا أكثر من يفهم كيف أن كل شيئ وضعت آمالك فيه يخذلك ، من ظننت انهم ملجأك يبعيدوك لهذا فإجابة سؤالك هي لا و إن تكرر ما حدث له أقسم ان تنتهي حياة جميع من هو هنا"
كانت مشاعر إريكا في حديثا مزيجا مخيفا لها ، الغيرة و الحنان ، الحقد و التعاسة و تهديد شعرت بكونها مسؤولة عن ذلك الصبي ، هي فقط تريد إبعاده عن قساوة العالم حتى و ان واجهت جميع الناس و اولهم رفيقها
دانيال ينظر لها بفخر و سعادة  و كم شكر الآلهة لأنها رزقته برفيقة مثلها ، بالرغم من نعته بلعين و غيره لكن المسؤولية و الحب الذي وجهته لإبنه جعله يدرك كم هو حقير ، سيحاول بدآ من الآن أن يصبح أبا جيدا و يعوض صغيره عن كل ما فاته
"لكن ماذا تعنين بأنك أكثر شخص يعلم مشاعر إيثان؟!"
خاطبها عندما رآها تتجه نحو الباب لتخرج
إستدارت له و عيونها تحوي كما هائلا من الحزن
" لا تقلق دان كل شيئ في وقته سيكون جيدا ، فقط لا تتسرع و خذ الأمر بروية ، سيأتي ذلك اليوم الذي سأبوح لك بكل ماهو بداخلي و الآن عليك التفكير بكيفية إسترجاع ثقة أحدهم بك"
انهت كلامها لتخرج مخلفة ورائها شخصا تعصف به مشاعره
......يتبع
~~~~~~~~~
الكلمات المفتاحية
هيدز:  آله العالم السفلي و هو أخ زيوس
سيلين : آلهة القمر و سيدة المخلوقات من ليكان و مصاصي دماء و غيرهم
زيوس:ملك الآلهة و هو إله الرعد و البرق
هيرميس:رسول الآلهة
الفرصة الثانية:و هي عند عدم وجود ذكر لرفيقته إتخذت سيلين إجراء فقامت بوضع فرصة ثانية ، بالرغم من ان الرابطة بينها ليس بنفس مقدار القوة بين الرفيقين لكنه إجراء من أجل إستمرار مخلوقاتها
لعنة الرفية على الفرصة الثانية : هناك من يجد فرصته الثانية اولها ثم رفيقته و نظرا للمشاكل التي ستحدث بين المرأتان قررت سيلين وضع لعنة على الفرصة الثانية كي تبتعد عن الذكر و تنتهي الرابطة بينها و تزول هذه اللعنة بموت الرفيقة فقط
ملاحظة
انا على اتم العلم بأن لا وجود للآلهة و ان الله وحده لا شريك له ، لكن الرواية تحتاج لهذه الأشياء لهذا ذكرتها و هي لا أساس لها من الصحة
لهذا لا يأتي شخص و يبدأ بالكلام الفارغ و شكرا
.
.
.
~~~~~~
رأيكم بالبارت؟!
حقيقة إيثان؟!
موقف اريكا؟!
ماهي قصة إريكا و ماذا تعني بكلامها؟!
.
.
.
See you next time sweets💙💙💙