الفصل الثاني

29.5K 1K 379
                                    

أن تكون فاتنًا قذرًا فـ هي جريمة عقوبتها الإعدام...

أغلقت باب الشقة القديم خلفها ثم نزعت وشاح رأسها و قذفت به فوق الطاولة البسيطة ثم أطلقت تنهيدة حارة و هي تجلس فوق الأريكة مُغمضة لعينيها

-عملتِ إيه يا ماما!...

فتحت عيناها و هي تنظر إلى إبنتها ذات الثلاث و العشرين عامًا ثم إعتدلت و قالت بـ دون تعبير مُعين

-روحت له و وافق
-ردت مُستنكرة:بس كدا؟!
-أنتِ عاوزة حاجة تانية مثلًا يا تالة!!...

حكت تالة خُصلاتهِا المرفوعة بـ ترتيب ثم جلست جوار والدتها قائلة بـ تعجب حقيقي

-مش قصدي.. لكن واحد منعرفش عنه حاجة ولا هو يعرفنا إزاي يوافق كدا
-ردت مُقتبسه حديثه:الضُفر ميطلعش من اللحم...

صمتت تالة تتعجب من إجابة والدتها إلا أنها بعد لحظات تساءلت بـ نبرةٍ شبه هادئة

-طب و طلب منك إيه أو إيه شروط الشغل!!
-معرفش.. قالي خليها تبعت حاجة اسمها سي آآآآ.. مش فاكرة اسمها إيه وبس
-الـ C.V فهمت.. وأكيد فيه إيميل للشركة...

لم ترد بل أخرجت بطاقة تعريفية من حقيبتها الصغيرة ثم أعطتها إلى تالة قائلة

-خُدي قالي كلميه وتواصلي معاه على الحاجات اللي مكتوبة دي...

أخذت تالة البطاقة من والدتها و قرأت الاسم "أرغد الرازي" لا تعلم لِمَ أصابتها رجفة عنيفة بـ جسدها وهي تقرأ الاسم.. ألربما لأنها لا تعرفه! أم أن الاسم يشي بـ مدى هيمنة صاحبه!

قبضت على البطاقة ثم قالت وهي تنهض

-هقوم أبعت دلوقتي.. أنا مش عوزاكي تحملي هم يا ماما.. أنا بشتغل عشانا و عشان أنا حابة كدا.. متفكريش فـ حاجة تانية...

نظرت إليها والدتها طويلة دون حديث قبل أن تُطلق زفرة طويلة ثم إستغفرت و تساءلت بـ فتور و قليل من الإهتمام

-أبوكِ فين!.. أخد دواه!
-بابا نايم من ساعتين.. أكل و أخد الدوا و نام...

أومأت راوية ثم نهضت بـ تثاقل قبل أن توقفها تالة

-مش هتاكلي!
-همدد شوية و أبقى آكل...

ثم تركتها و دلفت الغُرفة حيث يتواجد زوجها.. نزعت عباءتها السوداء و جلست جواره.. و بـ رأسها يطوف مئات الأفكار و الذكريات

كيف إلتقت شقيقتها بـ والد أرغد قبل أن تتوفى بعد ثمانية عشر عامًا عاشتهم و هي تعلم أن زوجها يخونها تبعها عرضه بـ أن يتزوجها حتى لا يكبر ولديه دون والدة أو أن يضطر إلى الزواج و أن تترك زوجها و تتزوجه هو و تكبر إبنتها تالة كً واحدة من أولادهِ

صرت على أسنانها و هي تُغمض عيناها و عبارة تطوف بـ ذهنها

"أنتِ كُنتِ حلقة وصل مش أكتر يا راوية.. كُنتِ طرف لعبنا بيه أنا وأُختك"

في غياهب الفرعون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن