تأكدت و إن رأيت النور في غيرك، سأختار عتمتك…
ألقى فؤاد الهاتف بـ جنون لينظر أرغد إلى الهاتف المُهشم بـ برود صقيعي ولا مُبالاة مُغيظة ثم إلى والدهِ من جديد الذي قبض على تلابيبهِ و جذبه بـ قسوة صارخًا بـ صوتٍ تشققت حوائط الشُرفة لحدته
-أنت عملت إيه يا ***! دا أنا همحيك من على وش الأرض…
و لكمه فؤاد بـ قوة جعلت أرغد يتراجع خطوتين ثم إستطاع الإتزان، ليضحك هو بـ قوة و أردف ساخرًا وهو يسمح الدماء عن شِفاه
-كُنت حابب أشوف رد فعلك لما أعمل كدا…
رفع فؤاد يده ينوي صفعه و لكن أرغد أمسك معصمه و شدّ عليه بـ قسوة جعلت الأول يصرخ بـ تأوه ثم هسهس بـ صوتٍ خفيض و لكنه أسود، مقيت
-مش هسمحلك تعملها مرتين، أنت أبويا برضو
-حاول فؤاد جذب يده و هو يجأر:و ديني لاوريك يا أرغد، ههدك زي ما عملتك
-مُشكلتك إنك بتتكلم كتير، و من غير تنفيذ…ضغط أرغد أكثر ليزداد صوت فؤاد بـ صرخة قاتلة ثم نظر بـ حقد إليه و هدر
-هستنى إيه من ابن حرام و رقاصة…
إتسعت عيناه بـ ذهول لم يتوقعه حينما صفعه أرغد بـ قوة، صفعة تردد صداها وسط سكون الليل و عتمته ثم قال بـ فحيح قاسي
-و عشان أنا ابن حرام و مصونتش البيت اللي اتربيت فيه كان لازم أقول الحقيقة…
إقترب أرغد مُستغلًا حالة الذهول التي سيطرت على فؤاد من هول المُفاجأة ثم هتف بـ سُخرية سوداء
-و الرقاصة كانت إختيارك، محدش بيختار أهله
-جأر فؤاد بـ صوتٍ قاسي و مُخيف:كُنت عارف إنك مش هتصون السر، اللي هو بيعيبك يا بن الرقاصة
-إبتسم أرغد و مال بـ رأسهِ قائلًا بـ تهكم:السر بين إتنين ميبقاش سر، لازم واحد يخون و أنا نُلت الشرف…زاد من ليّ ذراع فؤاد فـ بدأت ساقه تخور ليسقط أمام أرغد و نظر إليه من علو، فـ بدى مُخيفًا و الشر ينبعث منه ليُصيب بدنه بـ إرتجافة عنيفة، ثم أردف بـ نبرةٍ جامدة
-إحفظ سرك لنفسك، محدش بيصون سر ميخصوش، أنت كبير يا فؤاد و فاهم، سيب الوقعات دي لعيل…
حاول فؤاد النهوض و لكن كُلما حاول كُلما ضغط أكثر و زاد من ليّ ذراعه فـ يُجبره على الركوع أمامه، إبتسم أرغد بـ إحتقار و قال ساخرًا
-ركعت قُدامي يا فؤاد، بالغصب أو بـ رضاك ركعت، و اللي جاي أسوء مليون مرة من اللي فات…
دفعه أرغد بـ قدمهِ ليسقط فؤاد أرضًا ناعتًا إياه بـ أقذع الألفاظ، و لكنه لم يُعره أي إنتباه بل إنحنى يلتقط هاتفه المُهشم و نظر إليه بـ شفقة ثم قال
-يا خسارة كسرته، بس مش مُهم عندي كتير فوق…
ألقى به أمام فؤاد ثم هدر شامتًا و هو يستدير يسير بـ تهمل و كأنه يتراقص فوق رُفات الماضي