الفصل الأول

88.3K 1.5K 549
                                    

كلنا كالقمر له جانب مظلم.

كان يركض بسرعة يُسابق الزمن عله يصل إليها بـ الوقت المُحدد و قد كان فـ وجدها تجلس فوق أحد المقاعد تتكئ إلى رُكبتيها بـ مرفقيها ناظرة أمامها بـ شرود غريب رغم العبرات الجافة فوق وجنتيها إلا أن ملامحها كانت قاسية، صخرية بـ شكل مُفزع

إنحنى يلتقط أنفاسه ثم أكمل إقترابه منها قابضًا على ذراعيها يرفعها إليه و هدر بـ قلق

-أيار!.. بتعملي إيه هنا؟...

حدقت به أيار طويلًا بـ ذات الشرود و القسوة ثم عاد إليها وعيها قائلة بـ تهكم

-أخوك أمرني بـ السفر.. إدالي تذكرة ذهاب بلا عودة
-صرخ بـ حدة:و أنتِ إزاي تسمحيله!...

ظلت ناظرة إليه بـ سكون مُخيف وهو بدوره يُحدق بها دون حديث ينتظرها تتحدث دون ضغط فـ أردفت بعد فترة بـ صوتٍ جامد

-أسمحله!!.. للأسف كُنت غبية و طماعة ممكن...
إنحنى نبراس يجثو أمامها يُحاول الإبتسام ولكنه فشل ليُحمحم ثم أردف بـ نبرةٍ صادقة وإن كانت تحمل اللوم و العتاب

-أنتِ غلطتي يا أيار غلطتي و بتدفعي تمن غلطك.. بس مش لازم تسافري أبدًا واجهيه
-أردفت وهي تُبعد وجهها عنه:مش هعرف.. مرفلوش جفن وهو بيأذيني بـ الطريقة دي بس أنا أستاهل...

حك نبراس مُؤخرة عنقه بـصعبية شديدة ثم هدر بـ قوة و إستنكار

-بطلي تحصري نفسك فـ دور الضعف دا يا أيار أنا و أنتِ أكتر ناس عارفين إنه مش لايق عليكِ...

زفرت نفسًا مُتوتر و مُحَمل بـ شتى أنواع الغضب و الحقد و فضلت الصمت عن الحديث بينما نبراس لم يصمت و أكمل هجومه دون أن يعبأ بـ نظرات من حوله الفضولية

-غلطتي أه وهتدفعي تمن الغلطة غالي بس حقك متسكتيش عليه.. مش معنى إني عارف إنك غلطتي و هفضل أفكرك بيها طول عمرك إلا أنك لازم توقفيه عند حده
-هتفت أيار بـ سُخرية:كان عامل حساب كل خطوة و عارف يضربني أمتى.. صدقني مش وقته.. مش أنا اللي يتلعب بيا و أترمى.. حاليًا لازم أستغل كل حاجة سبهالي.. أنا خدمت وهو دفع تمن الخدمة خلصت...

لم يتوقع نبراس أن ترد بـ ذلك الحديث رغم شعوره بـ الغثيان إلا أنه فضل الصمت.. أيار لم و لن تكن تلك الفتاة الضعيفة و هو أعلم بها.. صداقتهما دامت سنوات و يعلم كم هي.. كم هي حقيرة!!

تنهد بـ تعب و نهض يسحب حقيبتها ثم قال بـ نبرةٍ حاول أن تخرج هادئة دون غضب

-طب بعدين نشوف الحوار دا.. تعالي أوصلك البيت...

كان إستدار عنها فـ توقف مُجفلًا على صوت ضحكتها و إن كانت مُنكسرة إلا أنها سوداء، قاسية ليلتفت ينتظر مُتعجبًا لضحكاتها أن تتوقف ثم قالت بـ إبتسامة دون مرح

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن