الفصل الواحد والعشرون

9.7K 495 58
                                    

ثمة موت يدركك وأنت حي…

تجمدت مكانها و هي ترى ذلك الخبر و لم يكن مجهولًا كما يتحدث البعض على مواقع التواصل الإجتماعي بل رسالة نصية، تفصيلية تصف بـ الضبط ما يحتويه الخبر من مجهول كُشف لها فقط، لتضع تالة يدها على فمها بـ صدمة ثم همست و هي ترفع رأسها إلى إيليا

-مش معقول…

كانت عيناها تبكي فقط بلا مشاعر أو تأثر، فقط عبرات تركض وراء بعضها دون أن تتسابق، بينما إيليا نظر إليها من خلف الزُجاج بـ غرابة و هتف ولكن لم يصل لها صوته

-شو بكِ! شو صار؟!...

ألقت تالة بـ الهاتف و كأنه سيُصيبها بـ عدوى و نظرت إليه من بعيد قبل أن تتجه إلى باب الشُرفة بـ شرود و جسد يرتجف ثم فتحت القفل ليندفع إيليا إليها مُمسكًا ذراعيها بـ قلق و هدر بها

-شو صار! ليش عم تُرچفي هيك! لا تضلكِ ساكتة…

رفعت إليه نظراتها التائهة ثم قالت و هي تضع يدها على كنزته لتقبض عليها بعد ذلك و كأنها تتوسله

-بيقولوا إني بنت راجل تاني، بيقولوا إني إتولدت من أب تاني غير بابا…

ثوان ليستوعب ما قالته تالة لتتسع عيناه بـ ذهول قوي جعله يفقد القُدرة على الحديث أمام خوفها من الإجابة التي يعرفها قبلًا، فـ تمسكت أكثر بـ كنزتهِ و هدرت بـ توسل

-قولي إن دا كدب يا إيليا، قول إنهم بيعملوا كدا عشان ينتقموا مني…

تدارك إيليا صدمته و رفع يده يربت على وجنتها ثم تسائل بـ صوتٍ خشن

-مين ياللي قال هيك! و كيف عرفتي؟!
-دفعت تالة يده وقالت صارخة:متسألنيش، قولي إنه كدب
-أرغد ياللي قالك مو هيك! هاد الحقير…

حاولت تالة دفعه و لكنها لم تقدر نظرًا لتمسكه بها بـ قوة، ثم صرخت و هي تُحاول إلتقاط الهاتف

-أرغد مين! معرفش و مش عاوزة أعرف، أنا عاوزة أعرف الكلام دا مش صح
-إهدي تالة مشان نقدر نحكي…

حاول إيليا قدر الإمكان السيطرة على حركاتها الشرسة فـ ضمها إليه يمتص صرخاتها و صدمتها بل و ضرباتها التي تكيلها له عله يتركها و لكن تشبث بها أكثر حتى سمع صوتها الضعيف بـ توسل

-قولي إنه مش صح
-مسد على خُصلاتهِا و همس بـ حنو:إهدي حبيبتي، إحكيلِ كِل شي عم إسمعك…

كلمات مُتعثرة بـ خطأ بعضها يسأله أن ينفي حتى و إن كان كذبًا و البعض الآخر يقص عليه ما رأته و لكنه لم يفهم بل تركها تُثرثر دون أن يترك قيدها، ليحملها بعد ذلك ثم جلس فوق الفراش و هي على ساقيهِ واضعًا رأسها بـ كتفهِ غير سامح لها بـ النظر حولها

إلتقط الهاتف و فتحه بـ سهولة دون الحاجة إلى تخمين كلمة السر ثم عبث به حتى وصل إلى الرسالة النصية التي وصلتها مُنذ دقائق فقط، لتتقلص ملامح وجهه بـ غضب ناري و هو يقرأ التفاصيل و المُحتوى ينص على أن والدها فؤاد الرازي و بعض التفاصيل الأُخرى مدعومة بـ رسائل بـ خط يد والدتها تُخبره بها أنها تحمل في أحشائها طفل وهو طفله هو

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن