لكل ليل قمر
حتى ذلك الليل الذي بأعماقك…إستدارت شويكار إلى فؤاد و هي تتملص منه، مُمسكة أطراف سُترته و تتوسله بـ بُكاءٍ حار
-أبوس إيدك يا فؤاد، إبني لأ، إقتلني أنا و هو لأ…
أمسك فؤاد يديها و نفضها عنه ثم قبض على فكها و هدر بـ فحيح قاسي و ملامحه تزداد سوادًا فوق سواد قلبه
-هقتله و هقتلك بعدها يا شويكار، لأ مش هقتلك هخليكِ توصلي للموت بـ رجليكِ و أنتِ عايشة
-هتفت بـ صعوبة:أبوس رجلك لو عاوزني أوطي أبوسها هعملها، بس متقتلش أرغد…أدارها فؤاد إلى حيث يقف سالم و أمامه بل بـ الأحرى أسفل قدميه أرغد ثم هدر و هو لا يزال مُمسكًا بـ فكها يعتصره بـ قوة
-مش دا اللي خُنتيني معاه! دلوقتي عرفته و أجرته عشان يقتل إبنه
-صرخت وهي تُحاول الفكاك منه:إرحمه، دا ذنبي مش ذنبه هو، كفاية حرمتني منه السنين دي كُلها، حرمتني منه و من نبراس كفاية إفترى…أعاد رأسها إلى الخلف حتى إرتمت على كتفهِ و هسهس بـ صوتٍ ناري، مقيت النبرة
-إفترى! أنتِ مفكرة إن دا حاجة قُصاد اللي عملتيه!! ربيته عشان أقتله بـ إيدي بس إتأخرت، و مش مهم التأخير الأهم إني هقتله خلاص…
تحركت شويكار بـ همجية و حاولت الصُراخ و لكنه وضع يده على فمها يُكممه مانعًا إياها من إكمال صرختها ثم هدر بـ جمود قاسي
-صرخي يا شويكار و أنا هحطك قُدامه و هو بيموت…
حركت رأسها نافية و هي تضرب رأسها بـ كتفهِ و كأنها تتوسله و لكن الجحود و الحقد قد ملأ قلبه بـ سواد لن يستطيع التخلص منه ما دام أرغد على قيد الحياة
و على الناحية الأُخرى
كان سالم يقف أمام أرغد مُحدقًا به بـ قسوة و النشوة تصل إلى ذروتها ثم أنزل المُسدس إلى صدرهِ و قال بـ نبرةٍ على وشك الجنون
-ليك أُمنية!...
نظر أرغد إلى عيني أريام الباكية و التي تصرخ بـ اسمه تتوسله النهوض و الدفاع عن نفسه ثم إلى سالم و قال بـ نبرةٍ لا حياة بها
-خليها تمشي من هنا…
إلتفت سالم إلى أريام ثم إبتسم و قال عائدًا بـ نظرهِ إلى أرغد من جديد
-كان نفسي أحققلك الأُمنية دي، بس للأسف هي طرد و لازم أوصله لصاحبه
-إبتسم أرغد بـ وحشية و قال:قوله مش هيلحق يتهنى، فيه غيري مش هيسمحله
-ضحك سالم و هتف:لأ واثق أوي…أغمض أرغد عينه و هو يومئ بـ برود واثق أثار غضب سالم، ليسحب صمام الأمان قبل أن يهتف صارخًا بـ حدة
-إتشاهد بقى…
هُنا و إنطلقت صرخة من أريام إمتزجت بـ صرخة شويكار المكتومة أعقبها حركة عنيفة جعلتها تسقط عن المقعد، و صوت الرصاصة تنطلق و لكنها حقًا هل أصابت الهدف؟