كل سنة و أنتم طيبين الوقف كان عشان رمضان لكن بإذن الله هيرجع النش من تاني عادي
وظيفة القلب هي ضخ الدماء
و ليس الحُب…
ظل كلاهما يُحدقان بـ الآخر هي بـ نظراتها الخبيثة و هو بـ نظراتهِ السوداء
لم تتغير أبدًا.. عيناها مغوية و فاتنة بـ مكر و خُصلاتهِا ثائرها حمراء كـ روحها و العُمر لا يظهر عليها تبدو كمراهقة في سن التاسعة عشر كما إلتقاها أول مرة.. بينما هو العمر قد خط على ملامحه و خُصلاتهِ التي مهما سعى في صباغتها تبقى بيضاء شاحبة كملامحهِ القاتمة الآن
تشنج فك فؤاد حينما تكلمت وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها ثم تحدثت ساخرة
-مش هنفضل واقفين كدا كتير ولا أنت جاي تشوفني و تمشي!...
تقدمت خطوة ثم سارت بـ إصبعها على صدرهِ وقالت بـ خُبثٍ أثار غضبه
-عذراك الإشتياق وحش لواحدة علمت عليك…
ضرب يدها بـ قوة آلمتها ثم دفعها و دلف لتبتسم أريام على الرغم من تألمها إلا أنها تسلحت بـ الهدوء و هي على يقين بـ عودتهِ إليها خاصةً حينما زارته بـ بيتهِ في فرنسا عقب الحادثة بينها و بين أرغد و لم تكن سوى زيارة مقصودة لتظل هي بـ عقلهِ غير قادر على نزعها منه
زفرت نفسًا طويل ثم أغلقت الباب و لحقت بـ فؤاد الذي حدق بـ أرجاء الشقة الفاخرة و هو يبتسم بـ سُخرية سوداء و حينما شعر أنها تقف خلفه إستدار إليها و تساءل بـ إستهجان
-فلوسي!...
و صدرت ضحكة قصيرة منها قبل أن تقول وهى ترفع حاجبها بـ إغاظة
-تؤ فلوسك خلصت من زمان…
إقترب منها فؤاد حتى أصبح على بُعد خطوة واحدة و إبتسم قائلًا بـ نبرةٍ صخرية
-يبقى فريسة جديدة…
إبتعدت أريام عنه ثم جلست واضعة ساق فوق أختها و أردفت ناظرة إليه بـ نظرةٍ ذات مغزى و قد وصلته
-أنت و أرغد كُنتوا أخر فرايسي.. آخر أتنين فـ القايمة
-حقيرة…
أردف بها فؤاد بـ غل و قسوة و كأنه يبصق الكلمة بـ غرض إهانتها إلا أنها إبتسمت و قالت بـ برود صقيعي
-من بعض ما عندكم يا روحي.. الحقارة دي إتعلمتها منكوا.. أنت و إبنك…
ظل جامدًا في مكانه لتُشير إليه ليجلس فـ جلس بـ هيمنة ثم وضع ساق فوق أُخرى كما هي تمامًا لتتساءل هي بـ فتور
-أسباب الزيارة دي إيه! آخر لقاء بينا مكنش كويس علشان تعيدها تاني
-سألها بـ طريقةٍ مُباشرة:راجعة ليه و عاوزة إيه من أرغد!