ليس للعقل صوت يسمع في ضجة أهازيج الهوى
وصخب أمواجه العاتية
وأزيز أعاصيره الهوج…وقف أمام باب القسم يمد ذراعيه يُساعد على تمديد عضلاته المُتشنجة و على وجههِ إبتسامة هازئة مُنتصرة، فـ لم يبقِ سوى ساعات قليلة بـ السجن كما لم يكن مُخطط له، لينظر بعد قليل في إتجاه السيارة التي تبعته من المنزل حتى هُنا لتتسع إبتسامة مقيتة على وجههِ و إقترب منها رغم وجهه المكدوم من شجار دار بينه و بين آخر كانت نتيجته تلك الكدمات التي أُضيفت إليه
طرق النافذة لتنزل بعد لحظات و فؤاد يطل منها لينحني أرغد و إتكأ بـ مرفقيهِ على إطار النافذة ثم و بـ خُبثٍ هتف
-خطتك فشلت…
كان وجه فؤاد أسودًا بـ غضب جعل أرغد يُقهقه ثم أستطرد بـ سُخرية أكبر
-بتعرف تخطط أحسن منك هي، الجريمة كانت لبساني و هي خرجتني بـ تنازل منها…
مدّ أرغد يده إلى داخل السيارة و ربت على كتف فؤاد قائلًا بـ مواساة غرضها السُخرية و إثارة غضبه أكثر
-إتعلم منها…
دفع فؤاد يد أرغد عنه ثم بـ نبرةٍ مُخيفة، سوداء و بعد صمته الذي لم يقدر على الحفاظ. عليه أكثر قال
-هقتلك
-و بـ برود أردف:مستنيك…برزت عروق نحر فؤاد و كاد أن يُغلق النافذة حتى لا يُخطئ أمام قسم الشُرطة إلا أن يد أرغد منعته و هسهس بـ مكرٍ دائمًا يفلح مع أمثال فؤاد
-أنا دايمًا سابقك بـ خطوة، و هفضل أغلبك يا فؤاد، متثقش فـ نفوذك و فلوسك عشان دول هما اللي هيدمروك…
ضرب على باب السيارة ثم غمزه عابثًا بـ شقاوة
-طريق السلامة يا باشا…
إنطلقت السيارة تاركة أرغد يقف وسط الغُبار الذي خلفته و سُرعان ما إختفت إبتسامته و إنطلق هو الآخر في طريقهِ، و نظرًا لإفتقاره لمال و وسيلة نقل و كذلك هاتف، إضطر آسفًا أن يسير
إنطلق أرغد واضعًا يديهِ في جيبي بِنطاله و سار طريقه مُتذكرًا أحداث لا يعلم أحد كم حارب لتكون طي الكتمان
إبتداءًا بـ إغراء زوجة والده و كم كان ذلك ثقيلًا عليه، إغراء ماليًا ضخم و وعود كثيرة بـ الهروب من براثن هذا العجوز على حد قولها حتى يستطيع الحصول على كُل ما يُريد، وصولًا إلى وضع آلة تصوير دون علم أحدهما ليحصل على أدق التفاصيل دون عناءٍ يُذكر
و حتى تلك الحادثة رسالة نصية ألا يحضر للقصر و قبلها التحذير من آخر، إستطاع أرغد جيدًا التلاعب بـ الجميع، القريب من فؤاد و البعيد عنه، مُساعده الشخصي و بئر أسراره، أخبره عن خطة فؤاد لـ الإيقاع به و تفاداها جيدًا
كان يعلم جيدًا ما يقوم به فؤاد و قرر هو التحرك أولًا، يأخذ حذره ثم يوهمه أنه فاز، لن يسمح له أرغد بـ الفوز هذه المرة سيتركه ليلهو قليلًا ثم يستمتع هو كثيرًا