و لذة البدايات تموت أمام قسوة النهايات
فـ قد يمنحك القدر سعادة ليسلبها منك في لحظة
لذلك إستعد...طرقت والدتها باب الغُرفة ثم دلفت لتجد الغُرفة غارقة في الظلام حتى بعد ذلك الوقت المُتأخر من النهار بعد آذان الظهر، ذمت والدتها شفتيها بـ تبرم ثم توجهت لتفتح ستائر الشُرفة لتسمح لأشعة الشمس غمر الغُرفة و توجهت إلى حيث تستلقي ميار فوق الفراش و جلست على حافته
ربتت على كتفها و تساءلت لتنظر إليها ميار التي لم تتحدث طوال تواجد والدتها بـ الغُرفة بل ظلت مُحدقة بـ السقف
-ممكن أفهم بقى حابسة نفسك من إمبارح ليه؟ و هارية نفسك عياط على إيه!...
حكت ميار عيناها الحمراوين من شدة و طول مُدو بُكاءها، بعد عودتها أمس لم تتحدث مع أحد و أغلقت غُرفتها تبكي بـ قوة، لقد إنتهى ما لم يبدأ من الأساس، إعترافه لها كان بـ مثابة صفعة لها لتفيق و تُدرك أنهما أضاعا من عُمريهما الكثير ظنًا أن الحُب سيمحي صداقة لم تكن من البداية سوى حُب
تنهدت ميار و إلتفتت إلى والدتها ثم جلست و قالت بـ صوتٍ باهت، مُتحشرج
-مفيش يا ماما، خناقة بين صُحاب
-برمت والدتها شفتاها وقالت:خناقة صُحاب إيه اللي تخليكِ تعيطي! و متروحيش شُغلك النهاردة؟
-كانت كبيرة شويتين...رفعت والدتها حاجبها بـ عدم رضا و لكنها لم تُعلق ثم هتفت في النهاية بـ تنهيدة حارة
-طب قومي علشان تاكلي
-أردفت ميار بـ تعب:مش جعانة
-لكزتها والدتها قائلة:بت أنتِ إزعلي و عيطي بس متاكليش ليه؟ قومي كُلي بدل أما تتعبي، و لا أقولك هجيب الأكل و أجي...همت بـ النهوض و لكن يد منار منعتها قائلة بـ إبتسامة خفيفة لم تتعدَ حدود زاويتا شفتاها
-خلاص يا ماما هقوم أصلي الضُهر و أجي آكل أي حاجة علشان الغدا
-إنفرجت أسارير والدتها وقالت:أيوة كدا يولع اللي مزعلك و الزعل نفسه، يلا هعملك سندوتشين كدا مع شاي بـ لبن إيه رأيك؟!...لم تستطع ميار ألا تضحك ثم تركت يد والدتها و أومأت، لتنهض ولاء لتُحضر بعض الشطائر بينما هي جلست فوق الفراش تتنهد بـ حُزن عاود يجثم على صدرها بـ شراسة أكثر و كأنه ينوي قتلها، و من الحُب ما قتل و هي صدقت أنه لا يقتل جسديًا و لكن الروح حينما تموت لا يستطيع أحد إحياءها سوى من قتلها
توجهت إلى المرحاض و غسلت وجهها المُتورم بـ جفون حمراء ثم توضأت و أدت فريضتها، لتجد والدتها قد حضرت الشطائر و الشاي و إنتظرتها على طاولة الطعام
جلست جوارها و شرعت في إلتهام الشطائر بلا شهية حقيقية و ولاء تنظر إليها بـ تمعن دون قول شئ و هذا يعني أن هُناك أمرًا تُريد مُناقشته معها، لتبتلع ميار ما في فمها ثم نفضت يدها و شبكتهما أمامها فوق الطاولة و تساءلت بـ إبتسامة خفيفة، شقية