الفصل الرابع والعشرون

9.1K 481 50
                                    

لا تدع الضوء في نهايةِ طريقٍ مُظلمٍ أن يخدعك
أحيانًا هذا الضوء ما هو إلا نارًا تحرقك…

فرط الثقة ما هو إلا بداية سقطة قوية، يوسوس لك الشيطان بـ أن ثقتك بـ نفسك لن تدعك تسقط و لكن في الحقيقة ما هي إلا بداية للهاوية

و هي أفرطت الثقة بـ النفس و أن ذمام الأمور هي من تتحكم بها و لا غير، و لكن هو من كان يتحكم بـ الثقة و تركها تظن أنها مُمسكة بـ ذمام الأمور ما هي إلا بيدق يظن نفسه فارسًا عظيم يستطيع التغلب على الخصم بـ ضربة واحدة من سيفهِ

لقاء تبعه آخر و آخر ما بين التحفظ مرة و الإنخراط في إنحراف مساري بسيط ثم تعود و تُصحح مسارها إلا أن الخطأ الوحيد أنها إنخرطت في ذلك الإنحراف الطفيف، فـ ما كان إلا بداية الخطأ لتبدأ بـ الكذب مرة و التسلل من دروسها مرة أخرى و هكذا، و الدائرة تتسع و الخطأ يتجمل في عذرٍ بسيط ألا وهو "شرح الكيمياء"

و هُنا هي تستعد لمُكالمة مرئية معه و ذات العُذر شرح درس من الكيمياء العضوية الذي وجدت صعوبة بالغة في فهمهِ و الآخر ذئب ضاري و لكنه صبور يعرف يرتدي ثوب الجدة الضعيفة و ما أن تُصدق ذات الرداء كذبته حتى ينقض عليها و يفترسها بـ تمهل مُنتصر

وضعت حجابها بـ إهمال و تزينت بـ مساحيق تجميل لأول مرة تستخدمها و كل هذا لأجله فقط، و إرتدت منامتها بـ حجة أنه سيرى وجهها فقط و الخطأ يجر آخر و تسقط هي مرة تلو الأُخرى

سمعت صوت الهاتف يصدح بـ نغمةٍ مُخصصة لتهرع بعد أن ألقت نظرة خاطفة على نفسها ثم أمسكت الهاتف تُهدئ نفسها و ضربات قلبها العالية لتفتح وهي تبتسم، و أول ما قاله

-إتأخرتِ هما رديتِ ليه؟!
-تمتمت بـ خجل:كُنت بلبس الطرحة…

رأته عبر الشاشة يرتدي ثياب داخلية فقط تُظهر تعرج بسيط لعضلات صدره و شعره مُبعثر بـ إهمال مُحبب و لكنه كان شديد الوسامة أكثر مما يبدو حينما يُصبح مُنمق، ينام بـ إريحية فوق الفراش و ينظر إليها بـ إبتسامة لعوبة ثم قال

-إطلعِ فـ حتة فيها نور، مش شايفك كويس
-قطبت جبينها و تسائلت:و أنت محتاج تشوفني ليه! أنا اللي المفروض أشوفك
-برر قائلًا:منا لازم أشوف تعبيرات وشك يا أُسوة
-تردد قائلة:طيب ثواني هشغل النور التاني…

نهضت و تركت الهاتف و لمُحدثها الفُرصة لتفحص جسدها من الخلف و الغُرفة كذلك، كُل هذا ذا قيمة له بعد ذلك و عادت بعدما أضاءت الغُرفة أكثر و جلست أمامه لتعود ملامحه الشهوانية إلى أُخرى راقية، مُهذبة

-كدا كويس!
-كويس أوي، يلا نبدأ!...

أومأت أُسوة ليجلس هو فوق الفراش و يبدأ بـ شرح الدرس بـ سلاسة فهمت منها جيدًا و لكنها كانت تشرد به بين الحين و الآخر و هو يعلم و لكنه يدعي العكس، و الفريسة سقطت بـ فخهِ و لم تعلم أنها سقطت، بعد ذلك سيبدأ الخُطوة الأخيرة، ليقول بعدما أغلق الكتاب و نظر إليها مُتجاهلًا أفكاره القذرة

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن